; أنقذوا الشركات المساهمة والمؤسسات من الفشل | مجلة المجتمع

العنوان أنقذوا الشركات المساهمة والمؤسسات من الفشل

الكاتب العم عبد الله المطوع

تاريخ النشر الثلاثاء 12-مايو-1970

مشاهدات 145

نشر في العدد 9

نشر في الصفحة 27

الثلاثاء 12-مايو-1970

كلمة صريحة يكتبها: عبد الله العلي المطّوع
لماذا فشلت كبرى الشركات المساهمة والمؤسسات والهيئات الصناعية والمشروعات الكبيرة في الكويت بالرغم من توفر فرص النجاح ومقوماته..؟

سؤال يردده كل المواطنين بألم ومرارة، والجواب واضح لا يريد عناء في التفكير، وقد أصبح حديث هذا الفشل على كل الألسنة وفي كل المنتديات، ولم يعد خافيًا على المواطنين أسباب هذا الفشل، وأن ما سأقوله من أسباب إنما هو تجسيد لشعور المواطنين والمساهمين الذين آلمهم أن تسير هذه الشركات والمصالح سيرًا منحرفًا دون أن تجد خطوات الإصلاح طريقها السريع الحازم نحوها. وهذه هي أهم الأسباب:

أولاً: إن اختيار المدراء والمسؤولين لتلك المؤسسات والشركات والمصالح يتم في معظم الأحيان على أساس عاطفي، واعتبارات قلما يحسب للكفاءة، والخبرة في طبيعة العمل، والإخلاص، والخلق القويم فيها أي حساب، وبذلك لا يُوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا لعمري ضياع محقق.

ثانيًا: عدم الإخلاص عند معظم الرؤساء والمدراء والمسؤولين عن تلك الشركات والمصالح، وانشغالهم في أعمالهم الخاصة، واستغلال وتسخير تلك الشركات والمؤسسات لمصالحهم الخاصة وكسبهم منها غير المشروع.

ثالثًا: عدم تفرغ الأعضاء المنتدبين تفرغًا كاملاً لمتابعة الأعمال بل قد يمر الأسبوع والشهر فلا يكاد يعقد اجتماع لمراجعة الأعمال.

رابعًا: أن معظم أعضاء مجالس الإدارة من كبار موظفي الدولة الذين هم بطبيعة الحال ليس لديهم الجهد والوقت الكافيان للقيام بأعمالهم في وزاراتهم؛ فكيف يسند إليهم عضوية مجالس إدارة تلك الشركات والمؤسسات، وكثير منهم من يكون عضوًا في أكثر من مجلس إدارة ومؤسسة وشركة بجانب عمله في وزارته، ولا شك أن العمل الإداري المنتج يحتاج إلى تفرغ وإخلاص.

خامسًا: البذخ في المصاريف والتبذير في النفقات، وتضخم الجهاز الوظيفي والذي من الممكن الاستغناء عن أكثر من نصفه.

سادسًا: وهناك مسألة مهمة تعكس آثارها على تلك المشاريع والشركات والمؤسسات؛ ألا وهي السلوك الشخصي للمسؤولين عن إدارة تلك المصالح.

إن السلوك الشخصي له أثره الكبير جدًّا في إنجاح تلك الشركات أو إخفاقها. فمثلا إذا جئنا برجل ذي كفاءة مستقیم مخلص ذي خلق وعهدنا إليه بأي عمل فسوف يتفانى في إنجاحه، وعلى العكس إذا أسندنا إدارة تلك المصالح إلى رجل لا خلاق له.. سكير.. مقامر.. مهمل.. فكيف نتوقع نجاح العمل الذي يسند إليه؟!

هذه كلمة صريحة نقدمها بإخلاص لذوي الشأن في الكويت لينقذوا الشركات المساهمة والمؤسسات والمصالح من ضياع محقق وكوارث قد تفقد المواطنين الثقة في أي مشروع أو أي شركة صناعية ينادي للمساهمة بها.

 

الرابط المختصر :