; أسرتنا في الميزان | مجلة المجتمع

العنوان أسرتنا في الميزان

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-مارس-1970

مشاهدات 722

نشر في العدد 1

نشر في الصفحة 23

الثلاثاء 17-مارس-1970

بقلم : مريم جميلة لاهور-باکستان

الواجب الأول على المسلمة هو أن تبذل قصارى جهدها لإقناع أبنائها بالتمسك بتعاليم القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهناك كثير من النساء المسلمات من غير الأقطار العربية اللواتي يتلون القرآن الكريم كل صباح من غير أدنى فهم لمعناه. كما أن هناك كثيرا من الفتيات المتدينات على قدر من التعليم الحديث يقرأن القرآن والحديث وغير ذلك من كتب الإسلام وكأن تلك الكتب مجرد فلسفة للمتعة الذهنية.. ولا يخطر ببالهن أن يقلعن عن عاداتهن السيئة كاعتیادهن مشاهدة الأفلام السينمائية القدرة في دار الخيالة والإستماع الى الأغاني الرخيصة من المذياع وترديدهن لها حتى يصل الأمر بهن إلى الغناء أثناء النوم بصورة آلية أو الذهاب الى الحفلات الإجتماعية المختلطة بملابس ضيقة منافية للعفة.

إن من واجب الأمهات المسلمات أن يعلمن بناتهن وأبناءهن المراهقين أن مجرد كون جميع أصدقائهم في المدارس أو الكليات يفعلون هذه الأشياء لا يعني أنها أصبحت صحيحة بل على النساء المسلمات أن يتلون القرآن والحديث حتى يتم تنفيذ التعاليم الواردة فيها عمليا في حياتهم اليومية. وكثير من البيوتات المسلمة تحتفظ بنسختها من القرآن الكريم ملفوفة في غطاء جميل من الحرير وموضوعة على رف عال لا لشيء إلا لالتقاط الغبار. ماذا تقول هذه الآلاف المؤلفة من المصاحف.. إنها تناشد أصحابها أن: خذونا! اقرءونا! أطيعونا!

 

استسلام دنيء:

لقد تعودت الأمهات من القراءة في مجلات النساء أن عليهن التسليم بالتمرد العنيف لصغارهن ضد القيم الدينية والأخلاقية السائدة. وأن يرين تصرفهن الأحمق الشنيع وانجذابهم نحو التافه من الأمور والخلاصة واحتقارهم لكل ما هو محافظ أو تقليدي ومطالبتهم وتحفزهم نحو تغيير لوري - الى كل الحاد وإتجاه مادي، هذه المجلات توهم النساء أن يعتبرن كل ذلك نوعا من الحقائق البيولوجية المتعلقة بالمراهقة والشباب الحديث وأنه لا يمكن عمل أي شيء إلا الاستلام المخزي للاتجاهات السائدة.

 

ضرورة التغيير :

وهذا الباطل يحرص أعداؤنا على أن نسلم به ونؤمن ألا فائدة من المقاومة؛ فمن الطبيعي أن يغفل شبابنا تجاه ما تعلموه في بيوتهم ومدارسهم وكلياتهم وما يقرءونه أو يشاهدونه ويسمعونه من وسائل الإعلام الجماهيرية. فإذا تعلموا منهج الحياة الإسلامية بدلا من طريقة الحياة فلا بد أن يحسوا ويفكروا ويتصرفوا بصورة مختلفة تماما. وتستطيع المرأة باعتبارها المؤثر الحاسم في أبنائها الناشئين أن تلعب دورا حاسما في إيجاد هذا التغير الضروري.

 

القدوة الشخصية:

إن تعاليم الإسلام في الحجاب تستلزم أن تعيش المرأة مصونة مكرمة تقضي معظم وقتها في بيتها لا تخرج إلا لضرورة كأن تزور الأقارب أو صديقاتها الإناث. وأعظم تأثير تستطيع الأم أن تمارسه على أبنائها الناشئين أن تكون لهم قدوة طيبة. فالأم المثالية هي التي تنشط دائما في أعمالها البيتية وتعنى بأبنائها وترعاهم وتهذبهم وتنشغل بالصلاة. وأحسن ما يهيئ الجو الإسلامي الطيب للأبناء الصغار الذين يواجهون شتى ألوان التأثير السيئة في الحياة هو تلاوة القرآن وغير ذلك من الفضائل في البيوت؛ فعلى الأمهات أن يبدأن في التربية الإسلامية لأطفالهن في سن مبكرة جدا.

وفي السابعة من العمر:

ما إن يبدأ الطفل في الكلام حتى يتعلم الكلمة (وهي الشهادتان)، وغير ذلك من التعبيرات الإسلامية مثل: بسم الله والحمد لله والله أكبر وإن شاء الله وما شاء الله... الخ.

وبمجرد تمكنه من الوقوف والسير لا بد أن تشجعه أمه على تقليدها (كما يفعل كل الأطفال) عندما تؤدي صلاتها. وعندما يبلغ الأطفال سن السابعة على الأمهات أن يحرصن على أدائهم للصلاة بانتظام وأن يعاقبن المقصر في سن العاشرة وما بعدها. وعلى الأم المسلمة أن تجعل بيتها جذابا في حدود إمكانياتها؛ فالتربية الإسلامية لا بد أن تعلم الفتيات النظافة والترتيب. ويجب على المرأة ألا تحس بالخجل حين تنظف بيتها وتكنسه بنفسها، ويجب ألا تعتمد على الخادمة دائما للقيام بأعمال البيت. وإذا كانت الزوجة المسلمة تنعم بالرخاء فعليها أن تقتنع بضرورة تجنب حب الظهور والتبذير على البيت.

الخطوط الفنية الجميلة:

ويمكن للوحات الفنية المتضمنة آيات من كتب الله أو أحاديث نبوية شريفة أن تعلق على الجدران لتخدم غرضين الأول - الزينة والثاني وهو الأهم التذكير بأن هذا البيت بيت مسلم. كذلك لا بد للتربية الإسلامية أن تعلم البنات مبادىء الصحة والإسعاف الأولية والتغذية الجيدة وأن تزودها بإرشادات حول كيفية إعداد وجبات الأكل الحلال. فمعظم النساء المسلمات يجهلن قواعد التغذية الجيدة إلى درجة أنهن لا يعرفن كيف يطعمن أبناءهن بصورة مناسبة حتى في حال توفر الأطعمة الملائمة وإمكان توفيرها.

 

الحاجة إلى أمهات متعلمات:

إن المراة الجاهلة لا يمكن أن تواجه التأثيرات المعادية للإسلام التي تضر بأبنائها ليلا ونهارا. ولا يستطيع القيام بذلك الواجب إلا المرأة الذكية المتعلمة المتحمسة لإسلامها فهي بوسعها مواجهة هذه الأعمال.

ترجمة: أبو أنس

 

الحمد لله الذي شرفني بقتلهم      

لقد سطرت المرأة المسلمة أنصع الصفحات منذ أقدم العصور، فقد كانت أما تدفع أبناءها الى المجد، وزوجا عطوفا تعرف لزوجها حقه، وأختا يفيض قلبها بالعاطفة النقية، وبنتا يخفق قلبها بالحنان وكان لها شأن في السلـــــم والحرب، والعلم والعمل والأدب جميعا.

فلقد كانت خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقف بجوار النبي تخفف عنه أذى الكفار، وتصدقه، وقد كذبه الناس وتساعده بمالها وجاهها.. وكانت أسماء بنت أبي بكر تحمل الطعام للنبي ولأبيها إذ هما في الغار، وتنقل إليهما أنباء الكفار، وتزوجت الزبير بن العوام وكان فقيرا، فكانت تدق النوى علفا لفرسه، وتحمله على رأسها من أرض بعيدة وهي شجعت ولدها عبد الله حين خاف أن يمثل به أعداؤه بعد موته، فقالت له: »يا بني إن الشاه لا يضيرها سلخها بعد ذبحها«، فقاتل حتى قتل.

ونسيبة بنت كعب الأنصارية كانت تسقي المؤمنين في موقعة أحد فلما انهزموا قاتلت قتالا شديدا حتى أصيبت، وسقطت والدم يفور منها فأدركها ابنها وعصب رأسها وأنقذها. والخنساء التي حضرت معركة القادسية وأوصت أولادها بالشجاعة في الجهاد فلما قتلوا جميعا قالت: »الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته«.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل