; مسلمو بلغاريا مازالوا يواجهون التهميش الثقافي والاقتصادي | مجلة المجتمع

العنوان مسلمو بلغاريا مازالوا يواجهون التهميش الثقافي والاقتصادي

الكاتب رضا عبدالودود

تاريخ النشر السبت 16-ديسمبر-2006

مشاهدات 18

نشر في العدد 1731

نشر في الصفحة 30

السبت 16-ديسمبر-2006

رغم نجاحهم السياسي يرى كثير من المراقبين أن فوز مرشح الحزب الاشتراكي بالرئاسة سيزيد من قوة الائتلاف الحاكم الذي يقوده الاشتراكيون منذ انتخابات ٢٠٠٥م والذي يشارك فيه المسلمون البلغار المنضوون تحت لواء «حركة الحقوق والحريات». ويعيش في بلغاريا أكثر من 3 ملايين مسلم يواجهون أخطار التهميش وحرمان مناطق تركزهم في الجنوب والجنوب الشرقي وشمال شرق بلغاريا من الاستثمارات الاقتصادية، إذ يعاني نحو ٦٠٪ - ٧٠٪ من البطالة بسبب السياسات اليمينية التي تسعى لتطهير بلغاريا من الجنس التركي. ومن المعروف أن مسلمي بلغاريا تعرضوا لاضطهاد واسع في العهد الشيوعي حيث أممت أراضيهم وأجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية بأخرى بلغارية، كما أجبروا على الهجرة عدة مرات كان آخرها في أواخر الثمانينيات حيث هاجر ٣٢٠ ألف مسلم تركي من بلغاريا إلى تركيا ودول أخرى، وبعد سقوط الشيوعية سمح لهم باستعادة أسمائهم الإسلامية، لكن عمليات الهجرة استمرت بسبب تردي الأحوال الاقتصادية. مشاركة سياسية: وشهدت الفترة الأخيرة العديد من التطورات الإيجابية حيث وقع حزب حركة الحقوق والحريات والحزب الاشتراكي البلغاري الأحد ٢٠٠٥/٧/٢٤م اتفاقًا لتشكيل ائتلاف حكومي يضم ۱۳ عضوًا من الحزب الاشتراكي و٥ وزراء من الحركة فضلًا عن أعضاء من أحزاب أخرى ليس من بينها حزب الوسط القومي الحاكم – آنذاك – الذي رفض الانضمام للائتلاف. وقد انضمت حركة الحقوق والحريات، إلى الحكومة لأول مرة في عام ۲۰۰۱م بعد فوزها بـ ٢٠ مقعدًا في الانتخابات، ومثلها في تلك الحكومة وزيرا الزراعة والآفات والطوارئ، علاوة على سبعة مناصب نائب وزير بوزارات الصناعة والدفاع والمالية والاقتصاد والإسكان والبيئة، وثلاثة من حكام الأقاليم في بعض المدن الرئيسة، من بينها العاصمة «صوفيا». وفي الانتخابات البلدية التي جرت في عام ۲۰۰۳ م حصلت على ١٠٪ من الأصوات، ونفس النسبة حصل عليها حزب حركة الوسط القومي. تحديات خطيرة وتتعدد التحديات التي تواجه مسلمي بلغاريا، ويأتي على رأسها: التنصير: ورغم المشاركة السياسية يبقى خطر التنصير ووصم المسلمين بالإرهاب «الموضة» السارية في أوروبا قاطبة، مما سيحرم المسلمين من الحريات حيث تستخدم بعض الجهات البطالة والفقر لإغراء شباب المسلمين بالارتداد عن دينهم تحت دعاوى الاندماج في المجتمع البلغاري.. وبالرغم من السماح للمسلمين بفتح بعض المدارس وتكوين الأحزاب والمشاركة في الانتخابات منذ عام ١٩٩٤م، إلا أنهم لم يستعيدوا بعد أسماءهم الإسلامية التي فرضتها عليهم الشيوعية والتي فقدت حيادها وموقفها الثابت من الدين، فبدت أرثوذكسية أكثر منها ملحدة! بالإضافة لرزمة القوانين والتنظيمات الإدارية التي تحرم الأقلية التركية المسلمة من تقلد الوظائف، أو الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية والتأمينية بجانب محاولات تعميق الخلافات بين القيادات المسلمة وإغرائهم بالسلطة والمال لشق صف المسلمين، وممارسة أشد الضغوط الاقتصادية على مناطقهم بإبقائها أسيرة الفقر والجهل، وطبقًا لهذا الأسلوب تنامى الفقر بصورة مفزعة وسط مسلمي بلغاريا، ونهش غول البطالة أجسادهم لدرجة أن ٧٥% من مسلمي بلغاريا من دون عمل، وهو ما يفتح الباب أمام منظمات التنصير لطمس هويتهم. التحديات الثقافية كما يواجه مسلمو بلغاريا الانفتاح الكبير للمجتمعات الغربية، بجانب قلة عدد الجمعيات والمؤسسات الإسلامية وقلة الكتب الإسلامية المترجمة، حيث لا توجد – حتى الآن – ترجمة معتمدة للقرآن باللغة البلغارية، إضافة إلى الصعوبات التي يضعها الشيوعيون الإعاقة العمل الإسلامي. ويعاني المسلمون البلغار من عدم وجود مساجد تستوعب المصلين، ففي العاصمة «صوفيا» لا يوجد سوى مسجد واحد تؤدى فيه صلاة الجمعة، وهو بحاجة إلى ترميم، بالإضافة إلى الاحتياج الشديد إلى إنشاء المدارس الإسلامية وتزويدها بالمدرسين والدعاة المتخصصين في كافة المدن البلغارية التي يوجد بها المسلمون. الجهل بأصول الإسلام ولعل أخطر تلك التحديات الجهل الشديد بتعاليم الإسلام، وعدم معرفة أبسط العبادات مثل الصلاة والصوم وتنامي تيار يكتفي بمعلومات مختصرة وبدائية في مجال الدين والنظر إلى الإسلام على أنه دين مناسبات واحتفالات، وأن العبادات فيه أمر اختياري وليس إجباريًا، وهذا الأمر هو ثمار الفترة الشيوعية. رزمة من القوانين تحرمهم من الخدمات التعليمية والصحية.. الفقريتنامي بينهم بصورة مفزعة.. والبطالة تنهش ٧٥% منهم.
الرابط المختصر :