العنوان بيت المقدس - أسباب الانتصارات فيها.. وأسباب الهزائم
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-نوفمبر-1973
مشاهدات 14
نشر في العدد 176
نشر في الصفحة 18
 
                                    
                                الثلاثاء 20-نوفمبر-1973
الحلقة الأخيرة
بيت المقدس
أسباب الانتصارات فيها.. وأسباب الهزائم
● أسقطتها الدويلات المتداعية في آخر العصر العباسي.
وفتحتها الأمة كلها.. معتصمة بحبل الله في عهد صلاح الدين.
● رفضت أمة الإسلام منح اليهود أرضًا في فلسطين.
وأعطتها أمة القوميات المقهورة هذا الحق في عهد أتاتورك.
صلاح الدين يفتح بيت المقدس
كان المسلمون في عهد نور الدين زنكي السلطان السلجوقي وخلیفته صلاح الدين الأيوبي قد بدأوا يتجمعون بعد شتات ويتوحدون بعد فرقة وأخذوا يعدون العدة لاسترداد بيت المقدس من الصليبيين وكانت أحوال الصليبيين قد ساءت في الوقت الذي نهب فيه ريجنالد أمير الكرك قافلة من قوافل المسلمين السائرة على طريق الحج وقتل منها من قتل وأسر بقية الرجال والنساء وساقهم إلى الكرك فخابره صلاح الدين بصددهم وطلب إليه إرجاعهم ولما رفض، خابر صلاح الدين السلطة المركزية في القدس، ولم يكن أمراء الصليبيين على وفاق آنذاك. فقيل له إن صاحب الكرك حر أن يفعل ما يشاء، فأقسم صلاح الدين يمينه المشهور أنه لا بد وأن يحاربه ويحارب الصليبيين كلهم معه، وأنه لا بد أن يقطع رأس ريجنالد بيده إذا وقع هذا أسيرًا.
كما أن الصليبيين إمعانًا منهم في إثارة المسلمين حاولوا احتلال الحجاز وتخريب الكعبة وهدم قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك حين حاول البرنس أرناط «ريجنالد» السابق نفسه هذه المحاولة بأن استحضر سفنًا أتى بها قطعًا مفككة، وعبر بها الصحراء من الكرك إلى العقبة وفي خليج العقبة ركبها وسار بها بحرًا إلى ثغر من الثغور القريبة من المدينة على شاطئ البحر. ولكن محاولته باءت بالفشل.
كل ذلك جعل صلاح الدين يعلن الجهاد المقدس ويرسل إلى أمرائه دعمًا له في جميع أطراف مملكته، يخبرهم بما نوى. فأخذت الجيوش تزحف إلى فلسطين من كل حدب وصوب من الموصل وحلب، والجزيرة، وأربيل، ومصر.
حذر المنجمون صلاح الدين إن هو حاول فتح القدس وأخبروه بأنه سيفقد إحدى عينيه إن فعل فأجابهم قائلًا: «إني لأؤثر أن أفقد بصري كله، إذا كان من وراء ذلك فتح بيت المقدس»
ولعمري إن دور المنجمين الدخلاء على المجتمع الإسلامي النظيف في أيامهم تلك كدور الذين يثبطون الهمم عن القتال في أيامنا هذه ويحاولون تصوير الأعداء بأنهم على جانب من القوة والتماسك مستندين إلى أقوى دولة في الأرض وأن الانتصار عليهم انتصارًا ساحقًا ضرب من الجنون، وإن اقتلاعهم من الجذور وتخليص الأمة من بلائهم لا يقدر عليه أحد.
لقد عانى قادة المسلمين في فتوحاتهم الكبري أصنافًا كثيرة من تثبيط الهمم وتهويل أمر الأعداء. غير أن ثبات القادة والمخلصين من حولهم واعتصامهم بحبل الله المتين والتجاءهم إلى مدد السماء كان يدفعهم للقتال لا يبالون بالموت، فإنما هي إحدى الحسنيين، الشهادة أو النصر.
وهذا المعتصم بالله يضرب بأباطيل المنجمين عرض الحائط في فتح عمورية فيفتح الله له عمورية، وهذا المظفر قطز يحمل المماليك حملًا علـى القتال وهم يصورون له ما هو مقبل عليه من أخطار حين اعتزم مقابلة التتار في الشام قبل وصولهم إلى مصر والشيخ المناضل العز بن عبد السلام يشجعه ويشد من أزره فنصره الله ورد كيد التتار لم ينالوا شيئًا.
إن النصر في الحروب ما كان يومًا بالعدد والعتاد، ولكنه دائما بالقوة المعنوية التي تملأ نفس الجندي شجاعة وإقدامًا وتملأ قلب العدو رعبًا وخوفًا، ولقد علم الله المسلمين في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم دروسًا في هذا الأمر تظل نبراسًا لكل المجاهدين في سبيل الله إلى أن تقوم القيامة، ففي بدر نصر الله القلة المستضعفة وأيدها بجند من عنده حين رآها مقبلة عليه وقد أخلصت النيات وطهرت القلوب، فقصم بالعدد القليل والعدد الضئيلة ظهر الشرك المستعلي وهزم جحافل قريش المستكبرة وأذاقها مرارة الخيبة وذل الفرار.
وفي حنين أعجبت المسلمين كثرتهم فنظروا إلى عددهم الضخم فخورين وقالوا: «لا نهزم اليوم من قلة» وساروا للقتال معتمدين على العدد والعدد فانقض عليهم أعداؤهم من خلف الآكام والجبال فمزقوهم شر ممزق وولى المسلمون الأدبار لولا أن ثبت النبي مناديًا أصحابه الذين عادوا فتجمعوا حوله وأحالوا الهزيمة إلى انتصار.
هذان درسان للمسلمين حيث وجدوا وفي أي زمن كانوا، وهذه صفحات التاريخ مفتوحة تنبئنا بما نريد، فلنأخذ من التاريخ عبرة ولنستفد من معارك الماضي لمعارك الحاضر والمستقبل.
● حاصر صلاح الدين بيت المقدس كما حاصره المسلمون من قبل في عهد عمر بن الخطاب وضرب أسوار المدينة وحصونها بالمجانيق وهدم البروج والقلاع وقتل من الصليبيين ومن المسلمين خلق كثير.
وكان صلاح الدين قد أرسل في طلب إشراف المدينة حين أتم ترتيباته وركب آلات الحصار وأصبح قادرًا على اقتحام الأسوار وخاطبهم بقوله:
«إنني أحترم مدينة القدس ولا أرغب في انتهاك حرمتها بإراقة الدماء فيها. ولهذا أنصحكم بترك المدينة، وأتعهد من جهتي بأن أعوضكم عن أموالكم بالأموال والأراضي»
ولكن القوم رفضوا نصحه، ولكنهم لما رأوا حدة القتال استسلموا لشروطه وغادروا المدينة بعد أن دفعوا الجزية.
● ولا بد هنا أن نذكر للقائد المسلم صلاح الدين أمرين أولهما مهارته الحربية وخبرته في فنون القتال ويقظته للعدو وثانيهما تسامحه مع الصليبيين وإكرامهم بعد أن قدر عليهم وأصبحوا في قبضته يفعل بهم ما يشاء. وكلا الصفتين من صفات القائد المسلم الصادق علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته ويوم فتح معقل المشركين مكة، وقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
فمن مهارة صلاح الدين الحربية أنه قبل حصار القدس أرسل من يراقب الشواطئ لئلا يأتي مدد للصليبيين من أوروبا، ولم يهاجم القدس إلا بعد أن استولى على عسقلان وبيت جبرين من الجنوب وبعد أن طهر وادي الأردن من الشرق.
وفي الحصار ترك صلاح الدين الجانب الغربي المنيع من السور واتجه إلى الناحية الشمالية حيث الأرض منبسطة والسور من تلك الناحية ضعيف.
ومن تسامحه في معاملة النصارى أنه عفا عن كثير منهم فلم يدفعهم الجزية، بل وافتدى هو وحده عشرة آلاف شخص. وأطلق أخوه الملقب بالملك العادل سراح سبعة آلاف شخص. كما أن صلاح الدين سمح لجميع الجنود الصليبيين بمغادرة المدينة مع أطفالهم وعائلاتهم وضمن لهم سلامة الرحيل وأمر أن توزع الصدقات على الفقراء والمرضى والأرامل واليتامى والمقعدين وأن يزودوا بالدواب التي تحملهم.
واستأذنته الملكة «أزبيلا» بالسفر فأذن لها ولرهط كبير من النساء اللواتي كن معها، ولم يكتف بذلك، بل أمر برد الأسيرات إلى أقاربهن، وسمح لرجال الصحة - رغم أنهم أشهروا السلاح عليه - بأن يواصلوا إسعاف الجرحى ومعالجة المرضى والعناية بالحجاج المسيحيين. وأما نصارى بيت المقدس فقد سمح لهم بأن يسكنوا فيها، ولا يخرجوا، وأن يؤمنوا ولا يزعجوا وأقام فيها وفي أعمالها منهم ألف.
فانظر أيها القارئ كيف كان فتح الصليبيين للفرس وما فعلوه بالمسلمين فيها وما أراقوه من دماء وقارن بينه وبين فتح المسلمين وما أظهروه من تسامح وكرم أخلاق في كل فتوحهم. ولتكن فلا تخلط بين التسامح وبين الضعف والحذر فالمتسامح لا يكون متسامحًا إلا حين يقدر على البطش فيمتنع أما الضعيف فهو الذي يبحث عن العلل والأسباب التي تمنعه من القتال وتحقيق الانتصار.
القدس في عهد العثمانيين
وظلت القدس إسلامية في عصور الدولة الأيوبية ودولة المماليك من بعدهم وكان للمماليك بقيادة قطز وقفة في الدفاع عن الشام ومصر ضد الغزو التتري يذكرها التاريخ بكثير من الفخر والاعتزاز فقد استطاع هذا القائد المملوكي المظفر أن يبث في جنود المسلمين روح القتال والجهاد في سبيل الله وأن يسير بهم من مصر إلى بلاد الشام ليلتقي بالتتار في عين جالوت ومعه صديقه الشيخ ابن عبد السلام يوجهه ويشد من أزره فينصره الله على التتار نصرًا مؤزرًا أعاد به إلى الإسلام هيبته وإلى المسلمين عزتهم وكرامتهم وظلت مصر وبلاد الشام تحت حكم المماليك إلى أن فتح هذه البلاد السلطان سليم العثماني والذي تسلم الخلافة من العباسيين وأصبحت بلاد المسلمين كلها خلافة عثمانية في آل عثمان من الأتراك وظلت القدس في أيدي العثمانيين وكان في آخر عهدهم مناورات ومحاولات لليهود للاستيطان في فلسطين، ورغم ما في العهد العثماني من مظالم ومساوئ لم يسلم الأتراك أنفسهم من شرها إلا أنه يذكر لسلاطين بني عثمان حرصهم على إبعاد اليهود عن فلسطين رغم محاولاتهم المستميتة لذلك.
ولقد كانت الكلمة العليا في القدس خلال العهد التركي لسكان البلاد الأصليين من المسلمين وكانوا يحرمون على الأجانب امتلاك الأرض في القدس، ويحدثنا المؤرخون أن اليهود حاولوا مرارًا إقناع مشايخ البلاد ورؤسائها، كي يعدلوا من خطتهم، ويوافقوا على إدخال ولو عدد محدود من اليهود إلى فلسطين، والسماح لهم بشراء الأراضي وتملكها إلا أنهم لم يفلحوا. فتوجهوا بعد ذلك إلى الآستانة لإقناع السلطان ووزرائه بمنح اليهود تسهيلات للاستيطان في فلسطين.
ثقتنا بعهودهم أطمعتهم بنا فأصدروا وعد بلفور
ولهذا الغرض راح هرتسل يتردد على إستانبول محاولًا إقناع السلطان عبد الحميد بالفكرة ما بين ۱۸۹۷ م، ۱۹۰۲، ولكن عبد الحميد أبى أن يصغى لتوسلاته ورفض إغراء المال الذي عرضه عليه ونقل عنه هرتسل نفسه في يومياته ما يلي: «بعث السلطان إليّ وسامًا عالي الدرجة ومع الوسام جواب مفرغ فيه هذه العبارات: «بلغوا الدكتور هرتسل ألا يبذل بعد اليوم شيئًا من المحاولة في هذا الأمر. إني لست مستعدًا أن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد لتذهب إلى الغير.
فالبلاد ليست ملكي. بل هي ملك شعبي. وشعبي روى تربتها بدمائه. فليحتفظ اليهود بملايينهم من الذهب».
ولكن الوضع تبدل بعد الانقلاب الذي أطاح بعبد الحميد وعرشه وجاء بجمعية «الاتحاد التركي» التي اندس فيها يهود الدونمة الذين ادعوا الإسلام نفاقًا وفي عهدهم سنت الحكومة العثمانية قانونًا يجيز لليهود وغيرهم شراء أرض في فلسطين وبيعت المزارع السلطانية بالمزاد العلني فاشترى اليهود ما اشتروه عن هذا الطريق قبل الحرب العالمية الأولى التي بدأت سنة ١٩١٤ م.
القدس تحت الاحتلال البريطاني
وفي سنة ۱۹۱۷ وبينما كانت الحرب العالمية الأولى في أوجها كان الإنجليز يدخلون فلسطين ويتوغلون فيها متجهين إلى القدس، ولقد حاول الجيش العثماني بما فيه من جنود عرب أن يصدوا الغزو الأجنبي بكل ما أوتوا من قوة، ولكن أسباب الهزيمة كانت ظاهرة للعيان، فليس الاستعداد متكاملًا ولا الأمة متحدة ولا العدل مسيطرًا وأهم من ذلك كله فقد كانت صلة الناس بربهم مبتوتة وهذه دائمًا هي دواعي الهزيمة عند المسلمين.
وإليك نموذج من تصرف المسلمين المهزومين حين يسقط في أيديهم ويشعرون بمرارة الانكسار وذل النكسة.
«لما أيقن المتصرف التركي، عزت بك، أن القدس لا محالة واقعة بيد الإنجليز، وأنه لا خير يرجى من المقاومة أكثر مما جرى، نادى إليه مفتي القدس ورئيس البلدية. فاجتمع إليهما وقال لهما: «ها قد أحاط الجنود الإنجليز بالقدس، ولا بد أن تسقط عما قليل بأيديهم. ولقد اعتزمت مغادرة المدينة بعد نصف ساعة. وأود أن ألقي بين أيديكم هذا الحمل الأدبي العظيم، ألا وهو تسليم المدينة للفاتحين» ثم ناول رئيس البلدية وثيقــة التسليم التالية ليسلمها للإنجليز:
إلى القيادة الإنجليزية:
«منذ يومين والقنابل تتساقط على القدس المقدسة لدى كل ملة. فالحكومة العثمانية رغبة منها في المحافظة على الأماكن الدينية من الخراب، قد سحبت القوة العسكرية من المدينة، وأقامت موظفين للمحافظة على الأماكن الدينية كالقيامة والمسجد الأقصى. وعلى أمل أن تكون المعاملة من قبلكم على هذا الوجه فإني أبعث بهذه الورقة مع وكيل رئيس بلدية القدس حسين بك الحسيني».
متصرف القدس المستقل
عزت
8-12-1333 هـ
وهكذا سقطت القدس في أيدي الإنجليز ورحل عنها آخر جندي من الأتراك وظلت فلسطين كلها تحت حكم الإنجليز تتوقع أن يعهد إلى أبنائها بحكمهــا وظلوا يتلقون الوعود تلو الوعود والإنجليز يراوغون والبلاد تدار بأيد إنجليزية كما يشاء الإنجليز ليس هذا فحسب، بل إن الأدمغة التي كانت تدير دفة الحكم أدمغة يهودية بحتة فهربرت صموئيل اليهودي كان مندوبًا ساميًا في فلسطين وكذلك كان النائب العام. والمستشار القضائي ومن ورائهما «الوكالة اليهودية».
وفي هذا الحكم الظالم لم يلبث العرب أن سمعوا بوعد بلفور الذي أعطى الإنجليز بموجبه اليهود حق إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ومن يومها غلت الثورات في فلسطين وتساقط الشهداء بالعشرات وحوكم الأبرياء بالسجن والقتل والتعذيب وكانت مهزلة الحرب العربية الإسرائيلية سنة ١٩٤٧ في فلسطين وانتهت هذه الحرب بإعلان الدولة اليهودية بعد أن استطاع اليهود الاستيلاء على القسم الأكبر من فلسطين ومعه شطر القدس الجديدة وكان العرب قبل ذلك قد رفضوا مشروعًا لتقسيم فلسطين يعطي اليهود أقل مما أخذوه. وظل أبناء هذه الأمة مرابطين ينتظرون اليوم الذي يتمكنون فيه من تحرير الأرض المقدسة وإعادة الحق إلى أهله، وجاءت حرب ١٩٥٦ فضاع شيء جديد وجاءت حرب سنة ١٩٦٧ فضاع كل شيء من فلسطين وأجزاء أخرى من الوطن العربي وأعلن اليهود ضم القدس نهائيًا واعتبروها عاصمة لدولتهم المزعومة.
واليوم وبعد معارك ۱۹۷۳ ماذا تنتظر القدس؟
هل تنتظر أن تعود هي وما حولها من أرض فلسطين إلى أصحابها الشرعيين؟
أم تنتظر أن تدول وتصبح مدينة دولية لكل أمم الأرض وأصحابها ينظرون بحسرة وكمد.
أم أنها تظل عاصمة للأعداء كما يريدون.
نحن ننتظر، ولكننا نعلم تمامًا أن إلقاء السلاح لا يمكن أن يعيدها لنا ولو تعلقنا بكل أهداب العدالة الدولية المزعومة وحقوق الإنسان المعلنة على الورق.
كما أننا نعلم أن القدس بلد إسلامي وللمسلمين في كل أنحاء الدنيا حق في المشاركة في شرف القتال دونه وأن تحريره لا يمكن إلا أن يكون بالقتال والتضحية في سبيل الله والأمة متحدة الكلمة مرفوعة راية الإسلام فيها معلن الجهاد المقدس في ربوعها فيومئذ تكون أمتنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحق ورجالنا رجال ابن الخطاب وصلاح الدين وغيرهم من أبطال المسلمين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل 
         
         
                