; بريد القراء (111) | مجلة المجتمع

العنوان بريد القراء (111)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 01-أغسطس-1972

مشاهدات 17

نشر في العدد 111

نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 01-أغسطس-1972

 

الحياة الروحية والمادية

في العبادات الإسلامية في الزكاة

 

إن نظام المال في الإسلام يبدأ من محور الارتكاز، وهو الملكية المطلقة لله سبحانه وتعالى، والزكاة هي عبارة عن مال معين يُؤخذ بشروط معينة، ويُدفع لمستحقه الشرعي، فيرفع بذلك الحرج عن المحتاج، ويدفع ما قد يسببه وجود المحتاجين والفقراء.

فهذه عظمة الإسلام تتجلى في شمولها لجميع النواحي من عبادة الخالق الواحد إلى المساواة بين الغني والفقير، فهذا لا يعتبر المال خاصًا له، وهذا راجيًا ما يدفع كابوس الفقر المخيم على وجهه.

فلينظر أصحاب ماركس الذين يزعمون أنهم قد أتوا بما يزيل الفقر عن المحتاجين داعين إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع عمالي، فحلوا المشكلة بمشكلة.

إن الزكاة واجب ديني واجتماعي يفرضه عليك دينك ويفرضه عليك ضميرك أيضًا.

وعلى الحاكم قتال من يمتنع عن إخراجها وهو قادر عليه، ونحن لو أخرجنا الزكاة لزال من الوجود ما يُسمى بالفقر، ويجب ألا ننسى أنه هناك صدقات أخرى غير الزكاة الواجبة يدفعها بعض المحسنين للفقراء، وفيما يلي سأروي لك هذه القصة منقولة عن کتاب مواقف حاسمة للعلماء في الإسلام:-

قال يحيى بن سعيد: بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقيا؛ فاقتضيها وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقيرًا، ولم نجد من يأخذها مني فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس «أغناهم بالإسلام» فاشتريت بها رقابًا فأعتقتهم وولاؤهم للمسلمين.

فلتنظري يا إفريقيا، يا أفقر قارات العالم اليوم...!

انظري إلى الاسلام وكيف أغناك.

أغناك أيام خلافة عمر بن عبد العزيز، أيام الإسلام، قبل أن تدخلي تحت فكّي التمساح وهو يوشك أن يضمهما عليك؛ أي قبل أن تتكبلي بقيود المعسكرين الغربي والشرقي، أيام كنت في حرية الإسلام.

انظري إلى هذه المعاني التي تحققها الزكاة في الدنيا والآخرة، التي يقول فيها الأستاذ محمد قطب في كتابه في النفس والمجتمع:-

نعم إن الجانب الاجتماعي والاقتصادي واضح جدًا في هذه الفريضة، فهي أول ضريبة نظامية في تاريخ الناس ـكانت الضرائب قبل ذلك بلا نظام ولا قاعدة ولا ميزان- لها إلا ميل الحاكم ومدى تعطشه للمال، فجاءت الزكاة فنظمت الضريبة المفروضة على الناس، وحددت أهدافها، فهي ليست لمنفعة الحاكم ولا لإثراء أهل بيته من دماء الناس، وإنما هي لكفالة المحتاجين إلى كفالة الدولة من الضعفاء والعاجزين.

ولكنها ككل العبادات الإسلامية ليست للدنيا وحدها ولا للآخرة وحدها، وإنما هي مزيج من هذه وتلك، ويكفي أن تكون التنظيمات الاقتصادية «عبادة» لتدل على هذه المزية التي تمتاز بها الفكرة الإسلامية، فالضرائب في كل نظم الأرض فريضة تفرضها الدولة، لأهداف اجتماعية واقتصادية؛ أي أنها علاقة أرضية بحتة، والدولة تقوم بجمعها بقوة القانون وقوة السلطان، والناس يتهربون منها، إلى أن تضيق الدولة عليهم الخناق بتنظيماتها وأدواتها التنفيذية؛ فيرون أن دفعها هو الأسلم والأجدى فلا يقاومون، ولكنها في الإسلام ليست كذلك.

فهي يتقرب بها الإنسان إلى ربه، وعليها يثاب وتنمي وتبارك له أمواله، فهذا هو دين المساواة والعدل والرحمة.

والله من وراء القصد

بدر الدين أحمد عمر

رسالة من الخليج

ومن الخليج العربي وصلت هذه الرسالة المستغيثة إلى «المجتمع»!

نلفت نظر إخواننا في جمعية الإصلاح ومجلة المجتمع التي تعالج المشاكل الاجتماعية في العالم الإسلامي أن كثيرًا من المسلمين اليوم يحاربون الله قبل أن يحاربوا إسرائيل، وقال تعالى:

﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج: ٤٠)

ولم يقل ولينصرن من يحاربه، فاليوم المسلمون بصفة عامة والعرب بصفة خاصة يحاربون الله بالمعاصي؛ فيعطلون الشرع ويبيحون المحرمات، كيف إذن ينصرهم الله، ونجد المجلات الخليعة في كل مكان والأفلام الداعرة في السينما والتلفزيون، والسهر إلى منتصف الليل، والنوم عن صلاة الفجر، والذي ينام عن صلاة الفجر منافق معلوم النفاق فكيف ينصره الله.

ونحن في الخليج الخمور منتشرة في كل مكان، ونهيب بإخواننا في الكويت أن يهبوا لنجدتنا، وأن يزورنا أعضاء جمعية الإصلاح ومجلة المجتمع؛ لينصحوا الأمراء والرؤساء ويحدثون الناس في المساجد والأماكن العامة، وقد حدث أن وصلت باخرة مشحونة بالخمور إلى أحد موانئ الخليج، وتجمَّع الناس لمنعها من إفراغ حمولتها، ولكن المسؤولين وقفوا في طريقهم بحجة أن وصول الخمر سيحقق دخلًا للإمارة عن طريق الجمارك، فنرجو أن تنشطوا وتبعثوا بالنصح لمثل هؤلاء المسؤولين، وجزاكم الله عنا كل خير.

مسلم غيور من دولة الإمارات العربية المتحدة

قصيدة قارئ

وحمل إلينا البريد رسالة من الأخ عبد الوهاب أحمد الأفندي يتحفنا بمقاطع من ملحمته الطويلة «ملحمة الضياع المر»، ونحن ويسرنا أن يتجه الشباب بالفن الشعري إلى إذكاء الحماسة الروحية والتسلح المعنوي في زمن أصبح الشعر فيه أداة للتخريب الخلقي، يتساءل الأخ عبد الوهاب:

ونقتل في منازلنا ونذبح في بيوت الله

ويسكت كل فكر حر

ونخبط في الضياع المر

ونطرد من مزارعنا

ونمنع من بناء الدين والأوطان

ونحرم أي حق كان

ألسنا وارث المجد التليد؟

ألسنا حاملي الرايات؟

ألسنا أولياء الثأر للشهداء

ففيم نمالئ الأعداء

ونخضع للوصوليين والسفهاء

ألم نسحق عروش الفرس والرومان

ونهزم راكبي الأفيال بالحجر؟

لم يكن النصير سلاحا

كان سلاحنا الإيمان..

كان نصيرنا الرحمن..

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل