العنوان أكثر من موضوع (72)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 10-أغسطس-1971
مشاهدات 26
نشر في العدد 72
نشر في الصفحة 2

الثلاثاء 10-أغسطس-1971
أكثر من موضوع
أهلا سيد القوم وجوهرها
لكي ترتقي بنفسك وتحقق وجودك لابد أن تتعلم، والتعلم الذي أقصده ليس هو تعلم «العلوم»، فهذا شيء أصبح في عصرنا الحاضر لا يحتاج إلى دعوة أو توجيه، التعلم الذي أقصده هو تعلم «سر» الحياة، لكن ما هو سر الحياة؟
في رأيي أنه «الحب» سيد القيم، وأسمى العواطف الإنسانية وأرقاها؛ ودليل ذلك أن الحياة لا تستقيم إلا بالإيمان، والإيمان لا يكون إلا بالحب، فحُبُّ المؤمن لخالقه يدفعه إلى الإيمان به وعبادته والإخلاص له سبحانه، وبالإيمان النابع من الحب ارتقى الإنسان وتحرر من العبودية لغير الله، وتحرر من المخاوف والأوهام، وبالإيمان النابع من الحب شَعَرَ الإنسان بذاته، وأحَسَّ بقيمة وجوده، وأصبح له هدف يسعى إليه، فالحب إذن نبعُ كل خير، ومصدرُ كل رحمة، به نتذوق السعادة، وبه ترتقي مشاعرُنا وتسمو عواطفُنا وتتحقق إنسانيتُنا.
وعلى هذا الأساس فلنتعلم كيف نحب؟ وكيف نرتفع بهذا الحب؟
• لنتعلم أن نحب الله حبًّا خالصًا، ونؤمن به إيمانًا عميقًا، ونعبده بهذا الحب الخالص العميق، فذلك أسمى درجات العبادة.
• لنتعلم حب الخير لما في الخير من رفعة وجمال.
• لنتعلم حب الطبيعة متمثلةً في زهرة، في عصفور، في قطرة ماء، في نَسْمة هواء، في طلوع فجر وشروق شمس.
• لنتعلم حبَّ أنفسنا، وأنا لا أدعو إلى حب الذات الذي يولد الأنانية، فهذا النوع من الحب لا نستطيع أن نعتبره حبًّا؛ لأن الحب ارتفاع بالإنسانية، والأنانية هبوط بها، إنما الحب الذي أعني هو ما يدفعنا إلى الابتعاد عن كل شر وكل نقيصة، أن نرتقي بأنفسنا، أن نهذبها ونثقفها ونَعرُج بها دومًا إلى فوقُ، نحِبُّها بأن نفتح قلوبنا لأحبائنا ونعطيَهم كل ما نملك من مشاعر طيبة، نحِبُّها بأن نستقبل الحياة بابتسامة مشرقة، بأن نمنح ونمنح دون توقف أو ملل.
ولِنَحْيا وقلوبُنا عامرةٌ بالخير والوفاء.
نحيا بحب الله الذي وهبنا سبحانه هذه النعمة الجليلة، نعمة القدرة على الحب، سيدِ القيم وجوهرِها، ونبعِها الأصيل، وربِّها الدائم.
زين
الوعي الإسلامي أسبق
• في أهرام «الثلاثاء»، (3/8/1971م)، كتب الصحفي المصري الأستاذ أحمد بهاء الدين عن ضرورة تعمير سيناء، فقال: «إن على حدودنا الشرقية -سيناء- دولةً توسعيةً، علينا ألا نترك أرضنا أمامها فراغًا، بل يجب أن نتقدم بالكثافة السكانية إلى أطراف بلادنا الخالية».
ومنذ رُبع قرن كتب الشهيد «حسن البنَّا» مقالًا بعنوان «سيناء» جاء فيه: «من واجب الحكومة إذن أن تعرف لسيناء قدرها وبركتها، وألا تدعها فريسة في يد الشركات الأجنبية واللصوص والسُّرَّاق من اليهود، وأن تُسرِعَ بمشروع نقل الجمرك من القنطرة إلى رفح، وأن تقيم هناك منطقة صناعية على الحدود»
• وفي يوليو عام (١٩٥٢م)، كتب الشهيد «سيد قطب» عن «الأهمية الاستراتيجية» لسيناء، فقال: «وأمامهم -اليهود- ألوف الأميال المربعة في الشقة المصرية خلاء، فإذا أرادوا هم أن يزحفوا فسيزحفون من استحكاماتهم على الحدود ووراءهم العمارة، وإذا أردنا نحن حتى أن ندافع وقفت جيوشنا ووراءها هذه الألوف من الأميال القاحلة الجرداء الخاوية من السكان».
وقفة مع آية
قالوا: «إن عداء الشيوعية مُضِرٌّ، ونخشى أن تصاب قضايانا بسوء من جَرَّاء ذلك؟!»
• ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾. (المائدة: 52)
الرحيم الودود
﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا علىٰ أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم﴾ (الزمر: 53) «قرآن كريم»
• عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: «قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسَبْيٍ فإذا امرأة من السَّبْي تسعى إذا وجدت صبيًّا في السَّبْي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار، قلنا: لا والله، فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها». (حدیث شريف)
دعاء
يا ربِّ يا من عَنَت الوجوهُ لعظمته، نشكو إليك قسوة قلوبنا، فارحمنا، وغِلَّ صدورنا فارؤُفْ بنا، وفتنةَ أنفسنا، فاهدنا، وكَلالَ عزيمتنا، فاقبل الميسورَ منَّا.
يا ربِّ إننا نبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك.
إننا يا رب أهلُ عقوبة، وأنت أهلُ مغفرة، فاغفر -يا إلهي- ذنوبنا، وطَهِّرْ قلوبنا، وأنِرْ بصائرنا، واعصِمْنا من كل شر وسوء يا أرحم الراحمين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

