; واجب ... الشباب المسلم | مجلة المجتمع

العنوان واجب ... الشباب المسلم

الكاتب بأقلام القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1971

مشاهدات 12

نشر في العدد 61

نشر في الصفحة 21

الثلاثاء 25-مايو-1971

واجب ... الشباب المسلم

 

يقول السيد عبد القادر طاش تركستاني في كلمة بهذا العنوان:

إن الشباب عدة المستقبل، وسلاح الأمة وترجمان العمل والحركة، وإن أمة تهمل شبابها ولا تهتم بهم ولا توجههم الوجهة السليمة الصحيحة لهي أمة فاشلة منتكسة لأنها بعملها هذا تقتل الفتوة والعنفوان وتقضي على أكبر رصيد للانطلاق نحو المجد والسؤدد.

وإن الحالة التي يعيشها شباب اليوم حالة يرثى لها من التفكك والحيرة والانفصام، لأنهم لا يعرفون لهم هدفًا يسعون لبلوغه؛ ولا أملًا يحلمون بتحقيقه، ولقد جربوا جميع الطرق التي حسبوا أنها توصلهم إلى شاطئ السلامة وبر الأمان؛ فإذا كلها تزيد من حيرتهم وتبلبل أفكارهم وتقضي على كوامن الحركة في نفوسهم.

ويقول: «إذا انقطعت الصلة بين البشرية وفاطرها العظيم اضطربت حياتها وانقلبت إلى عذاب وجحيم»

ويدل على ذلك بحال البشرية اليوم، وما انحدرت إليه من مباذل ومفاسد وينقل شواهد من كلام السيد قطب وألكسيس كاريل وجون كينيدي وخروتشوف ومحمد إقبال وكلهم يشير إلى الأخطار التي تكمن وراء استهتار الشباب وما يتصفون به من اللامبالاة وعدم الشعور بالمسئولية وما يترتب على ذلك من احتمال انهيار أمتهم التي سيتحملون المسئولية فيها.

وعن السبب في كل هذا؛ يقول الأخ عبد القادر طاش: «السبب في كل هذا هو فقد الإيمان والبعد عن الله ونبذ شريعة السماء والتكبر عليها».

ويقول: «إن الشباب بحاجة إلى عقيدة تحفظ عليهم دينهم وأموالهم وأعراضهم وأنفسهم وليس أعظم من هذا الإسلام الذي يستطيع أن يعيد الأمن إلى هذا العالم المضطرب، وينشر العدالة في هذه البسيطة، وأن البشرية اليوم بحاجة ماسة إليه بعد أن يئست من كل شيء».

ويوجه إلى الشباب المسلم نداء يقول فيه: «يجب عليكم أن تمثلوا هذا الدين في أنفسكم عقيدة وعملًا وأخلاقًا وسلوكًا، يجب عليكم أولًا أن تعرفوا دينكم حق المعرفة وتدرسوه دراسة حقيقية وتنفذوه في أنفسكم تنفيذًا، يجب أن تدللوا على أن هذا الدين صالح للبشرية اليوم؛ وذلك بأن تكونوا أنتم مسلمين حقًا وتتصرفوا تصرفًا إسلاميًا صحيحًا، وهذه هي مرحلة التكوين النفسي وهي أولى مراحل الدعوة العظيمة، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة كسب صفوف الشباب المنتشر بين ظهرانيكم، وذلك بدعوتهم وترغيبهم في هذا الدين وإطلاعهم على حقيقة دورهم الطليعي في العالم، ثم محاولة الاندماج الشبابي العام والإكثار من الاجتماع بين الإخوة الشباب ودراسة أحوالهم وفهم مشكلاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لها، فإذا اجتمعت القلوب واتحدت الأهداف وتمثلت الدعوة الإسلامية في الشباب المسلم تمثلًا صحيًحا؛ عند ذلك تدللون على أنكم القدوة الحسنة التي يجب على شباب العالم اليوم الاقتداء بها، والسير في ركابها، وبعد ذلك تبدأون بنشر الإسلام ودعوة الناس إليه.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (الأنفال: 20- 22).

عبدالقادر طاش تركستاني

الطائف

 

الرابط المختصر :