; مضايا.. من أهم المعالم السياحية إلى بلدة خاوية على عروشها! | مجلة المجتمع

العنوان مضايا.. من أهم المعالم السياحية إلى بلدة خاوية على عروشها!

الكاتب عمار حمو

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مشاهدات 764

نشر في العدد 2101

نشر في الصفحة 46

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مضايا.. من أهم المعالم السياحية

إلى بلدة خاوية على عروشها!

 

كتب: عمار حمو

 

مضايا بلدة جبلية سوريّة، كانت من أهم المناطق السياحية في ريف دمشق، ولكنها اليوم خاوية على عروشها، بعد أن مارس النظام السوري عليها صنوف العذاب، منذ أن فُرض الحصار عليها في يوليو 2015م.

 

سجّلت البلدة أكثر من 200 حالة وفاة منذ بدء الحصار، وتنوعت الأسباب من الموت جوعاً، إلى القنص، أو نتيجة انفجار الألغام التي زرعها النظام السوري ومليشيا «حزب الله» اللبناني على أطراف البلدة.

لا تلبث البلدة – التي أخذت حيّزاً كبيراً في الإعلام – أن تغيب عن وسائل الإعلام حتى تعود لحدث جديد، يطالب فيه ناشطو البلدة بين يوم وآخر إخلاء جريح أو مريض، أو إدخال مواد غذائية، وقضاء على وباء ما كان لينتشر لولا سوء النظام الغذائي في البلدة، وفق ما ذكر ناشطون لـ «المجتمع».

نظّم ناشطون وأطفال وقفة احتجاجية يوم الإثنين 24 أكتوبر، طالبوا بفك الحصار عن البلدة، رافضين الحلول الجزئية، وحسب قول أحد المنظمين للوقفة: لا نريد أن تدخل المساعدات يوماً وتغيب لشهور، نريد حلاً يوقف مأساتنا، ونرفض أنصاف الحلول.

وجاءت الوقفة الاحتجاجية بعد ساعات عن إعلان وفاة الشاب محمد المويل الذي تعرض لرصاصة قناص من حاجز للنظام ومليشيا «حزب الله»، وبعد يومين على المناشدات التي أطلقتها الهيئة الطبية في مضايا لإخراج المصاب وعلاجه خارج مضايا مات دون أي بادرة أو ردّ من الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

الخروج من مضايا يخضع لشروط «تعجيزية»، ولا يمكن لأي شخص مغادرتها؛ ما دفع الناشط الإعلامي عبدالوهاب أحمد إلى القول: ليس بإمكانك أن تغادر بلدتك المحاصرة إلا بالموت أو الاقتراب منه قليلاً، وكتب أحمد في مقال له: لتحصل على كل التأشيرات في معاملة إخلاء السبيل من البلدة عليك الموت أو الاقتراب منه قليلاً، وأن تتحول إلى نجم بآلامك وصراخك على مواقع التواصل الاجتماعي، والأهم أن تبحث عن شريك لقصتك من بلدة الفوعة يطابق مواصفاتك.

أن تبحث عن شريك في بلدة الفوعة، الموالية للنظام السوري، والواقعة في ريف إدلب شمال سورية، مرتبط باتفاق البلدات الأربع بين جيش الفتح والمفاوض الإيراني (الزبداني، مضايا، كفريا، الفوعة)، إذ لا يمكن خروج حالة مرضية من مضايا حتى تخرج حالة مشابهة من الفوعة، ولا تدخل قوافل مساعدات إنسانية إلى بلدة دون أخرى.

وكان من شروط الاتفاق: وقف القصف على تلك البلدات، وفتح الطرق أمام القوافل الإغاثية، والسماح للجرحى الخروج من تلك البلدات، إلا أن الاتفاق نجح بوقف القصف – نسبياً – وفشل في باقي الشروط، فحاصر النظام مضايا والزبداني، وردّت المعارضة بحصار كفريا والفوعة، ولكن الأخيرتين أحسن حالاً من مضايا والزبداني، إذ إن طيران النظام السوري يلقي أسبوعياً مساعدات إنسانية، وذخائر لأهالي الفوعة، بينما بقيت مضايا 4 شهور دون أي قافلة مساعدات أممية.

الحصار وضع أكثر من 40 ألف مدني في مضايا تحت رحمة مستشفى ميداني وحيد، يديره طبيب بيطري، ويساعده طبيبان غير مكملين لتعليمهم الجامعي، فضلاً عن 10 ممرضين، حمل هذا المستشفى الوحيد على عاتقه أعباء طبية تعجز عنها هيئات طبية كبرى، إذ شهدت مضايا منعطفات طبيّة عدّة، بدأت بحالات سوء التغذية وانتشار مرض «كواشيركور»، وهو مرض ناتج عن حاجة الجسم للبروتين الحيواني، ومن ثم شهدت البلدة ظهور التهاب السحايا، وآخرها إصابات قناص وما يتبعها من ضرورة إجراء عمليات جراحية في مستشفى لا يملك إمكانيات طبية ولا كوادر جراحية مختصة.

كلّ ذلك كفيلٌ بأن يدفع أهالي مضايا إلى الخروج أفواجاً من الجحيم، إلا أن خوفهم من تحقيق ما يهدف إليه النظام من تطبيق سياسة «التغيير الديموجرافي» التي نفذها في أكثر من مدينة، جعلهم يتمسكون بأرضهم ويرسلون مناشدات لفكّ الحصار!

الرابط المختصر :