; مآلات معركة الموصل | مجلة المجتمع

العنوان مآلات معركة الموصل

الكاتب مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث – تركيا

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مشاهدات 761

نشر في العدد 2101

نشر في الصفحة 38

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مآلات معركة الموصل

 

إعداد: مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث – تركيا

 

تمثل معركة تحرير الموصل العراقية من سيطرة تنظيم «داعش» معركة إستراتيجية؛ للتنظيم من جهة، وللحكومة العراقية وحلفائها من الإيرانيين والأمريكيين، ولسكان الموصل، والأكراد، ولدولة تركيا من جهة أخرى؛ نظراً لأهمية الموصل ومكانتها الجغرافية والتاريخية، وتركيبتها الديمجرافية، والمزايا التي تتمتع بها، والانعكاسات الناتجة عن هذه المعركة على مستقبل الموصل، وعلاقتها بالحكومة المركزية، ومساحتها الكبيرة، وطبيعة شكلها الإداري، ومستقبل العراق عامة، وما يمكن أن تحققه الأطراف التي أجمعت على محاربة «داعش» وفرَّقتها أهدافها ومصالحها المتباينة، من حسابات جيوسياسية وإثنوطائفية قومية متعددة، وما قد يفرز من حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية.

 

فالعراق بعد ما يزيد على عامين من سيطرة تنظيم «داعش» على هذه المدينة، ما يزال يعاني شللاً، وأزمات سياسية، وصراعات طائفية وقومية، ووجود مليشيات طائفية مسلحة تحظى بدعم الحكومة العراقية في مقابل اضطهاد المكون السُّني.

تناقش الدراسة معركة الموصل، وتداعياتها المستقبلية على الداخل العراقي، وخاصة وضع الموصل ومستقبل «داعش»، وكذلك الصراع الإقليمي.

الأطراف المشاركة في معركة الموصل:

التحالف الدولي:

شكل دخول تنظيم «داعش» إلى مدينة الموصل عام 2014م بداية الانطلاقة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يضم أكثر من عشرين دولة، ويرمي إلى محاربة تنظيم «داعش»، ووقف تقدمه في العراق وسورية بعدما سيطر على مساحات شاسعة في البلدين، وتشرف قوات التحالف على عمليات الإعداد والتدريب وتقديم الاستشارات العسكرية، كما تقدم الإسناد الجوي والمدفعي للقوات المشاركة الذين تقدَّر أعدادهم بنحو تسعة آلاف جندي، منهم خمسة آلاف أمريكي.

الجيش وقوات الأمن العراقية:

يشارك منها الفرقة 15، والفرقة 16، واللواء الرابع من الفرقة الثامنة، وقوات الشرطة الاتحادية، وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قيادة عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة، وبإسناد من سلاح الجو العراقي، وتقدر أعدادها بـ40 ألفاً.

مليشيات «الحشد الشعبي»:

وهي قوات غير رسمية، مسلحة ومدربة، أعضاؤها من الشيعة، وتحظى بدعم الحكومة العراقية، وتشارك ضمن تلك المليشيات العديد من الفصائل الشيعية المسلحة؛ من أهمها فيلق بدر، وعصائب أهل الحق، والنجباء، وتقدر أعدادها الجاهزة للمشاركة بالمعركة بـ40 ألف مقاتل، مجهزة بأسلحة تفوق أسلحة الجيش العراقي؛ وهو ما دفع بعض الدول والمنظمات للتحذير من مشاركتها في معركة استعادة الموصل؛ تخوفاً من ارتكابها جرائم بحق السكان المدنيين؛ نظراً لسجلِّها الأسود.

قوات البيشمركة الكردية:

تشارك بثلاثة ألوية، بالإضافة إلى وحدة مدفعية، وفرق هندسة، وتقدر بنحو 50 ألف جندي.

مسلحو الحشد الوطني والحشد العشائري:

تقدر الأعداد بـ7 آلاف، وهناك من يصل بهم إلى 15 ألف مقاتل، ويتبع مسلحو الحشد أثيل النجيفي، محافظ نينوى السابق، وقد دربتهم القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة، ويسعى كلاهما إلى تأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها.

تنظيم «داعش»:

تقدَّر قوات تنظيم «داعش» في نينوى/ الموصل، حسب المعلومات الاستخبارية المتيسرة لدى قوات التحالف، بـ5 - 7 آلاف مقاتل في المدينة، من بينها كتيبة طارق بن زياد، وهم من المقاتلين الأوروبيين الأجانب، وكتيبة الانغماسين العرب والعراقيين، و3 آلاف مقاتل خارج المدينة في المدن والقرى المحيطة بمدينة الموصل، فضلاً عن جيش دابق الذي يشترك لأول مرة بعمليات عسكرية منذ السيطرة على مدينة الموصل.

محاور العمليات العسكرية:

تسمح طبيعة أرض المعركة بتوفير ثلاثة مقتربات رئيسة؛ هي:

المحور الجنوبي: يبدأ من القيارة جنوباً، ويمتد بمحاذاة النهر إلى مدينة الموصل، ويتمركز في هذا المحور قوات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي.

المحور الشرقي والجنوبي الشرقي: ويبدأ من عمق أراضي إقليم كردستان العراق، وتتمركز فيه قوات البيشمركة والحشدان الوطني والعشائري، على أن تلتحق بهما وحدات من الجيش العراقي.

المحور الغربي: ويبدأ من تلعفر، وتتمركز فيه مليشيات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية التابعة لمليشيا بدر الشيعية.

المحور الشمالي الغربي: ويبدأ من المناطق المحيطة بسد الموصل، وتعد مناطق حشد مناسبة، تتمركز فيها البيشمركة والجيش العراقي مسنوداً بالحشد الشعبي.

مراحل العمليات العسكرية:

مرحلة الاقتراب غير المباشر: ستقوم القوات المشاركة خلال هذه المرحلة بتأمين الأراضي، وتطهير الطرق، ولا يتوقع أن تواجه معارك حاسمة، ولكنها ستواجه كثيراً من حقول الألغام، والعبوات الناسفة، والهجمات السريعة المفاجئة؛ لإعاقة تقدم القوات المهاجمة.

مرحلة التطويق: وستطوَّق خلالها المدينة كلياً؛ مع ما يحمله ذلك من أخطار تتمثل في إجبار قوات التنظيم على خوض معركة بقاء؛ وهو ما يعني سقوط آلاف القتلى من المدنيين، وإطالة أمد المعركة عدة أسابيع، أو تطوَّق جزئياً؛ لإغراء مقاتلي التنظيم على الانسحاب باتجاه الحدود السورية.

مرحلة الاقتحام: وسوف تجزَّأ هذه المرحلة إلى العديد من المراحل الفرعية، ويعتمد عددها على طبيعة الخطة الدفاعية المعتمدة، وعلى تصميم الخطة الهجومية، وعلى كون عمل القوات على محاور متلاقية أم محاور متوازية.

التداعيات المحلية لمعركة الموصل:

- الصراع على إدارة الموصل سياسياً وأمنياً، وعلاقتها بالحكومة المركزية.

- بسط قوات البيشمركة (إقليم كردستان العراق) سيطرتها على المناطق المتنازع عليها مع محافظة نينوى (الموصل)، وإمكانية تفجر صراعات جديدة.

- الصراع بين المكونات الموجودة في الموصل على التمثيل والنفوذ.

- موجات النزوح الكبيرة بسبب الحرب ستؤدي إلى التغيير والإخلال في ديمجرافية الموصل.

- انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الانتقام تبقي جذور الصراع مستمرة.

- احتمالية نشوء حرب بالوكالة، ومعاودة تنظيم «داعش» الهجوم والسيطرة على بعض المناطق.

- تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ نتيجة لضعف الإجراءات لمواجهة تداعيات الحرب من عمليات النزوح الجماعي وتطبيع الحياة.

التداعيات الإقليمية والدولية:

تركيا:

تدرك تركيا حجم الأخطار الجيوسياسية التي قد تسفر عن معركة الموصل، ومن ثم فهي تسعى إلى:

- تأمين أمنها القومي على حدودها الجنوبية، وتحديداً الشريط الممتد من غرب الموصل وصولاً إلى الحدود السورية الشمالية؛ لإدراكها حجم الأخطار الإستراتيجية الناجمة عن سيطرة الكرد على هذا الشريط الممتد على طول الحدود العراقية السورية، الذي يسيطر عليه حالياً عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي، التي تستثمره لنقل الأسلحة إلى داخل تركيا عبر سنجار التي ترتبط بسلسلة جبال قنديل، الخاصرة الرخوة في الجنوب التركي.

- المحافظة على وجودها العسكري في معسكر بعشيقة.

- تأمين نفوذها السياسي والاقتصادي في هذه المدينة من خلال تقوية مراكز تأثيرها فيها.

- السعي إلى إبقاء هذه المدينة خارج تأثيرات السيطرة الكردية.

- منع أي نفوذ لإيران وأدواتها في العراق من الوجود على حدودها الجنوبية.

- منع التغيير الديمجرافي في الموصل؛ من خلال إصرارها على منع مشاركة مليشيات الحشد

الرابط المختصر :