; المجتمع الدولي: (584) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الدولي: (584)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1982

مشاهدات 16

نشر في العدد 584

نشر في الصفحة 32

الثلاثاء 24-أغسطس-1982

  • تركيا والخليج

من المتوقع أن يجتمع كل من رئيس تركيا ورئيس وزراء اليونان في ديسمبر المقبل وجاءت هذه الخطوة مفاجئة للمراقبين، فمن المعروف أن البلدين في حالة عداءٍ دائمٍ، ويذكر أن هذا التطور الدبلوماسي له علاقة بالحرب الإيرانية العراقية، تلك الحرب التي تعني أمريكا بالدرجة الأولى وتحظى بالأولوية في اهتمامها- وتجدر الملاحظة أن تركيا واليونان عضوان في حلف شمال الأطلسي وهو حلف أصبح أمريكيًا تمامًا -وعقب هذه الخطوة التركية- اليونانية شعرت إیران بأن شيئًا ما يجري هناك؛ ولهذا أرسلت مبعوثًا خاصًا على وجه السرعة لمقابلة الرئيس التركي لمعرفة نوايا تركيا، بعد انتشار شائعات تفيد بتحركات عسكرية تركية قرب الحدود المشتركة بين تركيا وإيران والعراق.

  • كيف تحصل جنوب أفريقيا على بترول الخليج

في نشرة قدمها مكتب أبحاث الملاحة في هولندا عن الطريقة التي تحصل بها جنوب أفريقيا على إمدادات النفط الخام، إن أكثر من 256 ناقلة وزن كل منها أكثر من 25 ألف طن تحمل النفط زارت موانئ جنوب أفريقيا بين يناير 1980 ويونيو 1981، وقال مكتب أبحاث الملاحة إن 52 سفينة أفرغت شحناتها النفطية هناك البالغة 10 مليون طن من البترول الخام، أبحرت عشرة سفن من اثنتين وخمسين من بروني التي لم تفرض حظرًا بتروليًا على جنوب أفريقيا، غير أن التقارير توضح أن ثمانية وعشرين سفينة من اثنتين وخمسين أي أكثر من نصف المجموع أبحرت إلى جنوب أفريقيا من الخليج العربي الذي فرضت كل دولة حظرًا بتروليًا على جنوب أفريقيا، ومن الصعب تحديد الجهة التي تفرغ فيها بعض الناقلات حمولتها النفطية بعد إبحارها من موانئ الخليج.

ويحدد التقرير أسماء ثلاث شركات متورطة في هذا التعامل وهي شركة ترانس وورلد، شل، فايتول، وكل تلك الشركات الثلاث شركات هولندية أو جزء منها هولنديًا، ومع أن شركة شل أنكرت أنها تمد جنوب أفريقيا بالنفط إلا أن التقرير يوضح أن أربع ناقلات لشركة شل تبحر من الخليج إلى جنوب أفريقيا والعكس في رحلة مكوكية.

وإزاء هذا الفشل من جانب الدول العربية المنتجة للنفط في فرض الحظر على جنوب أفريقيا -تصبح تلك الدول- بطريق غير مباشر متورطة في دعم السياسة العنصرية لجنوب أفريقيا.

  • نقص في المواد الغذائية في شمالي تنزانيا

ذكر تقرير نشر في دار السلام أن أكثر من مليون شخص في مقاطعة اروشا شمالی تنزانيا يواجهون نقصًا خطيرًا في المواد الغذائية في العام الحالي.

وذكر التقرير أن أروشا تحتاج 1600 طن من الحبوب كل شهر خلال الـ 12 شهرًا المقبلة.

كما ستتأثر أيضًا قطعان الماشية بنقص الحبوب.

  • في الهدف:

الحرب المستعرة أوارها في لبنان منذ أكثر من شهرين، ليست في حقيقتها إلا حرب صليبية مهما قيل ويقال.

هذه الحرب الصليبية لم تضع يومًا أوزارها، فاليهود والنصارى يعادوننا ويقاتلوننا؛ حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، ولن يرضوا عنا إلا إذا انسلخنا من ديننا واتبعنا ملتهم.

إن لبنان هي دولة المواجهة الوحيدة التي آثرت السلامة منذ الهجمة الصهيونية الشرسة في أواخر الأربعينيات، ولم تشارك بجندها في قتال إطلاقًا، ومرد ذلك أن نصارى ذلك البلد يوادون اليهود ولا يرون مانعًا من التعاون معهم والتناصر لهم.

واليوم يلقى الجزء الإسلامي من لبنان أقسى الضربات وأوجعها، فقد جاء اليهود بخيلها وخيلاتها تقتيلًا وتدميرًا بصورة تفوق جرائم كل وحوش البشر على مر الدهور، حتى إذا وصلت إلى المدينة الواحدة التي يقطنها المسلمون والنصارى راحت تعمل على تقسيمها إلى شطرين، في شطرها الشرقي يستقبل أبناء مارون دباباتهم بالورود والرياحين ويحتضنوهم بالترحاب يبتاعون منهم الأمن والسكينة ويتنازعون معهم كأسًا كلها لغو وتأثيم.

أما في شطر المدينة الثاني فقد حوصر المسلمون حصارًا شديدًا، وابتلوا وزلزلوا حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناج،  فقد زرع اليهود الخوف ونشروا الرعب وأذاقوا أهلنا في الشطر الغربي من المدينة لباس الجوع، لم يراعوا حرمة امرأة مسنة ولا طفل رضيع ولا شيخ ضرير، ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (سورة البقرة: 74).

الهدف النهائي من هذه الحرب الصليبية هو كسر شوكة المسلمين حتى لا تقوم لهم قائمة، وتصير الخلية للنصارى أحباب اليهود في ذلك البلد المنكوب.

المؤلم حقًا أن كبر هذا الأمر يتولاها نصارى الشرق ويهود الشرق الذين عاشوا تحت مظلة التسامح الإسلامي طوال القرون الماضية يوم أن كان الأمر كله للإسلام، ولولا هذا التسامح لما بقي منهم أحد إلى اليوم يحمل الحقد الدفين على الإسلام وأهل الإسلام دون مراعاة لتلك المعاملة الكريمة والرعاية الفائقة، حقًا أن المسلم كالشجرة يرمونها بالحجارة وترميهم بالثمار.

ابن بطوطة

  • شارون وأمن إسرائيل

منذ أن تولى شارون منصبه كوزير للدفاع وهو يعد لعملية لبنان، ولم يتوقف عن إقناع حكومته أنه لا مفر من إعطاء الضوء الأخضر لآلة الحرب الإسرائيلية لغزو لبنان.

وينطلق شارون إلى تحقيق ما يطلق عليه «قوة الأداء للوصول إلى الهدف» وأعلن أن أهداف إسرائيل تقوم على ثلاثة دوائر، وهم: -

  1. الدائرة التقليدية لسياسة المواجهة مع الدول المحيطة.
  2. دائرة مجموع الدول العربية البعيدة، ومدى قدرتها على تقديم الدعم للدائرة الأولى.
  3. الدائرة الثالثة تتجاوز الدول العربية، وتشمل منطقة واسعة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وهذه الأهداف تتطلب میزان قوى وتفوق تكنولوجي وكيفي يفوق أي ائتلاف عربي مشترك.

وقام شارون قبيل غزو لبنان بزيارة الولايات المتحدة لبحث ترتيبات الغزو وتوفير احتياجاته والتنسيق السياسي مع أمريكا في ظل التفاهم الاستراتيجي بين البلدين، ثم عاد ليعلن «أن أمن إسرائيل يمتد من ليبيا وحتى باکستان».

  • الصحافة الإسبانية تتوقع تقسيم لبنان

في تحليل لإحدى الصحف الإسبانية وهي صحيفة «البابيس» جاء أن هناك ثلاث احتمالات لحل قضية لبنان والشرق الأوسط أهمها أن تقضي إسرائيل على الفلسطينيين بمساعدة قوات الكتائب المسيحية، وهدف هذه العملية هو تقسيم لبنان فتحتل سوريا الشمال والغرب «سهل البقاع» من البلاد، ولا تخرج من الحرب مهزومة. وفي الوقت نفسه تصبح بيروت ووسط لبنان والشاطئ والجنوب دولة لبنان الحر تحت إدارة حكومة مسيحية شيعية بحماية إسرائيل، ويقال إن بشير الجميل زعيم الكتائب قد تفاوض مع تل أبيب حول هذا الموضوع في لقاء سري عقده مع الإسرائيليين، كما أن الاتحاد السوفيتي لن يتدخل وعندئذ تفقد منظمة التحرير الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا آخر ملجأ لها. وهنا تحاول إسرائيل تطبيق الحكم الذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة باتفاق مع الأردن ومصر، وهذا ما كرره مجددًا زعيم حزب العمل الإسرائيلي في واشنطن حين قال «إن منظمة التحرير الفلسطينية كانت عقبة في طريق تسوية شرق أوسطية، وأنه عندما يتم إضعافها فسيكون هناك فرصة جيدة لانضمام بعض الفلسطينيين وربما الأردن إلى معسكر السلام»، وهو ما ينويه أيضًا وزير الخارجية الأمريكي - جورج شولتز في مفهومه لكامب ديفيد موسعة.

  • حضارة!!

تنتشر في الولايات المتحدة ظاهرة الشذوذ، انتشارًا بالغًا فمن بين كل عشرة أطفال يعتدى على كل واحد منهم كل يوم، ولكثرة هذه الجرائم الخلقية أقيمت المنظمات لمكافحة هذه الظاهرة مثل «منظمة المجتمع لمكافحة البغي».

ويرى الاختصاصيون أن ظاهرة الاعتداء على الأطفال آخذه بالتزايد، ففي كاليفورنيا وحدها ارتفع عدد الضحايا من /2281/ عام 1977 إلى /8804/ عام 1981، مع أن أكثر من ثلث الأطفال المعتدى عليهم لا يفضون بسرهم لأحد.

وفي بحث على 238 شاذ في مدينة نيويورك كان متوسط جرائم الشاذ الواحد الاعتداء على /78/ طفلًا.

رأي دولي

  • المصالح أولًا... والمصالح أخيرًا

كان المفتونون -وما يزال الكثيرون منهم- يعتقدون أن الماركسي يضع روحه فداء لمذهبه، ولن تستطيع كل الزخارف البرجوازية زحزحته قيد أنملة عن أهدافه؛ فهم من أجل الثوار في العالم ضحوا بزينة الدنيا ومن أجل الشعوب المستضعفة على استعداد لربط الأحزمة على البطون ويهبوا لنجدتها من منطلق الإيثار وتحرير الدنيا من العبودية والاستغلال -هم الذين حملوا مشاعل الحرية لتخليص البشرية من الاستعمار بكل أنواعه- وهم الذين ملأوا الدنيا صياحًا بأنهم لن يمدوا أيديهم لمصاصي الشعوب من الاستعماريين والبرجوازيين وهم أشد الناس عداء للمبادئ البرجماتية ولن يسكتوا عن تجاوزات الاستعمار ولو على رقابهم- وهم مبشرو الجماهير بعصر الرخاء والاكتفاء الذاتي وتفجير طاقات الجماهير الإبداعية وهم وهم.....

وفجأة هذا العجاج وتغير الكثير، حين برزت المصالح وهي تأخذ بيد المبادئ العمياء نحو لعبة العم سام، واستحالت المواقف التي كانت تلبس ثوب الجد إلى حملات كلامية تطلقها وكالة تاس في وجه الخصوم. وأدرك بعض الرفقاء أن الرواد بدأوا يعزفون لحنًا جديدًا فصفقات القمح الأمريكي أهم ألف مرة من قضايا الحرية، ومد خطوط الغاز من سيبيريا لإنعاش الاقتصاد البرجوازي الاستعماري هو الطريق الأمثل والأسرع لتحقيق آمال الشعوب، وأن استيراد التكنولوجيا الغربية أجدى من تصدير المبادئ التقدمية، وعلى هذا اللحن الجديد رقص الرفاق جميعًا دون احتجاج- لم لا؟ مادامت الدنيا استحالت غابة ضاعت حقوق الشعوب فيها وانتهكت أراضيهم فلم يرجعون خاوي الوفاض؟

وهكذا انتهبت أرض أفغانستان بنفس الأسلوب الذي اغتصبت به فلسطين وتنتهك به أرض لبنان... والدماء الملوثة بدماء الأفغان لا يمكن أن ترفع صوتها مرة أخرى لتأييد حرية الشعوب في لبنان أو في فلسطين- بأي وجه؟ وبأي منطق؟ إن جريمة الذئب الأمريكي في افتراس شعبنا في فلسطين ولبنان، لا يقل عنه جرمًا استخذاء الدب السوفيتي وتواطؤه أمام ما يجري لنا وهو يستطيع لكن هذه الاستطاعة تجلت باقتدار في معارك الخليج على جانب واحد وظهرت سافرة فوق أرض أفغانستان- أمور لا تخفى على الرجل البسيط.... لكن المصالح- بل المطامع أجدى ألف ألف مرة من المبادئ وأي مبادئ؟!

الرابط المختصر :