العنوان حصار غزة.. يتبدد أمام صوت الضمير الإنساني
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 12-يونيو-2010
مشاهدات 60
نشر في العدد 1906
نشر في الصفحة 5
السبت 12-يونيو-2010
على امتداد الأسبوع الماضي، شهد العديد من عواصم العالم انتفاضة عارمة ضد استمرار الحصار الصهيوني على قطاع غزة، فمنذ المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات الصهيونية فجر الإثنين ٣١ / ٥ / ٢٠١٠ م؛ تواصلت ردود الفعل الغاضبة من بيانات رسمية وشعبية، إضافة إلى مظاهرات حاشدة؛ تنديدًا بما جرى، وإدانة لاستمرار تجويع ما يقرب من مليوني فلسطيني في قطاع غزة على مدى أربع سنوات.
وقد انطلقت عاصفة الاحتجاجات من تركيا التي انطلق منها «أسطول الحرية»، وسقط من أبنائها تسعة شهداء دفاعًا عن فلسطين وسعيًا لفك حصار غزة، وقد أثبتت تركيا - حكومة وشعبًا - جدارتها بقيادة الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى وقع المواقف التركية القوية وردود فعل الشارع التركي العارمة؛ انطلقت مظاهرات ضخمة من لندن وباريس وعدد من المدن الألمانية وأيرلندا، وأعلن 1500 من عمال الموانئ بالسويد مقاطعة البضائع الصهيونية من ١٥ إلى ٢٤ يونيو الجاري، في الوقت الذي اتخذت فيه النرويج إجراءات تأديبية ضد الصهاينة، والغاء فيتنام استقبال الرئيس الصهيوني «شيمون بيريز» واستدعاء جنوب أفريقيا لسفيرها في تل أبيب، ومطالبة أمين عام الأمم المتحدة بكسر الحصار على غزة.. حتى واشنطن (الراعي الأكبر للكيان الصهيوني) صدرت منها إشارات بضرورة إيجاد آلية لتخفيف الحصار ناهيك عن صدور دعوات من داخل الكيان الصهيوني تطالب بفك الحصار.
لقد كانت «مجزرة الحرية» شرارة البدء في تلك الانتفاضة العارمة للمطالبة بكسر الحصار كسرًا حقيقيًا، كما ولدت القرصنة الصهيونية على حد قول النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار - ولدت عشرات المبادرات على المستويات العربية والإسلامية والدولية لتسيير قوافل إغاثة جديدة لغزة، وكشف النائب عن وجود أكثر من ١٠ مبادرات على الصعيد العربي والإسلامي والدولي لتسيير قوافل بحرية إلى قطاع غزة.
لقد بدأ ذلك الحصار يتهاوى ويتبدد ويسقط إلى الأبد إن شاء الله أمام صوت وتحركات وإدانات الضمير الإنساني، ولاشك أن تلك التحركات الشعبية والرسمية على امتداد العالم تشير إلى صحوة الضمير الإنساني حيال قضية الشعب الفلسطيني، ولا شك أن التغطيات الإعلامية المكثفة التي قامت - وتقوم بها قناة «الجزيرة» وبعض الفضائيات الأخرى لقوافل كسر الحصار، ولكل الفعاليات والأحداث المتعلقة بالقضية الفلسطينية؛ كان لها الدور الفعال والمشكور في بيان حقيقة ما يجري لشعوب العالم المضللة بالدعاية الصهيونية الكاذبة، وغني عن البيان هنا، فإن دور الآلة الإعلامية في مثل هذه الأحداث لا يقل عن دور الجيوش بل وأكثر.
هكذا يبدو المشهد العالمي اليوم حيال فلسطين وقضيتها وشعبها وحصار غزة ومعاناة أهلها وللأسف الشديد، فقد كان الجانب الأكثر ضبابية وضعفًا في هذا المشهد هو صورة الموقف العربي المشلول بل والمنبطح.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل