; مجلس 2020.. مستقبل وطن | مجلة المجتمع

العنوان مجلس 2020.. مستقبل وطن

الكاتب سعد النشوان

تاريخ النشر الثلاثاء 01-ديسمبر-2020

مشاهدات 32

نشر في العدد 2150

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 01-ديسمبر-2020

تدخل الكويت، في 5 ديسمبر 2020م، مرحلة سياسية جديدة مع انتخاب مجلس أمة جديد، وتعد هذه الانتخابات مفصلية، وسط الكثير من قضايا الفساد الذي أصبح يزكم النفوس في الكويت ومظاهره جداً؛ منها الفساد المالي والإداري، وهناك الواسطة التي تسلب الإنسان حقه لتعطيه لغير المستحق، بالإضافة إلى الكثير من المشكلات التي تواجه المواطنين الكويتيين مثل الإسكان والتعليم والصحة والفرص الوظيفية والتركيبة السكانية. 

ونظراً لأهمية هذه الانتخابات وحساسية المرحلة التي تمر بها الكويت وسط عاصفة من التحديات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى هذا الوباء الذي ضرب العالم كله (كوفيد- 19)؛ فإن المواطن الكويتي مدعو لأن يتحمل مسؤوليته في اختيار الأصلح للتعامل مع مثل هذه المرحلة، خاصة أن دولة الكويت تتميز بأن الناخب فيها يتمتع بحق تقرير مصيره في اختيار من يمثله في مجلس الأمة؛ لذا يجب على الناخب أن يبتعد عن أي ضغوط في التصويت، وأن ينظر إلى مستقبل الكويت فقط؛ وعليه أن يضع نصب عينيه أن التصويت للقبيلة أو للطائفة أو للمصلحة الضيقة لن يفيد الوطن، وألا تتقدم المصالح الشخصية المؤقتة على المصلحة العامة للوطن. 

إن المواطن الكويتي مطالب بالتصويت للمرشحين ذوي التوجهات الإصلاحية وأصحاب الأفكار التي تحافظ على قيم المجتمع الكويتي المحافظ، والابتعاد عن كل تغريبي، وكل من يدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ فالكويت في إقليم ملتهب، ويجب أن يعي الناخب هذه الحقيقة، وأن يوصل للبرلمان المرشحين الذين ليس لديهم أجندة خارجية أو طائفية، ونرجو أن نرى مجلساً قوياً يضع مصلحة الكويت في المقدمة.

ومن الجدير بالذكر أن الانتخابات الحالية التي ستجرى بعد أيام فريدة من نوعها؛ بسبب تفشي فيروس «كورونا المستجد» الذي فرض واقعاً جديداً، حيث لا توجد مقرات انتخابية، ولا تواصل مباشر مع الناخبين إلا في أضيق الحدود، وهذا لا شك له تأثير سلبي على المرشحين الجدد الذين لم يستطيعوا زيارات الدواوين، وإنما اعتمدوا على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه قد تكون وسيلة تواصل جيدة بالنسبة للشباب، لكن كيف يصل المرشحون إلى كبار السن، وهناك وسيلة أخرى وهي التواصل مع الناخبين من خلال اللقاءات التلفزيونية، وهذه تتطلب تكلفة مالية عالية، لكن من أبرز إيجابياتها الدخول إلى كل بيت. 

الخريطة الانتخابية

تغيرت الخريطة الانتخابية في الكويت عدة مرات على النحو التالي:

- في بداية الحياة البرلمانية عام 1961م، قُسمت الكويت إلى 10 دوائر انتخابية، بحيث يمثل كل دائرة 5 أعضاء، واستمر هذا حتى عام 1976م عندما حُل المجلس حلاً غير دستوري لمدة 4 سنوات.

- بدءاً من مجلس 1981م، غُيرت الدوائر لتكون 25 دائرة حسب المرسوم بالقانون رقم (99) بإعادة تحديد الدوائر الانتخابية بواقع عضوين لكل دائرة، واستمر هذا حتى عام 2006م.

- بعد انتخابات 2006م، وافق مجلس الأمة على تعديل الدوائر الانتخابية إلى 5 دوائر، ولكل ناخب الحق في التصويت لـ4 مرشحين، وجرت أول انتخابات بنظام 5 دوائر و4 أصوات عام 2008م، وكذلك انتخابات فبراير 2012م التي أبطلت في العام نفسه.

- وفي عام 2012م، صدر مرسوم ضرورة بتعديل قانون الانتخاب إلى 5 دوائر وصوت واحد لكل ناخب، وهو المعمول به حتى الآن.

بدأت تجربة «الصوت الواحد» لإتاحة الفرصة بصورة أكبر لبعض الفئات لدخول المجلس مثل النساء، ومن ليس لديهم قاعدة انتخابية قبَلية كبيرة، وللقضاء على سلبيات الأصوات الأربعة، ووقف التحالفات، لكن أدخل الصوت الواحد الكويت في الكثير من المشكلات الاجتماعية؛ فقد قسم الأسر وكرّس الطائفية والقبلية، وكذلك أصبح عبئاً على كاهل المجتمع الكويتي، بناء على هذا، قدم نواب مجلس 2012، ومجلس 2016م، عدداً من المقترحات لتغيير النظام الانتخابي إلى النظام السابق أو نظام القوائم النسبية، لكن كل هذه المقترحات باءت بالفشل.

الرابط المختصر :