العنوان مسلمو ألبانيا بين تقاعس المسلمين وتكالب النصارى
الكاتب عبد الله الغامدي
تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1993
مشاهدات 694
نشر في العدد 1058
نشر في الصفحة 41

الثلاثاء 20-يوليو-1993
يتواصل جهد الدول الأوروبية بشكل مكثف ومتزايد بتغيير اتجاه ألبانيا نحو التقارب مع العالم الإسلامي؛ حيث قام البابا مؤخرًا بزيارة ألبانيا ترافقه هجمة إعلامية شرسة، مستخدمة كافة الوسائل المتاحة، ثم تبع ذلك في جنوب ألبانيا قيام رئيس القساوسة الأرثوذكس الألبانيين «يوناني الجنسية» بتوزيع منشورات وخريطة، جعلت الجزء الجنوبي من ألبانيا «سرندا – جيو كاستر» مقاطعين يونانيتين، فقامت الحكومة الألبانية على إثر ذلك بطرد القس من أراضيها، وكان رد فعل اليونان والأرثوذكس النصارى كالتالي:
- قامت الإذاعات العالمية عامة واليونانية بمهاجمة الحكومة الألبانية مباشرة، وتضخيم المسألة مع التركيز على أن أعداد النصارى تبلغ ٦٠%من أبناء الجنوب، وهم في الحقيقة لا يتجاوزون بأي حال من الأحوال ٢٠%.
- قامت الكنائس في الجنوب بتحريك النصارى لعمل مظاهرات ضد الحكومة تصدت لها الحكومة بحزم.
- قامت الحكومة اليونانية بطرد العمالة الألبانية البالغ عددها حوالي ٢٠٠ ألف عامل من أراضيها، وبلغ معدل العودة اليومية للعمالة 2500 عامل، وبلغ العدد الإجمالي للمطرودين حوالي 30000 ألف عامل .
وهذا العمل له عدة جوانب سلبية على الحكومة الألبانية:
أولًا: أن الوضع الاقتصادي المتردي ونسبة البطالة عالية جدًّا، ويشكل هذا الطرد عبئًا إضافيًا على الاقتصاد وسوق العمالة، بالإضافة إلى تقليل دخل الدولة من العملات الأجنبية التي هي في أمس الحاجة لها.
ثانيا: ضغط وعبء سياسي؛ نظرًا لأن أغلب المطرودين من الجنوب، وبالتالي فإنهم في كل ظل الوضع الاقتصادي المتردي قد يزداد توجيههم السياسي نحو اليونان، وعلى الرغم من أن لهذا العمل نواحي إيجابية تمثلت في تأكيد الهوية للشعب الألباني خاصة الجنوب، وازدياد الوشي بالكيد النصراني للمسلمين، ووضوح الرؤية لدى عوام الناس والحكومة، إلا أن موقف الحكومة ليس على مستوى الحدث.
مواقف الحكومة الألبانية:
التركيز إعلاميًّا على عمليات الطرد ومحاولة امتصاص رد فعل الألبان ضد حكومتهم.
محاولة تهدئة الموقف لعدم الدخول في صدام سياسي، قد يتطور إلى صدام عسكري مع اليونان، رغم مقتل بعض أفراد الجيش وأحد القيادات الألبانية برصاص القناصة على الحدود اليونانية الألبانية المقدونية.
ليس لدى الدولة إمكانيات عادية للتواجد في الجنوب والمناطق الأخرى لامتصاص فائض العمالة الجديد.
الطريق لإنقاذ لمسلمي ألبانيا:
هناك تململ في داخل الحكومة من الضغوط التي تتعرض لها الدولة من قبل اليونان – الصرب - الفاتيكان وبعض الجهات العالمية الأخرى.
الحاجة ملحة لدعم الحكومات والمنظمات الإسلامية للدولة والحكومة الألبانية من خلال ما يلي:
- امتصاص العمالة الألبانية في السوق الإسلامية.
- تقديم المساعدات العينية كالغذاء والملبس؛ سواء للحكومة مباشرة أو الهيئات الإسلامية العاملة في الساحة، لتوزيعها على الشعب الألباني في الأماكن المحتاجة والمصابة. ونرى أن تقوم الهيئات الإسلامية بهذا العمل؛ لأن الإدارة الحكومية لديها قصور في التنظيم والتوزيع، بالإضافة إلى الفساد الإداري والأخلاقي الذي خلفته الشيوعية.
- الدعم السياسي من خلال فتح السفارات للدول الإسلامية عاجلًا في ألبانيا ودراسة أفضل السبل لتأكيد الهوية الإسلامية لهذا البلد، بالإضافة إلى التنسيق مع الحكومة الألبانية لاتخاذ موقف موحد للضغط على الحكومة اليونانية لإيقاف طرد العمال الألبان، بالإضافة إلى الكف عن المطالبة بضم الجنوب لها.
بالإضافة إلى ذلك فإننا نرى أن تقوم الهيئات الإغاثية الإسلامية العاملة في مجالات التعليم والثقافة إلى ضرورة التحرك تجاه ألبانيا؛ لبحث أفضل السبل والطرق لرفع المستوى الثقافي والإسلامي للتعليم في ألبانيا للمحافظة على الهوية الإسلامية لهذا الشعب المسلم، وذلك من خلال مختلف الوسائل المتاحة وأهمها:
التواصل بمختلف أنواعه مع المدرس الألباني من خلال الدورات التعليمية المتخصصة في الدين الإسلامي وتعاليمه لتوضيح الدين الإسلامي لدى الألبان المسلمين؛ حتى لا يقعوا في براثن النصرانية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

