العنوان آسيا.. عدد 1278
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997
مشاهدات 10
نشر في العدد 1278
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 02-ديسمبر-1997
الجنرالات يتندرون
موسكو: المجتمع
حذر قائد هيئة الأركان الروسية أناتولي کفاشنين من عواقب استمرار نزوح الضباط الشبان من الجيش بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاجتماعية وضآلة الرواتب.
ووصف كفاشنين الاعتمادات المخصصة للإنفاق العسكري في ميزانية العام المقبل والتي تصل إلى ٢.٧% من إجمالي الدخل المحلي الروسي بأنها ضئيلة للغاية، وأنها الأقل من نوعها في تاريخ القوات المسلحة الروسية.
وأشار المسؤول العسكري- في اجتماع لقادة الجيش الروسي استمر لمدة أربعة أيام- إلى تفاقم مشكلة الغذاء داخل الجيش، حيث لم تحصل وزارة الدفاع من الاعتمادات المخصصة لهذا الغرض والتي تقدر بـ ٧,٦ تریلیون رویل سوی على ٣ تريليونات روبل، أي ما يقل عن النصف، مما جعل الجيش يعاني من الجوع بكل معنى الكلمة.
واتهم جنرالات آخرون الإصلاحيين الشبان داخل الحكومة «فريق تشوبايتس وينمتسوف» بالتآمر على القدرة القتالية لروسيا وتدمير جيشها، تلك الاتهامات التي رددها في وقت سابق الجنرال ليف ردخلين قبل أن يستقيل من حزب السلطة «روسيا- بيتنا»، ويعلن عن تشكيل تكتل نيابي جديد باسم «دعم الجيش والصناعات الحربية»، وأشار نائب وزير الدفاع فلاديمير توبوروف إلى تدني الكفاءة القتالية للقوات الجوية، بعد أن أدى نقص الاعتمادات إلى تخفيض ساعات الطيران والتدريب إلى أقل من 30% عن معدلها المطلوب
وتندر الجنرالات المشاركين على وصول المسؤولين الحكوميين إلى مقر الاجتماع في سياراتهم الأجنبية الفارهة، رغم الدعاية الواسعة التي تروج لها أجهزة الإعلام عن وقف استخدام السيارات الأجنبية الصنع في الأغراض الرسمية.
وقد أسفر الاجتماع العسكري الذي شارك فيه عدد كبير من الجنرالات عن صياغة خطة عاجلة تتضمن إجراءات لتحسين الوضع داخل الجيش والحفاظ على قدرته القتالية.
كويت جديدة في القوقاز
باكو: فاروق آرصلان «*»
عقب انهيار الاتحاد السوفييتي بفترة قصيرة أخذ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير من المثقفين السوفييت هو من الذي سيقوم بإحياء هذا الاتحاد مجدداً؟ وكيف؟
السؤال لقي جوابه بسرعة فائقة: حيدر علييف.
قام حيدر علييف بإدارة أذربيجان في الأعوام بين ١٩٦٩م- ۱۹۸۲م تولى بعدها مهمة عضوية المكتب السياسي الأعلى في موسكو كثاني رجل في قمة الدولة، وفي الحقيقة كأول رجل فترة خمس سنوات ثم أصبح أكبر مسؤول في منطقة ناخجوان المتمتعة بالحكم الذاتي من ۱۹۹۰م إلى ۱۹۹۲م ويتولى حاليًا، ومنذ أكتوبر عام ۱۹۹۳م مهام منصب رئاسة الجمهورية الآذرية.
واجهت أذربيجان متاعب ومشاكل جمة منذ حصولها على الاستقلال فإلى جانب الأضرار المادية الجسيمة التي ترتبت على حرب كراباخ والتي تقدر بحوالي ٤٠ مليار دولار، فقد كانت تنشطر إلى ثلاث مناطق في عهد حكومة حزب الجبهة الشعبية الذي دام سنة واحدة، وفيما كانت أقلية اللزغيين في الشمال والطلشيون في الجنوب يطالبون بالحكم الذاتي استولى الأرمن على ست مدن خارج منطقة كراباخ، مما أدى إلى تشرد مليون ونصف مليون من الشعب الأذري، وبينما كانت الأحزاب في باكو تتصارع على السلطة أعلن العقيد صورت حسينوف حركة تمرد دموية بمدينة كنجه في ٣ يونيو ١٩٩٣م أدت إلى تخلي رئيس الجمهورية السابق أبو الفيض الجيبي عن السلطة بشكل غير رسمي، حيث توجه إلى قرية كلكي في ناخجوان وقطع جميع اتصلاته مع العالم الخارجي.
وإثر هذا التطور تسلم حيدر علييف مقاليد السلطة في البلاد واستطاع خلال فترة قصيرة ضمان الأمن في أذربيجان، مما أدى إلى اجتذاب شركات النفط الأجنبية التي تتهرب من القيام باستثمارات في أي بلد تتعرض فيه الاستثمارات للخطر.
في ٣ أكتوبر عام ١٩٩٤م جرت محاولة انقلابية ضد علييف من قبل العقيد صورت حسينوف أيضًا، ثم من قبل روشن جوادوف في ۱۷ مارس عام ١٩٩٥م كما تعرض لخمس محاولات اغتيالية، لذا بادر علييف إلى إلقاء القبض على منافسيه، وسيطر على السلطة.
كان حيدر علييف قد عقد العزم على إقامة اقتصاد السوق الحرة فوق أنقاض النظام الاقتصادي المترهل الموروث عن العهد السوفييتي، وتمكن في النهاية من القضاء على التضخم المالي.
وبينما كان التضخم المالي في أذربيجان يتراوح في حدود ١٤٦٠ في عام ١٩٩٤م هبط إلى ٥٥ في العام التالي، ثم انخفض إلى 75 فقط في عام ١٩٩٦م وتشير الأرقام الرسمية الحالية إلى هبوطه للصفر في العام ١٩٩٧م.
وأدى صدور قانون الخصخصة والإصلاح الصناعي والزراعي في عام ١٩٩٥م إلى إحياء روح التملك والملكية الخاصة في صفوف الشعب مما عجل من تدفق الرأسمال الأجنبي على أذربيجان.
تحقق خلال عام ١٩٩٦م خصخصة ٤٨٠٠ منشأة صغيرة ومتوسطة، وفي عام ۱۹۹۷م ۱۲۰۰ من هذه المنشآت، فيما استكملت الاستعدادات الأخيرة لخصخصة المنشآت الكبيرة التي جاء عليها الدور في عام ۱۹۹۸م، واستخدم حيدر علييف سلاح النفط الذي يعتبر شريان اقتصاد أذربيجان بمهارة.
تسابقت شركات النفط العالمية للفوز بحصة من النفط الأذري الذي يقدر احتياطيه في بحر قزوين بحوالي ۲۰۰ مليار برميل، ومقابل ٣٠ من نفط قزوين قامت شركات النفط باستثمارات تقدر قيمتها بـ۳۰ مليار دولار.
وأدى حصول الولايات المتحدة وروسيا وإنجلترا وفرنسا واليابان وإيطاليا على حصص من النفط الأذري إلى تسليط الأضواء على هذا القطر وازدياد أهميته في المنطقة بشكل واسع إلى درجة أن توقيع حيدر علييف على اتفاقيات نفطية مع شركات أمريكية بقيمة ١٠ مليارات دولار أدى إلى تغيير السياسة الأمريكية الخاصة بمنطقة القوقاز وهز دعائم السيادة الروسية التقليدية فيها.
وبنتيجة استخدام السلاح النفطي في قضية كراباخ اضطرت أرمينيا أمام ضغوط واشنطن وموسكو وباريس ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى التراجع عن سياستها المتعنتة ومساندتها التامة لأرمن كراباخ، وقد راعى الرئيس الأذري الموازين الإقليمية عند تحديد مسار خطوط أنابيب النفط.
ويتوقع أن يتم قريبًا التوقيع على اتفاقية سلام خاصة كراباخ برعاية أمريكية أوروبية.
الرئيس الأذري السابق أبو الفيض الجيبي الذي عاد إلى باكو بعد غيبة دامت أربع سنوات اعترف بأن علييف قام بما لم نستطع القيام به وحقق الاستقرار في البلاد، لقد منينا بالهزيمة على يد الاستخبارات الروسية غير أن علييف ألحق الهزيمة بهم، والآن سنعمل سويًا من أجل أذربيجان الحرة.
الرئيس علييف مصمم على تحقيق خطوات واسعة في طريق تحقيق التنمية في أذربيجان أو كما يقول شخصيًا لجعلها «كويت القوقاز».
«*» خدمة وكالة جهان للأنباء
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل