العنوان أمين عام الجبهة الإسلامية في سوريا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1981
مشاهدات 16
نشر في العدد 521
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 24-مارس-1981
• النظام يستهدف رأسي على كل حال
• الجيش السوري أشد الناس كراهية للنظام.
• معركتنا مع النظام تمهيد لمعركتنا الحاسمة مع الصهيونية.
• نأمل من أبناء الطائفة النصيرية منع المأساة من بلوغ نهايتها.
• بيننا وبين غير المسلمين من الشعب السوري جسور جيدة.
• نريد أن نخرج سوريا من الغوغائية السياسية إلى العلمية فيها.
• ننأى عن الثورة الإيرانية لأنها متورطة بالتلاحم مع النظام.
أجرت مجلة «الدعوة» القاهرية لقاء مع أمين عام الجبهة الإسلامية في سوريا الشيخ محمد أبو النصر البيانوني، ولأهمية هذا اللقاء وما جاء فيه من أمور تحدد موقف الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا، نعيد نشره هنا في مجلة «المجتمع».
اللقاء:
• ماذا عن الشيخ «أبو النصر» رجل العلم والدين، والمدرس في جوامع حلب ومساجدها، وماذا عنه الآن: أمينًا عامًا للجبهة الإسلامية في سوريا؟
- إنني أعتقد أن المسلم مكلف بالعمل في خدمة دينه وأمته، ضمن الظروف التي يواجهها، ولا شك أن المرحلة السابقة تختلف بطبيعتها عن المرحلة الحاضرة... فعندما كان التعليم والتربية والإعداد هو مجال العمل سابقًا، عملت فيه قيامًا بالواجب الشرعي، وعندما ارتأى إخواني أهل الفضل والعلم أن أحمل هذه الأمانة.. حملتها قيامًا بالواجب، مستذكرًا قول النبي صلى الله عليه وسلم «إنك إن أعطيتها أعنت عليها».. وأسأل الله العون والنجاح في الدنيا والآخرة.
•••
• فضيلة الأستاذ: ما هو، في رأيكم، دور رجال العلم المسلمين من خلال المعركة القائمة الآن في سوريا؟
•••
- المفروض أن يكون أهل العلم، هم قادة حركات الأحياء والتجديد.. وإن علماء سورية الأفاضل لهم من ذلك نصيب كبير، ولقد قدموا للمعركة.. ولا يزالون يقدمون الكثير.. ولعل حلقاتهم ومجالسهم هي التي أنجبت صفوة المجاهدين.
•••
• فضيلة الشيخ: ما هو رأي الجبهة الإسلامية في الشخصيات الإسلامية -من علماء ومشايخ وغيرهم- التي لم تتخذ حتى الآن دورًا إيجابيًّا من المعركة في سورية؟
- هؤلاء في الحقيقة قسمان: فبعضهم يمارس دور المنافقين.. وسيكفيكهم الله... وعليهم من الله ما يستحقون، وشعبنا يعرفهم تمامًا على حقيقتهم.. وبعضهم يرى أنه أضعف من أن يدخل المعركة الآن.. وسيأتي اليوم الذي يلحقون فيه بالركب -إن شاء الله- نسأل الله لنا ولهم مزيدًا من الإيمان.
•••
• ما عدد الفئات المشاركة في الجبهة؟ وما هي؟
- كثيرة.. ولكنها ستبقى قبل النصر مجهولة، وذلك لتتاح فرص عمل للمشاركين فيها.. «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».
•••
• لماذا لم يعلن عن أسماء المشاركين في الجبهة، في الوقت الذي أعلن فيه عن اسمكم فقط؟
- لعل في جوابي السابق، ما يجيب على هذا السؤال.. ولقد ذكر تعليل ذلك في بيان الجبهة الأول. أما عن ذكر اسمي: فلأن النظام يستهدف رأسي على كل حال، والحمد لله - فلا مصلحة إذن ترتجى من إخفائه.
•••
• هل لكم أستاذنا الكريم أن تعطونا صورة واضحة عن الساحة السورية اليوم، بالنسبة لوضع النظام أولا، ثم بالنسبة للشعب السوري ثانيًا؟
- باختصار.. لقد جُن جنون النظام، وأُسقط في يده، وفتح الشعب عينيه.. وفتح فمه.. وهيأ نفسه للوثوب، والنظام المجنون يضرب ههنا وههنا.. بلا عقل ولا قلب، وهذا سيقوده إلى مصرعه القريب بإذن الله.
• لقد مضى على استلام «حافظ أسد» الحكم عشر سنوات، على الرغم من كل الذي بدر عن نظامه من جرائم وإرهاب وانتهاكات.. فضيلة الشيخ:
ما السبب الكامن وراء هذا البقاء طوال هذه المدة الطويلة؟
الأسباب كثيرة: منها الداخلي.. ومنها الخارجي، ولقد كان لسلوك «حافظ أسد» الباطني دور كبير في ذلك، فهو في المرحلة الأولى تظاهر بتلاحمه مع الشعب، ثم أسفر وجهه.. وكشر أنيابه بعد ما تمكن.. ففعل ما لم يفعله «نمرود.. ونيرون» علمًا بأنه تخلل هذه السنوات انتفاضات وحركات.. تعبر عن سخط الشعب على النظام وذلك على مستوى الأفراد والجماعات.
•••
• نظام «حافظ أسد» نظام قائم على حماية الجيش أولًا وأخيرًا.. وما نظرة الجبهة للجيش السوري.. وما موقف الجيش مما يجري على أرض الشام اليوم؟
- ليس الأمر كله على إطلاقه؛ فالجيش أشد الناس كراهية لحافظ أسد ونظامه، وهو أدرى من غيره بالممارسات الطائفية الحاقدة من قبل النظام ضد الجيش وغيره.
إن نظام «حافظ أسد» قائم على الطائفية والباطنية والمصلحية.. وأجهزة المخابرات المتعددة، وإننا نعتقد أن الجيش السوري، على الرغم من إضعافه وإنهاكه في معارك جانبية، لا ناقة له فيها ولا جمل، وتجريده من عناصره السليمة، لا يزال فيه خير.. وهو لم يقل بعد كلمته الأخيرة مع نظام «حافظ أسد» وكل آت قريب.
•••
• فضيلة الشيخ: عقد «حافظ أسد» مؤخرًا معاهدة دفاع مشترك بينه وبين الاتحاد السوفييتي، ما التفسير الحقيقي لهذه المعاهدة؟
- أراد «حافظ أسد» بهذه المعاهدة مزيدًا من الدعم لنظامه المتداعي.. كما أراد أن تكون ورقة ضغط على بعض الأنظمة العربية، وقد جعلها في حدود معينة لتكون سلاح تهديد للشعب السوري والعرب، في الوقت الذي طمأن "إسرائيل" من خلالها أنه لا يفكر في حرب، ومهد بها لمصالحة تجري تحت ظل أمريكا والسوفييت بآن واحد.
•••
• ربما يقول أحدهم: إن فتح معركة مواجهة بين الشعب السوري والنظام -مهما كان- في وقت يهدد فيه العدو اليهودي حدود البلاد أمر غير مقبول، ما ردكم على هذا القول؟
- الحقيقة أن المعركة فتحها النظام ضد الشعب والله عز وجل يقول: ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (الشورى: 41 -42).
ونحن نعلن بكل وضوح: إن معركتنا الحقيقية إنما هي مع الصهاينة.. وما معركتنا الآن مع النظام الطائفي في سورية، إلا تمهيد لتلك المعركة الحاسمة.
فالنظام السوري إنما جيء به، ليكون واجهة تعمل على شغل الشعب في سورية عن معركته الحقيقية مع اليهود، وهذا ما جعله يحظى بتأييد الشرق والغرب على حد سواء.
•••
• فضيلة الشيخ: ما موقف الجبهة الإسلامية من الطائفة النصيرية كطائفة، بعد كل الذي بدر منها؟
- إننا نأمل من أبناء الطائفة النصيرية التي ينتمي إليها هذا البلاء المسلط على رقاب الشعب، أن تسهم بصورة إيجابية في منع المأساة أن تبلغ نهايتها.. وإلا:
إذا لم تكن إلا الأسنة مركب ** فما حيلة المضطر إلا ركوبها؟
•••
• فضيلة الشيخ: ما هي الأسس التي قامت عليها الجبهة الإسلامية في سورية، وما هي أهم أهداف هذه الجبهة؟
- قامت الجبهة على أساس التعاون المشترك بين الفئات الإسلامية للوصول إلى الهدف الإسلامي الأعلى، وهو إقامة حكم الله في الأرض.
وكان من أهم أهدافها، كما جاء في ميثاقها، الذي سينشر قريبًا إن شاء الله:
أ- دفع الخطر ورفع الحيف عن مسلمي سورية، وجميع مواطنيها.
ب- إنهاء الأوضاع الشاذة، وإقامة الحكم الإسلامي، الذي يحقق الراحة والسعادة والحرية لكل مواطن.
ج- إيجاد صيغة سياسية مقبولة لدى جميع المواطنين.
د- استيعاب الجهود الإسلامية المتفرقة، وحصر الطاقات الموزعة وصهرها في بوتقة واحدة.
•••
قلتم في البيان الأول للجبهة: «وأصبح المواطنون جميعًا - على اختلاف أديانهم - يرون أنه لا بد للنظام الجديد في سورية من أن يقوم على أساس الإسلام»
فضيلة الشيخ: هل يفهم من هذا الكلام: أن هناك تعاونًا وصلات بينكم وبين المواطنين السوريين من غير المسلمين؟
- إن بيننا وبين فئات الشعب السوري من غير المسلمين جسورًا جيدة.. فهم يعلمون جيدًا من خلال هذه الجسور رغبتنا في معاملتهم بالبر والعدل.. ولهم معنا ومع إخواننا المجاهدين مواقف طيبة تجعلنا على يقين من ذلك.
•••
• ذكرت بعض وسائل الإعلام أن الجبهة التي قامت في سورية هي جبهة وطنية، فما مدى صحة هذا الكلام؟
- هذا الكلام صحيح من وجه واحد: وهو أن هذه الجبهة الإسلامية تمثل الوطن كله.. وتسعى لإيجاد صيغة سياسية يلتقي عليها كل المواطنين، فمن هذه الحيثية هذه الجبهة هي روح الوطن كله.
•••
• ما رأي الجبهة الإسلامية في حجم التغيرات السياسية التي سوف تحدث على صعيد القطر، وعلى صعيد المنطقة، إذا تم نصر الله للمؤمنين؟
- نحن نعتقد أن التغيرات ستكون ضخمة -بإذن الله- خاصة، ونحن نريد أن تخرج سورية من الغوغائية في السياسة إلى العلمية فيها، ومن الخصومات والمهاترات بين الأشقاء إلى التفاهم والتلاحم فيما بينهم.
• ماذا عن علاقتكم بالثورة الإسلامية في إيران؟
- يؤسفنا القول بأن الثورة الإيرانية متورطة بالتلاحم مع نظام - حافظ أسد - وهذا ما يجعلنا ننأى عنها الآن.. وإن من أخطر ما وقعت فيه الثورة في إيران أنها تلاحمت مع أسوأ الأنظمة في العالم العربي.
•••
• ما رأي الجبهة الإسلامية في قضية التعامل مع القوى الكبرى في العالم؟
- نحن نأخذ باجتهاد الإمام «البنا» رحمه الله في هذا المجال، وهو أننا سنتعامل مع العالم كله.. شرقه وغربه، دون أن يكون هذا على حساب المبادئ.. بل مصالح بمصالح، ونحن نرى أن إطار عدم الانحياز وتأكيد التعايش السلمي بين القوى الكبرى هو الخط السياسي الذي لا يصلح لنا غيره في هذه المرحلة.
•••
• ربما يجد بعضهم في لفظ «الجبهة» تشبهًا بفئات غير إسلامية.. فضيلة الأستاذ: ما ردكم على ذلك؟
- إذا كان بعض الناس يرون أن الاصطلاح الإسلامي إذا استعمله غيرنا. فهو حرام علينا، فالأمر عندنا ليس كذلك.. فالله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنينان مرصوص.. والجبهة هذا مضمونها.
•••
• ما هي الصلة الحقيقية بين جماعة الإخوان والجبهة الإسلامية؟
- «الإخوان المسلمون» جزء من الجبهة الإسلامية، شأنهم في ذلك شأن بقية التنظيمات والتجمعات الإسلامية الأخرى المشاركة في الجبهة.. والجبهة كانت هدفًا من أهدافهم طالما سعوا إليه، لذا؛ فنحن ننظر إليهم على أن لهم فضل السبق في كثير من مواطن الخير.
•••
تدور الآن في مصر تساؤلات كثيرة، عن حقيقة «الصوفية الصادقة» من خلال المعركة القائمة الآن في سوريا؟
- «الصوفية الصادقة» هي التي تحرر منهجها على أصول أهل السنة والجماعة.. ولا تتعدى آراء الفقهاء في جميع مجالاتها.. ومثل هذا التصوف -الذي لا غبار عليه- وأهله هم أهل الالتزام، وقسم كبير من صوفية بلادنا الذين هذا وصفهم هم شركاؤنا في الجبهة.. وفي المعركة.
•••
• هل عندكم - فضيلة الأستاذ - ما ترغبون قوله في نهاية هذا اللقاء؟
- لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى أسرة تحرير مجلة «الدعوة» الغراء، التي أتاحت لي هذا اللقاء الكريم، سائلًا الله عز وجل أن يعينها على نصرة الحق في كل مكان. وإن يبارك جهودها.. ويجعلها رائد خير تقود هذه الأمة إلى ما فيه نجاحها وعزتها، ولا يفوتني أن أتقدم - بمزيد من التقدير والاحترام- بالشكر الجزيل إلى أستاذنا الداعية الكبير فضيلة الشيخ «عمر التلمساني» أطال الله بقاءه.. ومتعنا والمسلمين بحياته.. ونفع به العباد والبلاد.
والى لقاء آخر حبيب قريب على أرض سورية الإسلامية.. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه.
محمد أبو النصر البيانوني
الأمين العام للجبهة الإسلامية في سورية
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل