; ترجموا.. برامج الدين عمليًّا..! | مجلة المجتمع

العنوان ترجموا.. برامج الدين عمليًّا..!

الكاتب أحد القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

مشاهدات 17

نشر في العدد 40

نشر في الصفحة 21

الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

رسالة من الأردن:

ترجموا.. برامج الدين عمليًّا..!

نشرتم في عدد المجتمع بتاريخ (۲۷) أكتوبر (۱۹۷۰م) بعنوان «ثم جاء دور الصلاة»، وكان ذلك ردًّا على بعض المجلات التي ذكرتم أنها عارضت مشروع إقامة الصلاة في المدارس، ورأيت أن أضيف لما ذكرتم في تلك المناقشة الهادئة بعضًا من آراء الغربيين الذين تتلمذ عليهم أولئك المعارضون؛ إذ طالما أوضحت الصحافة الإسلامية أن المقلدين من أمتنا لا يأخذون من الغرب سوى قشور حضارته.

من الأسس التي يقوم عليها نظام التربية والتعليم الإنجليزي التربية الدينية؛ فقانون التربية الإنجليزي لسنة (١٩٤٤م) والمعمول به حتى الآن، قد قرر بشكل إلزامي أن تبدأ المدرسة كل صباح بتلقين الأطفال التعاليم الدينية وإقامة الطقوس الدينية الصباحية تحت إشراف مدير المدرسة، وأن على كل طفل أن يتلقى التعليم الديني في مدرسته وِفق المذهب الذي يختاره والده، وتغلق المدرسة التي لا تقوم بهذه الغاية على أكمل وجه.

«إنه مما لا شك فيه أن غالبية الآباء الإنجليز يرغبون أن يتلقى أطفالهم التعليم الديني مهما كان اهتمام هؤلاء الآباء بالدين قليلًا في بيوتهم، وإذا ما سألتهم عن المبادئ التي يرغبون تلقينها لأبنائهم لأجابوا: مبادئ وتعاليم المسيحية» جون بلاكي الإنجليزي (Blakie  John)

كما يقول (Frobel) فروبل الألماني: «إن أية مبادئ تربوية لا تقوم على أسس دينية لا تعتبر مبادئ فعالة في المجتمع»، وهو يرى أن الإنجليز بالذات «قد أدركوا ذلك عندما ذهبوا للاعتقاد بأن أية فلسفة تربوية لا ترتبط بالقيم الروحية هي فلسفة غير متكاملة».

لقد زرت نماذج من المدارس الإنجليزية لمختلف المراحل، ولمست ترجمة هذه النظرية؛ حيث نبدأ المدرسة بصلاة صباحية ودرس ديني يشرف عليه مدير المدرسة أو مساعده ويشترك في الصلاة جميع المعلمين والمعلمات، وفي بعض الأيام يُدعى الآباء للمشاركة في ذلك.

أما عن فعالية هذا التعليم فهو موضوع آخر؛ إذ ما يحيط بالأطفال خارج أسوار المدرسة وحتى في البيت يتعارض مع كل ما يتلقاه الأطفال في المدرسة، وحتى يصبح التعليم الديني فعالًا فقد قامت بعض المدارس بتأليف الأسر الطلابية لتنفيذ برامج عملية مستمدة من التعاليم الدينية؛ كزيارة المرضى ونوادي الكبار في السن، وتقديم بعض الخدمات العامة المناسبة.

وبعد، ألا يمكن لمدارسنا أن تجعل من دروس التربية الإسلامية دروسًا علمية وعملية يتلقون فيها المبادئ الروحية، ويقومون بالشعائر الدينية ويربطونها بواقع الحياة! لماذا لا تكون الصلاة في المدارس تجربة عملية لتعليم الأطفال معنى النظام والطاعة والمساواة في المجتمع، ألا يمكن اعتبار الصلاة نشاطًا مرافقًا للتربية الإسلامية؛ كالنشاطات المرافقة للمواد الدراسية الأخرى؟!

إننا نأمل أن يتطور تدريس التربية الإسلامية في الكويت؛ حيث الإمكانات المادية ليأخذ الأطفال دورهم في ترجمة دروس التربية الإسلامية إلى برامج عملية وخدمات عامة للمجتمع -مهما كانت صغيرة- خارج المدرسة لينشأ فيهم الشعور الإسلامي النبيل منذ نعومة الأظفار.

مع تحياتي وتقديري..

المخلص

أبو المجد - عمان

الأردن

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

كيف أعود ولدي الصلاة؟!

نشر في العدد 2

53

الثلاثاء 24-مارس-1970

الوحدة وصلاة الجماعة في المدارس

نشر في العدد 4

24

الثلاثاء 07-أبريل-1970

الأسرة

نشر في العدد 3

31

الثلاثاء 31-مارس-1970