; خارطة التوازن الدولي.. هل ستؤدي إلى متغيرات جديدة..؟؟ | مجلة المجتمع

العنوان خارطة التوازن الدولي.. هل ستؤدي إلى متغيرات جديدة..؟؟

الكاتب أبو أسعد

تاريخ النشر الثلاثاء 23-يناير-1979

مشاهدات 23

نشر في العدد 429

نشر في الصفحة 50

الثلاثاء 23-يناير-1979

يبدو أن حركة اللعب الدولي على مسرح الشرق الأوسط والخليج تتصاعد بحدة، بحيث بدأت دول المنطقة تتلمس خطر التغيرات المحتملة في الخارطة السياسية الكلية، والتي قد تؤدي إلى تغيير المعادلة الأمنية العالمية المعروفة، وهذا هو الأمر الذي دعا راديو الرياض الرسمي ليوجه نداءه إلى الولايات المتحدة من أجل «إعادة النظر في كثير من المسلمات لتحديد مواقعها وردع أي محاولة لتهديد الأمن والسلام العالميين».

ويبدو أن الصراع الدولي بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي من ناحية، وبين الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين من ناحية أخرى، سوف يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات العالمية قبل أن يتوصل أطراف اللعبة إلى تحديد كامل لخارطة النفوذ التي تجعل كل طرف ملتزمًا بدوره في مناطق نفوذه فحسب، والذي يجعل المرء أميل إلى الاعتقاد بأن الأخطار التي ستعكسها الصراعات الدولية في المنطقة قد تؤدي إلى تغيير في الخطوط العريضة للسياسات المحلية عدة أمور، من أبرزها: 

• التحذير السعودي المعلن عبر الراديو والذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية، حيث ذكر «أن المنطقة تشهد حاليًا أزمة سياسية خطيرة بشكل قوس هلالي يمتد من الباكستان حتى القرن الأفريقي... وخاصة بعد أن وصلت أحداث إيران إلى دلالة عميقة هي أن تحقيق التوازن السياسي في القوى لا يتحقق إلا من خلال تحركات متوازنة».

• التصريح الذي أدلى به مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي زبيفينو بيرزنسكي، والذي أشار فيه إلى أن اهتمام الولايات المتحدة يجب أن يتكافأ مع الاهتمام المتزايد للقوى الأخرى، ولعل مثل هذا التصريح يزيد الإحساس بأن الولايات المتحدة عازمة على القيام بتكتيك جديد يتيح لها الحفاظ على إستراتيجيتها، فقد قال مستشار الرئيس الأمريكي: «إن أزمة الشرق الأوسط تمثل أهمية إستراتيجية للأمن القومي، وإن هذه الأهمية تفرض علينا أن نبادر إلى أن يكون اهتمامنا متكافئًا مع اهتمامات يبديها المعسكر الآخر في الأحداث».

ولعل مسلسل الحرص على مسألة التكافؤ بين الدول الكبرى هو الذي يجعل الأحداث والمتغيرات في مناطق الضعف العالمية تتصاعد مطردة مع خطوط نظرية التكافؤ التي تحرص كل القوى الكبرى على جعلها المنطلق الإستراتيجي لها.

ومن هنا يستطيع الإنسان تفسير الفعل وردة الفعل في مناطق القلاقل والاشتعال العالمية، حيث تتزاحم القوى العالمية الرئيسية للعب بالنار في الشرق الأقصى وأواسط آسيا والشرق الأوسط والقرن الأفريقي وغير ذلك من أماكن الاضطراب في العالم، ويبدو أن تزاحم القوى الكبرى على مناطق الثقل الاقتصادي هو الذي يشغل الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي حصر جل الاهتمام الأمريكي على تأكيد حضور الولايات المتحدة حول منابع النفط الخليجية، وهذا الذي جعل شليسنجر وزير الطاقة الأمريكي يلوح بتهديد الدول الكبرى بقوله:

«ينبغي أن يكون ثمة بينة واضحة لا جدال فيها لدى الدول الأخرى في منطقة الخليج، تشير إلى ثبات واستمرار الدعم والحضور الأمريكي هناك».

فإذا كان شليسنجر يعبر عن الإرادة الفعلية للولايات المتحدة؛ فما هي المناطق التي ستكون مسرحًا لردة الفعل التي قد تقوم بها القوى العالمية الأخرى؟؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل