الثلاثاء 12-مايو-1970
أيها الوزراء: أعيرونا أسماعكم فأوطانكم في خطَر
هذه آيات من كتاب الله نتوج بها كلمتنا إليكم.. راجين أن تتدبروا معانيها الربانية.. ﴿فذكر بالقرآن من يخاف وعيد﴾، ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ (النحل: 112)، ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (النحل: 113)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: 6).
إن الشعب الكويتي قد رفع إليكم صرخات الاستغاثة من عمق المؤامرات التي تحاك من حوله وهو يعقد عليكم الآمال، وينتظر ماذا سوف تعملون لإحباطها وتفويت الفرصة على أعداء الإسلام الذين يريدون لكم وللشعب المسلم ضياع دنياه وآخرته.
أولاً: مدارس التبشير المغرضة، ومن خلفها الاستعمار يدعمها ويمدها لتدمير عقيدتنا وأخلاقنا؛ فماذا اتخذتم من إجراءات لصد هذه الغارة؟
ثانيًا: هذا العري والإباحية لا في الشارع وحده.. بل تعداه للمدرسة والجامعة، وهذه الألبسة الفاضحة التي تنافي الخلق الإسلامي فما هي الخطوات التي اتخذتموها لمنع هذا التحلل؟
ثالثًا: الرقص والموسيقى التي سرت في مدارسنا.. يقابل هذا نقص مادة التربية الإسلامية؛ فلماذا؟ ومن الذي رجح هذا على حساب تلك؟ فأين الخطوات التي اتخذت لحماية بناتنا المسلمات وأمهات المستقبل؟
رابعًا: انفلات الفنادق من إطار القانون؛ فترتكب فيها المعاصي علانية: الخمر والقمار.. وما عداهما من ألوان السقوط الخلقي.
خامسًا: يعرض التليفزيون على أبنائنا برامج خطيرة وأفلاما جنسية مدمرة، وقد ضج الشعب من ذلك.. فمن المسؤول عن وضع خطة برامج التليفزيون؟
ومن المسؤول إذن عن تربية الأجيال تربية إسلامية توقظه من شرور ما يرسمه أعداء الإسلام؟
كم نرجو من الله ألا تنطبق علينا الآية الكريمة كما انطبقت على بني إسرائيل حيث قال الله جل جلاله.
﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (المائدة: 79.78)
وإننا لنأمل بعد قراءة وزرائنا المتمعنة لهذه الآيات أن يستجيبوا لنداء الله وأن تمتد يد الإصلاح الحازمة إلى الأيدي التي تضمر لنا ولبلادنا الشر كله.
﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾ (النساء: 69) .
الخمر والفنادق ووزارة الداخلية
الفنادق التي أباحت لنفسها أن تتحدى القانون والتي تتباهى بتعاطي الخمور في قاعاتها علنًا.. هذه الفنادق لها «مديرون» مسؤولون عن تطبيق مادة في القانون رقمها 206 تنص على منع المسكرات. ومن المعلوم أن هذه الفنادق تعتبر «محال عامة» تقع تحت رقابة وزارة الداخلية. ولذا فإننا نعتقد ويعتقد معنا كل المسلمين الحريصين على مصلحة هذا البلد أن يد وزارة الداخلية ستضرب بعنف على أيدي العابثين، وستقتلع جذور الفساد قبل أن يضرب في هذه الأرض التي يأمل الاستعمار أن يذيب أبناءها في مستنقعات التحلل.
واختلط الدم بالخبز
ومما قرأته هذا الأسبوع وفزعني ما سجله السيد قدرت الله شهاب الأستاذ الباكستاني المنتخب في الهيئة التنفيذية لليونسكو، والذي يشترك في الإشراف على مدارس وكالة غوث اللاجئين.. قال عن مشاهداته في الأرض المحتلة:
«لقد شاهدت لأول مرة في حياتي طفلاً يُقتل، الطفل العربي لا يتجاوز التاسعة من عمره، شاهدته وهو يشتري خبزًا من أحد المخابز، وخرج الطفل من المخبز يحمل الرغيف ثم فجأة دوت الرصاصات في الشارع أطلقها أحد الجنود على الطفل، سقط الطفل مقتولاً، واختلط الدم بالخبز،
وقد وجّه قدرة الله نداء إلى العالم الإسلامي يدعوه إلى وقف المذابح ضد العرب، وقال في بيانه «إن إسرائيل تقتل الناس والمقدسات، إنها تُلغي الدين في المدارس، إنها تُجبر الطلبة العرب على دراسة ما تسميه الأرض العربية، المحررة، وتؤكد لهم دائمًا مطامع دولة العدوان الإسرائيلي».
نداء للمسلمين من إخوانهم في يوغسلافيا
منذ عدة شهور وقع زلزال في مدينة بنالوكا الواقعة في إقليم البوسنة والهرسك بيوغوسلافيا، وهذه المناطق يسكنها عدد كبير من المسلمين.
وقد نتج عن الزلزال أضرار جسيمة في المؤسسات والمساجد التابعة للمسلمين، كما أصيب مبنى مجلس المشيخة الإسلامي، وأصبح المسلمون هناك في حالة يرثى لها،
ونحن نشارك إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك في توجيه النداء لكافة المسلمين لإنقاذ أحزانهم، ونهيب بجمعيات الهلال الأحمر أن تبذل جهدها في هذا العمل الإنساني الكبير.
التبرعات تُرسل إلى مجلس المشيخة الإسلامية في المدينة المذكورة، وقد وصلتني هذه الرسالة من الدكتور طلبة زاید وإن كنت أنشرها متأخرا، إلا أن عذرنا من ضغط العمل الصحفي.
فمعذرة للكاتب وللقراء.
الاختلاط ممنوع في المدارسِ
هذه الرسَالة وصلتني من فترة ونأسف لتأخيرها:
الاختلاط ممنوع في المدارس بقرار من مجلس الأمة استجابة لرغبات المجتمع الكويتي، ونعجب أشد العجب أن يقام حفل غنائي مختلط في دار المعلمين.
ضم الحفل طلبة دار المعلمين وطالبات دار المعلمات وبعضهن بلباس قصير فاضح، وقد شاركن بفقرات من برنامج الحفل الغنائي الموسيقي.
وعلمنا أنه حدثت آخر الحفل مشادة عنيفة؛ بسبب اشتراك بعض المغنين من خارج الدارين، واشترك عميد الدار في هذه المشادة، وأخرج المغني من المسرح، واختتم الحفل بالهرج بين الطلبة والطالبات والعميد، واستُرجعت الجوائز التي وُزعت على المشتركين.
فمن المسؤول عن هذه المهازل؟ نناشد المسؤولين في وزارة التربية أن يُشرفوا على تنظيم حفلات المدارس لتكون حفلات هادفة غير مختلطة.
لقد أساء عميد الدار التصرف بإقامته حفلاً مختلطًا، وكان الواجب عليه أن يراعي ظروف المجتمع الكويتي، فيُنظم حفلتين إحداهما بدار المعلمين يحضرها أولياء أمور الطلبة وحفلة أخرى بدار المعلمين تحضرها أمهات الطالبات.
إن وزارة التربية مدعوة لتنظيم حفلات المدارس بشكل يحفظ للطالبات كرامتهن حتى لا نزج بناتنا في حفلات مختلطة كما حصل أيضًا في معهد المعلمات حيث دُعي للحفل أولياء أمور الطالبات، وقامت بعض الطالبات بتقديم المرطبات؛ فهذا لا يتلاءم مع عقيدة المجتمع وأخلاقه.
إن طلبة دار المعلمين وطالبات دار المعلمات وطالبات معهد المعلمات هم المربون لأجيالنا عن قريب؛ فهل بهذه الطريقة نعدهم لأداء واجبهم؟
ماذا في البحرين؟
دأبت صحيفة تصدر في البحرين على نشر مقالات تتضمن النيل من العقيدة الإسلامية والسخرية بالقيم الدينية، وهذا أمر يدعو للأسف.
ونعجب كيف تتجرأ صحيفة تصدر في بلد عربي مسلم على النَّيل من مقدساته، وتحدي مشاعر المسلمين في كل مكان.
وقد وردت عبارات تضمنت كفرًا صريحًا في مقال نشرته (الصحيفة) بعنوان (سنة الحياة وفلسفة الأغبياء) في عددها الصادر بتاريخ 4/23/ 1970.
ولقد احتج المسلمون في البحرين على هذه الحملة المغرضة والدس الرخيص، وأن المسلمين في كل مكان يشاركون إخوانهم باستنكار أي تهجم أو سخرية من عقيدتنا الإسلامية.
ونرجو من المسؤولين في البحرين البلد المسلم الشقيق أن يقفوا بالمرصاد ضد العابثين، ويمنعوا هذه الأقلام الهدامة التي تحاول أن تبث سمومها في مجتمعنا.
فرقة فلسطينية راقصة أم معهد الدراسات الفلسطينية؟!!
معاهد:
الباليه -الكونسرفتوار- السيرك القومي- الرقص بنوعيه: الشعبي والتعبيري، إلخ، هذه المعاهد الفنية!!
والفرق الراقصة تقام في لمح البصر، وتنفق عليها الأموال الطائلة. أما آن الأوان لإنشاء «معهد الدراسات الصهيونية»
إذا كنا لا نرى مؤسسة أو معهدَا إلا إذا كان له مثيل في الغرب، وإذا كنا قد رأينا الفرقة الفلسطينية الراقصة التي تقوم بالدعاية لقضيتنا فنيًّا، أليس من حق المواطن العربي أن يتساءل: لماذا لا تنشأ معاهد على امتداد الوطن العربي كله يختص بالدراسات الصهيونية: اقتصاد، اجتماع، فکر، أدب، تاریخ، شؤون عسكرية، مع دراسة اللغة العبرية.
أليس في إسرائيل مثل هذه الدراسات عنا، فلماذا لا نقلدهم؟؟
دعوة إلى تطهير الحال
وجاءتني هذه الرسالة من الدكتور طلبة زايد:
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
مضت فترة من الزمن والمسلمون يعيشون في مجتمع يتنكر لمبادئ الإسلام، وينقض عراه عروة بعد عروة، ولكن المسلم المحافظ على دينه لا يستسلم لطغيان، ولا يخضع لمبادئ تخالف دينه ورسالته، ويسعى دائمًا لإقامة شعائر الإسلام مطبقًا إياها على نفسه، وعلى أفراد أسرته.
ولا شك أن المسلم الصادق الإيمان حريص على تزكية ماله وتنميته والمحافظة عليه بعيدًا عن التلوث بحرام، سواء كان ذلك في صورة الإقراض بالربا أو مجرد الإيداع في البنوك بدون فوائد يقبضها أو يدفعها.
ولما كان تداول النقود من الأمور التي شرعها الله -عز وجل- لتسيير مصالح العباد نجد أن من يخشى الله في معاملاته يقف في حيرة شديدة بين حبس ماله بعيدًا عن التداول وبين تقديمه إلى مؤسسات سيناله إثم مشاركتها في أعمالها المحرمة.
ولهذا فإن فكرة إيجاد حل لهذه المشكلة قد راودت الكثير من المؤمنين في هذا البلد وعكفوا على دراسة الجوانب المختلفة لخلق جهاز تتوفر فيه شروط حفظ المال وتشغيله بعيدًا عن الحرام وبشرط أن يحقق للفرد والمجتمع الكسب الحلال والنماء السليم.
ولهذا، فإننا ندعوك على أن تشارك هذه المجموعة وتكون أحد أعضاء الجمعية التأسيسية لهذا الجهاز المقترح تشترك مع إخوانك في وضع لبناته ورسم طريق عمله واختيار المخلصين من المختصين للإشراف عليه وتسييره تحت رقابتك وتوجيهك. ونرجو في حالة رغبتك في الاستفسار عن أمر من الأمور أن تتصل بنا فوراً.
وإلى لقاء قريب.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
عن لجنة المشروع
الدكتور محمد طلبة زايد
العنوان: شارع فهد السالم - عمارة الصفاة - شقة رقم 39 تليفون رقم 35895
«دعاء الطالب»
اللهم إني قدمت ما استطعت وعليك ما قدرت وما دبرت، اللهم إني راض بما قضيت وحکمت.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
