العنوان استراحة المجتمع (1060)
الكاتب د. سعيد الأصبحي
تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1993
مشاهدات 16
نشر في العدد 1060
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 03-أغسطس-1993
كلمة المحرر:
أعزائي القراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم مساهماتكم ودعمكم لهذه الصفحة وإن دل ذلك فإنما يدل على اهتمامكم بنشر الثقافة الإسلامية والعلمية بأسلوب جديد ومسلٍ.
وبالمناسبة لي بعض الملاحظات على بعض المساهمات وهي:
1 - بعض القراء يذيل اسمه بأبي فلان أو بلقب ولا يضع اسمه الحقيقي فالمرجو منهم أن يضعوا أسماءهم الحقيقية حتى يتسنى لنا نشرها وصفحتنا صفحة استراحة.
2 - بعض القراء يكتب معلوماته على الصفحة من الجهتين وهذا يصعب علي الاستفادة من معلوماته أو يفقد أحد الجهتين فالمرجو الكتابة على وجه واحد.
3 - بعض القراء يكتب الأسئلة أو الكلمات المتقاطعة وغيرها بدون إجابة فنضطر آسفين لعدم نشرها لأنه لا يمكن أن نفيد القارئ منها بدون إجابة.
أما بعض الخطوط فلله الحمد أمكننا فكها وحل رموزها، ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بالشكر لأصدقائي وقرائي الملتزمين بتزويدي بمساهماتهم أسبوعيًا.
وأسأل الله عز وجل أن يكون في ميزان حسناتهم وجزاهم الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين.
المحرر
مواقف طريفة من الغزو
في الغزو حدثت حوادث كثيرة والتي نسميها «المضحك المبكي»، وفي لقاء بعض الإخوة الذين كانوا موجودين بالداخل أثناء الغزو تحدث كل منهم بحادثة من هذه الحوادث.
يقول السيد يوسف عبد الله: كنا كعادتنا أثناء الغزو نتواجد في الديوانية أنا وأخي ونسيبي وبعض الشباب ندردش ونبث الآهات، وفي أحد الأيام طرق الباب علينا ففتحت الباب فإذا بأحد الأشاوس من القوات الخاصة مفتول العضلات ضخم الجثة ومعه آخر أعتقد من ملابسه بأنه من الاستخبارات وكان يقف بالقرب من سيارة جيب فقال لي: نريد مفتاح الجيب.
رددت عليه: إنه لا يخصني بل يخص أخي.
فقال: وين أخوك.
دخلت لأنادي أخي فسألني: من بالباب؟
فقلت له من الصدمة: صديق!!!
فلما خرج له فإذا بهذا الرجل ويقول له: أين مفتاح السيارة؟
فقال له أخي: لحظة.. أجيب لك المفتاح!
وأعطاه المفتاح فأخذوا السيارة الجيب ورحلوا!!
وبدأنا في الديوانية نضحك من هذا الموقف وقلوبنا تبكي حسرة على عدم قدرتنا على تأديبهم.
- وفي لقاء مع السيد بدرسبتي التميمي من منطقة اليرموك قال: كنت خارجًا في السيارة أنا وزوجتي وطفلي الصغير ومعنا حقيبة الطفل نضعها على المقعد الخلفي لاحتياجات الطفل من حليب ورضاعة وحفاظات.. وغيرها.. وعند أحد الحواجز العسكرية استوقفنا العسكري وكنا في بدايات الغزو لم نفهم بعد مفردات اللهجة العراقية.
فقال الجندي: افتح يا به الشنطة!
فبحسن نية أخذت حقيبة الطفل وفتحتها وقلت له تفضل:
فصرخ بوجهي قائلًا: أنت تتمسخر علي هسه أكتلك؟
وأنا بالطبع لا أعرف لماذا هذا الغضب فأخذ يضرب على الدبة «صندوق السيارة الخلفي» وهو يقول: هاي هيه الشنطة هاي هيه الشنطة، أنتم أشلون عرب أشلون شعب إنتو!
فنزلت من السيارة وفتحت له الشنطة التي يريدها.
- أما الأخ وليد إبراهيم الحساوي وكان يعمل في مركز مكي جمعة للسرطان فتحدث قائلًا:
بحكم موقع عملي أخذت بعض المعدات الطبية لاستعمالها عند الحاجة «قطن وشاش وغيرها» ومنها روب طبيب وسماعة، وما يستعمل في غرف العمليات للتعقيم كغطاء نايلون للرأس وكمامات وقفاز نايلون وغيرها.
وفي أحد الأيام عندما بدأ الجنود العراقيون يمنعون تزويد السيارة بالوقود إلا لمن غير رقم السيارة والترخيص أصبحنا في مشكلة حقيقية لعدم قدرتنا على التحرك عزمنا على التزود بطريقة ما.
ذات مرة وجدت أن النوعية من الجنود الموجودين في محطة بنزين الرميثية من النوعية الساذجة فذهبت إلى المنزل وارتديت روب الطبيب وعلقت السماعة ثم وضعت غطاء الرأس والقفاز وحذاء العمليات ونفشت شعر رأسي ووضعت نظارة طبية على طرف أنفي وذهبت مستعجلًا إلى المحطة فأوقفني أحدهم قائلًا: لوين رايح وين المطابقة.
رددت عليه: اسمعني زين.. أنا طبيب واستدعيت للحضور حالًا للمستشفى لوجود بعض الجنود العراقيين المصابين وحالتهم خطرة ولا يوجد عندي بنزين فإذا أخرتني ومات أحدهم في المستشفى سوف أحملك المسؤولية كاملة، وأكتب عنك تقريرًا بأنك عطلت طبيبًا أثناء تأدية عمله وتسببت بموت أحد الجنود وساهمت في تأخير انتصارات جيش العراق العظيم.
تحدثت معه بهذه اللهجة وبعصبية شديدة وبنفس واحد.
فما كان من الجندي إلا أن قال: عفوًا.. تفضل دكتور وأني آسف إني أخرتك، أنا ما أعرف إنك هيجي: استر على الله يسترك ويوفقك.
فدخلت وملأت الخزان إلى نهايته.. المهم عمركم شفتوا مرة دكتور يمشي في الشارع بكامل ملابس غرفة العمليات.
- وفي لقاء مع الأخ أمين راشد الراشد من منطقة الرميثية تحدث قائلًا:
بدأت حوادث سرقات البيوت في منطقتنا من منتصف شهر سبتمبر وكان بيتنا من أوائل هذه البيوت فقد دخل علينا 7 جنود مسلحين في الساعة الثانية ظهرًا وحجزونا في إحدى الغرف وأخذوا الرجال واحدًا تلو الآخر وجردونا من الأموال ثم الذهب وبعد ذلك دخلوا علينا جميعًا وكنا 3 رجال ونساء و3 أطفال فاختاروا الوالد من بيننا فلما قام ترك باكيت السجائر والكبريت، ونهض معهم فقال أحدهم: سوف نأخذه ونعدمه لكن في بغداد؟ ولا إراديًا انحنى والدي وأخذ باكيت السجائر والكبريت.
ولكن تركونا جميعًا وذهبوا بعد أن أغلقوا الغرفة علينا فسألنا الوالد: لماذا أخذت الباكيت علمًا بأنك قمت منذ البداية بدون ما تأخذه؟ فأجاب الوالد: الجندي قال بيعدمني في بغداد وبغداد تحتاج 7 ساعات على ما نوصل فقلت بنفسي أخذ الباكيت معاي أتسلى بها في الطريق.
فضحكنا من هذا الموقف المضحك المبكي.
أقوال وحكم
تعلم من الأزهار
قال أحد الأدباء: الأزهار سفر وضعه الله ليعلم الإنسان اللطف والتسامح، ألا ترى أن الإنسان يطؤها تحت قدميه وهي لا تزال ترمقه بابتسامة جميلة.
سياسة الملك
قال معاوية رضي الله عنه: إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين العامة شعرة لما انقطعت، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: إن جذبوها أرخيتها، وإن أرخوها جذبتها.
تاريخنا سجل حافل
إن كل مطلع على التاريخ، يعلم أن تاريخنا الإسلامي مليء بالنساء المسلمات اللاتي جمعن بين الإسلام أدبًا واحتشامًا وسترًا، وعلمًا وثقافة وفكرًا، وذلك بدءًا من عصر الصحابة فما دون ذلك إلى عصرنا الذي نعيش فيه.
د. محمد سعيد رمضان البوطي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل