العنوان قراؤنا يكتبون (429)
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 23-يناير-1979
مشاهدات 19
نشر في العدد 429
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 23-يناير-1979
أخي القارئ
... ونلتقي مرة أخرى هذا اللقاء الطيب لقاء الأخوة.. لقاء الأرواح التي تعارفت وتآلفت قبل أن تتعارف الأجساد، وسمت في آفاق هذه الأخوة إلى أن أصبحت مشدودة إلى هذا اللقاء الأسبوعي تستعجل قدومه، وذلك لأنها ترى فيه القوة والوحدة والجدة والترابط الوثيق والأخوة الحقة... ترى فيها أنها -حقيقة- جسد واحد إذا مرض منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. لذلك نرجو أن يكون هذا اللقاء إيجابيًّا وأن تزودونا من خلاله بما ترونه مهمًّا للمسلمين وهكذا تتحقق إيجابية هذا اللقاء وشكر الله تعالى لكم خير الشكر.
التقليد الأعمى
ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فقد أصبح تقليد المجتمع الأوربي من سمات هذا العصر، هذا العصر الذي انقلبت فيه الموازين وتبدلت فيه الأحكام، وانساق أكثر المسلمين وخصوصًا الشباب منهم إلى تقليد كل ما هو آت من الغرب، ومن التفكير في عواقبه، فأطالوا شعورهم وأظافرهم، ووضعوا السلاسل الذهبية في أعناقهم، حتى بلغ من تقليدهم الأعمى أنهم وضعوا الصليب الذي على صدورهم تمامًّا كما يفعل النصارى، وتشبه البعض منهم بالشابات، وطبعًا لن يكون الشاب في عرفهم متمدنًا وعصريًّا إلا إذا ترك الصلاة وشرب الخمر واستهزأ بتعاليم الدين وإلا فسيقولون عنه إنه رجعي ومتخلف، وإن تعجب فعجب ممن يدعي العلم والمعرفة ولا يعرف من الدين نقيرًا ولا قطميرًا.
يوسف أحمد البغلي
قطر- الدوحة
حقوق الإنسان إلى رابطة العالم الإسلامي:
في هذا الأسبوع حين احتفلتم مع العالم بإعلان حقوق الإنسان في ذكراه الثلاثين عامًا، أعلنتم أن الإسلام سبق أن أعلن حقوق الإنسان قبل أربعة عشر قرنًا، فكفل له حريته وأمنه وحقق مبدأ المساواة بين البشر في حين أن هذا المبدأ لم يتحقق حتى في عصرنا الحاضر عصر التقدم والذرة. فمن أعلن حقوق الإنسان؟ ومن أسس بنودها؟ إنهم أنفسهم الذين مارسوا أبشع ألوان الاستعمار والاضطهاد لشعوب هذه البلاد المقهورة المغلوبة على أمرها والتي لا تزال تعاني من آثار ذلك الظلم والعدوان. فلمن وضعت هذه الحقوق؟ ألإنسان الشعوب الأوربية والأمريكية؟ هل هو وحده الذي يتميز بأنه إنسان بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى؟ وماذا عن إنسان الشرق، إنسان العالم الإسلامي، إنسان البلاد العربية؟ هل فقد خصائص الإنسان وخسر معنى الإنسانية عندما جرى وراء المستعمر مقلدًا إياه في كل شيء نابذًا دينه وأخلاقه وقيمه، أما أن يقلده في الحرية التي منحها الغرب لشعوبه، حرية التعبير عن الرأي، حرية الفكر، حرية ممارسة عقيدته فلا وألف لا؟ نبذ شريعة الله التي لا تفسح المجال لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان والتي تحقق له إنسانيته في أبسط طريق ألا وهو طريق العدل والخير والمساواة الطريق التي بينها له الله وخط معالمها طريق الشريعة السمحاء.
فيا أعضاء الرابطة لقد دعوتم شعوب العالم الإسلامي إلى تحكيم القرآن في حياتهم وأمور معيشتهم، وأهبتم بالمسلمين الغيورين لأن يسارعوا إلى نجدة إخوانهم ونصرتهم في الفلبين وأرتيريا وتخليصهم من الظلم والدمار والفناء الذي يراد بهم ويخطط له أعداء الله وأعداء الإنسان.
فيا أعضاء الرابطة: هلا التفتم إلى أقرب بلد إسلامي إليكم إلى إخوة لكم في الدين واللسان، يضطهد فيه أبناؤه المخلصون، ويتخطفون من بيوتهم في ساعة غدر، بأيد حاقدة لئيمة، يتخطفون من بين أطفالهم ونسائهم وتحت سمعهم وبصرهم، إلى حيث يسامون صنوفًا من العذاب والقهر، إلى عالم المجهول عالم السجن الرهيب. فيا أعضاء الرابطة: هل أوجه هذا النداء إليكم، أم إلى هيئة إعلان حقوق الإنسان؟؟ هل أستغيث لنفسي؟ أم لزوجي؟ أم لأطفالي؟
يا رب إن السيل قد بلغ الزبى *** والأمر في كاف لديك ونون
باسم الفراخ الزغب هيض جناحهم *** فقدوا الأب الغالي بغير مؤون
وا لهف نفسي وأحزاني على أب أطفالي مغيب في السجون ونحن بعيدون عنه
بعيدون جدًّا، لا يحق لنا حتى مجرد النظر إليهم حتى ولو من وراء القضبان. أطفالي الصغار ينامون ويصحون على أصداء حلم كئيب لا يد حانية تلمسهم قبل أن تهدأ أجسامهم الصغيرة ولا ابتسامة حلوة تنعش قلوبهم، وتغذي الأمل في عيونهم.
لا بابا عندهم حتى يضربهم ولينتزع الدموع البريئة من مآقيهم.
أما أنا: فللعذاب والوحدة ولأجتر آلامي في ساعات قلقي وسهادي وانفرادي بليل الوحشة وانعدام المعنى لهذه الحياة الرتيبة الكئيبة. وأين من كان يبكينا ويضحكنا؟ ضاع الأمل وهجرت الدار موئل الذكريات ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
زوجة السجين
إلى متى.. يا دعاة القومية العربية؟!
إن الفكرة التي خبطتنا معشر العرب خبطًا عشوائيًّا، خبطًا يندى له الجبين هي القومية العربية والأفكار الهدامة المستوردة من الشرق والغرب؛ فهل من إجابة إذا سألناكم ما هي القومية العربية؟!
إن هذا السؤال أنا متأكد أن دعاة القومية العربية لا يستطيعون الإجابة عليه.. ولو أجابوا لكانت إجابتهم كمن أراد الدخول في أنبوبة صغيرة ليعيش فيها.
ولقد سئل هذا السؤال مؤسس القومية العربية فلم يستطع الإجابة بل قعد يفكر وقتًا طويلًا وبعد ذلك أجاب: القومية العربية هي القومية العربية كالذي سئل عن الماء ما هو الماء فقعد يفكر طيلة الليل فأصبح الصباح فقال الماء هو الماء.
فإلى متى النوم يا حكام العرب وإلى متى الغفلة؟ ماذا حققتم بالقومية العربية؟ وماذا أنجزتم؟ ماذا عملت لكم قوميتكم التي لا معنى لها تجاه عدوكم اليهودي الذي احتل أراضيكم.
فهل سمعتم ما قاله موشى ديان وزير خارجية العدو الإسرائيلي أمام البرلمان الإسرائيلي عندما قام يتكلم على مستوى الإذاعة والتلفزيون ويشرح استعداد الجيش الإسرائيلي فاعترضه أحد أعضاء البرلمان، وقال له لا تكشف مخططاتنا للعرب؟ فأجابه موشي ديان وهل العرب يقرؤون؟!
وهل سمعتم مقال الوزير موشي ديان حين أعلن قائلًا إن إسرائيل مصممة على عدم تعريض وحدة القدس للخطر على الإطلاق وعدم اتخاذ عاصمة أخرى سواء، اعترف العرب بذلك أم لا؟ واستطرد قائلًا: لأن القدس لها مكانة القلب من التاريخ والوطن للشعب اليهودي.
ما هي القومية العربية؟ هل هي الخوف والرعب من إسرائيل؟ أو هي الصراع والحرب المستمرين في لبنان؟ أو هي سيطرة النفوذ الروسي على بلادكم مثل جنوب اليمن وغيره من بلاد العرب؟
أما ما هي القومية العربية التي تزعمون بها والتي لا أساس لها من الصحة!؟ كفى تخبطًا في ميادين المخترعات الإلحادية التي أورثتموها من قبل الصهيونية العالمية.
لقد جربتم هذه المبادئ والمخترعات الوضعية ولكن لم تحققوا بها شيئًا بل خسرتم بها.
ولكن جرّبوا الإسلام وادخلوا في حظيرته ينصركم الله.
علي محمد أحمد ثابت
الجمهورية العربية اليمنية/ تعز
ردود خاصة...
- إلى الإخوة الأحبة
نرجو من الإخوة الذين يراسلوننا أن يكتبوا على زاوية المظروف اسم الباب الذي يراسلون، وذلك مساعدة منهم لنا في إنجاز العمل سريعًا.
- إلى الإخوة القراء
يسرنا أن نحيطكم علمًا بأننا نرحب بأسئلتكم الفقهية وسوف تكون الإجابة عليها في «باب الفقه».
- الأخ الفاضل م ج فلسطين
إننا سررنا جدًا بمراسلتكم لنا ونشجعكم على الكتابة المستمرة لنا.
- الأخ الكريم نبيل محمد المغرب مراكش
نرحب بك صديقًا جديدًا لمجلتكم (المجتمع)، وأما بالنسبة إلى كيفية الاشتراك فيكون بإرسال حوالة بريدية أو شيك مصرفي محولًا إلى البنك التجاري الكويتي -المركز الرئيسي- بقيمة سبعة دنانير كويتية ونصف، وأهلًا بكم.
- الأخ الفاضل سعيد سليم عبد المحسن الكويت
وصلتنا رسالتكم الطيبة، وإننا نشكركم على ما جاء فيها، راجين من الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينه ردًّا جميلًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
- الأخ الفاضل محمد علي مصطفى- السعودية/ الرياض
استلمنا رسالتكم الطيبة ونشكركم لما جاء فيها، وأما بالنسبة إلى مقالكم فإننا نحيطكم علمًا بأننا قد نشرنا مقالات عدة في موضوعه نفسه. ونرجو أن تزودنا بمقالات أخرى في المستقبل القريب، وشكر الله لكم.