; عندما يهزأ الطاغية بشريعة الله!!- أمير اللصوص يقطع يد السارقين | مجلة المجتمع

العنوان عندما يهزأ الطاغية بشريعة الله!!- أمير اللصوص يقطع يد السارقين

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1994

مشاهدات 21

نشر في العدد 1106

نشر في الصفحة 12

الثلاثاء 05-يوليو-1994

الخبر كما تناقلته وكالات الأنباء هو أن أجهزة الأمن في محافظة كركوك في العراق قطعت اليد اليمنى لثلاثة رجال اتهموا بالسطو على بعض المصالح التجارية وبسرقة سيارات وممتلكات أخرى، وجاء هذا الإجراء كما ذكرت الوكالات كأول حكم بقطع يد السارق بعد القرار الذي اتخذه مجلس قيادة الثورة العراقي في بغداد بتطبيق حد السرقة وفقًا للشريعة الإسلامية بحق اللصوص وسارقي المرافق العامة بعد استفحال جرائم السرقة والسطو المسلح في العراق.

وهكذا يضيف طاغية العراق صدام حسين جريمة أخرى بحق الإسلام إلى سجل جرائمه المظلم، فبعد أن أهلك المسلمين في حرب عدوانية طاحنة سواء في مذابح داخلية في العراق أو في غزوات إجرامية ضد دول الجوار، وبعد أن هدم الصف الإسلامي وجعل شعارات الإسلام ومبادئه بضاعة رخيصة على صفحات الإعلام العالمي، يأتي الآن هذا المستبد الفاجر ليجعل من الحدود الشرعية في الإسلام مادة للتندر والفكاهة والاستنكار ويصدر عبر مجلس قيادة الثورة الذي يتألف من القتلة والزبانية العاملين لديه قرارًا ما هو إلا دعابة سمجة حول تطبيق شريعة الإسلام بحق السارقين في العراق.

أمير اللصوص هذا فعل جيشه المجرم بالكويت من السرقات والنهب والسلب ما لا يصدقه عقل، وقامت حكومته التي يرأسها لصوص وقتلة من أتباعه بنهب منظم لكل المرافق العامة في الكويت وعملت خلاله كل وزارة وإدارة في العراق على السطو على ما يماثلها في الكويت من وزارات وإدارات على مدى الأشهر السبعة للغزو، وحين تحطم جيشه الهارب من أرض الكويت بعد وقوع الهزيمة صورت كاميرات الصحافة والتليفزيون في كل دول العالم ما كان في داخل الدبابات والآليات والمصفحات من مسروقات تجمع بين الثمين والتافه مما سلبه جنود القائد من بيوت ومنازل الكويت بل إن الوحدات العراقية التي احتلت الخفجي لأقل من عشرين ساعة، وجدت داخل مركباتها ودباباتها منهوبات من منازل أهل الخفجي لا يصدق أحد كيف ومتى تم نهبها في ظروف القتال المحتدم؟!

طاغية العراق قام ومنذ وصول زمرته للحكم عام ۱۹٦٨ بإعداد أجيال وآلاف مؤلفة من الجنود- اللصوص، وأصبحت جريمة السرقة الوحيدة في العراق هي تلك التي تتم بدون إذن الحزب أو إذن «القائد»، أما ما سواها فهو توزيع للثروة، ومكرمة من حزب البعث بل ومصوغة، أي هدية من صدام شخصيًا كما جاء في وثيقة عراقية رسمية عثر عليها في الكويت.

لذلك يبدو واضحًا كيف أن النظام الحاكم في بغداد- بإصداره قرار قطع يد السارقين قد تجاوز بمراحل أي إمكانية لوجود قطرة من دماء الحياء في وجه زعيمه، بل ويصر هذا الزعيم على أن يلوث سمعة الإسلام وشريعتهبقراراته الإجرامية الآثمة، ويخرج على العالم بوجه صفيق يمنح فيه للمستشرقين والعلمانيين والمعادين للإسلام مادة لا تفوت للهزء بالأحكام الشرعية، والطعن بحد السرقة الذي سيوصف من قبلهم بأنه إجراء وحشي ويربري بدليل أن من ينفذونه هم من شاكلة صدام حسين وأتباعه.

ولا يكاد القلم يسمح مع الحديث عن الطاغية- أن يعود إلى ذكر السلف الطيب الطاهر، وإلى الفاروق العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ملأ الدنيا عدلًا وسماحة، وعندما أجدبت الأرض ونفد الطعام في عام الرمادة أوقف حد السرقة ورأف بمن دفعهم الجوع إلى سرقة الطعام والأنعام، علما منه بروح الشريعة ومقاصدها من حد السرقة.

وبلا أدنى محاولة للمقارنة نجد أن الطاغية البشع في العراق يسحق شعبه سحقًا ويجوعهم عمدًا ويحاصر الشمال والجنوب غذائيًا ويدعي أن الحصار العالمي بسبب جريمة غزوه الكويت هو سبب معاناة العراقيين، هذا الظالم المظلم يريد الآن قطع يد العراقيين الذين يسرقون لإطعام أطفالهم ويجعل من الولاء له ولحزبه الكافر ومن العمالة لمخابراته الآثمة شرطًا لحصول رب الأسرة العراقي على لقمة العيش.

ولا يزال صدام يمتنع عن القبول بما عرضته الأمم المتحدة عليه من بيع نفط بمبلغ ١,٦٠٠ مليون دولار لتمويل شراء الطعام والغذاء والدواء للعراق بإشراف دولي ذلك أن القبول بهذا العرض سوف يعني نهاية الحصار الداخلي والحقيقي المفروض على العراقيين من قبل الطاغية، وهو يريد أن يجوعهم ليسيطر عليهم ويقطع يد من يسرق لأن السرقة حق مكفول للدولة العراقية وأعوانها فقط وليس لأب لأطفال جائعين مثل هذا الحق.

وصدام في هزئه بالأحكام الشرعية الإسلامية لن يكون وحيدًا في هذه الجريمة إذا ما اتبعه بعض المغفلين في الدول العربية والإسلامية وحاولوا أن يباركوا هذه الخطوة الجديدة نحو الإسلام في العراق، أو أن يجدوا للطاغية أي مبرر أو حجة في قراره المجرم قطع يد السارقين- خارج الحزب- في- العراق، نقول هذا لأن من في نفوسهم مرض وجدوا فيما مضى في كل مزاعم النظام العراقي وشعاراته الكاذبة ما يناسبهم ويملأ نفوسهم المريضة بالنشوة والحماس، فليس من المستبعد أن يتعاملوا مع تطبيقه الانتقائي الأعوج لحد السرقة في الشريعة بنفس الطريقة.

وصدام بحديثه عن أحكام وحدود شرعية، يثبت لنفسه أنه بعيد عنها بعد المشرق عن المغرب إذا لم يقبل أن يطبق منها إلا ما يراه متناسبًا مع سياسته القمعية ضد شعبه، وهو الذي أعدم الدعاة إلى الإسلام واختطف الشباب المصلين من السجون وجعل من اسمه وذكره بديلاً لكل دين أو مذهب أو اعتقاد على امتداد العراق.

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِیلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ (سورة البقرة: ٢٠٤-٢٠٦)

الرابط المختصر :