; اليسار المغربي يقود معركة «جذرية» ضد الإسلام | مجلة المجتمع

العنوان اليسار المغربي يقود معركة «جذرية» ضد الإسلام

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 27-يناير-1976

مشاهدات 16

نشر في العدد 284

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 27-يناير-1976

الجيل المغربي الجديد يلقن في المدارس الرسمية- الثورة البلشفية والنظرية الماركسية.

ولقد ذاعت أفكار ماركس وفلسفت الاشتراكية ذيوعا كبيرا في أوربا أواخر القرن ۱۹ فتأثرت بها معظم الحركات العمالية والنقابية في معظم الدول.. الخ ص ۳۷۸- بعنوان كبير على مربع أحمر ما يلي:

«يمتاز التطور الاجتماعي بتقوية التباين بين الطبقات الاجتماعية

 جـ- تحريض التلاميذ وإثارتهم ضد الطبقة البورجوازية في المغرب:

 ص ۱۹۹- في بطاقة وردية بارزة ما يلي: 

«،،، أن المصارف وشركات القرض والبواخر والسكك الحديدية، وصناعة الحديد والصلب جميعها مركزة في يد ١٨٣ مردا، وتمثل المؤسسات التي يسيرها هؤلاء أزيد من عشرين مليارا من الأسهم والتزامات السائرة ،،، الحياة العمالية بفرنسا.

 ص ۳۷۹- «،، في نهاية عهد الحماية كان ٧,٥٠٠ ملاكين كبارا يملكون ٤٪ من الأراضي المزروعة في حين أن ٣٪ من سكان البادية لا يملكون سوى ٤٠٪ من الأراضي.

- الدرس ۲۲ «الثورة البولشفية»

- أسباب الثورة وبعنوان كبير على مربع أحمر:

«اختلت أوضاع روسيا الاقتصادية والاجتماعية، وعجز نظامها القيصري المستبد عن حماية البلاد، فهب الشعب وراء معارضة قوية منظمة، يقوض العرش الإمبراطوري ويبنى على إنقاضه سنة ۱۹۱۷جمهورية الاتحاد السوفياتي»

ص 301- في إطار جميل كبطاقة ورد ما يلي:

«، ظهرت البولشفية في سنة ١٩٠٣ على أرسخ قاعدة من نظرية الماركسية.. وإن البولشفية التي نشأت على هذه القاعدة الصلدة قد أمضت خمسة عشر عاما «١٩٠٣ – ١٩١٦» من التاريخ العالمي الذي لا يضارعه في غنى خبرته مثيل في العالم،، ونعني الخبرة الثورية والسرعة والتنوع في تبدل مختلف أشكال الحركة من علنية وغير علنية، هادئة وعاصفة، حركات خلايا وحركات جماهير، حركات برلمانية وإرهابية،،، نضال كان بحكم تأخر البلاد وشدة ظلم القيصر، ينضج بسرعة خاصة لينين.

 ص ۳۰۲- سقوط القيصر وثورة أكتوبر «تفاصيل الثورة»

 ص ٣٠٣- أحد خطب لينين في إطار ورد كالعادة 

من أهداف لينين: الأرض للفلاحين والسلطة للسوفييت،

ص 304- صورة لينين يخطب أمام جمهور

- ترجمة لينين وتروتسكي في بطاقتين رديتين،

ص 305- روسيا في عهد لينين خطبة لينين في بطاقة ورديه»

 ص ۳۰۷- ستالين والتخطيط السوفياتي

 ص ۳۰۸- صورة ستالين مع ترجمته، بطاقة وردية 

ص ٣٠٩- التحولات الاجتماعية بعد ثورة 

- عنوان كبير على مربع أحمر:

 «وضع البولشفيون دستورا جديدا، ليكافحوا الجهل، وألغوا الديانة، وغيروا عقلية مواطنيهم»

- ،، حملة شعواء على الأمية، وأكثر من بناء المدارس، وقد علق الاتحاد سوفياتي أهمية كبرى على التعليم ليس فقط لمكافحة الجهل ولكن أيضًا لتلقين الأطفال الإخلاص للنظام الشيوعي، ولما كان الدين هو أفيون الشعوب، حسب النظرة الشيوعية، فقد ألغيت الكنيسة الأرثوذكسية، وصودرت أملاكها، وتحولت الكنائس إلى متاحف، ووضع الزواج والطلاق تحت الإشراف المدني وعلى العموم فقد تحول المجتمع الروسي تحولا جذريا، ونما عدد أفراده «١٤٦ مليون نسمة سنة ١٩٢٦، ۱۷۰ مليون سنة ۱۹۳۷» وخاصة في الحواضر، وتغيرت عقلية المواطنين، وبالأخص الشباب منهم، وانصهرت الوطنية الروسية في المثل الاشتراكية، لتعملا معا لخدمة الأمة السوفياتية وتحقيق أمانيها.

ص 310- تحت هذا الكلام بالذات صورة بالألوان لاستعراض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو ۱۱۱.

 ص ٣٤٢ – صورة بالألوان للحرس الأحمر يتلون أفكار «ماو»

هذه بعض العناوين والنصوص تؤكد بكل وضوح أننا لو طلبنا من الحزب الشيوعي السوفياتي أن يكتب لنا دروسا لتلقين أبناءنا المذهب الشيوعي ابتداء من أول مرحلة التعليم الثانوي لما فعل أكثر مما فعله هؤلاء الأساتذة في الكتاب المدرسي المذكور،

والمؤلفون هنا لا يحتفظون بالحياد أمام عرض النظريات الماركسية وشرحها للتلاميذ الذين تتفاوت أعمارهم بين ١٤ و١٦ سنة، ولكنهم يمجدونها ويزكونها في كل مناسبة 

وعندما قالوا للتلاميذ أن البولشفيين كافحوا الجهل والدين وغيروا عقلية مواطنيهم يعنى العقلية الخرافية التي كانت تومن بالدين لم يعقبوا على ذلك بتخطئة هذا الرأي، وضلاله حتى لا يتأثر الأطفال بذلك، وإنما دعموه بتلقين الأطفال الشعار الشيوعي «الدين أفيون الشعوب» وختموا هذا الدرس الذي استغرق ١٤ صفحة بما يفيد أن الشيوعيين بفضل نظرياتهم السابقة كلها وإلغائهم الديانة وتغيير عقلية مواطنيهم و انصهارهم في المثل الاشتراكية حولوا المجتمع الروسي من دولة متخلفة إقطاعية إلى دولة عظيمة، وختموا الدرس بما يزكي ذلك ويستهوى الأطفال وهو صورة استعراض الصواريخ بالألوان الطبيعية الساحة الحمراء بموسكو ۱۱۱، 

ص 379- ولإشعار الطفل بواقع مجتمعه المتخلف وللمقارنة قدموا له صورة أحد أحياء «التنك»- القصدير- بالدار البيضاء فهل يمكن أن تكون الدعـــــوة للماركسية في برامج وكتب التعليم بالأقطار الشيوعية أفضل مما قام به هؤلاء الأساتذة برامج وكتب التاريخ المدرسية لبلد مسلم؟

لقد قيل أن عبد العزيز أمين أحد مؤلفي هذا التاريخ هو في نفس الوقت رئيس مكتب البرامج والتخطيط بوزارة التربية الوطنية، وهذا يعني أنه استغل نفوذه إلى أقصى حد، ففتح جميع قاعات المدارس الثانوية أمام الشيوعيين لتمجيد الماركسية، ودراسة منهاجها الفكري والعملي لقلب الأنظمة العالمية، ومكافحة الجهل والدين والطبقية والبورجوازية والإقطاعية والرأسمالية، وإلزام أبنائنا المسلمين بحفظ خطب ماركس وشعاراته وشروح لينين لمذهبه..

تشويه التاريخ الإسلامي والسخرية بالرسول والكذب عليه:

في منهج التاريخ للسنة الأولى من الثانوي درس واحد فقط عن الســيرة النبوية بعنوان: الدعوة الإسلامية،

 ص ۸۲- شرح فيه المؤلفون آية ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ(الشعراء:214)بقصة مختلقة عن النبي صلى الله عليه وسلم تصوره بصورة الرجل ضعيف الحجة الذي يحاول رشوة المشركين ومساومتهم على تأييده مساومة سخيفة تدعو إلى الضحك والسخرية به: «فقام القوم «يعني أربعين رجلا» يضحكون ويقولون لأبي طالب:

«قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع»

إن هذه القصة التي تروجها الكتب النصرانية قال عنها الإمام ابن تيمية أنها كذب وحديث موضوع، من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك وقد رواها ابن جرير والبعوي بإسناد فيه أبو مريم الكوفي وهو مجمع على تركه، وقال الإمام احمد عنه أنه ليس بثقة، عامة أحاديثه بواطيل، وقال ابن المديني عنه أنه كان يضـــع الأحاديث «المرجع: الجزء الأول من السيرة الحلبية الطبعة الأولى ص ٣٠٤»

 فهل لـم يجد المؤلفون إلا هذه القصة المختلقة المملوءة بالمتناقضات والسخرية بالرسول، والتي لا تشتمل على أية فكرة أو مبدأ صريح من مبادئ الدعوة الإسلامية لتلقينها إلى أطفال عمرهم بين ١١- ١٤سنة.

 هل يمكن أن يحدث هذا في بلد إسلامي غير المغرب؟

ص ٧١ يتحدث المؤلفون باستمرار. عن اليهودية دون أية إشارة إلى أنها ديانة نسخت وبطلت بالإسلام، بل يتعمدون نقل نصوص التوراة باسمها بجانب أية من القرآن لا يذكرون أنها أية ولا يشيرون إلى أنها من كلام الله.

ص 66- إن الدرس الخاص بظهور المسيحية منقول برمته من الإنجيل وبلغة الإنجيل المترجمة الركيكة وهذا يعني أن المؤلفين تعمدوا أن لا يتحدثوا عنها من وجهة النظر الإسلامية وأن يفرضوا على أبنائها المسلمين قراءة نصوص الإنجيل وحفظها دون أن يقولوا كلمة واحدة عن بطلانها أو تحريفها أو نسخ الديانة المسيحية كلها بالإسلام.

في كتاب «التاريخ القديم» للسنة الثانوية الثانية لا توجد أية كلمة أو درس عن الإسلام، ولكن يوجد فيه مرة أخرى وبتفصيل ما يلي:

 ص ۷۳- درس طويل من ١١ صفحة عن العبرانيين مع نقل نصوص التوراة فـي الصفحات ٧٩- ٨٠- ٨١.

 ص ۲۱۰- درس عن ظهور المسيحية وانتشارها من ١١ صفحة أيضا كله تمجيد للمسيحية مع نقل نصوص طويلة عـــــن الإنجيل في صفحات ۲۱۲- ٢١٤- ٢١٥- 219- دون أن يقول المؤلفون للأطفال المسلمين كلمة واحدة عن نسخ المسيحية بالإسلام أو أن أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين قد غيروا كتاب الله وبدلوه وكتبوا الكتاب بأيديهم فقالوا: هذا من عند الله ليشتروا به تمنا قليلا. بل بالعكس جيء بهذه النصوص في كتاب مدرسي وتشرح ويعتقد بصحتها، ولتعامل كما تعامل آيات القرآن تماما ۱۱۱.

ومن المعلوم في كتب الحديث ما جاء من النهي الصارم عن نقل أو تداول نصوص الكتب القديمة المحرفة ومنها ما أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم عن عمرو بن يحيى قال: أتى النبي ص بكتاب في كتف فقال: «كفى بقوم ضلالة أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى نبي غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم» وفي ذلك نزل قول الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ﴾ (العنكبوت:51) وتطبيقا لذلك أنكر عمر بن الخطاب على رجل نسخ كتب دانيال وضربه بعصا معه وأمره بأن يمحو ما كتبه ولا يقرأه أحدا من الناس وقال: «لئن بلغني أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لا نهكنك عقوبة»

«المرجع بتفصيل: كتاب «حياة الصحابة المجلد ۳ ص ٦٥٠»

- إذا قارنا حجم الصفحات التي خصصت في أجزاء التاريخ المقررة لسبع سنوات، لظهور اليهودية وظهور المسيحية وظهور الإسلام أي السيرة النبوية كلها فسنجدها هكذا ۱۳ صفحة لكل من موسى وعيسى عليهما السلام و١٤ صفحـة للرسول عليه السلام باستثناء الصـور والخرائط ...، وإننا لنتساءل: هل يمكن أن يقع مثل هذا في الكتب المدرسية المسيحية واليهودية. أن إصرار المؤلفين على اختزال السيرة النبوية الى هذا الحد وتحويلها إلى مجرد عناوين، وإغفال كل مواقف الرسول التي تدل على عظمة رسالته وصدقه ليدل على الحقد والكراهية الخفية للإسلام. 

نماذج من تشويه التاريخ الإسلامي: في منهج «تاريخ العالم الحديث» للسنة الرابعة الثانوية

ص ۱۰- في عنوان كبير على مربع أحمر:

«واصل محمد الثاني الفتوح العثمانية بالبلقان، في نطاق استراتيجية عسكرية موجهة ضد الدول المسيحية».

ص ۱۱- «وقد اتسعت المرحلة الأولى من تاريخ العثمانيين بكون الجهود العسكرية للدولة الناشئة كانت موجهة في الأساس ضد الدول المسيحية بآسيــا الصغرى وأوروبا، ولا شك أن ظروف العصر كانت تضفي على حروبهم صبغة دنية».

ص ۱۸- في عنوان كبير على مربع أحمر: 

«ارتكزت الدولة في تنظيمها على الإقطاع والجيش»

ثم وصف موسع للإقطاع العثماني!

 ص ۲۱- في عنوان كبير على مربع أحمر:

«كانت السلطة السياسية منبثقة هي أيضا من هذا النظام الإقطاعي العسكري»

- «إذا نظرنا الى الجهاز السياسي في الدولة نجده مثل الجهاز العسكري متولد عن النظام الإقطاعي، والدولة في مجموعها ذات شكل هرمي يأتي في قمتها السلطان الذي يتمتع بسلطة مطلقة سواء في الجيش أو في دائرة الحكومة التي يرتبط معه أفرادها برباط العبودية، وله أيضا التصرف المطلق في موارد الدولة،»

 ص ۲۲- «وكانت طبقة الأشراف من آل البيت أو القولاري تخضع لمحاكم خاصة»!! 

- الأوقاف: وتعني استثمار الأملاك والعقارات المحبسة لأغراض دينية، وعلى مداخيلها كانت تعيش الهيئة الإسلامية» 

ص ۲۳- «كان للدين دور رئيسي في الدولة والمجتمع، الشيء الذي جعل السلطان يحرص دائما على أن يحتفظ بمظهره كخادم للإسلام» «أفيون الشعوب»

 ص ٢٤- وقد أشتهر في عهد سليمان المهندس سنان الذي بنى ۸۱ مسجدا و55 مدرسة و۳۳ قصرا و۳ مستشفيات الخ.

- إن أكبر دس وتحريف وتشويه تاريخ الدولة العثمانية يلقى لأبنائنا هو أن العمل الكبير الذي قامت به لنشر الإسلام في آسيا وشرق أوروبا يمحي بجرة قلم من هؤلاء المؤلفين ويوصف بأنه يدخل في إطار استراتيجية عسكرية لمحاربة الدول المسيحية، لتلبية أطماع النظام الإقطاعي العثماني، ومثل هذا التفسير سمعنــا طلبتهم يصفون به دخول العرب إلى شمال أفريقيا وأنهم جاءوا لاستعمار الأرض تحت شعار نشر الإسلام ولا فرق بينهم وبين المستعمرين الآخرين!

 لقد نجح الماركسيون إذن في تطبيق نظريتهم المادية التاريخية على تاريخنا الإسلامي، لا في كتب أو مقالات تقرأها نخبة من الناس، ولكن في كتب مدرسية يدرسها الملايين من أبنائنا.

كيف نجح الماركسيون في نشر الإلحاد بواسطة كتب الفلسفة:

نعود الآن، وبإيجاز أيضا، لإعطاء التفسير الحقيقي لموجة الإلحاد التي انتشرت بين تلاميذ التعليم الثانوي بالمغرب منذ سنة ۱۹۷۱، وشملت أبناء كثير من الأسر المعروفة بتدينها، والتي تهدد الجيل الصاعد بتفويض كل قيمه الدينية والأخلاقية والوطنية، وسلبه من أعظم طاقة ورثها عن تاريخه وتراثه العظيمين، وهي طاقة الإيمان.

 قلنا- آنفا- إن المخطط الماركسي لغزو برامج التعليم والكتب المدرسيـة اتجه في الدرجة الأولى لمادتين خطيرتين يعلم أنهما يلعبان دورا كبيرا في تكوين الشخصية القومية والدينية هما التاريخ والفلسفة، فعن طريق مسخ وتحريف التاريخ يتم فصل التلميذ عن تاريخه، وقطعه عن جذوره وتراثه، وعلى هذا الأساس تم وضع كتب التاريخ. كما أنه عن طريق مادة الفلسفة، يتم اقتلاع جذور العقيدة والإيمان، وهذا ما طبقه أساتذة الفلسفة محمد عابد الجابري وأحمد السطاتي ومصطفى العمري في كتابیهم، « دروس الفلسفة» و «دروس في الفكر الإسلامي» باقتراح من وزارة التربية الوطنية التي صادقت على منهاج الكتابين لطلاب البكالوريا المغربية وأقرتهما في مدارس التعليم الثانوي بما فيها مدارس التعليم الأصلي والحر، منذ ســنة ۱۹۷۱، ونكتفي لضرورة الإيجاز بأن نشير إلى بعض فقرات وقفنا عليها ونحن نتصفح «دروس الفلسفة » تكفي وحدها للحكم على هؤلاء المؤلفين، وعلى المتآمرين معهم في وزارة التعليم المغربية الذين أعطوا لا نفسهم الحق في أن يتلاعبوا بعقيدة الملايين من التلاميذ بينهـم آلاف من القاصرين تحرم جميع القوانين الدولية المس أو التلاعب بعقيدتهم الدينية، هذا فضلا عن أن المسؤولين الذين صادقوا على هذه المناهج والكتب باسم الدولة، يعتبر عملهم هذا استغلالا للنفوذ، وطعنا وإحباطا لدين الأمة الرسمي الذي هو الإسلام. وفيما يلي بعض العناوين والفقرات لما جاء في منهـج «دروس الفلسفة»: 

ص ۲۰- «أصبحت مهمة الفلسفة ليس مجرد التأمل والمعرفة، بل أيضا خدمة الإنسان وحمله على تحسـين وضعيته، وهذا بالضبط ما نادى به كارل ماركس حينما قال: «لم يعمل الفلاسفة حتى الآن إلا على الاهتمام بمحاولة تفسير العالم بطرق مختلفة في حين أن المهم هو العمل على تغييره».

ص ۲۱- إن مهمة الفلسفة هي تحرير الإنسان، فمن ماركس إلى سارتر إلى ماركوز نجد النغمة واحدة وهي تحرير الإنسان.

ص26- تمهيد الجو لنسف مبدأ الدين بموضوع معنون بالتفكير السحري الأسطوري، وميل العقلية البدائية نحو التفكير الغيبي وتفسير الظواهر بالأسطورة والسحر.

ص 31- يعتقد كثير من الباحثين ومنهم دور كايم ان الطمومية هي عبارة عن دين بالمعنى الدقيق للكلمة وإنما تمثل أقدم ديانة إنسانية.

ص ۳۲- التفكير الديني: أصل الدين وتطوره.

«إذا أخذنا بالرأي القائل إن المجتمعات المتحضرة الحالية إنما هي امتداد لتطور المجتمعات البدائية وعلى رأسها العشائر الطوطمية، أمكننا القول ان الدين قد سلك نفس السبيل في تطوره، وفعلا فقد ذهب كثير من الباحثين إلى هذا الرأي: 

- اعتقاد البداءى بأن الأرواح تسكن كل شيء في هذا العالم، هو «النسيج الأول للدين والعنصر الأولي في تكوينه».

 ص ۳۷- «وإلى جانب هذه الآراء المتحمسة للدين، نجد آراء أخرى تحمل الدين والفكر الديني، تبعات شقاء الإنسان وضياعه، وتعرضه للاستغلال، وتهيئته لقبوله والرضى به، وكلنا نذكر تلك القولة التي أطلقها ماركس صارخة مدوية: «الدين أفيون الشعوب»!

 ص ۳۷- «ولكن تطور الفكر الديني فيما بعد، وانصرافه عن مهمته التحريرية قد جعل من الدين أداة للتخدير، ووسيلة للاستغلال والاستعباد، وعنصرا هاما من عناصر جمود الفكر وتكبيله وتقييده.

ص ۳۷- لقد وقف الفكر الديني في عصور انحطاطه، سواء في المسيحية أو في الإسلام، ضد الفلسفة والعلم، وعلى العموم ضد حرية الفكر ونشاط العقل وما محاكم التفتيش في أوربا، وما إحراق كتب المعتزلة والفلاسفة في العالم الإسلامي إلا مظهر من مظاهر مماثلة متعددة كثيرة مرتبطة بالدين أنها ارتباط».

ويلاحظ أن المؤلفين يعمدون في آخر كل درس لوضع موضوعات للبحث والمناقشة. ومن بينها موضوعات امتحان البكالوريا في السنوات السابقة التي اختاروها لشعبة الآداب في التعليم الإسلامي نفسه، وكلها ترتبط بالاتجاهات الإلحادية الماركسية، وويل للطالب الذي تبدو عليه مسحة الإيمان، من مصحح أوراقه الماركسي. وهذه بعض الموضوعات المقررة في البكالوريا.

ص ٦٢- الساحر والعالم «مقارنة وتحليل»، وهو موضوع امتحان شهادة البكالوريا يونية ١٩٦٧، «شعبة الآداب العصرية».

- الموقف الفلسفي والموقف الديني، وهو موضوع امتحان شهادة البكالوريا لنفس السنة «شعبة التعليم الأصلي». 

ص ۱۰۰- الماركسية فلسفة ومنهج وممارسة، والمنهج فيها أعظم شأنا وأكبر خطورة ،، ما رأيك؟

- كيف تصور الماركسية حركة التاريخ، وبأي معنى يمكن القول، حسب التصور الماركسي: «إن التاريخ يعيد نفسه».

ص 377- اشرح الفرق بين الديالكتيك الماركسي- الهيجلي، وبين التكامل الديالكتيكي.

ص ٥٠٨- تقول الماركسية: «إن تاريخ المجتمعات البشرية هو تاريخ الصراع بين الطبقات» اشرح هذا القول وعلق عليه. 

ص ٥٢٨- اشرح النظرية الماركسية في الدولة.

إن هذا المنهج لم يكن لأصحابه من هدف إلا الهجوم على الإسلام منذ صفحاته الأولى، ومحاولة ربطه بالمسيحية ونسبة كل عيوب المسيحية إليه أيضا، وتلقين التلاميذ بأنه ضد العلم والحرية والفلسفة، وجعلهم يعتقدون بأنه «أفيون الشعوب»، وأخيرا تلقين الماركسي وجعلها المحور الأساسي لتكوين فكر التلميذ المغربي، ولعلنا لسنا بحاجة إلى تتبع كل هذه السموم في منهج المؤلفين الثاني للفكر الإسلامي، ولكننا ننقل فقرة واحدة يتهمون فيها القرآن صراحة بأنه مقتبس بكلماته ومعانيه وصوره البيانية من أشعار الجاهلية وقد جاء في الكتاب:

 ص ۱۸- بعد نقل أشعار شاعر جاهلي علق عليها المؤلفون بقولهم:

«من الملاحظ أن كثيرا من الكلمات والمعاني والصور البيانية الواردة في هذه الأبيات قد وردت أيضا في القرآن بشكل لا يختلف عنها كثيراً»،

 بعد هذه النظرة الخاطفة لمنهج التاريخ والفلسفة الذي أقرته وزارة التعليـم المغربية وفرضته في مدارسها لنشر الإلحاد والشيوعية على أكبر نطاق وبشكل لا يمكن أن يخطر على بال إلا في دولة شيوعية، نستطيع أن نقول إنها تمثل منتهى التناقض في أجهزة الدولة المغربية، وفي نفس الوقت منتهى التآمر على شعب مسلم عريق مثل المغرب.

 وبعد هذه النظرة، هل نستغرب شراسة المعركة التي يواجهها أخوتنا الإسلاميون في المغرب.

 وهل نستبعد أن يواصل ضرب حر الإسلام والمسلمين حتى يخلو الجو لأعداء الله.. وتمهد لهم السبل، وتعيد لهم طريق تركيز الكفر والإلحاد في البلد الذي يعتبر رأس الرمح الغربي للوطن الإسلامي.. والله المستعان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الرابط المختصر :