; أهمية.. المراقبة والمحاسبة | مجلة المجتمع

العنوان أهمية.. المراقبة والمحاسبة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-يونيو-1972

مشاهدات 17

نشر في العدد 103

نشر في الصفحة 27

الثلاثاء 06-يونيو-1972

أهمية..

المراقبة والمحاسبة

إن من أهم العوامل التي تساعدنا على تربية أنفسنا تربية إسلامية.. مراقبة الله عز وجل في أعمالنا ومحاسبة أنفسنا على تعاليم الإسلام.

ومن أحوج منا نحن المسلمين على القيام بمثل هذه التربية خاصة وإننا نتصدى لحمل رسالة سماوية أزلية..

إننا نعلم ولا شك أن الله تعالى معنا أينما كنا، «ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم.. ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا».

ويعلم المسلمون أيضًا أن الله عز وجل يعلم ما نخف وما نعلن ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء «يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور» ، لذا فلا بد لنا الانتقال من العلم بهذه المعرفة إلى الشعور بها شعورًا داخليًا وإيمانًا نفسانيًا يوقظ فينا الهمم والمشاعر والأحاسيس.

نحن نريد أن نشعر كل خلية من خلايا أجسامنا أننا مراقبون من الله عز وجل في حلنا وترحالنا وفي كل حركاتنا وسكناتنا - فإن وصلنا إلى هذا النوع من الشعور بهذه المعرفة بأن الله معنا ومراقبنا توصلنا إلى أسمى مراتب العبادة ألا وهي الإحساس «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

وحتى نبق على صلة بمراقبة الله عز وجل لابد لنا محاسبة أنفسنا يوميًا عند النوم قبل أن نحاسب وأن نزن. أعمالنا قبل أن توزن يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. فالرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يحاسب نفسه يوميًا ويدعو بأدعية مأثورة، ومن أحوج منا نحن المسلمين إلى حفظها والعمل بها وتلاوتها قبل المنام. قال الترمذي: «اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك» وقد قال بعض التابعين رأيت غلامًا في البرية وهو قائم يتعبد وليس معه أحد، فسلمت عليه وقلت له يا فتى أنت في مكان منقطع بلا معين ولا رفيق، فقال: بلى وعزته معي المعين والرفيق، فقلت له: أين المعين والرفيق، فقال: هو فوقي بقدرته ومعي بعلمه وحكمته وبين يدي بهدايته وعن يميني وعن شمالي بعظمته.

هذا وقد قال الفضيل، يا مسكين تغلق بابك وترخي سترك وتستحي من الناس ولا تستحي من الملكين اللذين معك ولا تستحي من القرآن الذي في صدرك. ولا تستحي من الجليل سبحانه وهو لا تخفى عليه خافية.

وسئل حاتم- رحمه الله- فيم أفنيت عمرك قال في أربعة أشياء.. علمت أني لا أخلو من نظر الله تعالى طرفة عين، فاستحيت أن أغضبه، وعلمت أن لي رزقًا لا يجاوزني وقد ضمنه الله لي فوثقت به، وعلمت أن علي فرضًا لا يؤديه غيري فاشتغلت به، وعلمت أن لي أجلًا يبادرني فبادرته.

هذا المبدأ من التربية النفسية ضروري جدًا لتربية المسلم والدعوة الإسلامية بحاجة إلى دعاة جعلوا من مراقبتهم لله عز وجل أساسًا لإصلاح أنفسهم وتقربهم إلى الله.

كذلك فإن دعوة الإسلام بحاجة إلى دعاة جعلوا من محاسبة أنفسهم درسًا بليغًا في حياتهم الخاصة والعامة.

نسأل الله تعالى الهداية والرشاد ونسأله جل وعلا أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

«من سلسلة أعدتها جمعية الطلبة المسلمين بأمريكا الشمالية».. 

الرابط المختصر :