; الحقّ الذي عاد.. | مجلة المجتمع

العنوان الحقّ الذي عاد..

الكاتب أحد القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 14-سبتمبر-1971

مشاهدات 20

نشر في العدد 77

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 14-سبتمبر-1971

الحقّ الذي عاد..

وقفت تهب النار تطعمها الحطب

و تشد قدرا أسودًا قد ضاق ذرعًا باللهب

 وتصب ماءً باردًا في القدر

 يعلوه النسيم ولا حبب

 وتحرك الأحجار في القدر الكبير تسوطها

 كي توهم الأطفال بالطعم الشهي المرتقب !

وصغارها يتدافعون

 في حجرها.. من خلفها.. قدامها يتصايحون

 الجوع ضورهم وجفف ريقهم

 فكأنهم من نسل سكان المقابر ينسلون!

يتدافعون على الإناء تصدهم -مفجوعة-

 لكنهم لا يصبرون.

وتسر أمهم لتسمع ربها

 «أین العدالة يا عمر؟

«فرقت بين الكفر والإسلام

 فرق بؤسنا ونعيمهم.. عجل عمر!

الله أعطاك الخلافة يا عمر

متنا عمر!

يا رب ألهمه عمر

یا رب بدل حالنا وتول كل المسلمين

يا رب عجل بعمر

أطفالنا يتضورون وبيت مال المسلمين لدى عمر!

وأتى عمر

کلت خطاه السير في البطحاء أضناه السهر

 يتفقد الأحوال في الليل البهيم بلا خفر!

ولربما صعد الجبال وربما نزل الحفر

 كيما يعيش المسلمون بمأمن

 لا شيء يزعجهم ولا أحد كدر

وقف الخليفة واجمًا ورنا بناظره الثقيب

فرأى الصغار يصارعون بطونهم..

يتقلبون على الكثيب!

وهنا ارتعش!.. «ويحك عمر»!

«أتنام عينك عن صغار بائسين؟

«أتسد أذنك عن أنين؟

«ولمن تعين بيت مال المسلمين؟

«ويحك عمر!

«یا رب ألهمه عمر

«یا اغفر غفلتي

«یا رب أنزل نعمتك على عمر»

ذهب الخليفة صوب بيت المال يجري مسرعًا

 کالظبی فر من الكلاب مروعًا!

حمل الطعام إلى الجياع أراح قلبًا مفجعًا..

صنع الطعام لصبية! بيديه قد صنع الطعام!

لم تثنه سحب الدخان.. ولا مكانته العظيمة للعظام!

هي ذي الخلافة يا عمر.. هي ذي السياسة يا إمام

 إسلامنا دين الحياة وديننا دين النظام

 إسلامنا فيه العدالة مطلقًا فيه السلام

أما هنا في قرننا العشرين في أوضاعنا ساد اللئام

 وتجبروا وتفرعنوا..

هيئ لنا يا رب دربًا للسلام

 

                                     «أبو ذر الغفاري» معهد المعلمين- السودان

الرابط المختصر :