العنوان أضواء على مسيرة الدعوة الإسلامية الحديثة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-ديسمبر-1970
مشاهدات 30
نشر في العدد 41
نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 29-ديسمبر-1970
أضواء على مسيرة الدعوة الإسلامية الحديثة
دراسات لأعلام عصرنا ورجال الصحافة المسلمين
§ نجحت خططهم في إفساد العالم وبعثرته وتفتيت معتقداته وتحطيم مقوماته ودفعه في أحضان الرذيلة وقذفه في بؤرة الانحلال والخسة واللؤم والضغينة والحسد والحقد.
هذه مقالة كانت في الأصل محاضرة ألقيت في إحدى دور العلم، وقد قدرت أن فيها بعض الفائدة التي توخيتها حين كتبتها لأول مرة، وهي خواطر وانطباعات عن الكتب والناس في دنيانا المليئة بالضجيج، في محاولة خاطفة مرتجلة لإلقاء الضوء على مسيرة الدعوة الإسلامية في هذا العصر الخانق، حيث ينظر المسلمون إلى هذه المسيرة بالإكبار والأمل، ومن جانب آخر يلتفتون إليها ويتابعون تحركاتها بتوجس وخشية وإشفاق؛ فنحن في عصر مُنيت فيه الأمة الإسلامية بالتفكك والقلق والاضطراب والغزو العسكري والفكري، فانبرى رجال وهبهم الله عقولًا نيرة وفهومًا نافذة وأفكارًا متفتحة وعبقريات متوثبة وأقلامًا متدفقة، حاولوا إنارة الطريق وإزالة الأوضار وألقوا أضواء كاشفة على الزيف بكل ألوانه، والانحراف بجميع أشكاله، فوفقوا إلى أبعد الحدود، ولكن الأيدي الأثيمة التي توجهها قوى الطغيان سعت -وما زالت تسعي- لإسكاتهم وتكميم أفواههم وبعثرة جهودهم وتشويه أعمالهم، وتصويرهم تصويرًا ممسوخًا أبعد ما يكون عن الحقيقة والواقع، بل وخنق أنفاسهم لوضع حد لهذه الحياة الخيرة المعطاءة، فأردت أن ألفت الأنظار إلى بعض جهودهم، وما قدموه من تضحيات، وما جادت من عبقرياتهم من نتاج خصب ينبض بالحياة ويدفع بها إلى الأمام ويضع النقاط على الحروف ويكشف الباطل بكل ألوانه، ويعري الزيف بجميع أشكاله ويضع عالم اليوم المضطرب تحت مجهر الإسلام ليكشفه للمسلمين وللناس، على حقيقته ثم يضع بمقابله صورة المجتمع الإسلامي الحقيقي المنتظر، على ضوء الحقيقة والتاريخ ليقرر - من ثم ـ أن المستقبل للإسلام وأن العالم سيؤوب إلى ربه ويرجع إلى فطرته، وأنه سيثور على هذه الجاهلية المادية المعربدة التي تتصادم مع فطرته، ثم لن يجد له موئلا سوى الإسلام، لأن الحياة فيه ليست متاعًا رخيصًا وليست عبئًا ثقيلًا ولا هي فلتة عابرة، ولكنها حياة مقصودة والإنسان فيها خليفة الله في أرضه وعليه تقع مسئولية هذه الخلافة، والدنيا والدين ليسا في الإسلام شيئين منفصلين ولكنهما وجهان لشيء واحد، فلا انفصام ولا تصادم ولا حرب ولا تضاد ولا انفصال، فالدنيا هي طريق الآخرة، وخير الناس أنفعهم للناس، وهذا فوق ما تنشده الإنسانية، بيد أنها لم تعرف الطريق إليه بعد، وعلى المسلمين تقع التبعة لتخليص أنفسهم أولًا، وانتشال البشرية من هذا التخبط الأرعن ثانيًا.
وأود أن أقول في هذه المقدمة: إن القول الذي يردده البعض ببلاهة وبلادة والذي فحواه: أن الأول لم يترك للآخر شيئًا، أصبح قولًا باليا وساذجًا وسخيفًا هدفه تكبيل العقول وتقييد الفهوم وتجميد المواهب وتعطيل الأفكار والوقوف بالأمة الإسلامية في آخر الموكب الإنساني، في حين أنها يجب أن تتقدمه لأنها خير أمة أخرجت للناس، ولأن التفكير في دينها فريضة، ولأن العلم في عقيدتها واجب من واجبات الدين، ولأن لديها كتاب الله الذي سما بأسلافها إلى قمة المجد وذروة العز وأوج التمدن، حيث كانوا أساتذة العالم وموجهيه.
وشيء آخر ينبغي أن تتنبهوا له، وهو أنكم ستعثرون أثناء مطالعاتكم على ثناء عطر على بعض المؤلفات القديمة، فليس معنى هذا أنها تستحق الآن العناية والاهتمام والدراسة فقد تكون فات أوانها وانقضى زمانها وأصبحت أثرًا تاريخيًا يستحق المحافظة والإجلال لأنه يمثل مرحلة من مراحل كفاحنا ضد الباطل، ومن أمثلة ذلك، الكتب التي أُلفت لمكافحة القرامطة أو الباطنية وأشباههما من النزعات والمذاهب القديمة التي لم يعد لها وجود فعلي؛ فالقرامطة -مثلًا- قد زالوا منذ وقت بعيد، والباطنية قد ضعفت بضعف الدولة الفاطمية، ثم زالت بانقراض تلك الدولة، وعادت مناضلة تلك الفرق المنقرضة، حربًا بغير معركة ونضالًا بدون عدو وكفاحًا بغير ميدان.
ومما ينبغي التنويه به أن الإلحاد بكل ألوانه والاضطراب بكافة أشكاله غزانا بسبب جهلنا بالإسلام وعدم اهتمامنا بدراسته دراسة جدية واعية شأن من يريد أن يعلم ويعمل، كما يجب أن ندرك أن هذا الفساد الطاغي وهذه الفوضى العامة وهذا القلق المنتشر وهذا الاضطراب السائد وهذه الحرب القائمة في كل مكان لسحق القيم الإنسانية، وهذه الثورات المتأججة وهذا الخط العام وهذا التخبط الأهوج وهذه الجاهلية العمياء، وكل ما في العالم من فساد وفتنة وانحراف، كل ذلك بسبب اليهودية العالمية عن طريق منظماتها العلنية والسرية، وبسبب سيطرتها على وسائل الإعلام، دور النشر والطباعة والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح والسينما والمنظمات وكل ما يوجه البشرية، ويكفي أن نعلم أن الشيوعية مذهب يهودي وضعه اليهودي كارل ماركس وقام بفرضه ونشره اليهود وفراخ اليهود وأذنابهم، بعد الثورة البلشفية سنة ١٩١٧م كما أن المنظمات التي تتظاهر بخدمة العلم والسلم والأخوة والإنسانية، أغلبها منظمات لليهود في توجيهها دور كبير، والمذاهب الهدامة كل مؤسسيها ومروجيها من اليهود، فقد عملوا كل ما في وسعهم لبث مبادئ مارکس وداروین وفروید ونيتشه وباكونين وسارتر وغيرهم من أقطاب الهدم والتدمير، فنجحت خططهم في إفساد العالم وبعثرته وتفتيت معتقداته وتحطيم مقوماته وتشكيكه في خصائصه وإشاعة الاضطراب فيه، ودفعه في أحضان الرذيلة، وقذفه في بؤرة الانحلال والخسة واللؤم والضغينة والحسد والحقد، وكل ما لدى الإنسان من لآمات، ولنترك هذا لنأخذ في صميم الموضوع:
من موئل الوثبة ظهرت عقيدة التوحيد وفي مهد العصبية أعلنت شريعة الأخوة ومن معقل الظلم والتعسف والاستبداد بزغ نور الحق وأشرقت شمس الإسلام، فحمله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إلى بقاع المعمورة فتبدد الظلام وتحطمت الطواغيت وتمزقت الأغلال وتلاشى الباطل، وسادت الأخوة والمساواة وأرسيت دعائم العدالة وأقيمت أركان الفضيلة، وشعر كل إنسان مهما كانت منزلته في المجتمع - بالعزة والثقة وأصبحت أقدار الناس توزن بميزان التقوى والعمل وبات الناس يعرفون أن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وعلى هذه الدعائم، شيدت أروع حضارة عرفها الإنسان منذ عرفت الحضارات، ولكن جذوة الإيمان في أبناء وأحفاد أولئك الرجال العمالقة ما لبثت أن خمدت وابتعد المسلمون رويدًا رويدًا عن معين الإسلام، وتوارت مثله العليا، فدب الخلاف وسادت الفرقة، ثم دخل العلماء في متاهات علم الكلام الممقوت، وأصبحت الحرب سجالًا بين هذه الفرق، فأصيب الإسلام وامتحنت الأمة بهذا الجدل العقيم، وانشغلت به عن معين الحق ومصدر النور، وفي هذا الجو المملوء بالضباب يحجب الرؤية، وفي ظل ذلك الاتجاه الذي أبعد الناس عن حقيقة الإسلام، بدأ المسلمون يميلون إلى الاسترخاء ثم أخذهم النعاس وأخيرًا غلبهم نوم عميق، فتكالبت عليهم الأمم، وحملت أوروبا صليب المسيح عليه السلام وأعلنتها حربًا مقدسة على المسلمين، ثم هوجم المسلمون من الشرق في حملات التتار الوحشية البربرية، فحوصر الإسلام والمسلمون من كل جانب، وكان المسلمون كما قال الشاعر:
فتفرقوا شيعًا فكل قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر
أما الناحية الفكرية الحية المبدعة المبتكرة.. التي تميز بها المسلمون في عهدهم الأول فقد أصيبت بالعقم وأوشكت على النضوب، فقنع العلماء بالمحاكاة وارتضوا التقليد ومالوا إلى اختصار المطولات أو تطويل المختصرات، أما ذلك اللمعان الممثل بظهور بعض النوابع خلال تلك الحقب، فما هو إلا تأكيد للظلمة الحالكة وما اللمعان إلا مظهر من مظاهر هذه الظلمة، فلولا الليل لما أبصرت النجوم.
وفي غضون ذلك كانت أوروبا والعالم الجديد قد استنارت بشعاع مستعار من حضارة الإسلام، وأصبح لدى أوروبا الصليبية قوة كافية للغارة على العالم الإسلامي من جديد لفرض سيطرتها ولإرواء حقدها الدفين، وعدائها المستحكم وإطفاء ضغينتها المنتنة.
وهذا ما حدث بالفعل «فجاء الدب مع ابن آوى لاقتسام الفريسة» فاقتسم العالم الإسلامي، بين بريطانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وروسيا القيصرية وهذه الحالة المزرية هي التي حفزت إلى الإصلاح؛ فهو -كما قال الأستاذ مناع القطان: «لا يقوم حتى تتهيأ أسبابه وتتوافر دواعيه» ففي وسط ذلك المجتمع الذي ارتد إلى ما يشبه الجاهلية الأولى ولد محمد بن عبد الوهاب سنة ١١١٥هـ فلم يمت سنة ١٢٠٦ هـ إلا بعد أن طهّر الجزيرة العربية مما علق بها من أوضار الجاهلية.
وأحدثت دعوته دويًا في أنحاء العالم الإسلامي الناعس هيأته للتيقظ، وفي نفس تلك الفترة كان ولي الله الدهلوي المولود سنة ١١١٠ هـ يقوم بدعوة مماثلة في أقصى آسيا من الشرق؛ فما توفى سنة ١١٧٦ هـ حتى كان أثر دعوته واضحًا في تلك البلاد.
ظهور الصحافة الإسلامية
وفي سنة 1254هـ ولد موقظ الشرق جمال الدين الأفغاني فما أن بلغ مبلغ الرجال، حتى أخذ في التطواف في أنحاء العالم الإسلامي يستنهض الهمم ويستفز العزائم ويستثير المشاعر، ببراعة فائقة فالتف حوله خلق كبير ثم رحل إلى أوروبا وأنشأ جريدة «العروة الوثقى» في باريس وصار يهاجم الظلم بعنف وينتقد الاستبداد بقسوة، ويجابه المستعمرين بجرأة ويلوم القابعين الذين كانوا من أسباب تخلف المسلمين وهكذا حرك أوتار الشرق وهيأه ليقظة شاملة.
فما توفي عام ١٣١٥ هـ حتى كان له أتباع متحمسون وأنصار مندفعون في شتى بلاد الإسلام وخاصة في مصر، فخلفه رجال لا يقلون عنه براعة وقوة، من أمثال الإمام محمد عبده رحمه الله ومحمد فريد وجدي ومحمد رشيد رضا، وغيرهم من قادة النهضة في العالم الإسلامي ورجال الكفاح فيه.
وسرت دعوته في العالم الإسلامي سريان النار في الهشيم، فقام ينهض من كبوته، وينفض الغبار عن نفسه ويطرد النوم عن «عيونه»، وأمسى يجالد المستعمرين ويحارب الوافدين المسيطرين، وبعد نضال مستميت تحرر من النفوذ الأجنبي السياسي، بيد أنه عجز عن التخلص من ذيول الاستعمار ومخلفاته الثقافية والاقتصادية وذلك بسبب الأبناء المتفرنجين، الذين اكتسبوا عداوة أخرى تضارع عداوة الغرب، استقوها من المعسكر الشرقي، حيث انقلبت النصرة المرتقبة إلى حرب شعواء لا تعرف الهوادة ولا اللين ولا التعقل، وأضحى كل من تسول له نفسه الانتماء إلى الماضي المشرق المجيد، يُرمَى بالرجعية والتخلف وشتى نعوت الازدراء، ومختلف ضروب الألقاب التي ينفر منها الطبع وتتقزز منها النفس ليس هذا فحسب بل وتُحصَى عليه أنفاسه وتعد عليه خطاه ويصبح مهددًا بالسجن والعذاب والقتل.
ولنترك مجال القول لرائد من رواد الجيل المسلم: أعني الأستاذ محمد المبارك ليصف لنا الحالة -بإيجاز -والجو الذي هيأ لها الظهور:
«لقد سبق التقاؤنا بالحضارة الأوروبية في العصر الحديث: عهد تشوهت فيه صورة الإسلام وتغيرت معالمه وقلبت قيمه وضيقت مفاهيمه وأسيء تطبيقه، لقد انقلب الإسلام من قوة فعالة محررة للإنسان ومن عبقرية فذة مبدعة خلاقة إلى جدلية كلامية في العقيدة وتفكير خرافي في النظر إلي الكون، وعبادة سلبية اعتزاليه شكلية وصوفية أعجمية تعتزل الحياة وتفر من معركتها، واستبداد في الحكم وركود في الحياة الاقتصادية وشكلية فقهية ونصوصية ضيقة بعيدة عن الفهم الإسلامي الأول، فتعطل جهاز الإسلام الفعال عن العمل بسبب ما شابه من الشوائب، وما داخله من غريب العناصر وما أصابه من تعطيل بسبب العقول القاصرة والأيدي التي لم تحسن الاستعمال، واقترنت هذه الحالة التي تردى إليها العالم الإسلامي بنظام للتعليم متناسب معها يثبتها في وضعها ويدفعها إلى الاستمرار على ما هي عليه بدلًا من أن يكون سبيلًا لإنقاذها، وفي مثل هذه الحالة كان التقاؤنا بحضارة الغرب الناشطة التي تكتسح بموجتها الاستعمارية والحضارة بقاع الأرض، إن هذا الغزو الحضاري أحدث في المجتمعات الإسلامية أزمة جذرية عنيفة وثورة نفسية فكرية، فكان الشك أو الجحود لأسس حضارتنا ومعتقداتنا ولقيمنا ومفاهيمنا وتاريخنا، وغزت هذه الموجة من الشك -طبقة كبيرة من المثقفين وكان ذلك طبيعيًّا في زمن جاءهم فيه النور من نافذة واحدة: هي نافذة الغرب، وكان الإسلام محجوبًا عنهم بحواجز ومخلفات العصور وتشويهها، ولذلك كانت هذه الثورة أشد ما تكون في ثقافة عصر الانحطاط، بسبب شدة الصدام والصراع الحادث في نفوسهم بين الصورة المشوهة الضيقة الأفق التي تلقفوها في بيئتهم الثقافية وعرفوها على أنها الإسلام، والصورة الحية الناضرة الواسعة الأفق التي واجهتهم بها الحضارة الغربية وكأنهم -أرادوا بالتعبير عن ثورة نفوسهم على الثقافة القديمة والحضارة الموروثة -أن يرفعوا عن أنفسهم معرة نقص توهموه ويردوا على ما يشعرون به من غضاضة الانتماء إلى تلك الثقافة، ويظهروا بمظهر من فهم الجديد ووعاه ووقف موقف الرائد المرشد من قومه وأهله، وعن طريق هؤلاء انتقلت إلينا أفكار خاطئة وتغلغلت فينا مذاهب هدامة أحاطوها بهالة من السحر، كالتقدمية والتطور والتجديد وقبحوا ما يخالفها بألفاظ منفرة»...
وهذه من خدع الهدامين في العصر الحديث.. فالشر يصاغ بقوالب براقة زاهية خادعة، أما الخير فوضع في قوالب كالحة تشع منها الكآبة والخمول والكسل والتأخر والانحطاط، وكانت الموجة طاغية وكان الوباء عامًا، فلم تجد معه صيحات المصلحين ولم تدفعه حماسة الثائرين المخلصين، ولكن الأمة - مع ذلك - لم تعدم خلال محنتها القاسية من يبصرها بحقيقة أمرها، ويكشف لها ما يراد بها، من مكر وهلاك، بيد أن الرعيل الأول من رواد البعث الإسلامي، لم يخلفوا لنا إلا القليل من الآثار العلمية لكنهم أبقوا لنا سير حياتهم النابضة بالحياة والمتدفقة حيوية وحركة، فقد كانوا مشغولين بالكفاح والنضال عن الانقطاع للتأليف، فلم يخلفوا لنا سوى جهادهم المستميت ويأتي في طليعة هؤلاء الشهيد حسن البنا رحمه الله والدكتور الفيلسوف محمد إقبال.
ثم جاءت فترة العطاء الناضج المكتمل، وشيدت مكتبة إسلامية حديثة ممتازة شارك في بنائها عدد من رجال الفكر كالعلامة أبي الأعلى المودودي والأستاذ سيد قطب والأستاذ محمد قطب والأستاذ أبي الحسن الندوي والأستاذ مالك بن نبي، ومئات آخرون.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

