; أريد أن أحتفل ..! | مجلة المجتمع

العنوان أريد أن أحتفل ..!

الكاتب عبدالرحمن بدر القصار

تاريخ النشر السبت 16-مارس-2013

مشاهدات 18

نشر في العدد 2044

نشر في الصفحة 7

السبت 16-مارس-2013

إن نعمة الأمن والأمان، وتوافر القوت لمدة أعوام لهي نعم جليلة تستحق منا الشكر، ولا أقول الشكر باللسان فقط بل المقصود هو الشكر العملي، كما قال تعالى: اعْمَلُوا آل داوود شكرًا وقليل من عبادي الشكور ) (سبأ).

تمر علينا سنويا ذكرى عزيزة على قلب كل كويتي، وكل من عاش على هذه الأرض الطيبة، ألا وهي ذكرى استقلال دولة الكويت، وذكرى التحرير من الغزو العراقي الغاشم، لقد اختلطت دماء رجال ونساء عبد الرحمن القصار هذا الوطن بترابه الطاهر لتبقى دولتنا ونبقى نحن في عزة ورفعة، ونظل في مقدمة ركب الدول الخليجية والعربية تنمية وازدهارا. تحررت الكويت بحمد الله، ولكنها عادت كما كانت قبل غزوها ، إذ لا اعتبار بما حدث من أمر جلل ضاعت به دولتنا لسبعة أشهر، حيث استمر نهج الهروب من المشكلات، لا مواجهتها، استمر نهج نحن نرى ما لا ترونه ، استمر نهج اللا إدارة .. أعود فأقول: إن الشكر العملي للنعم يتجلى في العطاء للكويت والتضحية من أجلها قبل الأخذ منها ، ويتجلى حب الكويت حقا حينما نصدق ، نحن أبناؤها وشبابها في بيان مواطن العلل التي يعاني منها بلدنا، وهي معروفة ومنشورة، وتبيان طرق علاج تلك العلل بحصافة الآن قبل فوات الأوان، كما نادى مؤخرا الخبير الاقتصادي أ. جاسم السعدون قائلاً: الحصافة قبل الحسافة.

وكما قال العارفون: لا يمكن تأجيل فكرة حان أوانها، والفكرة التي لا يمكن تأجيلها وتأخيرها هي فكرة «الإصلاح» السياسي، وتكريس مبدأ سيادة الأمة الوارد بدستورنا، وإحقاق الديمقراطية بمعناها ومضمونها الكامل، وحماية الحريات العامة التي انتهكت مؤخراً بشكل غير مسبوق.

أقول: من حق الآخرين أن يحتفلوا بوضع الأعلام في البيوت والسيارات والمسيرات، ولكني أريد أن أحتفل بحق، وقد عادت الكويت منارة للحرية، أريد أن أحتفل بحق وقد تبوأت دولتنا مصاف الدول العربية والعالمية في تنمية الإنسان ثم العمران، أريد أن أحتفل بحق وقد احتلت الكويت المراكز الأولى عربيا وعالميا في خدمات الصحة والتعليم والإسكان، أريد أن أحتفل بحق وقد أصبح اقتصادنا إنتاجيا متنوعا، لم يعد النفط هو مصدر دخلنا الوحيد.

أريد أن أحتفل بحق وقد حاورت الحكومة شباب الوطن وتبنت أفكارهم الإصلاحية الوطنية الصادقة.

أريد أن أحتفل بحق وقد أصبح السجن للمجرمين والمفسدين والجناة فقط!

تفاءلوا، فسنحتفل بحق، قريبا بإذن الله تعالى... أليس الصبح بقريب؟ .. وكل عام والكويت وبلادنا العربية والإسلامية في خير وعزة وتقدم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل