; أخيرًا.. جامعة الدول «العربية» علمت بالعلاقات الهندية الإسرائيلية! | مجلة المجتمع

العنوان أخيرًا.. جامعة الدول «العربية» علمت بالعلاقات الهندية الإسرائيلية!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976

مشاهدات 11

نشر في العدد 296

نشر في الصفحة 37

الثلاثاء 20-أبريل-1976

لست أدري لماذا يصر النظام المصري دائما على خذلان الشعوب الإسلامية المضطهدة في كل أنحاء العالم؟

فحينما كان العرب في زنجبار يذبحون كالشياه كان أبطال القومية العربية في القاهرة يشربون نخب الصداقة مع نايريري الاشتراكي. وحينما كان مسلمو الحبشة وإرتريا يحترقون تحت قصف الطائرات الإثيوبية كان الصديق هيلاسلاسي يستقبل بالأحضان بينما يطار الإرتريون والصوماليون في أزقة القاهرة ويودعون في المعتقلات.

وحينما يهب الأسقف مكاريوس في واحدة من هجماته الصليبية على مسلمي قر المستضعفين.. تقف القاهرة بكل تبجح بجانبه.

وحينما توجه الجيش الفلبيني لإبادة مسلمي الجنوب وجد ماركوس في النظام المصري الدفرسوار الوحيد في جبهة التضامن الإسلامي الصلبة، وحينما تشتد المعارك بين الهند والباكستان تتعاطف مصر مع الهند رفيقة الكفاح في دروب الحياد الإيجابي، ضاربة عرض الحائط بالأخوة الإسلامية المشرفة التي تربطنا بمسلمي باكستان... وغير ذلك كثير مما يشق على الحصر والإحصاء.

والجميع يعرفون بأن بالهند قنصلية إسرائيلية مقرها بومبي، وأن هناك تبادلا تجاريا وثقافيا نشطا بين البلدين.

كما أن هنالك تعاطفًا وتقاربًا نفسي بين الشعبين مبعثه أن الجميع يكرهون عدوًا واحدًا هو الإسلام والمسلمون، هذا في الوقت الذي يتجاوز الموقف الباكستاني الشريف من قضية فلسطين مواقف بعض العرب الذين يدعون المواجهة، فقد كررت باكستان بأن موقفها من إسرائيل هو وقف مبدئي مقدس وأنهم لن يعترفوا بها حتى لو اعترف بها العرب. وهم يعتبرون أنفسهم طرفًا مباشرًا في القضية لأنهم فلسطين أرض الإسلام والمسجد الأقصى أكثر قدسية من أرض الباكستان وطنهم.

ومع ذلك يخذلهم النظام المصري بالذات.. في كل مواجهة مع الهند وعندما سقط مجيب الرحمن.. انزعجت القاهرة دون سائر الأمم وانطلقت إذاعاتها تتباكى على الشعب البنغالي وتبدي أسفها الشديد وقلقها البالغ لما يجري هناك.. كل ذلك تعاطفًا مع الهند وتجاهلًا لمصير الإسلام والمسلمين هناك.. وقد باعوهم بثمن رخيص.

والآن وبعد أن تأزمت العلاقات مع السوفييت ورفضوا تزويد مصر بقطع غيار الأسلحة في إحدى خياناتهم التاريخية لجهاد الأمة العربية المسلمة اتجه النظام المصري إلى الهند الصديقة لعله يجد عندها ضالته.

فماذا حدث؟ لقد رفضوا دون أي تقدير للصداقة التاريخية الخالدة.. ودون تقدير للموقف الحرج الذي تمر به الأمة العربية والكفاح العربي.

فماذا حدث؟

أخيرًا غير النظام المصري من موقفه الساذج تجاه الهند.. وتحركت الجامعة العربية المصرية لأول مرة تطالب الهند بإغلاق القنصلية الإسرائيلية في بومباي بحجة أن التبادل التجاري مع إسرائيل بلغ حدًا كبيرًا.

وخلال التراشق الخجول بين البلدين والذي بدأته جريدة الأهرام انكشف المسروق حينما ذكرت وسائل الإعلام المصرية أن الطائرات السوفياتية التي كانت تحمل السلاح للهند أثناء الحرب مع باكستان التي انتهت بشطر الباكستان وانفصال بنغلادش هذا الجسر الجوي السوفياتي كان يمر بالقاهرة.

وقد قبلت القاهرة أن تكون قاعدة تضرب منها الباكستان المسلمة إرضاء للصديقة الهند.. التي يكتوون الآن بنار خيانتها، على أن الذي يزعجنا أكثر ليس هو موقف النظام المصري فقد تعلمنا أن الأنظمة إلى زوال وإن طال عهدها.. ولكن المؤسف أكثر أن جامعة الدول العربية لم تتحرك طوال عمرها المديد إلا بعد أن أرادت القاهرة توبيخ الهند على خيانتها.. فهل سلبية الجامعة تجاه قضايانا الحية كلها تعود لنفس هذا العامل؟

نرجو ألا يكون ذلك كذلك.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مشاريع كثيرة، ولكن !!

نشر في العدد 3

105

الثلاثاء 31-مارس-1970

مع الصحافة في كل مكان

نشر في العدد 1

905

الثلاثاء 17-مارس-1970