; الطائفية في الهند | مجلة المجتمع

العنوان الطائفية في الهند

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-أغسطس-1980

مشاهدات 17

نشر في العدد 494

نشر في الصفحة 32

الثلاثاء 26-أغسطس-1980

- مقتل ۲۹ وجرح ۲۰۰ في مراد آباد في صراع بين المسلمين والهندوس من أجل... خنزير!
- أنديرا غاندي تدعو إلى وقف العنف الطائفي فورًا!
- وفي كشمير دعوة إسلامية للتحرر من القيد الهندي.
- اضطرابات طائفية لها خلفيات ثقافية واجتماعية؟

* آخر الأنباء:
يبدو أن المأساة الطائفية في الهند ستستمر في الاشتعال ما دام لها مسبباتها الموجودة، وآخر أخبارها أن الأوامر أعطيت للجيش الهندي ليفرض حظر التجول لفترة غير معلومة في مدينة «الله آباد» خامسة مدن ولاية «أوتار براديش» في شمالي الهند، التي وقعت فيها مصادمات منذ أسبوعين بين المسلمين والقوات الهندية، لقد قُبض على ما يزيد عن٠ ٢٠0/ ألفي شخص بتهمة التحريض على الشغب أو الاشتراك فيه، وأُعلن أنه لم تقع مصادمات، ولكن حظر التجول يعتبر إجراءً وقائيًّا لقطع الطريق عليها. 

مع ورود خبر باعتقال ٤٦٢ من أبناء الولاية للاشتباه في عزمهم إثارة القلاقل، فماذا يجري في الهند؟ وما خلفيات هذه الاضطرابات الطائفية وأسبابها الحقيقية؟!

وبداية الأحداث:

كانت البداية القريبة مع مجموعة عابثة من الهندوس أطلقت خنزيرًا في جامع يصلي فيه المسلمون، وذلك صباح عيد الفطر منذ أيام في مدينة «مراد آباد» التي تقع في ولاية «أوتار براديش» في شمالي الهند، وعلى بعد ١٣٠ كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من نيودلهي العاصمة.

وكان هذا السبب كافيًا لإشعال نار الفتنة الطائفية، وبالفعل فقد حصل رد فعل عنيف عند المسلمين واشتبكوا مع الهندوس ثم مع قوات البوليس الهندي الذي يؤيد الهندوس بطبيعة الحال، وكانت المحصلة مقتل تسعة وعشرين وجرح مائتين وثلاثة من رجال البوليس وستة أطفال!

وقد اندلعت الاضطرابات مرة ثانية بعد أربعة أيام من الحوادث الأولى، ولكنها اتسعت لتشمل عشرة من المدن الكبرى، وقد عدها المراقبون أسوأ اضطرابات وقعت منذ عام ١٩٤٧؛ حيث ارتفع عدد القتلى إلى ۲۰۰ والجرحى إلى ٢٥٠. وقد حصلت الاضطرابات في العاصمة نيودلهي نفسها وحظر التجول في الحي الإسلامي المجاور للمسجد الكبير فيها.

ومن هنا نرى أن البداية كانت صغيرة، ولكن لأن النفوس والأوضاع كانت مشحونة ومهيأة للانفجار، فقد حصل ما حصل، حتى إن ناطقًا باسم الخارجية الباكستانية في إسلام آباد صرح قائلًا: «إنه من المؤسف جدًّا أن ينتهي شهر رمضان المبارك بسفك الدم والأحزان بالنسبة للطائفة الإسلامية في الهند».

صدى الأحداث:

على أنه كان للأحداث صدى واسع في سريناجار عاصمة ولاي جامو وفي كشمير الإسلاميتين، قام الطلبة المسلمون بتظاهرةٍ احتجاجًا على الصدام بين المسلمين والشرطة في «مراد آباد».

وفي الباكستان أعرب المسؤولون عن قلقهم البالغ لهذه الاشتباكات الدامية بين المسلمين والهندوس، حتى إن نصف المدعوين إلى حفل عشاء مدينة لاهور -كان قد دعا إليه السفير الهندي- قاطعوا الحفل؛ احتجاجًا على أعمال العنف ضد المسلمين. كما ألغيت محادثات تجارية بين السفير وغرفة تجارة لاهور التي قال رئيسها: «إن إجراء مثل هذه المحادثات في الوقت الحالي سيجرح مشاعر شعب باكستان الذي أفجعه قتل المسلمين في «الهند».

وفي كراتشي قال إنعام الله خان سكرتير مؤتمر العالم الإسلامي

في بيان شديد اللهجة: «إنه لشيء مروع أن نسمع عن مقتل مسلمين أبرياء في عيد الفطر في مدن مراد آباد ورامبور ونيودلهي». وقال: «إن وقوع القتل في وقت واحد يدل على أن العمل مدبَّر، وقد نأسف لأن الحكومة الهندية التي تدعي العلمانية سمحت لمتطرفين هندوس بذبح أفراد من الأقلية الإسلامية».

وأدان مولانا مفتي محمود قتل المسلمين في الهند وحمل الحكومة مسؤولية إراقة الدماء المسلمة. 

وأبرق الزعيم الديني طفيل محمد إلى التنظيمات الإسلامية في العالم بشأن ضرورة وقف المذابح.

- حقيقة ما جرى:

طبعًا... إن الخنزير ليس إلا السبب الظاهري المباشر، وهو سبب -على حقارته وانحطاطه- ليس كافيًا ليقع من أجله كل هؤلاء الضحايا! فما السبب الرئيسي؟! لا شك أن التناقض التام بين العقيدتين «الإسلام بسماحته وشموله والمجوسية بحقدها وتعصبها وجهالتها» سبب أساسي في الصراع الحضاري الذي يخوضه المسلمون في الهند، والذين يعدون ثمانين مليون مسلم -وفي إحصاء غير رسمي مائة وعشرين مليونًا- وهم رغم هذا العدد الضخم إلا أنهم محصورون ببحر هندوسي يقدر بستمائة وستين مليونًا، مما يجعلهم أقلية.

أضف إلى هذا السبب غيره من التفرقة الدينية وإن ادعت الأحزاب أنها علمانية!! والتفاوت الطبقي؛ نعني سياسة الإفقار المتبعة بين المسلمين حتى وصل الأمر بالحكومة إلى قطع نسلهم -كما هو معلوم- على يد الهالك «سانجاي أنديرا».

- عنف آخر:
على أن هذه الاضطرابات الدينية ترادفت مع اضطرابات سابقة حصلت قبل أشهر ظاهرها سياسي ودوافعها دينية، وهي ناشئة عن مشكلة وجود البنغاليين المهاجرين إلى ولاية «سام»، ولهذا قصة يطول ذكرها، فإلى الحلقة القادمة إن شاء الله.

كارثة الطائرة
لقد آلمنا جميعًا سماع خبر كارثة الطائرة السعودية التي حدثت في عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي راح ضحيتها ۳۰۱ راكب مساء الثلاثاء التاسع من شوال. 

وقد أُذيع بيان عن أسباب الحادث الأليم، وهو حدوث الحريق الذي انتشر داخل الطائرة، وقد تكون الأسباب انفجار مواقد الغاز التي كان يحملها بعض المسافرين جهلًا منهم بأن مثل هذه المواد ممنوع نقلها جوًّا، والتي أُخفيت عن أنظار المسؤولين حين صعود الطائرة.

لقد كان لهذا الحدث الأليم أثره البالغ في جميع الأوساط الإسلامية.

وإن «المجتمع» إذ تتقدم بتعازيها الحارة للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، لترجو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد المؤمنين ضحايا الطائرة برحمته الواسعة ومغفرته.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة قررت التبرع لجميع أسر الضحايا بخمسين ألف ريال لكل منهم، وهذا عمل طيب مشكور يخفف من آلام هذا المصاب.

الرابط المختصر :