; فلسطينيو الداخل.. في مواجهة التطهير العرقي! | مجلة المجتمع

العنوان فلسطينيو الداخل.. في مواجهة التطهير العرقي!

الكاتب الشيخ رائد صلاح

تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2007

مشاهدات 11

نشر في العدد 1759

نشر في الصفحة 24

السبت 07-يوليو-2007

  • كيسنجر يكتب المقالات العنصرية مطالبا بنقل كل الفلسطينيين إلى شتى بقاع العالم العربي لتقام الدولة اليهودية!

  • ما زالت المؤسسة «الإسرائيليةK تواصل هدم مدننا وقرانا تحت ذريعة أنها غير معترف بها أو أن بيوتها غير مرخصة!

إنها المؤامرة المدمرة التي باتت تمارسها المؤسسة الرسمية الإسرائيلية ضدنا، إنها مؤامرة تطهير وجودنا على قاعدة التطهير العرقي من خلال هدم بيوتنا ومواصلة استهداف هدم البيوت الأخرى في كافة مناطق تواجدنا في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة!!

تأتي سياسية هدم البيوت التي تنفذها السلطات الإسرائيلية في إطار التطهير العرقي، وهذا ليس بجديد على المؤسسة «الإسرائيلية» وليس غريباً عليها، فهي التي قالت ذات يوم نريد وطناً بلا شعب لشعب بلا وطن وهي التي تصرح اليوم على لسان رجال عسكرها وسياساتها ومخططاتها أننا ما زلنا نحن العرب الفلسطينيين في الداخل نجسد أزمة ديموجرافية خطيرة تهدد خاصية يهودية الدولة. أي بمعنى آخر فإن ذلك القول العنصري الإبادي نريد وطناً بلا شعب لشعب بلا وطن لا تزال المؤسسة «الإسرائيلية. تردده وتتبناه وتخطط لأهدافها وتحيك المؤامرة تلو المؤامرة ضدنا وفق مدلوله العنصري الإبادي نصاً وروحاً إلى اليوم مع إدخال بعض التعديلات الشكلية التي قد تدخل بعض المكيجة المزيفة على هذا الوجه القبيح لهذا المدلول العنصري الإبادي !!

أزمة ديموجرافية

لذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية لا تقول لنا اليوم بصريح العبارة لا أريد بقاءكم لأني ما زلت أريد وطناً بلا شعب بل تقول لنا: لقد بتم تجسدون أزمة ديموجرافية خطيرة تهدد خاصية يهودية الدولة !! وكذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية لا تقول لنا اليوم بصريح العبارة: أريد طردكم لأني ما زلت أحلم بوطن بلا شعب الشعب بلا وطن بل تقول لنا أنتم تخالفون القانون وتبنون بيوتكم بلا ترخيص، ولذلك ها أنا ذا المؤسسة الإسرائيلية، أهدم بيوتكم باسم القانون واقتلع وجودكم باسم القانون وأسعى إلى الوصول إلى وطن بلا شعب لشعب بلا وطن باسم القانون، وأصر على قاعدة التطهير العرقي، باسم القانون، لذلك أنا واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. 

هذه هي المؤسسة الإسرائيلية، وهذه هي حقيقتها، وحقيقة ممارساتها العنصرية المدمرة ضدنا، وتلك هي حقيقة أهدافها من وراء إصرارها على مواصلة هدم بيوتنا!! ولئن تجرأت المؤسسة الإسرائيلية في الأمس القريب عام ١٩٤٨م وأوقعت علينا مأساة النكبة وشرعنت لنفسها في تلك الحقبة هدم أكثر من ٦٠٠ مدينة وقرية لأهلنا بهدف ترحيلهم وتطهير وجودهم على قاعدة التطهير العرقي، ولا تزال المؤسسة الإسرائيلية إلى اليوم تتجرأ على هدم. مدننا وقرانا من جديد تحت ذريعة أنها غير معترف بها، أو تحت ذريعة أن بيوتها غير مرخصة أو تحت ذريعة التعديل الحدودي مع السلطة الفلسطينية التي لا يعترفون به ولا بحدودها أصلاً، ولذلك لا أدري عن أي تعديل حدودي يتحدثون!! وكل هذا الممارسات التي لا تزال تصر المؤسسة الإسرائيلية على إيقاعها علينا اليوم بأساليب مستحدثة ومبطنة ولئيمة تهدف في المحصلة الأخيرة إلى تطهير وجودنا على قاعدة التطهير العرقي!!

لاعب التعزيز

ويبدو أن المؤسسة الإسرائيلية قد اقتبست من عالم كرة القدم قاعدة لاعب التعزيز وها هي تستعين بلاعب تعزيز حاذق في فن التطهير العرقي!! نعم وكأني بها قد حصلت على بطاقة هذا اللاعب ثم قامت بضمه إلى منتخب الفريق الإسرائيلي للتطهير العرقي!! أتدرون من هو؟! إنه المستر هنري كيسنجر الذي بات يكتب بعض المقالات العنصرية الإبادية وبات ينشرها في الصحف الأمريكية، مطالب بنقل كل العرب الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني إلى شتى بقاع العالم العربي وبذلك تتوافر إمكانية قيام دولة يهودية وتتوافر إمكانية الحديث عن قيام دولة فلسطينية!! وبذلك يتم حل الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني - الإسرائيلي بلحظة عين وانتباهتها!! أي بصريح العبارة المدمرة فإن لاعب التعزيز هنري كيسنجر يدعو إلى تطهير وجودنا على قاعدة التطهير العرقي من النقب والمثلث - والجليل والمدن الساحلية «عكا وحيفا ويافا واللد والرملة!! 

لذلك يخطئ من يظن أن المؤسسة الإسرائيلية قد مارست التطهير العرقي لمرة واحدة عام ١٩٤٨م، بل ها هي ما تزال تواصل ممارسة هذا النهج العنصري الإبادي حتى الآن!! ويخطئ من يظن أن الولايات المتحدة وحدها هي التي كانت ولا تزال تمارس نهج التطهير العرقي ضد كل شعب يعترض طريقها في كل الأرض بداية من الهنود الحمر ومروراً بشعب فيتنام وشعبنا الفلسطيني وشعب نيكاراجوا ووصولاً إلى أهلنا في العراق، بل إن العدل السوي يفرض علينا أن نضم المؤسسة الإسرائيلية إلى قائمة جلاوزة التطهير العرقي بجوار الولايات المتحدة وبالإضافة إلى اسم الصرب وغيرهم في تلك القائمة السوداء والتي ستبقى سوداء، وسيبقى صوت العدل السوي يصرخ مطالباً بمحاكمة كل جلاوزتها دون استثناء!!

خذوا حذركم

ومن هنا أقول: تنبهوا!! تنبهوا يا أهلنا في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية «عكا وحيفا ويافا واللد والرملة!! تنبهوا وخذوا حذركم!! تنبهوا وقفوا على حقيقة ما تريده لنا المؤسسة الإسرائيلية!! فهي لا تهدم بيوتنا في اللد والرملة لأجل هدمها فقط!! بل تسعى من وراء ذلك لتطهير وجودنا في النقب واللد والرملة على قاعدة التطهير العرقي!! وهي لا تصر على منع أهلنا في يافا وحيفا وعكا من ترميم بيوتهم حتى لو سقطت عليهم لأجل هدمها تدريجياً فقط!! وهي لا تصر على تهويد الجليل وخنق امتدادنا فيه لأجل مواجهة الخطر الديموجرافي الذي نجسده - كما تدعي هي - فقط!! بل هي تسعى من وراء ذلك لتطهير وجودنا في الجليل على قاعدة التطهير العرقي!! وهي لا تصر على تقطيع أواصر المثلث والتلاعب بحاضره ومستقبله لأجل التعديل الحدودي فقط!! بل تسعى من وراء ذلك إلى تطهير وجودنا في المثلث على قاعدة التطهير العرقي!! وأنا أجزم وفق تحليلي أن ملف التعديل الحدودي لن ينتهي عند حد ضم مدينة مثل أم الفحم إلى حدود السلطة الفلسطينية أم لا!! بل إن هذا الملف إن بدأ على أرض الواقع فإنه سيصب في النهاية في خانة تطهير وجودنا في أم الفحم وبقية المثلث على قاعدة التطهير العرقي!! فهي المؤسسة «الإسرائيلية التي نعرفها، وهي التي لا يستغرب عليها في المستقبل القريب أن تطالب بتعديل حدودي، وبذلك تضم رقعة بيوت مثل باقة الغربية فقط إلى حدود السلطة الفلسطينية التي لا تعترف بها ولا بحدودها أصلاً ثم تطالب بنقل أهل باقة الغربية فقط إلى ما وراء الخط الفاصل مع السلطة تحت ذريعة إقامة منطقة منزوعة السلاح وغير مأهولة بالسكان بهدف الحفاظ على الأمن الإسرائيلي!! نعم إن المؤسسة الإسرائيلية، لا يستغرب عليها كل ذلك، فهي التي نعرفها وتعرف كيف لا تزال تستبيح دماءنا بلا تردد.

وها هي المؤسسة «الإسرائيلية» قد هدمت لنا خلال شهر ١١ بيتاً في مدينة اللد!! فما المطلوب منا؟! هل المطلوب منا مواصلة الشجب والاستنكار؟! وهل المطلوب منا مواصلة مواجهة هذا الهدم من خلال البيانات والاستجوابات فقط؟

)[1]( رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مشاريع كثيرة، ولكن !!

نشر في العدد 3

104

الثلاثاء 31-مارس-1970