العنوان الأسرة عدد 729
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 13-أغسطس-1985
مشاهدات 24
نشر في العدد 729
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 13-أغسطس-1985
الحلقة ٣٦ أنت في طريق الدعوة
الأخلاق الدعوية
حفظ الأسرار
لكل إنسان همومه وشجونه -هذه الحقيقة لا يختلف عليها اثنان- وقد يفيض بها الكيل إلى حد يعجز معه عن تحملها والصبر عليها بدليل ما أن تتاح له الفرصة للتعبير عن هذه الهموم وتلك الشجون حتى يسارع إلى نشرها الواحدة تلو الأخرى، ولكن ليس هذا المراد، وإنما المراد هو المرحلة التي تلِي فض الهموم وعرض الشجون، مرحلة الوعي الضميري للإنسان حين يتعرض لضربات الضمير الموجعة وهي تتوالى عليه منذرة من مغبة ما أقدم عليه حتى يتمنى على نفسه أنه لو كتمها، وإن أحرقته بنيران تحركها داخل نفسه- وذلك ليس له مدلول سوى عدم ثقته بمن سلمه هذه الهموم وتلك الشجون- فهو يقلب الأمر على كل وجه لعله يجد ما يطمئن به نفسه و يرضي به ضميره الثائر.
هذه الحقيقة ينبغي أن تتجلى لكل داعية سلك طريق الحق والدعوة إليه.
فالداعية هو المتنفس الوحيد لهموم وشجون الآخرين وهو كذلك الصادق الأمين، والحصن المنيع الذي يحول دون تسرب هذه الهموم أو انحدار تلك الشجون إلى ساحة المجالس كي لا تصل إلى آذان قد تناست قداسة الأسرار، فكان اللهو بهموم الناس سجيتها، والتنطع بالشجون ديدنها.
روى البخاري عن عبد الله بن عمر، أن عمر رضي الله عنه حين تأيمت ابنته حفصة، قال عمر: لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر قال: سأنظر في أمري فلبث ليالي، ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر، فلم يرجع إلي شيئًا فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه.
فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ فقلت: نعم قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها النبي صلى الله عليه وسلم لقبلتها.
أم عدي
للأسرة كلمة
الحج
لبى إبراهيم عليه السلام نداء الله ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ (الحج:٢٦).
هنيئًا لكم يا من لبيتوا النداء هنيئًا يا من بعت نفسك ومالك لله تعالى، وجعلت غايتك رضاءه، هنيئًا لكم يا من أخلصتم نيتكم إلى الله فليس لحجكم المبرور جزاء عند الله إلا الجنة.
يهدم ما كان قبله من الذنوب صغيرها وكبيرها.. هنيئًا لكم يا من يباهي الله فيكم ملائكته ويعتق الكثير منهم في يوم عرفة.
فاعلمي يا أختاه أن أفضل الأعمال إلى الله الجهاد وجهادنا نحن معشر النساء الحج.
اللجنة النسوية
مناظر اجتماعية
توجهت بسيارتي إلى إحدى مناطق الكويت لزيارة إحدى الأسر ولم يكن عنوانها واضحًا بالنسبة لي.. فعندما دخلت إلى القطعة والشارع الذي تسكن فيه رأيت رجلًا يقف قرب منزله، فوقفت أسأله عن منزل الأسرة ولم يعرفه.. وتبين لي فيما بعد أن الأسرة التي أبحث عنها قريبة جدًا من منزل الرجل الذي سألته؛ أي أنهم جيران فقلت: سبحان الله أين حقوق الجار... أين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه هل استغنى الناس وطغت المادة حتى أصبح الجار لا يعرف جاره.. أصبحت علاقاتنا الاجتماعية تتحكم فيها المصالح فإن وجدت المصلحة قويت العلاقة وإن انتفت المصلحة انعدمت وضعفت العلاقة..
فهل ننتبه ونقيم ونعيد علاقاتنا الاجتماعية وفق مبادئ وتعاليم الإسلام؟.
بقلم/ أم عبد الله
القدوة الحسنة
التعليم بالقدوة الحسنة أفضل أنواع التعليم وأكثرها نفعًا فلنكن قدوة حسنة لأطفالنا بحسن الخلق والصلاح والاستقامة حتى ينشأ أولادنا، وقد تشربوا بالفضائل ومكارم الأخلاق وترعرعوا على الأمانة والصدق والوفاء وبذلك نجني رجالًا صالحين يرفعون راية الحق والدين
أم أسامة
اختيار الزوجة الصالحة
إن اختيار المسلم امرأة لتكون زوجة له، له أهمية فائقة في حياته وفيها اختبار لتقواه حتى يمكن القول إن نوع الاختيار مآلات قدرية بعيدة الأثر، وهي في عالم الغيب عند الله، فمهما ضحَّى المسلم من شهواته ورغباته المادية لوجه الله تبارك وتعالى؛ فإنه يجد الثمرة في مستقبل حياته الدنيوية والأخروية وفي ذريته من أبناء وبنات.
المرأة والحقوق السياسية
أختي المسلمة:
لا شك أنه تطرق إلى مسامعك مناقشات كثيرة حول حق المرأة في الترشيح والانتخاب وتحاول بعض النسوة جاهدات للحصول على حق الترشيح والانتخاب.. وما دامت لم تحصل على هذا الحق ترى أنه ليس لها أي واجب أو دور في الانتخابات وتظل بعيدة عن أجواء الانتخابات وما يدور فيها وتنقله لنا وسائل الإعلام وخاصة الصحف... مما يترتب عليه قلة الوعي بكثير من القضايا التي تطرح في وقت الانتخابات والتي تسمى بالأيام الثقافية الديمقراطية.. وهذا خطأ في حق المرأة والتي لا بد أن يكون لها دور إيجابي، تثبت للمجتمع بأفراده أنه لن يستغني عنها حتى ولو لم تعط هذا الحق.. ومشاركتها تكون في معرفة الدوائر الانتخابية وأسماء المرشحين وخاصة في الدائرة التي تسكن فيها، وأفكار ومنطلقات المرشحين وتلم بالقضايا المطروحة، وأن يكون محور الحديث في مجالسها مع النساء حول رأيها في المرشحين والذي يكون على أساس فكرِهِ، وقبل هذا مدى التزامه الصحيح بالإسلام ويتعدَّى دورها في المناقشة مع أقاربها المحارم لتقنعهم بانتخاب من تراه أهلًا للأمانة والمسئولية، وقد تكون سببًا في فوز الأكْفَاء ولِمَ لا ونحن نعلم أن فارق الأصوات بين فائز وخاسر قد يكون صوت واحد.
نعم هذا هو دورها الإسلامي والذي يجب أن تكون أهلًا للقيام بهذا الدور.
أم عمر
أوصيكم أقاربي بحسن الظن
هذا قريبي وهذه قريبتي جملة يحب اللسان تكرارها يشعر الإنسان بشعور غريب عند نطقها يشعر بحب يملأ قلبه يشعر بالاعتراف الجميل سبحان الله الذي وضع هذا الشعور بين الأقارب.
ولكن بعض الناس يكرر جملة تتعلق بالأقارب أمقتها مثل الأقارب عقارب أو الكره يكون بين الأقارب وهنا أسأل من أين جاء هذا الكلام؟ لا أدري من الذي بدأ بقوله، وهنا أقول لا بد أنه إنسان حاقد لا يملك في نفسه سوى الكره؛ لأن الأقارب هم أخلص الناس، فعندما يحتاج الإنسان لأمر ما، يفكر بأقاربه ولو وقع في مشكلة ما، يفكر في أقاربه ولو وقع قريبه هذا في مشكلة يشعر أنه هو الذي وقع فيها يشعر الإنسان بأن قريبه هذا هو نفسه ومهما حدث من خلاف بين الأقارب لا يلبث أن يزول.
ولا ننسى أن القريب يزيد حقه على حق أخيه المسلم حق القربة، وهؤلاء الأقارب إما أنهم أقارب الأب أو الأم، ولقد أفرد الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين بابًا بعنوان بر أصدقاء الأب والأم والأقارب وسائر من يندب إكرامه، ومما ورد فيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه» (أخرجه مسلم) وأكثر ما يود الأب أقاربه وروي عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، قال ابن دينار فقلنا له: أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون بالسير فقال عبد الله بن عمر: إن أبا هذا كان ودًّا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه » (رواه مسلم).
وعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما فقال: «نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنقاذ عهدهما بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما» (أخرجه أبو داود)
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذبح الشاة يقول: «أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة».
فإذا كان هذا الحال مع أصدقاء الوالدين فكيف يكون مع أقاربهم الذين أكثر ما يكنون لهم من ود، والآن أقول أحفظُ ما يحفظ الودَّ بين الأقارب هو حسن الظن فالعلاقة بين الأقارب قد تكون حساسة جدًّا وهذا نابع من شدة حب الإنسان لأقاربه فهو يتأثر بأقل جرح يسببوه له «لأنه لا ينتظر منهم إلا كل خير» ولكن يقضي على ذلك حسن الظن فالإنسان ليس بمعصوم عن الخطأ فقد يكون هذا القريب قد أخطأ من حيث يظن أنه على صواب وهنا لا لوم أو قد يكون هذا القريب لم يقصد ما ذهب إليه ذهن ذلك القريب أو أنه لم يقصد ذلك الإحراج أو... أو... أو...
هناك ألف سبب وسبب، إذن حسن الظن هو الذي يدفع من القلب الشكوك ومن ثَمَّ الكره، ولو كره الإنسان أقاربه فمن يحب إذن؟
ولا بد أن نتذكر أن الإنسان كما يحب أن يحسن الظن به، لا بد أن يحسن الظن بأخيه فلا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ ويقول: المثل كما تدين تدان، ولا يفوتني أن أقول إن حب القريب يعلم حب البعيد، فعندما يمتلئ القلب بحب الأقارب يفيض ويحب غير الأقارب.
وكثيرًا ما يسبب سوء الظن بين الأقارب مشاكل كبيرة أدت والعياذ بالله إلى قطع الصلة بينهم والآن لو نظر إنسان إلى شخص قطع صلته بأقاربه ماذا يقول؟ يقول: إذا كان يفعل ذلك بأقاربه فماذا يفعل بغيرهم؟
وأكرر حسن الظن واجب على كل مسلم ومسلمة، فالمسلم لا يكون سيئ الظن أبدًا فسوء الظن أقل ما يجلبه فساد القلب.
وأخيرًا أقول أوصيكم أقاربي بحسن الظن.
أختكم بالله من فلسطين–
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل