العنوان آلام أمة القرآن وآمالها (شعر)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-يوليو-1977
مشاهدات 13
نشر في العدد 359
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 19-يوليو-1977
من جرح الأمة اللاهب في تشاد والفلبين ومن أتون لهيبها المستعمر في فلسطين ولبنان ومن نزيف الدعاة في الصومال والسودان ومن رنين سلاسل الأبرار في أرضنا العربية تنبعث صرخة الأمة تتجسد على لسان الشاعر أبي خالد وهو يعبر عن آلام أمة القران وآمالها
ما على الشاكي إذا ضج ولاما
يستثير العزم للثائر انتقاما
ما على المظلوم إن ضاقت به
نفسه فاشتد كالنار اضطراما
ما على المخنوق أن كف يدا
خنقته فلواها واستقاما
ما على المأسور قد ناء به
قيده أن هب يجتاح الطغاما
أيها القوم أعيروا سمعكم
إنني أقذف نارا لا كلاما
ما أنا الشاكي، ولكن أمة
أصبحت تشكو كما يشكو اليتامى
ما أنا المظلوم لكن أمة
شد ما تحمل ظلما وظلاما
ما أنا المأسور لكن أمة
لم تكن عمياء لا بل تتعامى
تبصر الشر ولا تنكره
وعن المعروف جبنا تتحامى
وتداري كل دجال ولو
بث في أبنائها الرأي الحراما
ضيعت ما كان من أمجادها
وغدت شرقا وغربا تترامى
ومضت ترقب برقا خلبا
وسحابا بالأماني وجهاما
وترجي من أعاديها الهدي
وتواليهم قضاء واحتكاما
وتجاريهم هوانا وهوى
وتصابيهم وداد وغراما
وتريهم من بنيها غنما
تملأ الوادي عجاجا وبغاما
أين هاتيك المرؤات غدت
لم نعد نبصرها حتى مناما
أين جند الله باعوا أنفسا
وشروا مجدا وعزا ومقاما
يا رسول الله قد حلت بنا
محن سوداء كالليل ظلاما
تترك الراشد منا حائرا
ليس يدري أتهاوى أم تسامى
كم صفيق الوجه صفقنا له
وسفيه قد جعلناه إماما
بحت الأصوات في تمجيده
وتبعناه اعتزازا واحتراما
وشريف القصد شهرنا به
وظلمناه اعتداء واتهاما
وأقمنا ضجة بالغة
تتحداه قعودا وقياما
عمت الفوضى وضاعت قيم
وتطورنا فلم نبغ التزاما
وانحدرنا لحضيض آسن
جيف الآراء فيه تتنامى
وانصرفنا عن هدي قرآننا
فتخاذلنا وذقنا الانهزاما
وانكشفنا فبدت سؤاتنا
واجترحنا سيئات وآثاما
واقتدينا بالألي قد كفروا
ولقد خضنا كما خاضوا تماما
وتذبذبنا بمسعانا فلا
سادة عشنا ولا متنا كراما
قم أبا بكر وعاين ردة
بزت الأمس ضلالا واجتراما
ألف كذاب وكذاب بدا
سافر الكفر وإن صلى وصاما
ولنا في كل أفق صنم
دونه العزى عزاء وسخاما
يا جنود الحق أنتم فتية
ما خفرتم للمروءات ذماما
عندكم دين وفيكم شيم
خزرجيات ومجد لن يراما
ونفوس لم تطق صبرا على
ظالم طاغا وتأبى أن تضاما
البطولات لكم تيجانها
ساعة الروع إذا الغير استناما
أنا لا أمدحكم لكنني
أجد الإقرار بالفضل لزاما
أنتم القدوة في نهضتنا
ولكم يزدهر النصر ابتساما
صنتم الإسلام من أعدائه
وتركتم خطط البغي حطاما
وصرختم في البرايا صرخة
هزت التاريخ ذكرا واهتماما
ولمعتم في سمانا أنجما
تهب المدلج أمنا وسلاما
بيعة لله في أعناقكم
شددوا الحزم عليها والحزاما
وارفعوا الراية لا تلتفتوا
للمضلين إذا لجو خصاما
وابعثوا الآمال في قلب امرئ
بث شكواه ابتداء وختاما
الغرباء
عدد محرم 1397هــ
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل