; ألبانيا المسلمة التي جاهر حاكمها بأنه جعلها الدولة الأولى في العالم | مجلة المجتمع

العنوان ألبانيا المسلمة التي جاهر حاكمها بأنه جعلها الدولة الأولى في العالم

الكاتب العم يوسف الحجي

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يوليو-1985

مشاهدات 11

نشر في العدد 723

نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 02-يوليو-1985

الحمد لله أنعم علينا بالإسلام وجعلنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. 

قرأت في جريدة المسلمون -العدد السادس عشر- بتاريخ 6 رمضان 1405هـ. والموافق 25 مايو 1985م مقالًا بعنوان «ألبانيا» دولة إسلامية مساجدها مهدمة والصيام فيها ممنوع، ونسبة المسلمين فيها حسب ما ذكر أكثر من 90 %.

هذه الدولة المنكوبة بالحكم الشيوعي الذي أطاح بنظامها الملكي بعد الحرب العالمية الأخيرة منذ ما يقارب الأربعين عامًا، حكمها الديكتاتور أنور خوجه المسلم اسمًا الملحد معتقدًا، هذا البلد تعرض إلى حكم ظالم وعزل تام عن العالم. واضطهاد للمسلمين لم يسبق له مثيل في عصرنا الحاضر على ما اعتقد، وبالأمس مات الديكتاتور أنور خوجه الذي حكم البلاد ما يقارب الأربعين عامًا اضطهد المسلمين، وهدم المساجد، وغيَّر أسماء المسلمين، وحرمهم من عبادة الله والصلاة والصوم وغير ذلك من أركان الإسلام الخمسة، وزجَّ بالسجون بآلاف المسلمين الذين تحدوا تعليماته الماركسية واللينينية، كما أنه قد حرَّم ممارسة الشعائر ولو داخل البيوت، فمن اعتقال وإعدام عدد كبير من الأئمة إلى مصادرة جميع الأوقاف الدينية إلى مهاجمة الدين واعتباره عائقًا ضد التقدم إلى الخلاق حوالي 2196 مؤسسة دينية وغير ذلك، معتمدًا في سياسته على نهج استاليني قمعا وكبتًا وخنقًا للحريات حتى أنه قد صفى نصف أعضاء اللجنة المركزية للحزب الألباني الذين كانوا معه عام 1948م... وهو الذي جاهر عام 1967م بأنه استطاع أن يحول ألبانيا إلى الدولة الأولى الملحدة في العالم.

هذا المقال ومقال غيره قرأته قبل عامين عن أحوال إخواننا المسلمين في ألبانيا. وكذلك عند زيارتي إلى يوغوسلافيا قبل ست سنوات علمت أن هناك جالية كبيرة نزحت إلى يوغوسلافيا في شمال ألبانيا وجُلُّهم من المسلمين فرارًا بدينهم، فقد لفت نظري انتباهي أن هذا البلد وهو محاط بدول اشتراكية أوروبية شرقية ودول رأسمالية أوروبية غربية ينهج منهجًا «ماديًّا» متطرفًا ويسلط إذاعته المعروفة في عاصمته تيرانا يسب فيها روسيا والدول السائرة في فلكها وأمريكا والدول السائرة في فلكها، فلم يحرك ذلك ساكنًا من قِبَل هذه الدول الكبرى شأن ذلك بقية البلدان الأخرى التي أرادت أن تغير سياستها الاقتصادية والاجتماعية، فقد تعرضت إلى الحصار الاقتصادي أحيانًا، وأحيانًا إلى التدخل العسكري لمنعها من الخروج من هذا الفلك ومن هذا المحيط.

وعلمت ومعلوماتي بسيطة فلا أدَّعي لنفسي الإحاطة بالسياسة، أن السبب يعود إلى اتفاق ثلاثي لا يزال مسيطرًا على العالم وهو الصليبية والصهيونية والشيوعية بالرغم من الاختلاف في عدة مبادئ، وهو أنه طالما أن الضحية هم المسلمون فلا بأس من إطلاق يد هذا الديكتاتور ليفعل ما يشاء وبالخصوص إذا علمنا أن الشعب الألباني الذي تعداده اليوم 2٫9 مليون والذي يتكاثر بمعدل مواليد يزيد على أربعة أضعاف معدل المواليد في أوروبا، قد يصل تعداده إلى أكثر من أربعة ملايين نسمة في نهاية هذا القرن، وهذا هو السر.

والآن نعود إلى ما بدأنا وهو بعد أن تغير حاكمها السابق بالموت، وحل محله «رامز علي» هل تتغير السياسة السابقة وبعد أن بدأ المسلمون هناك بإرسال صيحات استغاثة لهذا الشعب المسلم المضطهد من يأخذ بيده لكي يمارس إسلامه بحريَّة تامة، وإنني أوجه نداء إلى المسلمين قادة وشعوبًا أن يهبوا لإنقاذ هذا البلد مما يقاسي منه وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة لفك الحصار عن إخوانهم المسلمين في ألبانيا.

الرابط المختصر :