; ويخوفونك | مجلة المجتمع

العنوان ويخوفونك

الكاتب أ.د. حامد بن محمود آل إبراهيم

تاريخ النشر السبت 14-مارس-2009

مشاهدات 19

نشر في العدد 1843

نشر في الصفحة 32

السبت 14-مارس-2009

لما عجبت من تقاعس بعض الحكام، عن اتخاذ موقف حاسم، يصل إلى التهديد بإعلان الحرب على الكيان الصهيوني، مثل الذي طالب به عضو البرلمان المصري «مجلس الشعب» واعترض المسؤولون على اقتراحه!! ومن ثم تم حذف الكلمة من وقائع الجلسة !!

قال لي: لهم الحق لإلغاء هذا التهديد فقلت له - مقاطعاً - أي حق هذا، وهل نترك أهلنا في كل مكان للقتل والحرق والذبح، ونحن لا نفعل شيئاً؟!

قال لي: ماذا نفعل مع الرعب النووي؟! إن الصهاينة يمتلكون ترسانة نووية جبارة بل والأدهى أنها من القنابل صغيرة الحجم على مقاس المدن فقط، حتى لا يغضب الإشعاع النووي القاتل السادة الكبار الذين سوف يصيبهم منه أذى ولو قليل.

قلت له: من أين أتيت بهذه التفاصيل؟

قال لي: من مجلة دیر شبيجل الألمانية DER SPIEGEL العدد رقم ١٩٧٤/٥١م صفحة ٦٦ ٦٧ يقول أرييل شارون «إريك» المحنط الآن: «قبل أن تستطيع مصر امتلاك سلاح نووي ستقوم إسرائيل بحرب خاطفة، لا يستخدم فيها السلاح النووي الإسرائيلي، بل الأسلحة التقليدية للقضاء على أي احتمال لامتلاك مصر أي سلاح نووي».

كما أكد وزير الحرب السابق آنذاك «الهالك موشيه ديان» أن حربا ذرية محتملة الوقوع في منطقة «الشرق الأوسط».

إن هذا هو منطق القوم الذين لا ينظرون إلى الصورة كاملة، بل يرددون ما يقال لهم.

فلنحلل هذا الكلام الآن بالمنطق والعلم:

1- لقد أثبتت كارثة «تشيرنوبل» أن الإشعاعات الضارة تنتقل مع الرياح إلى آلاف الأميال، وبالتالي لن تكون تجربة استخدام القنابل الذرية حتى الصغيرة منها مأمونة العواقب للصهاينة أنفسهم، قبل غيرهم من الأقربين أو الأبعدين.

٢- توجه الصهاينة إلى استخدام القنابل الفوسفورية واليورانيوم المخصب وغير المخصب، يشير إلى ذلك ويؤكده. 

3- نشرت مجلة «المجتمع» في العدد (١٥٠٢) - الصادر بتاريخ ٢٠٠٢/٥/٢٥م تقريرا تحت عنوان الكذبة الكبرى» ذكر أن هناك بدائل تعادل القنابل الذرية في تأثيرها، لضيق العمق الإسرائيلي»، وكلها بدائل متاحة للدول المجاورة. 

4- أثبت العدوان المجرم على غزة، وليس الحرب، لأن تعريف الحرب هو صراع بين جيشين، وليس بين جيش ومساكن مأهولة بالنساء والأطفال والشيوخ، أقول: أثبت هذا العدوان المتوحش أن العنصر البشري هو مدار الصراع، وأن غزة شوكة في خاصرة الكيان الصهيوني ويجب مساعدتها ونصرها وليس خذلانها وتسليمها، فهي الصف الأمامي وخط الدفاع الأول عن جميع العرب والمسلمين ضد الهمجية الصهيونية ومن وراءها. 

5- لو فرضنا خطأ هذه  التحليلات والتصورات فهل امتلكت «إسرائيل» السلاح الذري المجرد الزينة أم لكي تستخدمه؟! ومن يا ترى المستهدف بهذا السلاح؟! إن «إسرائيل» لا تمتلك إلا عددها القليل، ونحن كثير والحمد لله لقد ضربت اليابان في «هيروشيما» و«نجازاكي» وتعافت؟ ألا هبة واحدة لبتر هذا السرطان، ومن ثم نتعافى لو كان هناك ما نخاف منه؟!

٦- ﴿كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾(البقرة),  ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ , وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٖ ذِي ٱنتِقَامٖ﴾( الزمر ).

الرابط المختصر :