; الاتهامات الباطلة ترتد على أصحابها | مجلة المجتمع

العنوان الاتهامات الباطلة ترتد على أصحابها

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 23-فبراير-2002

مشاهدات 21

نشر في العدد 1490

نشر في الصفحة 9

السبت 23-فبراير-2002

زعم رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في مقابلة نشرت له مؤخراً في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي من صنع الكيان الصهيوني، وأورد عرفات موقفاً نقل فيه عن رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحق رابين قوله: "إن حماس كانت خطأنا الكبير" واعتبر ذلك اعترافاً من الكيان الصهيوني بمسؤوليته عن إنشاء المقاومة الإسلامية في فلسطين.

 وبداية نقول إن الاتهامات التي وجهها عرفات للمقاومة الإسلامية في فلسطين، لا تختلف كثيراً عن الاتهامات التي وجهت لكل الدعوات الإصلاحية، ووجه الاستغراب ليس في توجيه الاتهام ولكن فيمن وجهه وفي استشهاده إن صح الاستشهاد بأقوال عدو كرس حياته لقتل الشعب الفلسطيني وتهجيره عن أرضه وتكسير عظام أبنائه، حين شرعوا في الانتفاضة الأولى عام ۱۹۸۷م التي قادتها حماس.

وعلى مدار التاريخ دأب البعض على إثارة الشكوك وتوجيه الاتهامات دون دليل، بل لقد وجهت أسوا التهم إلى خيرة الخلق وهم الأنبياء والمرسلون، ووصفوا بانهم سحرة أو مجانين، ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ [الذاريات: 52]

لقد أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن نفسها مع تفجر الانتفاضة الأولى في ديسمبر عام ١٩٨٧م. وفي غرة المحرم عام ١٤٠٩هـ - ١٨ أغسطس ۱۹۸۸م أصدرت الحركة ميثاقها، وفيه أن حركة المقاومة الإسلامية حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية. ويقول الميثاق إنه وإن تباعدت الحلقات وحالت دون مواصلة الجهاد العقبات التي يضعها الدائرون في فلك الصهيونية في وجه المجاهدين، فإن حركة المقاومة الإسلامية تتطلع إلى تحقيق وعد الله مهما طال الزمن, والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» (رواه البخاري ومسلم).

وتقول حماس أيضاً إنها تعتقد أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، وتقول أيضاً: لا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد. وفي مواجهة اغتصاب اليهود لفلسطين لابد من رفع راية الجهاد.

ومن أهداف الحركة يقول الميثاق: أما الأهداف فهي منازلة الباطل وقهره ودحره ليسود الحق وتعود الأوطان وينطلق من فوق مساجدنا الأذان معلناً قيام دولة الإسلام ليعود الناس والأشياء، كل إلى مكانه الصحيح" ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 251]

فكيف يعقل أن يسعى اليهود لإنشاء كيان هذه أهدافه ومبادئه، وتلك توجهاته؟ ولماذا إذن لجأ الصهاينة إلى سجن الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة حتى من قبل قيام الانتفاضة الأولى عام ١٩٨٧م رغم عجزه البدني وعدم قدرته على الحركة؟

إن مثل تلك الاتهامات الساذجة الواضحة الزيف والتدليس لا بد أن ترتد إلى قائلها وهي تكشف عن تهافت قائلها وقلة حيلته فبعد أن انساق في طريق الاستسلام وانكشفت بطولته المزعومة لجأ إلى تشويه سمعة من وقفوا ضد استسلامه وتخاذله والنيل منهم ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: 9] لكن المؤكد أن كل عاقل وكل وطني مخلص سيدرك الحقيقة، ولن يجني هؤلاء المرجفون إلا المزيد من الخسران وضياع ما تبقى لهم من رصيد عند من كانوا يظنون بهم خيراً ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17]

الرابط المختصر :