; منوعات (122) | مجلة المجتمع

العنوان منوعات (122)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-أكتوبر-1972

مشاهدات 14

نشر في العدد 122

نشر في الصفحة 2

الثلاثاء 17-أكتوبر-1972

 

كلمة إلى وزير التربية

• الواجب الإسلامي وأمانة المنصب يحتمان عليكم الاهتمام بالنشء.

• ضرورة إقامة الصلاة في المدارس.

 يسرنا في هذه الأيام المباركة أن نرفع إليكم الشكوى التي تردنا من أولياء أمور الطلبة على ما يعانيه أبناؤهم في المدارس من عدم توفر أماكن للصلاة في مدارسهم في الوقت الذي يلاحظ فيه الإنسان أن مبالغًا طائلة تصرف لتشييد قاعات ضخمة ومكيفة للمسرح وأخرى للرياضة وقاعات للطعام وقاعات وقاعات، حتى الدواجن «الدجاج والأرانب» أعدت لها الحظائر المرتبة في المدارس!!

فلماذا لا تعد أماكن للصلاة؟ أليست الصلاة والعبادة لخالق الأرض والسماء وحماية الأجيال من الضياع جديرة بالاهتمام؟ لماذا لا تعد أماكن للصلاة في المدارس منذ بداية تأسيسها كي يؤدي فيها الأساتذة والطلاب شعائرهم، فالصلاة هي عماد الدين والشباب الذي ينشأ على الدين والخلق القويم هم عدة البلاد وصون لمستقبلها، وأن الشباب الذي يتربى بعيدًا عن الدين وهديه يكون لقمة سائغة للمبادئ الهدامة والمنحرفة كما تلمسون مما حدث ويحدث في أوساط الطلبة.

لذلك فإن الواجب الإسلامي وأمانة المنصب الذي أنتم فيه يحتمان عليكم الاهتمام بهذه الناحية ولا تزال في المدارس أماكن وساحات شاسعة تمكنكم من تلافي ما فات وإن تعدوا فيها قاعات كبيرة مفروشة للصلاة يؤدي فيها الطلبة والمدرسون واجباتهم الدينية.

ولعل الجميع يدرك أن الوضع الذي تعيشه الأمة العربية من تمزيق وضياع نتيجة لبعدها عن دينها وقيمها، لذا فإن الضرورة ملحة في الاهتمام بالنشء وتربيته تربية إسلامية حقة تبدأ بممارسة الطلاب والأساتذة لإقامة شعائرهم الدينية وصلواتهم في مدارسهم.

وإننا لعلى أمل كبير أن نلمس خطوات إيجابية تتخذ من جانبكم لوضع هذا الأمر الحساس موضع الجد والتنفيذ.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

 

صحيفة المرآة المأجورة

• هذه المرآة التي تعكس أفكار واتجاهات صاحبها السيئة على تلك الوريقات القذرة، وتزيدها تلطيخًا بالسواد ونتنًا في الرائحة، حتى صدر عددها رقم ٦٦ وبه ما به من كفر وإلحاد وزندقة أخرج إخراجًا متعمدًا، وقد جاء في هذه القصيدة إلحاد بواح وكفر صريح واستهزاء بالملائكة والمرسلين، وبالكعبة والقدس وبالعرش، وبالذات العلية «تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا».

• لقد ثار كل مسلم غيور على ربه ودينه ورسوله حتى أوصلوا شكواهم إلى المسئولين للضرب على أيدي المتبجحين به والمتجرئين على نشره، ليكون في ذلك عبرة لكل من تسول له نفسه الملحدة الشريرة أن يمس معتقدات الأمة في أي جانب من جوانبها.

• وقد أحيل صاحب المرآة وشاعره إلى القضاء حيث تنتظره عقوبات ثلاثة السجن، الغرامة، سحب الترخيص.

• وصحيفة عابثة كهذه يستحق صاحبها جميع العقوبات المنصوص عليها قانونًا وأكثر من ذلك لما اقترفه من جرم.

• والمسلمون يتطلعون إلى حكم القضاء العاجل في هؤلاء الصبية العابثين قطعًا لدابر الفساد.

• وحكم الشريعة الإسلامية في كل مرتد عن دينه أن يستتاب فإن لم يتب أقيم عليه حد القتل.

• وبدلًا من أن يتوب صاحب المرآة ويثوب إلى رشده أخذ يتطاول على الرجال ودعاة الخير والعلماء والمسئولين بالسب والشتم، فلم يسلم من لسانه البذيء أحد. وأخذ هذا المهووس الذي طار صوابه من ثورة الناس ضده بالكذب والافتراء والشتم فالمستنقع لا تنبعث منه إلا الروائح الكريهة، وكل إناء بما فيه ينضح.

• لذلك نقول لصاحب المرآة: إننا في رمضان، والمفروض فينا أن نكف عنه، ولكن تماديه واسترساله بالباطل دفعنا إلى توجيه هذا التنبيه لعله يرعوى ويعلن توبته.

وإلا فإن فريضة الدفاع عن دين الله ورسوله وكتابه والمؤمنين تلزمنا بمواصلة الرد عليه لكشف خططه ومفترياته وتعريته.

• وجريدة المجتمع التي آلت على نفسها الذود عن الإسلام ودحض مفتريات أعدائه وتفنيد تخرصاتهم وادعائهم ستقف بعون الله بحزم لا تأخذها في الله لومة لائم.

 

إعلان هام

أمة غنية.. للبيع

• أمة غنية برجالها ونسائها وأولادها، تعدادها ۷۰۰ مليون تقريبًا.

• أمة غنية بأرضها حيث تمتلك ثلث الكرة الأرضية، تقريبًا.

• أمة غنية بثرواتها الطبيعية من أنهار عذبة ووديان خصبة، ومولدات كهربائية ومناجم للفحم واليورانيوم والغاز وحقول البترول، إلخ، ومزارع القمح والأرز، وما لم يكتشف أو يستغل أكثر من المكتشف والمستغل.

• أمة ذات موقع جغرافي إستراتيجي يتحكم في المواصلات العالمية البرية والبحرية والجوية.

• أمة ذات تاريخ حضاري أسعد الدنيا فأنقذها.

• أمة لها أخلاق دينية إذ تجتمع فيها كل الرسالات السماوية.

= والبيع بسبب عدم وجود عقلية قادرة على جمع شتاتها واستغلال ثرواتها، ورفع قيود التبعية التي تبدد طاقاتها وتقديم رسالتها للعالمين

= والشروط المطلوبة في المشترى أن يكون رجلًا مسلمًا طاهرًا، شجاعًا، يتقي الله، ويتوكل عليه.

= والأجر المعدلة، خلود في جنة عرضها السماوات والأرض، يوم يتهاوى كل الأنداد والقرناء في سقر، وما أدراك ما سقر؟! لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر.

= والطلبات تقدم لصاحب الأمر كله «إنما يتقبل الله من المتقين».

 

حول برنامج دنيا ودين

كثر الكلام حول برنامج دنيا ودين ومقدمه الأستاذ أحمد عبد القادر وكيل المعهد الديني، واستغل هذا الموضوع من قبل بعض الأفراد وخاصة بعد التصدي لمجلة المرآة لنشرها الكفر الصريح.

فقد نشرت صحيفة المرآة في عدد سابق مقالًا لأحدهم ملأه سبابًا وتهجمًا على الأستاذ أحمد عبد القادر، ثم أشير إلى الموضوع في صحيفتين محليتين إحداهما استفسرت والأخرى علقت، وبعد ذلك طالعتنا مجلة النهضة بتاريخ ١٤ - ١٠ - ٧٢ بكلام للسيد عبد العزيز جعفر ادعى فيه أنه سيوضح القضية، ولكن من يتأمل فيما نشر يجد فيه أن كاتبه يكيل الاتهامات جزافًا وبدون مبرر، مما يدل على أن المقصود هو الإساءة إلى سمعة الأستاذ أحمد وهو رجل معروف بعلمه وتدينه وكفاءته ونزاهته وإخلاصه وهو غني عن التعريف وسمعته في جميع الأوساط عطرة لا يؤثر فيها كلام المغرضين.

ومعلوم أن الكثير من محاضرات وخطب العلماء وخطباء المساجد منقولة ومقتضبة من الكتب الدينية، فهل يعني هذا أنهم سرقوها؟

إن ذكر كلمة سرقة عن شخص يشهد له الجميع بنزاهته وتدينه يدل على أن هناك خطة مبيتة لتشويه سمعته بقصد تنحيته عن تقديم البرنامج ليحل محله شخص آخر، وهذا ما حصل بالفعل.

ولو أن السيد عبد العزيز جعفر ذكر بدل كلمة سرقة كلمة اقتباس أو نقل لكان أفضل له، ولكن واضح من صيغة كتاب الإذاعة أنه تضمن تحاملًا سافرًا له خطورته ولا شك أن الوكيل المساعد لشئون الإذاعة عبد العزيز جعفر يتحمل مسؤولية تشويه سمعة الأستاذ أحمد وقد تبين للجميع أن المقصود هو إبعاده عن البرنامج ليعهد إلى شخص آخر.

ونحن إذ نتناول هذا الموضوع بهذه المجلة إنما نطالب الإذاعة أن تعهد بتقديم هذا البرنامج الديني لأشخاص معروفين بتدينهم وعلــمهم وتعمقهم في الشريعة الإسلامية.

 

 أجهزة الإعلام وضرورة إصلاحها

    طالبنا في العدد ۱۲۰ من المجتمع الصادر بتاريخ ۱۳ أكتوبر بضرورة إصلاح وسائل الإعلام إذاعة وتليفزيون وإصلاح برامجها المرسلة لتسهم في التوصية إسهامًا سليمًا بعيدًا عن الهبوط في المستوى وذكرنا كيف أن وقت الإذاعة والتليفزيون يضيع هدرًا دونما برامج مدروسة يستفيد منها الشعب وأعطينا القارئ صورة عن البرامج اليومية لإذاعة الكويت والتي تتضمن ما يقرب من مائة أغنية في اليوم، تهدر فيها اثنتي عشرة ساعة من وقت الإذاعة ومبالغ كبيرة من ميزانيتها في التوجيه الخاطئ والأغاني المائعة والمسلسلات الخيالية التافهة وطالبنا المسؤولين بأن يعهدوا تلك المناصب لأناس يدركون خطورة وعظم المسؤولية التي بيدهم ويفقهون حساسية وخطورة الأمانة التي سلمت إليهم ونعني هذه الوسائل الإعلامية الهامة.

فقد جاء شهر رمضان وكنا نتوخى من أجهزة الإعلام أن تطهر برامجها مما هو ضار، وأن تبدأ بالإصلاح الجذري ولكن مع الأسف لا زالت الأغنيات الخليعة تملأ برامج الإذاعة في رمضان وما زالت المواضيع التافهة والمسلسلات الخرافية تأخذ القسط الكبير من الإذاعة فعلى سبيل المثال لا الحصر في يوم الثلاثاء ثالث رمضان أذيعت في إذاعة الكويت برامج تافهة لا تتناسب وقدسية هذا الشهر الحرام ولا يجوز في أي وقت من الأوقات بث مثل هذه الأشياء لقد أذيع في هذا اليوم وفي الثالثة والنصف إلى الرابعة أو أكثر موضوع عن الحب وعن الغزل والغرام من نثر وشعر رخيص وقد انتقل المذيع والمذيعة إلى قصص الحب عند اليونان وقد رددوا كلمات يونانية تنسب كما يقولون زورًا وبهتانًا وشركًا فيما يدعون من آلهة للحب وآلهة للجمال وغير ذلك، باستحسان لا استنكار شركًا بواحًا وكلمات لا تليق وقدسية هذا الشهر المبارك فهل عجز المسؤولون في الإذاعة من انتقاء برامج حتى يحشوا مسامع الناس في هذه الساعات الطيبة بهذه القصص التافهة ومما ستطالعنا به الإذاعة مسلسلة الباذة هوميروس « هذه القصة الخرافية عن الرومان » أليس في التاريخ الإسلامي قصص مشرقة وبطولات خالدة نبثها لأبنائنا لتكون بمثابة دروس لهم لربطهم بتاريخهم وأمجادهم من قصص واقعية، لا أن نحشو أدمغة السامعين بقصص خرافية من اليونان والرومان - إننا نطالب وسنطالب بإصلاح برامج الإذاعة والتليفزيون لترتفع بمستواها ولتسهم إسهامًا سليمًا في توجيه النشء والمستمعين وما أحوجنا للتوجيه السليم في هذه الفترة التي تعيشها أمتنا من ضياع للقيم واختلال في الموازين وعزوف عن الدين فضاعت أرضنا واحتلت مقدساتنا من شذاذ الآفاق فأصبح أبناؤنا فريسة للمبادئ الهدامة والتوجيهات المنحرفة لذا فإن المسؤولية كبيرة وكبيرة جدًا على المسؤولين في وزارة الإعلام باستخدام وسائلهم لتصحيح السير والارتقاء به لا الهبوط والانسياق وراء التقليد الأعمى ونأمل لنداءاتنا هذه أن تجد أذنا صاغية وإلا فالمسؤولية كبيرة بين يدي الله.

 

في رمضان يتحول الناس إلى ملائكة

      في الإنسان جانب شيطاني، وذلك حينما تنفلت جوارحه من حدود الدين والخلق الطيب ويعملها فتكا في محارم الناس وأعراضهم، فينهش بلسانه أعراضهم ويلوك عيوبهم ويكذب وينم ويغتاب ويعتدي بيديه على أموالهم وأنفسهم، ويسعى إلى الشر والعدوان.

وفي الإنسان جانب حيواني، وذلك حينما يثاقل إلى أرض الضرورات وينغمس في البهيميات ويصبح أسير النهم الشهواني، فينكب على اللذة الحسية حتى تموت روحه وتنعقل انطلاقته وخفته ويتبلد حسه وفكره، فلا تكاد تميز بينه وبين الخنزير،

وفي الإنسان جانب ملائكي، يريد الله أن يكرمه بأن يبرزه فيه ويظهره على نواقصه الأخرى حتى تكتمل إنسانيته ويسمو على سلبياته وضروراته ويرتفع إلى دنيا الأشواق العليا.

وما لم يتطهر الإنسان بالتقوى والتقرب إلى الله فسيظل راكسا في مستنقع الجاهلية، أسيرًا في قيود الشيطانية والحيوانية.

وفي رمضان يتطهر المؤمنون، فيمسكون جوارحهم تمامًا من الإيذاء والمجادلة والمشاتمة، ويمسكون عن الطعام واللذة الجسدية في سيطرة تامة على النوازع الحيوانية، ويروضون شهواتهم في طهارة وعزة وإرادة، فتبقى فيهم النزعة الروحية وحدها طاغية وغالبة، مثلهم مثل الملائكة، ترفرف أرواحهم في عالم مقدس وينطلق فكرهم في جو إلهي وضاء، وتظل قلوبهم خاشعة تتبتل وتتقرب إلى الله.

 

الرابط المختصر :