العنوان أدب وثقافة: (العدد: 874)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-يوليو-1988
مشاهدات 16
نشر في العدد 874
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 12-يوليو-1988
أخبار ثقافية:
- تحت رعاية الحكومة التركية، من المقرر أن تعقد منظمة المؤتمر الإسلامي- في مقر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إستنبول، خلال المدة من الثالث إلى الخامس من شهر سبتمبر المقبل- الندوة العالمية الثانية في العلوم الحديثة والعالم الإسلامي.
تعقد الندوة بالتعاون بين المنظمة وجامعة إستنبول، وبحضور نحو مائة عالم وباحث يمثلون نحوًا من عشرين دولة عربية وإسلامية وأجنبية، تبحث الندوة في انتقال العلوم والتكنولوجيا من الغرب إلى العالم الإسلامي منذ عهد النهضة إلى بداية القرن العشرين، والمشكلات التي رافقته، وسبل الإفادة من المعطيات العلمية الحديثة على الوجه الصحيح، الذي يكفل لنا الحفاظ على هويتنا الإسلامية، ويمنحنا القدرة في الوقت نفسه على مواجهة ضرورات الحاضر والمستقبل.
- تستضيف مدينة جرش الأردنية في الفترة ما بين ١٣- ٣١ يوليو الجاري «۲۹ ذو القعدة - ١٨ ذو الحجة» المهرجان السابع للثقافة والآداب، وسيشارك في المهرجان وفود من ١٥ بلدًا عربيًا وأجنبيًا، وقد وجهت الدعوة إلى نحو ستين من كبار الشعراء والأدباء والمفكرين من مختلف الأقطار العربية للاشتراك في هذا المهرجان.
- تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الآن لعقد ندوة علمية لإحياء تراث ابن ماجد عالم البحار المسلم، وقد شكل مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لجنة للإعداد والتنظيم، ومن المؤمل أن تعقد الندوة خلال شهر يناير ۱۹۸۹.
صدر حديثًا:
فقه الدعوة.. ملامح وآفاق الجزء الثاني:
صدر كتاب الأمة التاسع عشر في سلسلة الكتب التي يصدرها مركز البحوث والمعلومات برئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية في دولة قطر.. نقرأ في هذا الكتاب الذي أعده الأستاذ عمر عبيد حسنة المواضيع التالية:
- نصف قرن من البحث عن الحقيقة مع البروفيسور رجاء الجارودي.
- مشكلة التخلف العلمي في العالم الإسلامي مع الدكتور زغلول راغب النجار.
- جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية للبناء العلمي والمواجهة الثقافية مع الدكتور عمار الطالبي.
- العمل الإسلامي والصحافة المؤثرة مع الدكتور محمد فتحي عثمان.
- البعد التاريخي والواقع الثقافي لجامع الزيتونة مع الشيخ محمد المختار السلامي.
- مشكلات مجتمع ما بعد الاستقلال مع الدكتور المهدي بن عبود.
- الاجتهاد والتجديد بين الضوابط الشرعية والحاجات المعاصرة مع الدكتور يوسف القرضاوي.
لن أسالم:
أنا في يدي القرآن والاخرى تقاتل لا تجادل،
فلقد عرفت طريقي
سندك وكر الغاصبين من الشوارع والمنازل
ولقد كتبت وصيتي يا إخوتي
لا تتركوا علم الجهاد وحطموا كل السلاسل
***
امضوا على هدي الإله، وفككوا كل المسائل
كل القرارات التي صيغت باركان المحافل
دوسوا عليها
اجعلوها تحت أقدام الثكالى والأرامل
فلقد سئمنا صوتهم
ولقد تطاول ظلمهم
فبددوا كل الظلام وحطموا كل البدائل
***
اجعلوها ثورة تغلي على الأرجاس والمحتال والقاتل
أفهموا الأعراب في كل العواصم والقبائل
بأنا قد وصلنا دعمكم،
ولقد عرفنا جهدكم،
فلا حكم شجب وعاطفة وإشعار تماثل
ابقوا على أفراحكم
لا تحزنوا
فالهم خارج أرضكم
والجرح خارج جسمكم
وابقوا على طيرانكم، ولمعوا تيجانكم
رشوا على قوادكم من عطركم
وعبيركم
أما هنا فعبيرنا غاز القنابل
***
الصبر والمقلاع والأحجار أسلحتي
وفي صدري الفضائل
أنا لست علماني
فهويتي ديني
أدافع عنه، عن عرضي، وعن قدسي أناضل
شاهت وجوهكمو إذا جبرتموا عملي لمؤتمر التخاذل.
***
صاحت مآذننا، من أرض مسجدنا
انطلقت جحافلنا تقاتل
من ذا يحرف منهجي ضد اليهود
ويختفي خلف الفنادق والوعود
من ذا يضير صيحة التكبير في وطني.
من ذا يهز ثوابتي
فثوابتي، القرآن والمقلاع ماثل
***
أنا لن أهادن
لن أساوم، لن أسالم
لن أسالم من بنوا للذئب بيتًا فوق أرضي
لن أسالم من دنسوا قدسي
وقطعوا الزيتون، واحتزوا السنابل
لن أسالم
لن أسالم
شعر محمود محمد طعمة
قصص إسلامي هادف: «نور الله»
تأليف نجيب الكيلاني
رواية تاريخية تستمد أحداثها من السيرة النبوية، وتتحدث عن الصراع الدامي الذي خاضته الدعوة الإسلامية ضد أعدائها من يهود ومنافقين.. وقد أبرز المؤلف فيها انعكاس الأحداث الضخمة على صفحات النفوس المؤمنة والكافرة، وأثر العقيدة في نفوس المؤمنين، وما أوجدته من مقاييس جديدة للسلوك الإنساني!!
ويمتد زمن الرواية من بداية هجرة المسلمين إلى الحبشة... وحتى فتح مكة، ويتحرك أبطالها ما بين مكة والمدينة ومنازل اليهود... ويظهر فيها تآمر اليهود، وتحركهم بالمال والنساء والكلمة المسمومة، وتحريضهم للمشركين بعد هزيمتهم في بدر.. ثم سقوط أوكار اليهود من بني قيقاع، وانكشاف تآمر بني قريظة... ووضع نهاية لأحقادهم في اجتياح حصون خيبر بعد محاصرة النبي- صلى الله عليه وسلم- لها.
وتحقق رؤيا صفية بنت حيي بن أخطب، ثم إسلامها، وزواج النبي- عليه الصلاة والسلام- منها... إذ رأت قمرًا وافدًا من يثرب، يشق الظلام، ويميل نحوها، حتى يستقر في حجرها، وتصور نتائج صلح الحديبية، وتراجع قريش عن شروطها.. وقدوم النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى مكة فاتحًا.. وأثر ذلك في نفوس أهلها، واختلاف مواقفهم... وإسلام أكثرهم، وإصرار بعضهم على المقاومة... ثم انهزام هؤلاء.. واجتماع قريش ومخاطبة الرسول- عليه الصلاة والسلام- لهم، والعفو عنهم، وصعود بلال على ظهر الكعبة معلنًا كلمة التوحيد، وتسجيل التاريخ لأروع قصة خالدة تمتد عبر القرون والأجيال، تقهر التحديات، وتحمل نور الله إلى شتى الأرجاء.
اعتمدت الرواية على عدد كبير من المراجع التاريخية، والتزمت بأدق الروايات الواردة، ورسمت من خلال أحداثها وأبطالها ملحمة الصراع بين الحق والباطل، وأظهرت سماحة الإسلام مع خصومه على الرغم من تآمرهم وسوابق تعديهم، وقد مزج الكاتب فيها الفن بالتاريخ دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
وهذه الرواية تناسب الجامعيين، ومن في مستواهم.. صدرت عن مؤسسة الرسالة ببيروت- عام ١٩٧٢ في «٥١٥» صفحة من القطع الكبير.
«أبو بشر»
مؤسسات إسلامية
الكلية الإسلامية - لندن
الكلية الإسلامية- لندن مؤسسة تعليمية إسلامية مستقلة، تأسست عام ١٩٨٥ بمبادرة من منظمة دعوة الإسلام في المملكة المتحدة وأيرلندا، وهي حاليًا تقع في مسجد شرق لندن الواقع في 84- ۹۲ وایت تشابل رود ورقم ١٦ سيتلز ستریت، لندن ش 1، وبحكم طبيعتها فإنها معنية بالتعليم الإسلامي بالإضافة إلى التعليم المادي للأطفال المتراوحة أعمارهم بين ١١- ١٨ سنة.
خلفيات التأسيس:
إن مسلمي بريطانيا يمرون بفترة حرجة وحساسة من حياتهم الاجتماعية فيها، ومما تشهد هذه الفترة من قضايا في منتهى الدقة والخطورة قضية تعليم أبنائهم الإسلام دينهم، وتنشئتهم نشأً إسلاميًا، ولقد أصبحت هذه القضية في الوقت الحاضر بالنسبة لهم قضية مصيرية الطبع والأبعاد.
ومما لا مجال فيه للجدال أو الخلاف أن التعليم هو بمثابة العظم الفقري لشعب أو قوم أيا كان، وهو الطريق الوحيد الذي تستند إليه مهمة صنع الأجيال، ولئن كان الأمر كذلك فإن التعليم الإسلامي بالنسبة للمسلمين- وخاصة إذا كانت الحال كالتي تسودهم في الغرب- أمر محتوم طبعًا، إذ أنه هو الذي يضمن لهم تعريفهم بعقيدتهم، وبما يميزهم عن الآخرين في الكيان، وطريقة الحياة عادة وعرفا وثقافة، وفي كل ما يهم كما يكفل لهم توفير سبل الحفاظ عليها من الضياع، وخشية افتقاد الذاتية.
والتساؤل الآن: ما واقع المسلمين في الغرب وفي المملكة المتحدة بالذات؟
من المعروف أن التعليم في بريطانيا- كما هو منصوص عليه قانونيًا- إجباري حتى سن السادس عشر، وبموجبه فإن على المسلمين أن يرسلوا أولادهم إلى المدارس الحكومية رغم أنفهم، ومن هنا ينبعث القلق، ويزداد الأمر خطورة؛ فإن النظام التعليمي في بريطانيا يختلف عن طريقة التعليم الإسلامي؛ ولذا فإن من البديهي أنه لا تسد حوائج أطفال المسلمين التعليمية، إضافة إلى الانحلال الخلقي المنتشر في مدارسهم ومعاهدهم، وما دامت هذه هي الحال بينما تبدو الجهات المختصة مصرة على السير بخط السياسة التعليمية التقليدية غير مستعدة للاقتحام على تغييرها فيما يبدو من المدى القريب، فإن على المسلمين أن يتحسبوا للواقع، وينهضوا لمواجهة ما يترتب عليه من أوضاع ونتائج قبل أن يفوت الأوان، وإلا فليس من المستبعد أن تصير عاقبة المسلمين إلى ما صارت إليه عواقب من سلفهم من أمثال الجالية الأفروكاريبية، وغيرها من تمزق أعقبه انذياب ذاتي إلى غير العثور، بل الحق أن بوادر هذه النكسة المحتملة قد بدأت بالفعل مما يلمسها من يلمسها.
وهذه بعض الحقائق التي تعلل منشأ الكلية الإسلامية، وتفسر ما لأجله أقدم المسلمون في شرق لندن على مشروع طموح كهذا، تمثيلًا في شكل منظمة دعوة الإسلام في المملكة المتحدة وأيرلندا، فيما يكاد يشبه بحق مغامرة بحتة من كل ناحية إذا ما قيس بحجم التحديات المصحوبة، وقلة الإمكانيات والوسائل المتاحة، اتكالًا على الله، ثم على دعم الإخوة المسلمين في داخل بريطانيا وخارجها على السواء.
رقم الحساب في بيت التمويل الكويتي- المركز الرئيسي- حساب جاري 6 / 15076
***
أدب وثقافة
من وحي الانتفاضة
شعر: عبد الحسيب الخناني
طالت سنوات القهر وطالت
سكرات القوم
فتعال
لتوقظ نخوتنا من طول النوم
اغرس في أرضي الثكلى
نبتًا حرًا يكسر قيد الليل
طال الويل
فاض الكيل
فقد القوم النور وتاهوا في عمق الدرب
جثمت فوق إرادتهم.. خنقتهم سنوات الجدب
أرضي مانت عطشًا
ماتت كمدًا
أرضي ماتت منسية
سنوات الجدب أحالتنا جوعي
نجتر حياة هوان... في منعطف يخشى
صوت الحرية
فطريق الحرية وعر
لا يسلكه إلا حر
طالت سنوات الصمت...
سكتنا لم تتكلم
عشقنا العيش الأخرس في جنح الليل المظلم
استمر أنا طعم الموت بطيئًا
تقهقرنا.. لم نتقدم
وعزفنا في كل بقاع الوطن المنكوب نشيد الوهم
وظننا أن الأرض سترجع حتمًا
هل نرفع ألوية السلم
وننسی برق السيف ونزف الدم
صرنا نتغنى باسم الفجر ونعشق
حضن الظلمات
صرنا أشباحًا
لا تعرف غير سلاح الكلمات
.. يا جيل العار المتنامي كغثاء السيل
يرفع رايات الحرية علنًا
ويعاقر سرًّا كأس الذل
م غنى للأرض المنكوبة يخدعها
بالنصر القادم
الموعود الحاسم
والفجر الباسم
كلمات... في كلمات.. في كلمات
الكذب شعار وشعار زنان
يفتح ألف طريق وطريق
لكن!!!!
يصل إلى الميدان
ميدان القدس المنسية وسط زحام
الأصوات
ضاعت مني أرض فلسطين..
ضاعت
صرخاتك يا وطني المسكين
يوم قهرت على أن أحمل غصن الزيتون
وأسالم هذا الذئب المأفون
وعلى بلدي!!
وأداعب جبني أو ضعفي
عن أن أحمي فلذة كبدي
والآن کرهت شعارات الحل السلمي الملعون
فرميت الغصن الذابل من كفي
لن ينفعني إلا سيفي
فسأشهره في وجه الأعداء
ووجه الكلمات الجوفاء
وسأقتل خوفي أقهر ضعفي
سأعود إلى دنيا سلفي
فأنا ابن الفاروق وخالد والصديق
وعمرو
وابن صلاح الدين
وأنا ابن رواحة وابن نصير وابن زیاد
والجراح وقائد حطين
سأجيئك يا أرضي المسلوبة
لأعانق أوطاني المنكوبة
أبدًا....
لن أسلم روحي تحت قيادة منهزمين
أبدًا... لن تهدأ روحي حتى تشهد في ميدانك جيش المنتصرين
حتى بتلألأ في محرابك وجه صلاح الدين
حتى يولد يوم النصر يعانقنا ونصلي الفجر جميعًا... بفلسطين
قصة قصيرة: نزيف القلم
أفقت من ذهولي ودموعي- وأنا في أحد مخيمات المهاجرين الأفغان- على أطفال المهاجرين، وقد التفوا حولي، ووقف كل منهم ينظر إليَّ نظرة تحمل في طياتها معنى وقصة، وأثناء تفرسي في الوجوه التي تعبر عن المأساة وعمقها، تقدم إليَّ أحدهم- وفي بده كسرة خبز- وقال لي: لماذا تبكي؟ هل أنت يتيم مثلنا تركت الدار والوطن، وجئت مهاجرًا إلى هنا؛ فأبكاك الجوع كما أبكانا من قبل.. خذه هذه الكسرة التي لا أملك سواها، لعلها تسد جوعتك، أو تقيم صلبك، فقال آخر: لا، إنه ليس جائعًا، بل لعله جاء إلى هنا وحيدًا بعد ما فقد أهله مثلنا في أفغانستان تحت ضرب الصواريخ وقصف الطائرات، فاهتزت نفسه لشعوره بالغربة؛ فاندفعت منه الدموع، وقال ثالث لي: هون عليك، ولا تأس؛ فإن هذه الأقمشة البالية هناك التي نشرناها، وسميناها خيمة، يمكن أن تؤويك معنا، لتكون أخًا كبيرًا لنا، بعد ما فقدت إخوتي وأبي وأمي شهداء في أفغانستان.
فخرج من بينهم طفل يافع، ما أحسست بوجوده بينهم إلا حينما رأيته يوجه حديثه لهم قائلًا: هونوا عليكم، فما نحسبه واحدًا من هؤلاء الذين تظنون، فإن حسن بزنه و وجاهته تثبت غير ذلك، ولعله من أهل الوجاهة واليسار، وما هذه الدموع التي ذرفها إلا من بقايا الرحمة والإنسانية التي بثها الله في نفوس الناس، وإن الكاميرا والأوراق التي في يديه تثبت أنه واحد من هؤلاء الذين يأتوننا صباح مساء، يلتقطون لنا الصور، وكأننا أصبحنا معرضًا للبشرية، نعرض فيه أنفسنا حتى يتأكدوا ويعرفوا عمق مأساتنا، ومرارة حياتنا، وليتهم يستجيبون أو يتأثرون... حتى إن الكثير ممن يتأثرون يكتفون بإبداء الرحمة والإشفاق علينا، ولا يتحرك لنا إلا من رحم ربك.
فجأة بدت سيارة من بعيد تحمل شارات إحدى المنظمات الصليبية، التي تحمل شعار خدمة المهاجرين الأفغان، وما التفت إليها الأطفال حتى أخذوا بها عني، وقال لهم الطفل اليافع: هيا لقد جاء لنا النصارى بالطعام والشراب، فليذهب كل منكم إلى خيمته حتى يأتي بآنية، يأخذ فيها نصيب أهله، وانفضوا عن هذا الضيف، فماذا ينفعنا بأوراقه وكاميرته ودموعه؟.. فانطلق الأطفال كل إلى خيمته، ووقفت أرقب في أسى أهل المخيم من النساء والأطفال والعجائز، وقد اصطفوا في طابور، كل يحمل آنيته، ينتظر ما يتفضل به عليه أصحاب العم سام من فتات الموائد، وبقايا الطعام الذي يعتبره الأفغان كثيرًا، أو على الأقل خيرًا من الجوع الذي تجرعوا منه الكثير.. مر بالقرب مني طفل يحمل آنيته، وقد صبوا له فيها بعض اللبن، وأعطوه بعض الخبز؛ فقلت له: لماذا تأخذ الطعام من هؤلاء، وأنت تعلم أنهم غير مسلمين؟ قال: إني أعلم أنهم غير مسلمين، ولكن ماذا نفعل وقد صارت لنا سنوات هنا نسينا فيها المسلمون، ونحن أبناء جلدة ودين واحد، فهل مد لنا المسلمون يد العون ورفضناها؟ هل أمدونا بالطعام والشراب والكساء فرددناه عليهم؟ وهل إذا رفضنا أن نأخذ من هؤلاء سيتألم المسلمون لجوعتنا، ويشعرون بنا شعور الجسد الواحد؟ وهل يعلمون ما نتعرض له من هؤلاء النصارى مقابل هذه اللقمة التي لا تشبع؟ إليك عني، فقد تأخرت على أمي العجوز وإخوتي الصغار.. مزقتني كلماته، وأنا أرمقه متجهًا نحو الخيمة التي كانت تقف أمامها أمه العجوز متلهفة مع أبنائها الصغار، أحسست أن الأرض بدأت تمور بي؛ فحملت أوراقي وأمتعتي وعدت.. أحسست أن الآه تمزق صدري، وأن نفسي بها ألف آه، وبدأ الكون كله يردد الآه معي.. الكون كله يقول آه... الكون كله يقول آه... الكون كله يقول آه.
أحمد منصور - بيشاور
في رابعة النهار: قال الحكيم أبو فهيم؟
بقلم: مصطفى عبد الرحمن
- هذه الحلقة ليست أكثر من محطة للقراءة في كتاب الحكمة الذي وضعه الصديق أبو فهيم، وهو رفيق العذاب والمعاناة في إحدى غرف مستشفى ما، رأيته يفلسف الأمور بطريقته الخاصة، وسمعته يلقي حكمًا عميقة؛ فبادرت إلى لقطها، قال:
- من جالس جانس، ومن عاشر الحكماء حكم وتحكم واستحكم، عنيت بهم جمع «الحكيم» كما سماه العرب قديمًا؛ لأنه يجمع مع مهنته الطب حكمة العلاج الروحي والنفسي، فلله ذلك الاصطلاح القديم كيف ضاع في زحمة الطب الجديد الذي يلغ في الدماء دون حسبان إلا من رحم الله، وآتاه الحكمة وقليل ما هم!!
- كلام الحكمة إذ يصدر عن التجربة، وينبع من المعاناة، يصب في القلب؛ فيحرق وساوس النفس وهمزات الشياطين.
- أكره النصيحة التي تعمي عن الواقع مجاملة للمنصوح، إن خرق الواقع وفهمه أول خطوة في فهم العلاج.
- حمار الحكيم العائد للفيلسوف توفيق الحكيم لا يعني أبدًا حكمة الحمار، فليس لهذا حكمة إلا سكوته وصبره إن كان في ذينك حكمة!
- وقال أبو فهيم: أيها السادة، كيف أحس بالانتماء إلى مجتمع تركني أصارع الأمواج فيه وحدي؟!
- ويا أيها الشامتون الشاتمون: أثقلتم أقدام خيولنا بالقيود، ووضعتم في طريقها السدود، ثم قلتم: قد سبقناكم بحصاننا الهزيل هذا!! فأين العدل؟
- ومنعتم عنا أسباب الحياة، ثم قلتم: أنتم الأموات، وإنها لجريمتكم، صدقتم في الثانية، نعم إنها جريمتنا في ترككم تقتلوننا بغير حساب!!
- السكوت بل الخرس أسمى من كلامكم المغلف بقشور الباطل القاتل والنفاق اللئيم.
- من البلاهة أن تتكلم عن الطيبة أمام اللثام.
- وأخيرًا: أود لو أهز العالم، فتتساقط ثماره العفنة مرة واحدة؛ لترتاح البشرية من مرآها القبيح ورائحتها النتنة!!
فكن حذراً
بذنب واحد تلقى *** من الإعنات ما تلقى
وخذ مثلًا أبوك الماجد *** المسنون، كم ألقى
عن الجنات، حين غوى *** فما استبقى
فكن حذرًا من الشيطان، *** ملعون، فما أبقى
قليل الناس من يحظى *** يحب الله مسترقی
ويرضى بالقليل هنا *** ليحظى بالعلا مرقى
ويمضي في ركاب الرسل *** طريق واحد أنقى
فلا «ماركس» ولا «لينين» *** بل الإسلام مشتقًا
من القرآن نور الله *** محمد فيه.. قد أسقى
ويوم الدين، يجمعنا *** إلى حوض.. فيا سبقا
محمد عادل طابع
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل