العنوان أمراض القلب مسؤولة عن ثلث الوفيات في العالم
الكاتب د. عادل شلبي
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2008
مشاهدات 14
نشر في العدد 1800
نشر في الصفحة 54
السبت 03-مايو-2008
المجتمع التربوي
أمراض القلب مسؤولة عن ثلث الوفيات في العالم
دور الإيمان في الوقاية من أمراض شرايين القلب (1-3)
الاتحاد العالمي للقلب: أمراض القلب مسؤولة عن ثلث الوفيات في العالم
لماذا لا نعطي الخيار الإسلامي فرصة للتطبيق إلى جانب العلم الحديث؟
نشر الاتحاد العالمي للقلب -جنيف بسويسرا- تقريرًا خطيرًا مفاده: أن أمراض القلب مسؤولة عن ثلث الوفيات في العالم، وهذا ما يزيد على ستة أمثال الوفيات الناتجة عن الإيدز، وهكذا تكون أمراض شرايين القلب قد تصدرت قائمة أسباب الوفاة في العالم.
ولقد سبب هذا الإعلان قلقًا للأوساط الطبية، وكذلك القيادات السياسية في العالم فاتجهوا إلى نشر الوعي الصحي بين الناس للوقاية من أمراض شرايين القلب حتى لو أنفقوا في ذلك الأموال الطائلة؛ لأن تكلفة نشر الوعي الصحي مهما زادت فإنها ستظل أقل بكثير جدًّا مما ينفق على المرضى من أدوية وعمليات جراحية وأجور أطباء ومستشفيات.
ناهيك عما يصيب الاقتصاد القومي من دمار بسبب العجز الذي يطرأ على هؤلاء المواطنين بعد إصابتهم بالنوبات أو الجلطات القلبية مما يؤثر على اقتصاد الدول ودخلهاالقومي.
كما ذكر الاتحاد العالمي للقلب في تقرير له أن عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة في ازدياد مستمر في العالم، وأن هؤلاء الأطفال قد يتعرضون لأخطار الإصابة بذبحة قلبية لدى بلوغ سن الرشد «ثلاث أو خمس مرات أكثر من غيرهم»، وذلك بسبب الإكثار من السكاكر والوجبات السريعة.
ولهذا أطلق الاتحاد تحذيرًا شديد اللهجة للاهتمام بالأطفال، وأخذ الحيطة والحذرفي طرق التربية والتغذية.
ما أمراض قصور الشريان التاجي؟
هي سلسلة من التطورات المرضية التي تحدث في الشريان التاجي تبدأ بضيق أو قصور فيه نتيجة واحد أو أكثر من العوامل الآتية والتي تسمى بعوامل الخطر وهي:
1-ارتفاع ضغط الدم.
2- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
3- ارتفاع الكولسترول في الدم.
4- التدخين.
5- السمنة والعادات الغذائية السيئة والوجبات السريعة.
٦- الوراثة المرضية وانتشار المرض في العائلة.
7- التوتر الدائم أو الشد العصبي أو النرفزة الدائمة.
8- قلة الحركة البدنية، مع وجود الخادمةوالسائق والريموت كنترول.
9- الاكتئاب النفسي.
١٠- الجنس: فالذكور أكثر عرضة من الإناث، لكن بعد سن اليأس تتساوى النسبة بين الجنسين.
١١- الجنسية فبعض الأجناس أكثر عرضة من الآخر.
12- السن: وكان من المعروف في الماضي أن سن المرضى المتوقع إصابتهم بقصور شرايين القلب هو ما فوق الخمسين أما الآن فقد نزل السن المتوقع ليصل إلى الثلاثينيات.
وكلما زاد عدد عوامل الخطر هذه لدى أي إنسان يصبح عرضة أكثر من غيره للإصابة بأمراض الشرايين والنوبات القلبية، فمن يعاني من عامل واحد أسعد حظًا من الذي يعاني من عاملين، وذلك أفضل ممن يعاني من ثلاثة.. وهكذا .
ماذا يحدث داخل قلوبنا؟ لما كان القلب جهازًا مهمًا جدًا ومعجزًا في عمله وتركيبه، بل إنه من أعظم النعم التي حبانا بها الله تعالى، فقد وضع الله له تاجًا من الشرايين يقوم بتغذيته أو ترويته بالدم اللازم، مع ما يحمله من أكسجين ومواد غذائية مهمة فإذا ما حدث أي ضيق في هذا التاج قلت تروية القلب، ولهذا سميت هذه الأمراض بــ «أمراض نقص تروية القلب»، أو «قصور في تروية القلب»، أو قصور في الشرايين التاجية للقلب، وبسبب ذلك تظهر على المريض أعراض الذبحة الصدرية المستقرة أو غير المستقرة، وهي آلام صدرية محتملة أو غير محتملة يشعر بها الشخص إذا تعرض لظروف معينة، وقد يتطور الأمر حتى تحدث الجلطة القلبية، وهي موت عضلة القلب أو جزء منها، وأخيرًا تضعف وظائف عضلة القلب بصفة عامة ويضطرب نظام ضرباته، وقد يحدث توقف بالقلب، أو ما يسمى بالسكتة القلبية التي قد توديبحياة المريض.
كيفية الوقاية من أمراض الشرايين
الوقاية ببساطة تهدف إلى القضاء على عوامل الخطر فور اكتشافها مثل:
•الامتناع عن التدخين.
•محاربة السمنة، بتخفيض الوزن وتنظيم التغذية، بتقليل اللحوم والزيوتومشتقات الألبان، والتركيز على الشاي الأخضر، والثوم، وزيت السمك، والكتان لاحتوائها على «أوميجا 3».
•والإكثار من السمك ومضادات الأكسدة وفيتامينات C-E ومنتجات فول الصويا .
•تشجيع الرياضة والحركة.
•التحكم في ضغط الدم المرتفع فأصحاب الضغط المرتفع أكثر عرضة من غيرهم استعدادًا لجلطة القلب، وخاصة في برد النهار، أو حر الليل حسب الدراسات الحديثة.
•التحكم في مستوى السكر بالدم وقاية وعلاجًا.
•معالجة الكولسترول والحفاظ على نسبته في الدم .
•معالجة الاكتئاب النفسي حيث ثبت أنه سبب لأمراض الشرايين.
•البعد عن التوتر العصبي والضيق النفسي والشد العصبي.
•الكشف الدوري، حتى يحدد الأطباء إن كانت لدى الشخص، أيًا من هذه المسببات التي ذكرناها فيتم التحكم بها من البداية.
وهناك الآن بعض الفحوصات الطبية والتحليلات المخبرية التي تفيد فيما إذا كان هذا الإنسان قابلًا للإصابة بأمراض الشرايين أم لا؟
ولأهمية هذا الموضوع وضعت منظمة الصحة العالمية ثلاثة محاور للوقاية منالمرض وهي:
المحور الأول: الوقاية العامة للناس «Population Strategy»
ويتمثل في إرشادات عامة للجميع لتجنب الخطورة وهي:
1- عدم الإفراط في تناول السكريات والدهون.
2- المحافظة على الوزن المثالي.
3- ممارسة الرياضة بانتظام.
4- الإقلاع نهائيًّا عن التدخين.
5- البعد عن التوتر.
المحور الثاني: «High risk strategyوهو للأشخاص الأكثر عرضةللإصابة بهذا المرض، وهم الأشخاص الذين يعانون من واحد أو أكثر من عوامل الخطر السالفة الذكر ويشمل :
1-ضبط معدلات السكر بالدم.
2- ضبط معدلات ضغط الدم المرتفع.
3- ضبط نسب الدهون بالدم.
4- إجراء فحوص دورية لمستويات الضغط والسكر والكولسترول للقلب للاكتشاف المبكر ومنع حدوث القصور.
المحور الثالث: «Patient Strategy» وهو للمرضى الذين أصيبوا فعلًا بقصور الشريان التاجي ويشمل كل طرق الوقاية السابقة، بالإضافة إلى بعض الأدوية الوقائية لزيادة سيولة الدم كالأسبرين ولتقليل الكولسترول، وموسعات الشرايين وبعض الأدوية الأخرى لمنع حدوث نوبات القصور والمحافظة على عضلة القلب، وقد يتطلب هذا أيضًا تدخلات بواسطة قسطرة القلب مع التوسيع بالبالون أو تركيب دعامات أو جراحات ترقيع الشريان التاجي.
هل النتائج التي توصل إليها العلم الحديث في علاج هذه الأمراض نتائج مرضية؟
وهل تمكن الطب الحديث من القضاء علي الضغط والسكر وغيرهم قضاء نهائيًّا؟ أم انحصر دوره في تحجيم المرض والتعايش معه فقط؟
فإذا كانت الإجابة كما نعلم، فلماذا لا نتجه إلى بديل آخر ليساعدنا في هذه المعضلة؟
ثم أليس العالم كله يتجه الآن للطب البديل؟
ألم يتعمق الألمان في الطب البديل، وطب الأعشاب، والحجامة، والعسل، ومشتقاته؟
ألم يشتهر الصينيون بالطب الشعبي، والأعشاب والعلاج بالطاقة؟
ثم ألم يعلمنا العلم أهمية التفكير المنهجي والعلمي في وضع الفرضيات ثم استنباط النتائج ثم تطبيقها عمليًّا؟ مع احترام كل فكرة مطروحة وكل محاولة جادة وإخضاعها للبحث والتجربة، ثم قبولها أو رفضها؟
فإن كان الأمر كذلك فهيا نتحاور بالعقل والمنطق:
أليس صانع الآلة أعرف بصيانتها وإصلاح عيوبها؟
أليس الوكيل هو أضمن من يصلح الماكينة عند خرابها؟
وعليه، أليس خالق الإنسان هو أعلم بمتطلبات الإنسان، فلقد قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ ( الملك: 14). وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (ق:16).
ألم ينزل هذا الخالق العظيم للإنسان كتالوجًا لإصلاحه متمثلًا في القرآن والسنة وهدي الحبيب ﷺ وعلمنا أن إتباع الرسول يحيينا :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ ( الأنفال: 24).
ألم يطبق هذا النظام تطبيقًا عمليًا «في جميع مناحي الحياة» على الرعيل الأول محمد ﷺ وصحبه؟
ألم يكونوا أصحاء أشداء «غير حالنا الآن» يجوبون الأرض سيرًا على الأقدام، أو ركبانًا في عمل دائب وفتوحات وانتصارات عظيمة؟
فلماذا الخجل إذن؟
لماذا نخجل من وضع الأمور في نصابها ولم يخجل غيرنا من تراثه وخرافاته؟
بل، لم يخجل الغرب من البحث في ديننا نحن ثم الاعتراف بعظمة وفائدة ما فيه من صوم وصلاة وحجامة، ثم لم يخجلوا من تطبيق ذلك عمليًا فجعلوا للصوم وللحجامة عيادات خاصة «في أوروبا وأمريكا»؟
فلماذا لا نعطي الخيار الإسلامي فرصة للتطبيق ليثبت إن كان قادرًا على الوقاية من أمراض شرايين القلب أم لا؟ -كما أتيحت الفرصة لغيره من البدائل- عله يحل لنا هذه المعضلة التي تتفاقم يومًا بعد يوم حتى تصدرت المركز الأول في أسباب الوفاة قبل السرطان والإيدز.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل