الثلاثاء 27-يوليو-1971
الأسرة... خاطرة
حذار أن يضيع كل شيء
في المجتمع رجال فضلاء، وربما علماء عاملون لا يفتأون يذكرون الناس بالاستقامة والصلاح، وفي المجتمع أيضا نساء فضليات يضربن لغيرهن الأمثلة في حسن السلوك وعطر السمعة، ومع ذلك نجد بين أولاد بعض هؤلاء وأولئك من شذ سلوكه وساءت سيرته، فما ذلك يا ترى؟! كثيرا ما يحرج الآباء حين يقال لهم: عليكم بأبنائكم أولا، أصلحهم قبل أن تفكروا في إصلاح الناس، فلا يجد الآباء جوابا، وربما استشهد ببعض «الشطار» منهم بنوح -عليه السلام- وابنه الذي رفض الانضمام إلى ركب الإيمان في سفينة النجاة، التي كان يقودها والده وسط الطوفان، أو بامرأة نوح وامرأة لوط اللتين كانتا تحت عبدين من عباد الله الصالحين فخانتاهما فأدخلهما الله النار مع الداخلين، فهل تعتبر هذه الشواهد مبررا لإخفاق الأتقياء في تربية أولادهم؟ هذه الأمور جالت في خاطري وأنا اقرأ في كتاب لكاتب مشهور معروف بالتقى والصلاح، يعترف بإخفاق في حمل أبنائه وبناته على الجادة في وسط هذا البحر الخضم من الضياع، فسألت نفسي هذا السؤال: هل يشترط في من يصبح كاتبا إسلامیا مرموقا، أو خطيب مسجد مفوها، أو واعظا يهز القلوب ويحيي النفوس، أو قائدا جماهيريا يستقطب إليه الناس ويستحوذ على اهتمامهم؟! هل يشترط في هؤلاء أن يكونوا أيضا ناجحين في تربية أبنائهم وسياسة أسرهم؟! أم أن التربية في البيت فن مستقل لا بد له من معرفة ودراية وإتقان؟!
أعتقد أن بين تربية الأبناء وغرس الأشجار شبه كبير، فكما أن الشجرة لا بد من تعهدها في جميع مراحل نموها بالعناية والرعاية وهي بذرة، وهي فسيلة، وهي شجيرة، وهي شجرة كبيرة، كذلك الولد لا بد من تعهده منذ هو مضغة في بطن أمه إلى أن يصبح رجلا يستقل بأسرة جديدة، وكما أن المهندس أو الطبيب أو المدرس لا يستطيع أن يفلح الأرض ويغرس الشجر إلا إذا تعلم ذلك وأتقنه، كذلك لا يستطيع كل إنسان أن يربي أولاده كما يريد إلا بعد علم، ودراية، وممارسة.
الذين ينشغلون عن أسرهم وأبنائهم رجالا ونساء بأي عمل من الأعمال تماما، كالفلاح الذي يغرس غرسته ثم يتركها تفعل بها الأنواء ما تشاء، فكما أن هذه الفرصة لا يمكن أن تستقيم وتزهر وتثمر، وإذا أثمرت كانت هزيلة رديئة الثمر، كذلك الولد إذا ترك أو أهمل تولى الشارع والبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه تنشئته وتربيته، فلا بد إذن من تخصيص وقت كاف للعناية بالأولاد وتربيتهم، ثم شيء آخر مهم لا بد منه، ذلك هو تعاون كلي من الزوج والزوجة على التربية، وتفاهمها التام على الطريق الذي يسلكونه، بحيث لا يختلف أسلوب أحدهما عن الآخر؛ وإلا ضاع الأولاد بين أيديهم، تماما كمن يشتركان في غرس شجرة أحدهما يمدها كيماويا والآخر بالسماد البلدي، وأحدهما يريد إروائها كل يوم والآخر يعطيها، وأحدهما يريد تشذيب أوراقها وأغصانها والآخر يريد تركها كما هي، يمكن أن تنجح مثل هذه الغرسة كما لا يمكن أن تنجح مثل تلك التربية، والحرص على تربية الولد منذ صغره يجعل مربيه يرتاح إليه عند كبره، وإذا كانت هذه التربية مخالفة لما درج عليه المجتمع تتحول حينئذ إلى عملية شاقة وصعبة، تتطلب الدراية والحذر بحيث يصبح هذا الولد في المستقبل عنصر إصلاح ينظر إلى مجتمعه على أنه مريض وعليه تقع مسؤولية علاجه، ولا بد في تربية الأولاد من المراوحة بين الثواب والعقاب على كل تصرف يقوم به الأولاد، يختلف ذلك بحسب أعمارهم، ويجب أن يكون ذلك فورا دون تأجيل؛ حتى يتعود الولد على أن لكل فعل جزاء إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر. ولعل ما جاء في الأثر من التدرج في التربية طريق سليم يسلكه المربي، فقد جاء أن على المربي أن يلاعب ابنه سبعا، ويؤدبه سبعا، ويصاحبه سبعا، ثم يترك حبله على غاربه ويعضد هذا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر»، والخلاصة: أن تربيه الأولاد تربية إسلامية في هذا المجتمع المتناقض عملية شاقة، وفن مستقل لا بد من إعطائه حقه من الاهتمام؛ وإلا ضاع المبنى وضاع المصير، ولا شك أن المسلمين الذين ينشغلون عن أسرهم طوال النهار وجزءا من الليل، ولا يجدون وقتا للاهتمام بأولادهم يضيعون كل شيء في سبيل لا شيء.
الكوكبي
انشروا بروتوكولات حكماء صهيون
رسالة بتوقيع مواطنة كويتية وصلت إلى جمعية الإصلاح الاجتماعي، تقترح فيها هذه المواطنة إعادة نشر وتوزيع كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون»، الذي سبق للجمعية أن وزعته؛ وذلك ليكون هذا الكتاب في يد كل مواطن، ليزداد معرفة وتوعية بنوايا الصهاينة.
وقد قالت الأخت المواطنة في السبب الذي حملها على هذا الاقتراح: إنها عندما تتصفح الجرائد والمجلات تجدها مليئة بأخبار الجرائم التي تحدث في الكويت، من قتل وهتك للأعراض وسرقة وما إلى ذلك، مما يجعلها تعتقد أن البروتوكولات تكمن وراء هذا التدهور الأخلاقي في المجتمع الكويتي وغيره من المجتمعات العربية، ومن المعروف أن العرب الآن في أحوج حالاتهم إلى معرفة نوايا عدوهم.
وقد تلقت جمعية الإصلاح هذا الاقتراح وهي بصدد دراسته بعناية، وهي تشكر
الأخت المواطنة على اهتمامها بهذه الموضوعات، ونود من كل المواطنين أن يشاركوها في تعقب أسباب الفساد والانحلال لاقتلاعها من جذورها، وتنقية مجتمعنا من عوامل الهدم والفناء.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل 
         
         
         
                 
                                    