; تجربة حية تنسخ... أسطورة الفصل بين العلم والإيمان | مجلة المجتمع

العنوان تجربة حية تنسخ... أسطورة الفصل بين العلم والإيمان

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 01-أغسطس-1972

مشاهدات 9

نشر في العدد 111

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 01-أغسطس-1972

شباب اتحاد الطلبة المسلمين بالولايات المتحدة وكندا.. هو التجربة

لقاء جديد مع وفد الاتحاد بعد جولته الإسلامية في الخليج

 

إذا كان الشرق الإسلامي في نظر الغربيين، وحتى في نظر أبنائه يبدو عالمًا متخلفًا في سباق التقدم المادي المعاصر والمفاجآت التكنولوجية الحديثة، فهو بلا شك عالم متقدم وسابق للمجتمعات البشرية في ميدان الرقي الروحي والفكري؛ لأنه يملك دينًا منزلًا ومنهجًا للفكر والحياة، تتضاءل إلى جانبه علوم الحضارة الحديثة، ويضع الشرق الإسلامي في منزلة الأستاذية بالنسبة للبشرية قاطبة، ويجعل منه هاديًا لشعوب الحضارة الحديثة الضالة التائهة، والتي بدأت تستسلم من جديد للمعتقدات البدائية والسلوك البدائي، الذي يتمثل حينًا في السياسات الدولية المنطلقة من منطق الغاب، وحينًا في انهيار البناء الاجتماعي وظواهر الهيبية وعبادة الشيطان وما إليها...

وأعضاء اتحاد الطلبة المسلمين في أميركا وكندا استطاعوا أن يثبتوا ذلك!

إنهم أنموذج للشباب المثالي الذي كثيرًا ما نتحدث عنه، فقد ركزوا اهتمامهم على أخذ الجوانب الإيجابية من حضارة الغرب، مثل: العلوم الحديثة، ورفضوا مظاهر المرض الاجتماعي الذي يرد علينا من هناك، ويلهث وراءه السطحيون.

إنهم يدرسون هناك علوم الحضارة المتقدمة ليفيدوا منها، وفي نفس الوقت يتمسكون في إيمان واعتزاز بتعاليم دينهم و بعاداتهم، ويتشبثون بانتمائهم الديني والحضاري لعالم الإسلام.

لقد كانت جمعيتهم العاملة مجتمعًا صغيرًا يمثل التقدم العلمي والرقي الروحي في آن واحد، مما جعلهم في منزلة المرشد المستنير لشباب الغرب الضائع ومجتمعاته المهلهلة، فتمكنوا رغم الإمكانات الضعيفة التي يتحركون بها، من هداية الألوف من الأميركان وغيرهم إلى سواء السبيل وإلى دين الإسلام، واتحاد الطلبة المسلمين في أميركا وكندا دليل عملي على أن الدين الإسلامي حينما يجد التنظيم العصري الحديث والمعقول التي تستوعبه بوعي وتفتح، والنفوس التي تتطبع به بصدق وإخلاص؛ فإنه يستعيد روحه الحركية المنطلقة، ويتفاعل مع المجتمع الذي يغزوه بالصورة المذهلة التي شهدها العالم في جميع فترات المد الإسلامي الزاخر.

فهناك حيث قامت مجموعات الطلبة المخلصين بالدعوة إلى الإسلام؛ معتمدين على التفهم الدقيق للمجتمع الحديث، ونفسيته وذوقه وأسلوب حياته وفكره، ومعتمدين على الوسائل المتقدمة التي تناسب مسؤولية الدعوة في مجتمع حديث، وعلى الأساليب الأكثر جدوى مع مجتمعات القرن العشرين، وظروف الحياة المعاصرة.

هنالك استطاع هذا التنظيم الفريد أن يحرز للدعوة الإسلامية أعظم الانتصارات في قلب العالم الجاهلي وفي موقع الحضارة الحديثة... أميركا.

لقد سبق للمجتمع أن قدمت لقرائها جانبًا من نشاطات هذه الحركة الرائدة، وتلتقي اليوم بوفد اتحاد الطلبة المسلمين في أميركا وكندا، بعد الجولة التي قاموا بها في دول الخليج، وبما أن كثيرًا من المشاريع الهامة تعتمد على نتائج هذه المرحلة؛ فقد كنا أكثر حرصًا على نجاحها وأملًا في توفيقها.

سألنا الأخ رشيد العميري عن هذه الجولة فأجاب:

• كان الغرض الأساسي هو التعريف بنشاطات الاتحاد وأهدافه، وخلق صلة روحية بينه وبين المسلمين في المنطقة وبصفة خاصة المسؤولين؛ لأننا كمنظمة طلابية مناط بها عمل إسلامي عام وكبير فإن العالم الإسلامي يبقى القاعدة التي تساندنا و تدفعنا للأمام.

- هل يمكن أن نعرف شيئًا عن مجالات نشاط جمعيتكم الأساسية؟

• نشاط الاتحاد بصفة أساسية موجه لجمع شمل الشباب الوافد من العالم الإسلامي إلى الغرب، بهدف الدراسة، وتزويدهم بالوعي الروحي الكافي؛ حتى يظل ارتباطهم الروحي بدينهم قائمًا ومستمرًا، وذلك بهدف حمايتهم من التيارات الفكرية والسلوكية المغايرة للفكر والخلق الديني الإسلامي.

كذلك في المرتبة الثانية؛ فإن الاتحاد يعمل في أوساط الجاليات الإسلامية التي هاجر أفرادها منذ زمن طويل لأميركا، ونشأ أبناؤهم في مجتمع غير إسلامي، فهؤلاء يحتاجون لتربية دينية، وتعليم ديني يربطهم بدينهم وبمجتمعهم الإسلامي.

ويعمل الاتحاد كذلك بين الأميركان وغير المسلمين؛ بهدف هدايتهم للدين الإسلامي، وقد أثمر هذا النشاط كثيرًا خصوصًا بين الزنوج، وأسلم عشرات الألوف على أيدي أفراد الاتحاد، وقد وجدنا في السجون الأمريكية مجالًا خصبًا للتبشير الإسلامي.

- أخ رشيد هل عندكم دعاة متفرغين للدعوة والعمل؟

• كلا، فأعضاء الاتحاد هم من الطلاب المنهمكين في التحصيل العلمي والإعداد للشهادات العليا، ولكن في بعض المراكز يوجد متفرغون قلة.

- ما هي العقبات التي تواجهكم عادة وأنتم تقومون بهذا العمل؟

• يقول الأخ رشيد: النشاط الذي يقوم به جماعة إلاجيا محمد، وهي جماعة عنصرية تتبنى مفاهيم منحرفة عن الإسلام ويدعي زعيمها النبوة، فهؤلاء نشطوا في أوساط السود منذ فترة طويلة، وكلما تحدثنا مع مجموعة من الزنوج وجدنا أن لديهم صورة مسبقة عن الإسلام تقوم على هذه الاعتقادات المنحرفة.

• ويضيف الأخ موسى المزيدي كذلك فالمضايقات التي نجدها من اليهود والصهاينة حينما نلجأ للمطابع ودور النشر لإعداد مطبوعاتنا تشكل عقبات كبيرة نسبة لنفوذهم في هذه المجالات، وهذا هو الدافع الرئيسي الذي جعلنا نعقد العزم على إنشاء مطبعة خاصة بالاتحاد.

• ويضيف الأخ مشاري البداح رئيس التحرير وهو عضو سابق في الاتحاد:

في عام ١٩٦٢ رفضت جميع المطابع أن تنشر كتاب الأخ عراقي، حتى اضطررنا لطبعه في مطابع الجامعة العربية، لأنه يمثل وجهة نظر مخالفة لمزاعم اليهود والمتعصبين.

وطوال مدة اللقاء كانت نتائج رحلة الوفد إلى الخليج تشغل بالي؛ لأنني من خلال من خلال الحديث مع أعضاء الوفد ازداد تقديرًا للدور الذي يقومون به.

- ننتقل الآن للموضوع الأساسي كيف كانت رحلتكم إلى دول الخليج؟

• أجاب الأخ رشيد: بدأنا جولتنا بالبحرين، ووجدنا هناك مساعدات طيبة من السفير الكويتي في البحرين الذي مهد لاتصالاتنا، وقدم لنا مشكورًا كل عون ومساعدة، وقد مكثنا حوالي ٥ أيام كان يرافقنا فيها مندوب من وزارة التربية، وقد خصصت لنا الوزارة سكنًا وسيارة للمواصلات، وتمكنا من مقابلة الشيخ عيسى أمير البلاد، واتصلنا كذلك برئيس الوزراء، وقد كان هدفنا أن نتمكن من الحصول على مساعدات سنوية دائمة للاتحاد نسبة لأن التبرعات لا تفي بتكاليف عمل دائم ومستقر، وقد وجدنا كل ترحيب من المسؤولين، إلا أن أمر المساعدات بالطبع خاضع لموافقة مجلس الوزراء، وقد وعدنا خيرًا والموضوع يحتاج إلى وقت.

- هل يوجد بين أعضاء الجمعية طلاب من البحرين؟

• الواقع عدد الطلاب البحرانيين في أميركا قليل جدًا؛ لذلك ليس لهم وجود واضح في الاتحاد، ويظهر أن معظم المبعوثين يسافرون للمملكة المتحدة.

• ويشترك الأخ موسى في الحديث:

من هناك سافر الوفد إلى قطر، وقد كان لحسن استقبال السفارة الكويتية لنا تأثير كبير على نجاح رحلتنا، حتى إننا لم نبق فيها أكثر من أربعة أيام؛ قابلنا خلالها سمو أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ووزير خارجيتها الشيخ سحيم بن حمد آل ثان، وقد شرحنا للأمير أهداف الجمعية وأهداف مهمتنا في الخليج، وقد وعدتنا الحكومة القطرية بتقديم المساعدة اللازمة، وتمكنا كذلك من الالتقاء بالكثير من المواطنين والتجار وبعض القضاة، ووجدنا منهم مساعدات مشكورة وكريمة.

وهناك عملنا مقابلة صحفية في مجلة العروبة؛ تحدثنا فيها عن الاتحاد ونشاطاته، والدور الذي يؤديه في بلاد الغرب، وكانت فرصة طيبة للالتقاء بكثير من الشباب القطري الطيبين، وبالمناسبة.. ففي أميركا حوالي السبعين طالب من قطر، كذلك التقينا بأعضاء مجلس الشورى، الذين أعجبوا كثيرًا بنشاط الاتحاد الإسلامي وبالدعوة الإسلامية في بلد كأميركا.

وقد رافقنا السفير الكويتي بنفسه في جميع هذه المقابلات.

وكان الوفد قد توجه من هناك لأبي ظبي، وقد تحدث الأخ وائل الحساوي عن هذه الزيارة فقال:

• في مطار أبي ظبي كان مسؤول من التشريفات في الديوان الأميري في استقبالنا، وبقينا هناك لمدة يومين تمكنا بمساعدة القائم بالأعمال الكويتي السيد عبد الله السعد القيمة من لقاء الشيخ زايد أمير الدولة، والسيد أحمد السويدي وزير خارجية دولة اتحاد الإمارات العربية، وقد ذكر السيد وزير الخارجية بعد أن شرحنا له نشاط الاتحاد؛ أنه يجب أن تكون هناك مساعدة دائمة من الحكومات جميعًا لدعم هذا النشاط الهادف.

• تقييمكم النهائي للرحلة.. هل كانت ناجحة؟

• فيما يخص تعريف المسؤولين والمواطنين بالاتحاد ونشاطاته، ودوره الهام الذي يؤديه في مجتمع الغربة تعتبر الرحلة ناجحة، كذلك فقد كسبنا للنشاط الإسلامي للاتحاد قاعدة كبيرة متعاطفة معه نأمل أن تسهم في تدعيمه.

لكن الحكم النهائي على مدى نجاح الرحلة يتوقف على حجم المساعدات التي سيجدها الاتحاد من هذه الجهات، وهذه مسالة تحتاج لانتظار نأمل ألا يطول.

وفد الاتحاد إلى الخليج تشكل من الأخوة

الرشيد سالم العميري هندسة كيماوية

موسى منصور المزيدي هندسة كهربائية
وائل محمد الحساوي هندسة كهربائية

الرابط المختصر :