العنوان الكويتيون في كأس العالم «82»... هل نحن حقًا كما يقولون؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 10-أغسطس-1982
مشاهدات 18
نشر في العدد 582
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 10-أغسطس-1982
أرسل لنا أحد قرائنا المسلمين العرب الموجودين في إسبانيا مقالة نشرتها مجلة «إنترفيو» الأسبوعية الإسبانية في عددها رقم ٣١٢ بتاريخ ٥ مايو ١٩٨٢.. والمقال كتبه «نيستور دورادو» وجعل عنوانه «نحتاج إلى عشرة آلاف عاهرة» وفي وسط المقال صورة كاريكاتورية مخزية لا تسمح لنا قيمنا بنشرها.. ونحن ننشر ترجمة المقال كما جاء:
نحتاج إلى عشرة آلاف عاهرة!!!
كان أي امرئ يعتقد أن قدرته على الاندهاش حول مشاركة المنتخب الوطني الكويتي المليونير، قد بلغت حدها الأقصى بسبب المكافآت المالية الخيالية للاعبين أو آلاف المشجعين الذين سيصلون إلى إسبانيا، أو التنقلات المستمرة من شاطئ البحر إلى مدينة بلد الوليد الباردة بواسطة طائرات الجامبو الخاصة، ولا شك في أن «البترودولاريين» يستطيعون في هذه الأيام عمل كل شيء أو تقريبًا كل شيء.
وكان من المعروف أن مثل هذه القصص الخيالية هي محض اختلاق، وأن تسعين بالمئة من الأشياء التي نسمها هي أكاذيب، حيث ينتهي الأمر بأن يصدقها نفس الذين نشروها، ولذلك عندما قصوا لنا الحكاية لأول وهلة، ظننا أنها واحدة من تلك القصص الكاذبة، لكن أحد الأعضاء الاشتراكيين قال في إحدى المناقشات التي عقدت حول مباريات كأس العالم لعام ٨٢: الكويتيون رهيبون! هل تعرف ما طلبوه من البلدية في بلد الوليد؟؟!
لقد قالوا بالتحديد: إذا كان بالإمكان، فالرجاء أن تحضروا «3٥٠٠» فتاة إلى المدينة خلال أيام مباريات كأس العالم، وإن كان ممكنًا أن يكن شقراوات وألمانيات!! كنا نود أن نقول له إنك مجنون! واذهب بهذه القصة إلى آخرين، ولكن لم يكن ذلك ممكنًا حفاظًا على الأدب والاحترام.
تفتيش على مواخير الدعارة
بعد أسابيع وصلنا إلى المدينة بمهمة إعلامية وكنا نتناول العشاء مع أحد المديرين الرياضيين لفريق البلد، وهو على صلة وثيقة بمباريات كأس العالم، وذكرنا له الموضوع من باب التهكم والمصارحة، ففوجئنا بجوابه الحاسم واصفرت وجوهنا عندما قال والبسمة تعلو شفتيه: «هذا صحيح، لكن القصة ليست هكذا تمامًا، وإن كانت قريبة من ذلك كثيرًا خصوصًا من حيث عمقها.
أجل، لقد طلب الكويتيون فتيات من البلدية، فتاة لكل كويتي قادم لإسبانيا لمشاهدة مباريات الفريق الوطني».
وأعطاني مجموعة من الأسماء لشخصيات في بلد الوليد لها علاقة بكرة القدم، ويستطيعون مساعدتي على حل اللغز.
كان رئيس البلدية القشتالي «غونثاليث بولا نيوس» نفسه هو الذي ألقى القنبلة أثناء طعام الغداء الرسمي.
وبعد التحدث مع بعض الناس، أصبح كل شيء واضحًا، والحكاية من أولها أن الكويت أرسلت بعد أسابيع من الاقتراع على الفرق المشاركة، مبعوثين إلى مدينة بلد الوليد، لدراسة ميزات وخواص البلد، وبرمجة فترة مكوث الفريق الرياضي فيها، وأثناء مقابلة البعثة للمسؤولين عن بطولة كأس العالم من المجلس البلدي، كان أول سؤال طرحوه، وبطريقة مدهشة هو الآتي: «طيب.. ما هي أحوال الصالات الليلية في بلد الوليد؟؟ إن هذا يهمنا ويهم مشجعينا كثيرًا، ونكون لكم من الشاكرين لو رافقتمونا لإلقاء نظرة لكل كويتي. ونقدر أننا سنحتاج إلى عشرة آلاف عاهرة، نريد أن يتمتع الكويتيون بأحسن شكل ممكن في إسبانيا، حيث يوجد ساعات فراغ كثيرة قبل وبعد المباريات، ونشكركم على مساعدتكم بهذا الشأن».
لقد بقي المسؤولون في المجلس البلدي جامدين كالحجارة من هول ما سمعوا، لأنهم لم يتوقعوا شيئًا من هذا القبيل، وبعدها تجولت البعثة في الليل وقد انتشر الخبر، عندما صرح به رئيس بلدية المدينة نفسه السيد توماس غونثاليث بولا نيوس، خلال طعام الغداء الرسمي، حيث قال: شيء لا يصدق!! إن أول ما طلب الكويتيون هو أن توفر لهم عشرة آلاف عاهرة لمشجعيهم» وعندها عم الضحك المتهكم.
إننا نعاهدكم «أيها القراء» ابتداءً من اليوم أن نصدق كل ما يقال تقريبًا من الحكايات عن هؤلاء الناس «يقصد العرب»، لأنه لا يوجد حل آخر!!
المجتمع:
وإننا نطالب السلطات بالتحقق في مثل هذه القضية.. فإذا اتضح كذب هذه الأخبار فلا بد من إقامة دعوى على هذه المجلة التي أساءت لكل الكويتيين.. أما إذا اتضح صدقها فلا بد من معاقبة مسؤولي اتحاد كرة القدم أو من قام بهذه المهمة الدنيئة.. وذلك لأنه:
1- أساء إلى سمعة الكويتيين قاطبة، وأظهرهم بمظهر الشهوانية والعهر.
2- استخدام الصفة الرسمية للكويت لممارسة جنايات وجرائم في عرف القضاء الكويتي.
3- استخدام أموال الأمة في أغراض تسبب أضرارًا جسيمة للأمة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل