; قصة مجلة لماذا صودر هذا العدد؟ | مجلة المجتمع

العنوان قصة مجلة لماذا صودر هذا العدد؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 30-أبريل-1974

مشاهدات 11

نشر في العدد 198

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 30-أبريل-1974

صدر العدد السابع من مجلة فلسطيننا التي يصدرها الاتحاد العام لطلبة فلسطين - فرع الكويت، ووُزعت منها بعض الأعداد على الذين حضروا الحفل الذي أقامه الاتحاد في الجامعة في ذكرى معركة الكرامة.

وبينما التوزيع جار فوجئ الذين يوزعون المجلة بصدور أمر بمصادرتها، وجُمعت الأعداد المتبقية كما صُودرت بقية الأعداد الموجودة في المطبعة.

وتساءل الطلاب عن الذين أمروا بمصادرتها، وعن السبب في هذه المصادرة وشيئًا فشيئًا بدت تتضح لهم الحقائق.

كانت اللجنة الثقافية التي تشرف على إصدار هذه المجلة في جامعة الكويت قد انتهت من إعداد مواد العدد وطبعه ليتم توزيعه أثناء الاحتفال السالف الذكر، وذلك تنفيذًا لما التزمت به أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد.

وبعد أن تم كل شيء وأصبحت أعداد المجلة جاهزة للتوزيع لاحظ بعض اليساريين في الاتحاد أن في المجلة هجومًا على أهل اليسار.. فسارع إلى إثارة هذا الموضوع في مكتب المنظمة ثم صادف وجود عضو يساري من اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة فلسطين فتبنى موضوع الدفاع عن اليسار وتولى بنفسه أمر مصادرة أعداد المجلة قبل أن يتم توزيعها.. وقد كان.

ردود الفعل:

شعر الطلاب الفلسطينيون في الجامعة بأنهم أهينوا إهانة كبيرة حين صودرت أفكارهم وخصوصا أن هذه الأفكار مستندة إلى أرقام وحقائق ونابعة من عقيدة هذه الأمة وتراثها، وليس فيها تحامل أو افتراء، وما فيها من معلومات مستندة إلى مصادر ومراجع ووثائق.

ولم يكن أمام اللجنة الثقافية بكامل أعضائها إزاء هذا الأمر إلا أن تقدم استقالتها مشفوعة ببيان بأسباب هذه الاستقالة، معلنة أن التعاون مستحيل مع من يرفض أن يقول الإنسان كلمته الحرة المستنيرة ويصر على صبغ الثورة بالصبغة الفكرية اليسارية . ووزع هذا البيان على الطلاب في الجامعة .

مواقف أخرى:

مجلة الطليعة كانت ترقب هذا الحدث في الجامعة.. وسرها ما انتهى إليه أمر المجلة وفرحت لأن الحقائق والأرقام لم ترقها.. ولأن الحديث وفق إطار من عقيدة الأمة وأخلاقياتها لم يوافق هواها.. فكتبت شامتة تعرب عن أسفها لتسرب مثل هذا الفكر الطاهر النظيف إلى تلك المجلة... ولولا ضيق المجال لنشرنا للقراء المقالات التي أثارت أهل اليسار وجعلت الطليعة ترفع عقيرتها بالهجوم عليها واتهام كتابها بأنهم يحركهم من يحركهم ويقف خلفهم من يقف.. وكان الذي يتحدث من وحي تراث أمته وهدي دينها يحتاج إلى من يحركه.. أما من يعلن الحرب على معتقدات هذه الأمة ودينها ويدين بفلسفات وأيديولوجيات شرقية وغربية منحرفة فليس في حاجة إلى من يحركه ويدعمه ويقف وراءه.

سبب المصادرة:

في العدد الصادر ثلاث مقالات كانت موضع الاعتراض من اليساريين وسبب المصادرة، ومن أتيحت له فرصة قراءتها شعر بخيبة الأمل لوجود مثل هذا العداء في الاتحاد لمثل هذا الكلام.

المقال الأول: كان بعنوان «خطر الماسونية وعلاقتها باليهودية» أوضح فيه الكاتب العلاقة بين الماركسية والماسونية وكيف يتبنى الماسونيون الشيوعية ويحتضنونها.

والمقال الثاني: كان بعنوان «حرکات مشبوهة بل مدانة» أوضح فيه الكاتب أن مؤسسي الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي كانوا من اليهود، كما بيّن مواقف الأحزاب الشيوعية من دولة إسرائيل المزعومة.

والمقال الثالث: كان بعنوان «الشعراء يعصرون القلب في فلسطين» ركز فيه الكاتب على شعراء من فلسطين اتخذوا الفكر الإسلامي منطلقًا لشعرهم وصلاح الدين لا «جيفارا!» نموذجًا للبطل الذي يرونه محررًا لفلسطين.

هذه في الحقيقة سابقة خطيرة في العمل الطلابي... وحتى في الشكل الذي حدثت به المصادرة؛ إذ إن الاتحاد مسؤول مسؤولية كاملة عن هذا الارتجال في العمل.. فلا يمكن أن تظل المجلة تسير في مراحلها الطبيعية وهم عنها غافلون.. ثم لا يكشفون ما فيها إلا بعد أن تطبع وتوزع.

خلاصة:

والخلاصة أن اليسار الذي يعشش في زوايا كثيرة من وطننا العربي آن له أن يكشف القناع سافرًا عن وجهه ليظهر في وضوح صدامه المفضوح مع تطلع أمتنا إلى النصر وشوقها إلى العزة الحقيقية والكرامة المطلوبة.

إن أي اتجاه يقف في وجه تحرك المسلمين للعودة إلى دينهم والسير على نهجه وبهديه اتجاه مرفوض لا يمكن أن يعيش في وسط المسلمين المنفتحين الصامدين.

الرابط المختصر :