العنوان الشباب (العدد 316)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-سبتمبر-1976
مشاهدات 18
نشر في 316
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 07-سبتمبر-1976
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: 13) صدق الله العظيم
حديث الشباب
لا بد وأنك أخي عدت يومًا ما إلى بيتك حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً.. وبأثناء مرورك بشوارع وممرات ضاحيتك رأيت حلق الشباب المتناثرة تحت أعمدة الإنارة ألم تسأل نفسك ماذا يفعل هؤلاء في جلوسهم الذي يبدأ من الساعات الأولى من الليل إلى الساعات الأولى من تباشير الصباح.
لا بد وأنك سألت نفسك هذا السؤال: ماذا يفعل هؤلاء الشباب في جلوسهم؟؟ إنه يا أخي الفراغ والشباب، لا يدري هذا الشباب التافه المسكين أين يقضي وقته فتراه يتخبط في سد هذا الفراغ، فساعة تراه في دور السينما وأخرى على البلاجات وأخرى تحت أعمدة الإنارة.. إن نعمة الشباب والفراغ يا أخي نعمتان كبيرتان أنعم الله بهما على كثير من الناس ونحن من هؤلاء الناس، فبمقارنة بسيطة بين حلق الشباب التي نراها وحلق الشباب المسلم التي تعقد في المساجد.. حلق القرآن والسيرة والذكر، إن هذه النعمة كبيرة.. فشتان بين الحلقتين- ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ (ق: 37).
نعم.. لقد طفح الكيل ولم يعد السكوت يجدي، إلى متى يظل شبابنا في هذا الحال من الضياع وفقدان العقيدة والالتزام بالإسلام الكل يتناوشه من كل صوب: يحاول أن يشده إليه وكل يوم تخرج موضة جديدة فيركض وراءها، أو صيحة من الصيحات الجديدة فيتشبث بها، وهكذا حاله بين هذا وذاك لا يكاد يستقر على حال.
أصبحنا نرى الخنافس والشعور الطويلة، والسيارات الفارهة التي تسحق وتقتل الناس من أجل إشباع رغبات جانحة في نفس شاب.
وأولو الأمر يقفون مكتوفي الأيدي لا يحركون ساكنًا فهؤلاء الشباب لا يجدون أمامهم القدوات الصالحة التي يقتدون بها، فالصورة قد شوهت في نفوسهم فأصبحوا لا يثقون بالعلماء فالصحف تستهزئ بهم، والمسرحيات لا تكاد تخلو مسرحية منها دون الاستهزاء بهم والحط من مكانتهم وكأنهم أضحوكة، والتلفزيون لم يقصر أيضًا في ذلك، فأين القدوات
إن التقرير الذي كتبته جمعية المعلمين تطالب فيه باحترام العلماء والمدرسين قد لمس جانبًا مهمًا وله تأثيره البالغ في حياة الشباب.
إنهم لم يجدوا القدوات، ولذلك هم في ضياع وتشتت فالصورة مشوهة في نفوسهم.
حتى المدرسون لم توقر صورتهم في نفوس الشباب فتخرج مسرحية- مدرسة المشاغبين- لتحط من مكانتهم وكأن هناك من يخطط ليحط من كل القيم الرفيعة في نفوس الشباب لتكون نفوسهم بلا قيم، فلا تحدها حدود.
لعل المسؤولين يدركون خطورة الوضع فيردون الاعتبار إلى العلماء والمدرسين.
المساجد في المدارس
تحدثنا في العدد الماضي عن قرار وزارة التربية الذي ركز على أهمية الصلاة وضرورة تعيين وقت لها يتيح للطلبة أداءها بصورة سليمة، وكان هذا القرار بادرة خير تدل على اهتمام الوزارة بالصلاة التي هي عماد الدين ودعونا إلى تعميق هذا الاتجاه وإلى متابعة تطبيق القرار لأن بعض المدارس تخالف ذلك.
إنما هناك أيضًا أمر متصل بالصلاة وهو المكان المقرر للصلاة فالخشوع والهدوء لازم لها، لذلك ينبغي اختيار المكان الهادئ لأدائها لا المزعج المليء بالضوضاء كما أن بعض الأماكن المقررة للصلاة ضيقة لا تكاد تتسع وبالذات المساجد التي أقيمت مؤخراً في المدارس كبناء مستقل وهي بادرة جيدة للدلالة على أهمية الصلاة، ولكن الملاحظ عليها أنها صغيرة وضيقة، فماذا يضير وزارة التربية لو أوصت بتوسيع هذه المساجد لتكون مركزًا تربويًا للطلبة وتؤدى الدور المهم الذي كانت تؤديه سابقًا في المجتمع المسلم
قبيل العام الدراسي
بعد رمضان تبدأ سنة دراسية جديدة، نرجو فيها التوفيق لأبناء الكويت ولجميع المسلمين.
ووزارة التربية عليها تبعة كبيرة ومسؤولية تربية هذا الجيل من الشباب وانطلاقًا من هذه المسؤولية والتبعة الثقيلة يتحتم عليها أن تتلافى كل عام الأخطاء التي وقعت في العام السابق، كما أنها في هذه السنة مقبلة على مشاريع جديدة قيد التجربة والنجاح أو الفشل ومن الملاحظ في السنوات السابقة الطلبات الكثيرة التي يطلبها المدرسون من الطلبة قد يكون الكثير منها غير لازم أو من الممكن أن توفره الوزارة، ولا نجهل ثقل هذه الطلبات على الموظف العادي والأب لخمسة أطفال أو سبعة كل منهم يأتي بقائمة من طلبات المدرس أو المدرسة، ماذا يفعل هذا الموظف المسكين أمام إلحاح أبنائه وإلحاح حاله.
فنرجو أن تأخذ الوزارة هذا الأمر بعين الاعتبار.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل