; جولة.. في مدرسة الإرشاد الإسلامي - ٧٥٥ طالب في مناخ تربوي نظيف | مجلة المجتمع

العنوان جولة.. في مدرسة الإرشاد الإسلامي - ٧٥٥ طالب في مناخ تربوي نظيف

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974

مشاهدات 16

نشر في العدد 193

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 26-مارس-1974

جولة.. في مدرسة الإرشاد الإسلامي

٧٥٥ طالب في مناخ تربوي نظيف

مدرسة الإرشاد الإسلامي من المدارس العريقة التي ساهمت في نهضة الكويت التعليمية، ولها من اسمها نصيب؛ فهي إسلامية في نشأتها، متمسكة برسالتها في الإرشاد والتوجيه. ولقد تأسست عام ۱۳۷۲هـ فلها ۲۲ سنة تقوم بإعداد وتربية الشباب، وخرجت عددًا غير قليل من الطلبة الذين يشهدون بفضلها عليهم.

وتقديرًا من «المجتمع» لأهمية المدرسة قمنا بزيارتها ومشاهدة أوضاعها عن كثب، ومع أن الزيارة جاءت في نهاية العام الدراسي، وفي مثل هذا الوقت ينصرف الطلبة إلى الانشغال الكامل بدروسهم.. وكان في الزيارة شيء من المفاجأة..

مع كل هذا وجدنا ما يثلج الصدر وصلت المدرسة أثناء الفرصة الكبرى فألفيت الطلبة يلعبون بالكرة، ويتسابقون في حركات تساعدهم على الاستجمام حتى يعودوا إلى الدرس من جديد. واستقبلني ناظر المدرسة الأستاذ محمود أمين علام، الذي قدم لي كل مساعدة في إنجاز مهمتي. وهو خبير في عمله؛ عمل في التدريس والشئون الإدارية ربع قرن، وتنقل في مدارس كثيرة وفي أكثر من بلد، فلقد عمل في مصر ودبي والكويت.

وقام -جزاه الله خيرًا- بتعريفي على شئون المدرسة، فهمت منه أن عدد المتوسط والثانوي ٥٣٥ طالبًا، وعدد الابتدائي ۲۲۰ طالبًا، ومجموع طلاب الإرشاد ٧٥٥ طالبًا.

وفي المدرسة نشاط واسع منها جمعية تجويد وحفظ القرآن؛ حيث إن المدرسة لا تدرس الموسيقى، وتعطي بدلًا عنها تجويدًا، وهذه ظاهرة طيبة.. ومن أبرز النشاط أيضًا في المدرسة.

النخبة: وهم مجموعة من الطلاب يختارهم المدرسون من المتفوقين في ذكائهم وأخلاقهم، وعددهم خمسة وسبعون طالبًا، ولهم نشاط واسع فيه رحلات جماعية، وألعاب رياضية، ومسابقات تحفيظ قرآن، وجوائز تقدم للمتفوقين؛ فالأول يخفض قسطه بنسبة ٥٠٪ والثاني ٢٥٪.

ومن نشاط النخبة كذلك دروس وجلسات في غير أوقات الدوام الرسمي، يدرسون السيرة والقرآن والتهذيب والفقه، ولقد حضرت جلسة لطلبة النخبة ووجهت إليهم عددًا من الأسئلة، فلمست فيهم وعيًا وعلمًا وتأثرًا أدخل السرور على قلبي، كان الواحد منهم يتحدث عن أسامة بن زيد وكأنه يعيش معه في كل أمجاده. عشت معهم ساعة مشرقة لن أنساها أبدًا.

ثم تجولنا في المدرسة حيث وجدت عددًا من المجلات الحائطية منها الصراط، ومجلة مصورة، حكمة اليوم ونشاط «الطابور الصباحي» الذي يحوي كلمة لطالب ولمدرس ودعاء مأثورًا يردده الجميع. ولمست وزارة التربية جهود ونشاط المدرسة فوجهت إليهم كتاب شكر.

واخترت ثلاثة من الطلبة فأجريت معهم هذه المقابلة القصيرة:

الأول: نبيل محمود نافع: فلسطيني الجنسية، في السنة الثانية متوسطة، عمره ١١ سنة، لمست فيه تفوقًا أثناء جلستي مع النخبة، ووجهت إليه هذه الأسئلة:

• لماذا انتسبت إلى جمعية النخبة؟!

• لا بد لأمثالي من مرشد يدلني على طريق الخير، فنحن كغرباء نسير في غابة بها حيوانات مفترسة، بحاجة إلى خبير بها يجنبنا مواطن الخطر.

• ما هو أثر هذا النشاط في نفسك؟

• استفدت من جلساتنا فوائد لا تحصى، لقد كنت لا أصلي، وأنا والحمد لله أحافظ على الصلاة اليوم، وكنت أدخل مسابقات تحفيظ القرآن من أجل الجائزة فقط؛ وأنا اليوم أحفظ القرآن وأطبقه على نفسي، وأجتهد في فهم ما أقرأ.

واستفدت من الرحلات التي تعلمنا فيها الإيثار والتضحية والمحبة بين الإخوان.

وبعد كل هذا أشعر الآن -والحمد لله- بقوة الإيمان وعزة المسلم.

• ما هي الكتب التي قرأتها أثناء فراغك؟ وما هو الأثر الذي تركته في نفسك؟

• قرأت قصص الأنبياء عليهم السلام، وتأثرت بقصة يوسف عليه السلام وصبره أمام المغريات وتثبيت الله له، وقرأت قصص الصحابة رضوان الله عليهم، وتأثرت كثيرًا بشخصية علي بن أبي طالب، وشجاعته عندما نام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة... ثم تأثرت ببطولته عندما صرع عمرو بن عبد ود العامري، وأسال الله أن يجعلني في شجاعة علي حتى أصرع أعداء الإسلام في عصرنا الحاضر.

الثاني: محمد عوض محمود: سنة أولى ثانوية، عمره ١٦ سنة.

• ما هو غرضك من الدراسة ونيل الشهادة؟

• غرضي العلم الذي أمر الله به حتى أفهم ديني ودنياي، وأتمكن من خدمة ديني وأمتي.

• ما هو رأيك في حرص الكثير على نيل الشهادة ولو بدون الاستفادة من العلم؟

• هذا من أمراض أمتنا التي علينا أن نسعى إلى تغييرها، ولا قيمة للإنسان الذي يعيش بدون هدف سام وعقيدة صحيحة.

• هل أنت راض عن نظام الاختبارات وعن المناهج المدرسية؟

• مناهجنا ليست سليمة؛ فمادة العلوم مثلًا تعرض بشكل مجرد بدون ربطها بمن أبدع هذه المخلوقات، وهناك مخالفات للإسلام كتدريسنا لفرضية دارون وغيرها.

وكتب التربية الإسلامية يجب أن تكون أوسع، وحصصها أكثر؛ لأن شبابنا يجهل الكثير عن أمور دينه.

أما الاختبارات: ففيها إرهاق للطلبة عندما نختبر بمادتين في يوم واحد، فيجب أن يعاد النظر فيها.

• يا أخ محمد، باعتبارك فلسطيني كيف ترى السبيل لإعادة فلسطين؟

• السبيل الوحيد هو أن نعود إلى الله ونرفع راية الجهاد الإسلامي، لا سيما بعد أن جربنا كل شيء غير الإسلام وفشلنا.. ومن المفيد أن نعلم أن للمسلمين مشاكل كثيرة مثل: كشمير، والفلبين، وقبرص، وأرتيريا وتشاد، وأهمها فلسطين والقدس، وكل بقعة من بلاد المسلمين هي وطن لي.

الثالث: نبيل علي القطان:

في السنة الثالثة ثانوية، سوري الجنسية.

• يا أخ نبيل، أنت شاب، وسنخصك بأسئلة عن الشباب، فما رأيك بكثير من شبابنا؟ وما الذي ترى أن يتوفر في الشاب؟

• يؤلمني أن كثيرًا من الشباب في عصرنا الحاضر يجهل إسلامه، ويقلد الأمم الأجنبية في اللباس والطعام والعادات والعقائد، ولو أن الغربيين دخلوا جحر ضب لتبعهم.

والشباب يجب أن يتحلى بالشجاعة، وأن يكون قويًّا في جسمه وإيمانه وعقله. وعلى الدعاة والمصلحين أن يقتحموا على الشباب عزلتهم ويقدموا لهم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وعندئذ يكتشفون أن الشباب مستعد لتقبل الخير والتفاعل معه.

• من ترى يصلح أن يكون قدوة للشباب؟

• القدوة الأولى هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، ثم أصحابه رضوان الله عليهم، لقد كان أكثرهم شبابًا. نحن بكل عزة وفخر نقتدي بعلي، ومصعب وعمار، وابن مسعود وابن عباس.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم                          إذا جمعتنا يا جرير المجامع

• ما هي أمنيتك التي تسعى إليها بعد الانتهاء من الدراسة؟

• أمنيتي أن أكون ذلك الرجل الذي يستفيد من كل ثانية تمر في حياته في خدمة دينه. أمنيتي أن أكون الشاب المجاهد الذي يعمل لإعادة الخلافة الإسلامية، وأن أنال في سبيل ذلك إحدى الحسنيين؛ النصر أو الشهادة.

المجلة:

تأثرت من أجوبة الطلبة، وأسأل الله أن يثبتهم على هذه المعاني الرائعة، وأن يحقق لهم الأمنيات الرفيعة التي يتطلعون إليها. وشكرت لناظر المدرسة وللمشرف على النشاط الأستاذ محمود جهودهما، وتوجت الجولة بصلاة الظهر في المدرسة، التي لم يتأخر عنها طالب أو مدرس، وتمنيت أن تراعي جميع المدارس الحكومية فرضًا لا يجوز للمسلم أن يقصر أو يسوف في أدائه. ومع شكري لجهود المدرسة أنصح القائمين عليها -والدين النصيحة-: أن يضاعفوا جهودهم، وهذا أقوله لكل مدرسة إسلامية، ومضاعفة الجهود تكون متناسبة مع شدة الغزو الصليبي الذي يهدد الكويت ومنطقة الخليج؛ بل العالم الإسلامي بأسره.

قد يقول قائل: المدارس الصليبية تنفق عليها الفاتيكان، وتغدق عليها الأموال من كل فج وصوب، صحيح هذا، ولكن بجهودنا البسيطة وحسن اعتمادنا على الله نحقق الخير الكثير.

والكويت لا يشكو فقرًا، والفاتيكان ليس أغنى من المسلمين يقينًا.

وزارة التربية

مكتب مدير إدارة التعليم الخاص

رقم وت/ أت/ 2515

التاريخ 13/ 3/ 1974

(بسم الله الرحمن الرحيم)

السيد المحترم/ ناظر مدرسة الإرشاد الإسلامي الأهلية

ص. ب (20536)

بعد التحية:

لمسنا في مدرستكم نظامًا عن اهتمامكم بتربية الأولاد تربية إسلامية تربطهم بدينهم الحنيف وبكتابهم الكريم، وذلك بإعداد المسابقات في حفظ القرآن الكريم ومنح الفائزين خصم في الاشتراك المدرسي.

ونحن إذ نسجل لكم تقديرنا وشكرنا نرجو لكم دوام التقدم.

مع خالص التحية،،،

مدير إدارة التعليم الخاص

جمعة محمد ياسين

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل