العنوان المجتمع الأسري.. عدد 1743
الكاتب محمد عثمان محجوب
تاريخ النشر السبت 17-مارس-2007
مشاهدات 11
نشر في العدد 1743
نشر في الصفحة 56
السبت 17-مارس-2007
رئيس قسم الطفولة بجامعة الأزهر:
نحتاج لأفكار ومشروعات ابتكارية في لعبة الطفل تناسب أبناءنا
د. محمد عثمان:
حتى الآن لا توجد بدائل عربية وإسلامية للألعاب المستوردة...
د. سهير عبد العزيز:
القراءة والرياضة وألعاب الكرتون المفيدة.. بعض البدائل.
د. السمالوطي:
مطلوب مشروع عربي قومي للعبة الطفل تدعمه كل الهيئات والوزارات المعنية بالطفل في العالم العربي والإسلامي.
القاهرة: محمود عشب
اللعب ركيزة أساسية في حياة الطفل، ومكون رئيس في بناء شخصيته, وصارت وسائل اللعب والتسلية بدأت تستقطب الكثير من شركات الإنتاج الدولية, التي باتت تبحث عن الربح المادي بأي صورة، الأمر الذي انعكس سلبًا على أخلاقيات الأطفال، لما تبثه من عنف وإباحية خلال بعض الألعاب.
وقد حذرت «المجتمع»، على صفحاتها في أعداد سابقة من «ألعاب البلاي استيشن» وبينت أخطارها على أطفالنا من مختلف الجوانب.
وفي إطار حرص «المجتمع» على توفير البديل الصالح لألعاب أطفالنا – بما يتفق مع عقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية – التقت بعدد من خبراء التربية والاختصاصيين النفسيين..
في البداية أكدت د. سامية الجندي عميدة كلية الدراسات الإنسانية – جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة سابقًا، ورئيس قسم الطفولة حاليًا أننا للأسف في عالمنا العربي والإسلامي مازلنا نلهث وراء الغرب، خاصة في العادات والأفكار والطبائع التي تخالف عاداتنا وأفكارنا وطبائعنا العربية والإسلامية؛ على اعتبار أنها جديدة, وهذا ما يوقعنا جميعًا في الخطأ لأن ما يصلح لأبناء الغرب لا يصلح لأبنائنا، والألعاب التي تصلح لأطفال الغرب لا تصلح لأطفالنا, خاصة تلك التي تنمي فيهم العنف وحب الانتقام من الغير.. وغير ذلك من الأخلاق التي ترفضها شريعتنا الإسلامية.
وأوضحت د. سامية الجندي أننا لابد أن نعترف أن ألعاب «البلاي استيشن» لیست كلها شرًا، وإنما يوجد منها ألعاب تنمي الذكاء لدى الأطفال, والمرفوض فيها هو جانب العنف والحروب والانتقام والكراهية للآخر والأنانية، والتفنن في إيذاء الآخرين والتخطيط لحدوث الضرر لهم.. لذلك فنحن نرفض أي لعبة تربي أطفالنا على هذه الأخلاق أو العادات أو القيم الهدامة في المجتمع، ونرحب بأي لعبة أو وسيلة تسلية تنمي في أطفالنا جانب الابتكار والإبداع والرحمة والتسامح والتعاون مع الآخر.
ودعت الجندي جميع الجهات المعنية بالطفولة في الوطن العربي والإسلامي إلى تبني الأفكار والمشروعات الإبداعية؛ لابتكار ألعاب جديدة تناسب أطفالنا وتنمي لديهم القدرات الإبداعية والابتكارية تكون بعيدة كل البعد عن العنف والعدوانية في التعامل مع الآخر, بما يتناسب مع قيمنا وسلوكياتنا الإسلامية والعربية.
مطلوب برامج للأطفال
أما الدكتورة سهير عبد العزيز، عميدة كلية الدراسة الإنسانية – جامعة الأزهر بالقاهرة – فرع البنات سابقًا وأستاذة علم الاجتماع فأكدت أهمية دور الأسرة والمدرسة في توجيه الأطفال إلى رفض ألعاب العنف التي أدمنها بعض أطفالنا وخلقت لديهم الانتقام من الغير وحب النفس والغرور والأنانية، إلى غير ذلك من السلوكيات والصفات التي لا نرضى لأطفالنا المسلمين والعرب أن يكونوا عليها, لذلك يجب على الوالدين والمدرسة وكافة الوسائل والمؤسسات المعنية بالطفل في الوطن العربي والإعلام المسموع والمرئي والمكتوب, توسيع مساحة الاهتمام بالأطفال وإيجاد ألعاب تسلية تعتمد على الذكاء أو إنشاء برامج عربية إسلامية تناسب الأطفال مثل الكرتون والقصص الإسلامية وغزوات الرسول ﷺ بحيث تعرض بشكل شيق وهادف وتنمي في الطفل حب الفداء والشجاعة والبر بالآخرين..
ودعت د. سهير عبد العزيز, شركات الإنتاج في العالم العربي والإسلامي إلى إعداد برامج وألعاب عربية للأطفال تناسب القيم والأخلاق والسلوكيات الإسلامية, ولا تحاكي ألعاب العنف والجريمة والجنس والانحلالية الواردة إلينا من الغرب.
مطلوب مبتكرين
وأشار الدكتور محمد عبد السميع عثمان عميد كلية التربية جامعة الأزهر سابقًا وأستاذ علم الاجتماع إلى أنه للأسف لا يوجد حتى الآن بدائل عربية وإسلامية لألعاب الأطفال على المستوى التقني والإثارة كما في ألعاب «البلاي استيشن», لذلك فنحن نطالب بوجود مبتكرين عرب ومسلمين في مجال ألعاب الأطفال؛ ليبتكروا لنا ألعابًا تتفق مع طبيعة الطفل العربي المسلم وتراعي خصوصياته العربية والإسلامية، وتنمي لديه كافة القيم الإيجابية الدافعة إلى العمل والإنتاج والابتكار وحسن التصرف ورفض الخنوع والاستسلام والسلبية في مواجهة المواقف التي تتطلب الشجاعة والعزة والإقدام.
مشروع عربي قومي
ومن جانبه أوضح الدكتور نبيل السمالوطي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر أننا بحاجة إلى مشروع عربي قومي لألعاب الطفل، تدعمه كافة الجهات المعنية بالطفولة في العالم العربي والإسلامي، مع تشجيع ودعم المشاريع الفكرية التي تؤهل الطفل العربي المسلم إلى أفضل مستوياته الإبداعية والثقافية والابتكارية، خاصة أن معظم الأطفال المسلمين والعرب فقراء لا يستطيعون شراء ألعاب ذكاء أو غيرها؛ لارتفاع أسعارها وتكلفتها، ومن ثم فهم محرومون من الألعاب التي تنمي لديهم القدرات الذهنية والفكرية والإبداعية أو تنمي شخصيتهم وتفكيرهم نحو التفكير السليم.
القراءة
وتؤكد الدكتورة فاتن حلمي علي- أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر أن اللعبة بالنسبة للطفل مهمة جدًا فيمكن تشجيع القراءة للأطفال عن طريق اللعبة، ويمكن – عن طريق اللعبة – غرس كل القيم النفسية والاجتماعية والسلوكية التي تجعل من الطفل إنسانًا صالحًا؛ حيث تؤكد دراسات الطفولة الحديثة أن الأطفال الذين توافرت لهم الإمكانيات وسمحت لهم الفرصة بأن يكون لديهم ألعاب متعددة, وخاصة الألعاب التي تنمي الذكاء مثل المكعبات وملء الفراغات والشطرنج وغير ذلك من الألعاب يكونوا أكثر ذكاء وأصحاء من الناحية النفسية والاجتماعية عن غيرهم من الأطفال المحرومين من هذه الألعاب.
الذكاء العاطفي في الحياة الزوجية
حسن الإنصات وعدم المبالغة في النقاط الخلافية
د. زيد بن محمد الرماني
كاتب سعودي- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
لقد تبين أن الزيجات التي دامت طويلًا، تحرص على إعطاء كل طرف الفرصة للطرف الآخر لعرض وجهة نظره والإنصات إليه تمامًا، وما دام كل طرف استمع إلى خلجات الطرف الآخر، فغالبًا ما يشعر المتظلم عاطفيًا بأن هناك من التعاطف ما يقلل حدة التوتر.
يقول دانييل جولمان في كتابه: «الذكاء العاطفي» إن الأمر الذي يلاحظ أنه مفقود في معظم الحالات التي تنتهي آخر الأمر بالطلاق، هو أن أيًا من الطرفين المختلفين لا يحاول أن يخفف حدة التوتر.
ذلك أن الاختلاف.. الفاصل الذي يفرق بين معارك الأزواج الذين تنتهي حياتهم الزوجية بالطلاق عن غيرهم من الأزواج الذين تستمر حياتهم الزوجية، هو وجود أساليب التعامل التي تضيق هوة الشقة بين الزوجين أو غياب هذه الأساليب.
إن عدم التركيز على المسائل التي تثير العراك بين الزوجين مثل: تربية الأطفال, والجنس, والأعمال المنزلية، هو الاستراتيجية العامة التي تجعل الزواج بإذن الله – ناجحًا – بل هو الذكاء العاطفي الذي يشترك في رعايته كل من الزوجين، وبالتالي تتحسن فرص نجاح العلاقة بينهما.
ومن بين المهارات العاطفية المهمة في هذا الشأن, القدرة على تهدئة النفس وتهدئة الطرف الآخر بالتعاطف والإنصات الجيد، الأمر الذي يرجح حل الخلافات الزوجية والعائلية بصفة عامة، بفاعلية.
وهذا ما يجعل من الخلافات الصحية بين الزوجين معارك حسنة تسمح بازدهار العلاقة الزوجية وتتغلب على سلبيات الزواج التي إن تركها الطرفان نمت وهدمت الزواج تمامًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل