الثلاثاء 28-يونيو-1977
لقد وضعت الشريعة الإسلامية عدة ضمانات مختلفة لمنع استبداد الحاكم وتغيره. ويمكن تقسيم هذه الضمانات الشرعية إلى ضمانات ظاهرة وأخرى غير ظاهرة. وفى رأيي أنه يتعين قبل الخوض في هذه الضمانات أن نتعرف على أهم خصائص الشريعة الإسلامية.
أهم خصائص الشريعة الإسلامية:
أولًا - العبودية لله وحده لا شريك له:
تعمدت الشريعة الإسلامية ألا تستعمل لفظ الحرية واستخدمت -عن عمد- بدلًا منها كلمة العبودية لله وحده لا شريك له للتعبير عن أسمى نوع للحرية عرفه الإنسان منذ بدء الخليقة. فالشريعة لا تعترف بأي حرية لا تسير في طريق العبودية لله وحده لا شريك له. والكلام عن العبودية يحتاج إلى مجلدات لا حصر لها. ولما كانت العبودية لله هي المفتاح الصحيح لكل مواضع الشريعة الإسلامية باعتبارها تشمل كل نواحي الحياة فإنه لا يمكن فهم الحرية السياسية أو الاجتماعية في النظام الإسلامي الآمن خلال الفهم الصحيح للعبودية الله وحده.
وهناك نوعان من العبودية لله: عبودية عامة وعبودية خاصة فأما العبودية العامة فهي عبودية القهر وهي تشمل كل شيء فيستوى فيها المؤمن والكافر والإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد. وكل ذرة في الوجود مقهورة لرب العالمين لا تستطيع أن تخرج عن إرادته ولا طرفة عين.
وأما العبودية الخاصة فهي إما عبودية بدون امتحان وإما عبودية تكليف.
فالعبودية بدون امتحان هي عبودية الملائكة لأن الله تعالى خلق الملائكة عقلاء بدون شهوات فهم لا يأكلون ولا يتزوجون فهم خلقوا لعبادة الرحمن. وأما عبودية التكليف فهي خاصة بالجن والإنس الذين ركب الله تعالي فيهم الشهوات إلى جانب العقل. وأرسل لهم الرسل وامتحنهم بكلمة الشرعية.
وقد جمع الله تعالى العبودية بأنواعها كلها في هذه الآية الكريمة ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩﴾. (الحج: ١٨).
كل شيء مقهور لرب العالمين وكثير من الناس يعبدون الله تعالى طواعية ومن حق عليه العذاب فهو من العبيد الخاضعين لقدر الله تعالى رضى أم لم يرض.
والناس في ممارستهم للعبودية طوائف شتى فالمؤمن الحق هو من أحل توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية في آن واحد. ذلك لأن توحيد الربوبية وحده لا يكفى لإسباغ صفة الإيمان على الإنسان لأن توحيد الربوبية يقتصر على الاعتراف بأن الله تعالى هو خالق كل شيء وهذا لا يكفى إذ لابد بعد هذا الاعتراف من توحيد الألوهية أي التوجه بالعبادة الله وحده لا شريك له وقد نعى القرآن الكريم صراحة على الذين وحدوا الربوبية ولم يوحدوا الألوهية قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾. (الزمر: ٣٨).
فهم أقروا بتوحيد الربوبية، ولكنهم كفروا لأنهم توجهوا بالدعاء إلى غير الله. والدعاء في القرآن الكريم يرادف العبادة قال تعالى: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا، فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا﴾. (مريم: ٤٨ - ٤٩).
فعبر في الآية ٤٨ بلفظ الدعاء وعبر في الآية ٤٩ بلفظ العبادة عن نفس المعنى.
وغالبية الكفار يوحدون الربوبية ولا يوحدون الألوهية، ولكن هناك صنفًا يشمل أحط أنواع الكفار إذ لا يوحدون الربوبية أيضًا وهؤلاء هم الدهريون من الملحدين والشيوعيين ولقد أشار إليهم القرآن الكريم في بعض آياته قال تعالى: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾. (الجاثية: ٢٤).
وهؤلاء ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾. (الفرقان: ٤٤).
قال تعالا: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾. (محمد: ١٢).
والتوحيد الخالص يتطلب من المؤمن أن يؤمن بالله وحده لا شريك له وبكتبه وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره فيجب الإيمان بكلمات الله كلها وبرسله أجمعين.
فمن آمن برسل الله جميعًا وترك نبيًا واحدًا فهو كما وصفه الله تعالى في الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا،
أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾. (النساء: ١٥٠ - ١٥١).
ولقد أمر الله تعالى رسوله أن يبلغ الرسالة كاملة وأخبره أنه إذا ترك حرفًا واحدًا فهو لم يبلغ الرسالة قال تعالى: ﴿۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾. (المائدة: ٦٧).
والعبودية لله تقتضي إلغاء الأنداد تمامًا والإيمان بأن النفع والضرر بيد الله وحده لا شريك له وعدم التوجه بالدعاء لغير الله تعالى، قال تعالى ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍ مِّنْهُ ۚ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا﴾. (فاطر: ٤٠).
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إلىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾. (الأحقاف: ٥).
وهنا يوجه الله تعالى نظر الناس إلى توحيد الربوبية وأن مقتضى توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية، فمادام لم يشترك أحد من الخلق سواء أكان ملكًا مقربًا أم نبيًا مرسلًا أم وليًا صالحًا مع الله تعالى في خلق جزء من السماوات أو الأرض فإنه لا يجوز على الإطلاق التوجه بالدعاء لغير الذي خلق كل شيء ولم يشترك معه أحد في هذا الخلق.
هذا ولقد ذهب بعض العلماء كالإمام شرف الدين بن يحيى النووي إلى تقسيم العبودية إلى درجات الخوف والطمع والحب لله تعالى فقال إن درجة الخوف هي عبادة العبيد ودرجة الطمع هي عبادة التجار ودرجة الحب هي عبادة الأحرار ومع تقديري للإمام النووي رحمه الله تعالى فإن هذا الرأي منه مخالف تمامًا لما ذكره القرآن الكريم ولما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عليهم رضوان الله تعالى وسبحان الذي لا يضل ولا ينسى وحده لا شريك له.
فالحقيقة أن هذه الدرجات إنما هي عناصر متلازمة للعبودية لا تنفك أبدًا ببعضها عن البعض. فالعبودية لله تعالى لا بد أن تشتمل في آن واحد على قدر من الخوف والطمع والحب لله تعالى. فالعبد المؤمن لابد أن يحتوى قلبه على قدر ولو ضئيلًا «قد يصل إلى حبة الخردل» من نور الإيمان وهذا النور لا يكون نورًا إلا إذا اشتمل على قدر من الخوف من الله تعالى والطمع في رحمته والحب له وكلما زاد هذا النور في قلب العبد زاد قدر الخوف والطمع والحب جميعًا ولا يصح أبدًا أن يقال أن فلانًا قد وصل إلى درجة الحب فهو لا يخشى عذاب الله فهذا أمر مخالف لنص القرآن قال تعالى في حق أنبيائه ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾. (الأنبياء: ٩٠).
ومن المسلم به أنه لن يصل أحد إلى درجة تعلو درجة الأنبياء وقد وصفهم الله تعالى بأنهم راغبون في رحمته راهبون من عقابه وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس أنه يخاف من عذابه العظيم قال تعالى ﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾. (يونس: ١٥).
ولقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر خوفًا من عذاب الله حينما نزلت الآية الكريمة ﴿لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾. (الأنفال: ٦٨ - ٦٩).
ولقد كان أبو بكر يمشى بين الناس وكبده يكاد يحترق من شدة خوفه من عذاب الله وكان عمر بن الخطاب وهو يحتضر يسأل هل يدخل الجنة أم لا ويقول ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي. وهؤلاء هم القدوة الصحيحة للأمة فإذا زعم شخص أنه بلغ درجة الحب وتخلص من درجة الخوف والطمع فإننا نقول له أنك بنص الحديث لن تصل إلى إيمان أبي بكر ولا إیمان عمر فلست بحجة في هذا الأمر.
فالعبودية لله لابد أن تجمع بين هذه العناصر الثلاثة في آن واحد وعلى قدر حجم هذه العناصر الثلاثة في قلب العبد يكون نور الإيمان وعلى قدر نور الإیمان تكون المشاهدة للعبودية العامة. فكل حالة من حالات العبودية الخاصة نافذة يطل منها العبد على العبودية العامة فيرى قدرة الله تعالى وجبروته وقهره لكافة مخلوقاته وكلما أرتقى العبد في مسالك العبودية الخاصة وضحت الرؤية للعبودية العامة وكلما اشتد ظهور قهر الله تعالى لمخلوقاته في عيني العبد وكلما انحط العبد في مسلك العبودية. كلما ضعفت عنده رؤية العبودية العامة واختلطت الأمور عليه وأصبح قلبه كالعبد الذي يشترك فيه عدة رجال متشاكسين كل منهم يشده إلى ناحية حتى يكاد أن يتمزق من هذا الجذب المتضاد، قال تعالى ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. (الزمر: ٢٩).
وعلى هذا تتحدد الحرية الحقيقية للفرد والأسرة والمجتمع حكامًا ومحكومين على قدر ما انبثق في قلب كل فرد من نور الخوف من الله تعالى والطمع في رحمته والحب له فإذا كان هذا النور منعدمًا فإن الحرية تكون منعدمة تمامًا حتى ولو كان الظاهر غير ذلك. فالشخص الذي فقد هذا النور بعناصره الثلاثة المتلازمة هو عبد مهين لكل شيء في هذه الدنيا فهو عبد لشهواته وعبد لكل إنسان له عنده مطالب أو يخشاه على بعض دنياه فهو لا يرى أمامه قدرة الله تعالى وإنما یرى دائمًا قدرة المخلوقات التي هي في الحقيقة سراب زائف.
وأما إذا وجدت مثقال حبة من خردل من هذا النور بعناصره الثلاثة فإن الإنسان ينجو من الكفر، ولكن مثل هذا النور الضعيف لا يكفي لمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي والآثام لأن الخشية من الله وإن كانت موجودة إلا أنها ضعيفة وكذلك الطمع والحب. وكلما زاد هذا النور.. أبعد صاحبه عن الكبائر والمعاصي وبذلك يتحرر من كل عبودية إلا عبودية الله وحده لا شريك له وهي أسمى أنواع الحرية.
وهذه الحرية الراقية - التي لا تتأتى إلا من طريق العبودية لله وحده لا شريك له - تقى أصلها من التفريط والإفراط الذي نراه اليوم في العالم بأسره.
ففي روسيا الشيوعية حيث يعبدون المادية وينكرون الربوبية ومن باب أولى الألوهية تجدهم قد انقلبوا إلى شراذم من الرقيق يعملون لحساب الحزب الشيوعي مقابل لقمة العيش المتواضعة وهذه اللقمة هي الهدف الذي يعيشون من أجله وهى أقصى ما يصلون إليه من حرية سياسية فهم وأمثالهم المقصودون بهذه الآية الكريمة التي تصور حالهم أصدق تصوير ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾. (محمد: ١٢).
وأما في أمريكا فإن الحرية انقلبت إلى فوضى رهيبة لا ضابط لها ولقد أتاحت هذه الفوضى الفرصة للعصابات الإرهابية لكي تسيطر على البلاد فعصابات الصهيونية لها سلطان إلى حد ما غير مذكور وعصابات المافيا الإجرامية لها أذناب في كل مكان والمال الحرام هو المسيطر على الحرية السياسية. وهناك كل إنسان يستطيع أن يعطي صوته لمن يشاء، ولكن الذي يحدث أن كثيرًا من الناس يبيعون أصواتهم بالمال فهم يتاجرون بحريتهم السياسية ويتاجرون بكل شيء والأسرة هناك مفككة تمامًا وكل هذا يرجع لسبب واحد أصيل وهو أن الحرية عندهم لم تمر بطريق العبودية لله.
عن مجلة «الدعوة» بمصر
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل