العنوان أضواء على أحداث الفلبين.. أول تقرير إخباري مفصل وموثوق عن مجازر الفلبين
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1971
مشاهدات 12
نشر في العدد 81
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 12-أكتوبر-1971
أضواء على أحداث الفلبين
أول تقرير إخباري مفصل وموثوق عن...
مجازر الفلبين
حقائق مذهلة تحصل عليها «المجتمع» وتنفرد بنشرها
1-مصادر التقرير:
أخذ هذا التقرير من أفواه شاهدي عيان بعد أن أقسموا اليمين بمشاهدتهم حوادث وحشية وقعت ولا تزال تقع في منطقة كوتاباتو المليئة بالاضطرابات منذ حوالي سنة حتى موعد كتابة هذه السطور ومن المصادر المعتمدة الأخرى، وسائل الإعلام والتقارير والمقابلات التي جرت مع الذين ظلوا على قيد الحياة بالإضافة إلى تقارير من الحكومة والبوليس الفلبيني وغير ذلك من المصادر المسؤولة.
٢-الأحوال الحاضرة:
لا يزال الموقف في كوتاباتو قابلًا للانفجار وما وجود عدد كبير من الجنود الحكوميين في المنطقة إلا ذرا للرماد في العيون. فليس هذا هو الحل، بل لقد ازداد الموقف من جراء ذلك تعقيدًا، فمنذ أن وصل العسكريون وهم يرتكبون أعمال التطرف ضد السكان المدنيين والمواطنين الذي أبغضوا وجودهم.
ولا يزال المسلمون يقتلون كل يوم ولا يجدون أية حماية لأرواحهم وممتلكاتهم من العسكريين، وهذا يبرز سؤالًا هو: متى تستطيع حكومة ماركوس أن تمنح الحماية والعدل للسكان وتعاقب «الفئران البشرية» الذين ما زالوا يفسدون على المنطقة أمنها وسلامتها هذا هو التحدي.
٣-تمثيلية الإرهاب:
تتمثل دراما الإرهاب التي ترتكب في منطقة كوتاباتو التي يعيش فيها المسلمون في جرائم القتل والفزع الجماعي والسلب والنهب وإحراق البيوت منذ شهر ديسمبر من العام الماضي حتى نهاية شهر یونیو ۱۹۷۱ م.
واليوم تبدو صور مساكن المسلمين ومستوطناتهم موحشة محزنة كان وباءً حقيقيًا أصاب الناس! تقول إحصائيات «الصحافة الحرة» بأنه ما لا يقل عن ۸۰۰ مسلم قد قتلوا أما على يد ما يسمى بطائفة «الآلاجا» وهي طائفة مسيحية إرهابية مرتزقة، أو على يد رجال البوليس الفلبين أنفسهم، كما تم إحراق أكثر من ٤٠٠٠ منزل ويزداد هذا الرقم كل يوم مع استمرار جرائم التحريق فمتى يا ترى تنتهي هذه المسرحية الإرهابية المدمرة؟
٤-ماذا وراء ذلك كله؟
لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالإجابة، فالأمر مليء بالألغاز والموقف مثير للتحدي والاستفزاز، ولكن تسلسل الأحداث يشير بأصبع الاتهام إلى الأيدي المدبرة والعقول المخطة للأمر، فهناك إجماع من المسلمين على أن هناك أدلة كافية على وجود مخططات وضعتها فئات نصرانية ضيقة الأفق، يدعمها حكام البلاد وأعوانهم الصهاينة وتتغاضى عنها قوات الحكومة نفسها لتضييق المسلمين والقضاء عليهم في هذا البلد.
وما هي هذه المخططات التي تهدف إلى محو المسلمين الفلبينيين؟
أن الأحداث التي وقعت في الماضي والظروف الحالية والقائمة اليوم هي خير دليل على وجود هذه المخططات. وسنذكر بعضًا من هذه الأحداث كدليل على ما نقول. هناك مذبحة كورجيدور التي وقعت في عام ١٩٦٨ بحق ۲۸ من المتدربين المسلمين وجرى التحقيق فيها، ولكنها انتهت إلى لا شيء. وقد فضحها مجلس التنسيق الوطني للشؤون الإسلامية وغير ذلك من منظمات الشباب، ولكن الرئيس -بدلًا من معاقبة المجرمين العسكريين - منحهم ترقيات عسكرية وهناك الكمين الذي نصب في عام ١٩٧١ لاغتيال بنداتون عضو مجلس الأمة. وفي عهد الأمريكيين هناك المذبحة الرهيبة في النجكات التي قتل فيها ما لا يقل عن ٦٠٠ مسلم أعزل بريء، كان ذلك في العشرينات من هذا القرن. وفي إبان الحرب العالمية الثانية جرت مذبحة سوق كوتاباتو قتل فيها ۱۰۰۰ مسلم بين رجل وامرأة وصبي. وفي الخمسينات من هذا القـرن جرت أعمال تطرف غير مسؤول ضد المسلمين المدنيين في منطقة صولو حيث قام العسكريون من الجيش والبوليس والبحرية والأسطول بجرائم تخريب وقتل بحق المسلمين. وبعد بضع سنوات جرت عمليات عسكرية في لاناو ضد داتو تاوان رئیس فرقة خارجة على القانون كانت تقاتل من أجل المسلمين المحرومين من أملاكهم. وقد أدت هذه العمليات العسكرية الحكومية إلى إثارة الاضطرابات في حياة المسلمين المدنيين في لاناو كما أدت إلى مقتل عدد كبير منهم والآن هناك جيوب اضطرابات في كوتاباتو حيث يجري تقتيل المسلمين وذبحهم ومطاردتهم يوميًا في منطقة يوبي والأمادا وبيكيت وکارمین وماتالام وماجانوي وإمباتاوان وغيرها بما في ذلك منطقة لانا وديل سور. وهناك المذبحة الإرهابية في باريو مانيلي وكارمين وكوتاباتو التي جرت في 19/٦/71 وهو يوم ميلاد زعيمنا الوطني الدكتور جوس ويزال -إذ قتل حوالي مئة من الرجال والنساء والأطفال المسلمين وهم محشورون في مسجد، وهذا أبشع حادث أفزع ضمير الناس، هذا كله كان كافيًا كدليل على المخطط الذي نذكره.
5-غزو اليبيس:
لقد كانت مذبحة مانلي في ۱۹/٦/1971 مجرد ذريعة اتخذتها الحكومة لحشد قواتها في كوتاباتو حيث جمعت أكثر من ٥٠٠٠ جندي في المنطقة، وكان مخططها المبيت يتمثل في الاحتلال أولًا ثم النهب بعد ذلك. ومن الواضح أن الاحتلال يؤدي إلى زيادة الجرائم ضد الجماهير المسلمة.
لما نشبت القلاقل شمال کوتاباتو كان رجال الشرطة يعملون بجد على استئصال أسبابها وسحق عصابة الآلاجا كان ذلك بتشجيع من رجال البوليس التابعين للحكومة فما كان من بعض الزعماء النصارى إلا أن اتهموا حركة استقلال منداناو بأنها وراء ذلك وأن جيشها المسمى «القمصان السوداء» مسؤول عن ذلك. وقد أدى هذا إلى تفاقم سوء الفهم وإيغار صدور النصارى في المنطقة وهذا هو السبب في انفجار الاضطرابات الحالية.
والحقيقة هي أنه لا وجود لما يسمى «القمصان السوداء» وما يقال من اتهامات بأن المسلمين يريدون الانفصال عن الجمهورية وإنشاء دولة مستقلة في منداناو وصولو محض افتراء وتشويه. وقد صرح رئيس حركة استقلال منداناو: كل ما أريده هو السلام، ولا أريد القلاقل ما لم تجر محاولات لإثارتي، وكل ما تفعله الحركة هو إصدار منشورات عن أسفنا كما يفعل النصارى الذين يتظاهرون ويلقون الخطب ويحملون لافتات الاحتجاج ضد المؤسسة «ومن هنا» ماذا يخيفكم من ذلك أنني أريد أن يكون المسلمون والنصارى على مودة وأن يعيشوا بانسجام ما دمت زعيمًا للمسلمين والنصارى في الوادي الأعلى، هذا ما قاله رئيس حركة استقلال منداناو.
كل الناس يعرفون أن الاضطرابات بدأت أول ما بدأت في شمال كوتاباتو حيث تواطأ رجال البوليس المؤيدون لعصابة الآلاجا مع تلك العصابة وشرعوا يمتعون أنفسهم بقتل المسلمين وذبحهم ونهب ممتلكاتهم حتى غدت المناطق الإسلامية موحشة خاوية، ومن ذلك مذبحة باريو ماتوريك حيث قتل ما لا يقل عن ٤٠ مسلمًا صفوًا وأطلقت عليهم النيران، ثم سرقت منازلهم كان ذلك على يد رجال الشرطة والجيش وعصابة الآلاجا، ولما سمعت السلطات بذلك لم تبد حراكًا ولم تفعل شيئًا على الإطلاق.
وفي ١٨ فبراير ۱۹۷۱ بينما كان المسلمون يذهبون إلى السوق ذات صباح أعدت لهم عصابة الآلاجا كمينًا قتلت فيه ستة من الرجال، والنساء، وطفلًا صغيرًا واحدًا. وجاء رجال الشرطة على الفور وتبادلوا إطلاق النار مع الألاجا فمنهم من قال بأن تلك عصابة من القمصان السوداء ومنهم قال أنها من الألاجا، ولما انسحب رجال البوليس بدأ الألاجا يحرقون بيوت المسلمين ولم يكترث رجال الشرطة بمجرد مطاردتهم ولما أدلى أحد القادة العسكريين بالحقيقة أعفى من منصبه بدلًا من أن يكافأ، ولما جاء رجال الشرطة لحكم المنطقة بالقوة العسكرية كثر عبث عصابة الألاجا ولم يقتل منهم أحد، بل لقوا تشجيعًا من الشرطة.
وفي منطقة باريو باتون باجا وأیان قام رجال الشرطة المكلفون بحراسة المنطقة بمهاجمة المسلمين فقتلوا كثيرًا منهم وأحرقوا مسجدهم كما أشعلوا النار في مدرسة للمسلمين وقد شهد شهود عيان ضد رجال الشرطة والجيش وكل ما فعلته الحكومة لحل الأزمة هو الصمت... والفرجة... والتغاضي عن الخداع ضد المسلمين.
وذات يوم قام القائد ليرا بقتل المسلمين الأبرياء بحجة وجود خارجين على القانون في صفوفهم والحقيقة أنه كان هناك «10» المخربين النصارى الذين سببوا المتاعب واعتدوا على النساء المسلمات كما نهبوا وسلبوا... بينما قوات الأمن تقف مكتوفة الأيدي، بل لقد جاءت ترقية للكابتن ليرا حتى يقوم بمزيد من الجرائم.
الهجوم على باريو كارمن:
تعرضت منطقة باريو كارمن لهجوم من نهب على يد رجال من البوليس الرسمي، وهم كما تقول تقارير الاستخبارات عبارة عن وحدات شبه عسكرية تعرف باسم الدرازن القذرة أو القرود تستوردهم الأجهزة العسكرية من المجرمين السابقين لإرهاب المسلمين في كارمن وما جاورها من المناطق. وقد تبين أن هؤلاء يتمتعون بحماية فرقة الشرطة، فلم تعد الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين في القرى على يد عصابة الآلاجا وإنما تقوم بها جماعات عسكرية هدفها تصفية المسلمين، لماذا لا تعلن السلطة الحكومية هذه الحقيقة وتعلنها حربًا مكشوفة ضد المسلمين؟
الهجوم على بكيت:
هناك طريقة جديدة يتبعها رجال الشرطة الحكومية وتتلخص في القيام بهجوم وهمي على القرى المسلمة لملاحقة عصابات الآلاجا ومن ثمة يعملون قتلًا ونهبًا وتشريدًا لإرهاب المسلمين.
بقية التقرير في العدد القادم
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل