; أوراق من فلسطين: الانتفاضة مستمرة | مجلة المجتمع

العنوان أوراق من فلسطين: الانتفاضة مستمرة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 23-أغسطس-1988

مشاهدات 16

نشر في العدد 879

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 23-أغسطس-1988

الهدم بتفريغ الهواء:

قامت سلطات الاحتلال بهدم الطابق الثاني من بناية ساق الله في شارع عمر المختار في خانيونس، بادعاء أن حادث القتل الذي أصاب بعض اليهود هناك كان من هذا البيت، والبيت مكون من شقتين مهجورتين وغير مسكونتين من مدة طويلة.... وقد تم الهدم بعملية تفريغ الهواء، حيث يفرغ الهواء من الغرف فتهوى من الداخل.

تعلیمات حماس وامتحانات الطلبة:

في بيانها رقم (۲۰) أعلنت القيادة الموحدة عن الإضراب يوم الثلاثاء 28/6 بمناسبة ذكرى ضم القدس... وقد كان يوم الثلاثاء هو ثالث أيام امتحانات الثانوية العامة.. ولكنهم نسوا أو تجاهلوا ذلك، ولم يشيروا بأي شيء عن وضع الامتحانات في ذلك اليوم.. وعندما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عن الإضراب في نفس اليوم المذكور، أشارت إلى أن الامتحانات يجب أن تسير بشكل طبيعي، وبأن الإضراب لا يشمل السيارات التي تنقل الطلاب إلى لجان الامتحانات، وقد كان لهذا الأمر ردة فعل إيجابية على نفوس طلبة التوجيهي الذين كانوا في وضع نفسي مضطرب خوفًا على امتحاناتهم... ويبدو أن القيادة الموحدة قد تداركت الأمر، فلم تعارض ما طرحته المقاومة الإسلامية ولم تعارض سيارات طلاب الثانوية.

هؤلاء هم شباب القيادة الموحدة؟!

من مآسي هذا الشعب وجهالات من يزعمون أنهم قادته، فضلًا عن قطيع كبير من شبابه اللامسؤولين الذين لا يدركون النافع من الضار وما يخدم صالح الأمة مما يعود عليها بالوبال، إنه في الوقت الذي كانت حركة «حماس» تبدي حرصها الشديد على سير الامتحانات بشكل طبيعي ودون أي عوائق، وكانت تهدد بأنها ستحمي الامتحانات بالقوة وأية محاولة للتخريب على الامتحانات سنقاومها بقوة، ولا يخفى ما في هذا من حرص على مستقبل أبنائنا وشبابنا وطلابنا لأنه ليس من مصلحة أي طالب أن تضيع عليه سنة دراسية...

ولكن في نفس الوقت كانت هناك فئة ممن يدعون أنهم من القيادة الموحدة يحاولون وبقوة إشاعة الفوضى والتغشيش والهمز واللمز، والغمز للفتيات والمدرسات في قاعات الامتحانات وخارجها، وكانوا يتخذون التغشيش ذريعة لمداعبة الفتيات والاعتداء عليهن.. وفي مدينة رفح أرسل إلى المدرس عادل البطران والمدرسة زوجة غالب نصر الله رسالتي تهديد موقعتين باسم القيادة الموحدة «؟!» بأنه قد أعطي الضوء الأخضر «للمجموعات الضاربة» لاتخاذ المناسب ضدهما؛ وذلك لأنهما يشددان الرقابة على الأول والثاني الإعدادي... وقد أثار ذلك جميع المدرسين والمدرسات في المدرسة، مما دفعهم إلى تشديد المراقبة بصورة جماعية وليكن ما يكون... وقد شاهد أحد المدرسين في تلك المدرسة أحد عناصر القيادة الموحدة الذي كان يطالبه منذ قليل بأن يسمح له بالدخول إلى اللجان حتى يقوم بتنقيل الطالبات، شاهده يلف يده حول عنق إحدى الطالبات... ولعل هذه الحوادث توضح سبب حرصهم على التنقيل، رغم أن جميع الدلائل تؤكد بأنه لن يرسب أحد مطلقًا.

لمنع الانتفاضة: 

نشرت الجير وساليم بوست قول يهودا ليطاني إن قرار الأردن الأخير جاء لمنع الانتفاضة من الانتشار والوصول إلى الأردن... كما اقترح اتخاذ إجراءات قمعية ضد راشقي الحجارة لأنهم ينسفون النظام العام ويهددون سلامة المسافرين – بزعمه على الطرق.

  لقاء سري:

مسؤول يهودي كبير قام في أعقاب خطاب الملك حسين الذي أعلن فيه إلغاء العلاقة القانونية والإدارية بين الأردن والضفة الغربية بالالتقاء سرًا مع عدد من الفلسطينيين في الضفة والقطاع من المؤيدين لمنظمة التحرير وبحث معهم عددًا من الاقتراحات.

 بوتقة الانتفاضة: 

اعترف «ليونيد ميد فيدكو» أستاذ العلوم التاريخية السوفياتي والمؤرخ في قضايا الشرق الأوسط بأن الجيل الفلسطيني الجديد الذي ترعرع تحت وطأة الاحتلال اليهودي وجيل الآباء والأجداد، قد توحدوا في بوتقة الانتفاضة وفي حركة سياسية «ودينية» في سبيل حقوقهم المشروعة.

  رجال المنظمات:

اعترفت جماعة «ناطوري كارتة» اليهودية المتدينة بأن رجال المنظمات الفلسطينية ساعدوا وفًدا من الجماعة للوصول إلى اليمن، حيث زود الوفد يهود اليمن «بأدوات مقدمة وكتب دينية» كما توجه عناصر من هذه الجماعة إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في تونس، بطلب الحصول على مقعد وزاري للشؤون اليهودية في حكومة المنفى؟!

أمن الحدود الشرقية:

طالب إسحق شامير الفلسطينيين بوقف الانتفاضة والتفاوض معه.. وقال إنه سيقاوم إقامة دولة فلسطينية أو حكومة المنفى.. وأكد أن الكيان الصهيوني لن يسمح بذلك، ولن يلعب هذه اللعبة، وسيضرب بقبضة من حديد لمنع هذا كله... وأضاف أن الذي يعني الكيان الصهيوني هو أن يظل الأردن يضمن الأمن على الحدود الشرقية.

 أعنف صدامات استجابة لنداء حماس:

استجابة لنداء حركة المقاومة الإسلامية حماس بالإضراب الشامل بمناسبة رأس السنة الهجرية، عمت قطاع غزة أعنف مظاهرات وصدامات، شهدها القطاع منذ بداية الانتفاضة، ومما يذكر أن سلطات الاحتلال استقدمت جنودًا إضافيين من لواء «جولاني» ولواء «جعيفاني» المظليين للسيطرة على الأوضاع عقب نداء «حماس»، وقد أطلق وزير دفاع العدو إسحق رابين تهديدات باتخاذ إجراءات إرهابية جديدة لوقف الانتفاضة، وقال رابين إن التظاهرات التي وقعت في قطاع غزة هي من تنظيم الحركات الإسلامية المتطرفة التي دعت إلى الإضراب العام ويصل تأثيرها في الأراضي المحتلة تأثير منظمة التحرير الفلسطينية على الأقل.

محاولة تخريب:

وزعت بيانات حركة المقاومة الإسلامية «حماس» رقم (٢٥) في قرية بيت لقيا بقضاء رام الله ليلة 5/7 ، وصاحبها كتابة على الجدران في القرية تدعو إلى جعل يوم الجمعة يوم إضراب شامل (8/7) مع كتابة تحذيرات على الجدران لمن يحاول اختراق الإضراب. ووضع إعلان في المسجد قبل توزيع البيانات يدعو إلى صيام جماعي وإفطار جماعي يوم الخميس ٧/٧ والتزم فيه كثير من الشباب وخاصةالمبتدئون.... وكان رد فعل الجهات الأخرى وخاصة الجبهة الشعبية والديمقراطية على النحو التالي:

  1. أشاعوا بين الناس إنه لا يوجد إضراب يوم الجمعة، وعلى العمال أن يذهبوا لعملهم، وعلى المحلات التجارية أن تفتح أبوابها.
  2. قاموا بالكتابة في كثير من نواحي القرية على الجدران، يطالبون الناس فيها بالامتثال فقط لقرارات القيادة الموحدة، وكتبوا تاريخ إضرابهم وهي أيام ۹، ۱۰ ، ١٨/٧/١٩٨٨ وطالبوا الناس بالحرف الواحد «يتجنب بيانات العملاء وبيانات حماس».
  3. بدأ «زعران صغار» منهم يقولون للناس لا تردوا على بيانات حماس، ولا يوجد سوى القيادة الموحدة ولا يوجد شيء اسمه حماس

 أما شباب المسجد فكان دورهم ليلة الجمعة على النحو التالي:

  1. وزعت أوراق صغيرة على المحلات التجارية، طلب منهم فيها الالتزام بالإضراب يوم الجمعة من الصباح وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر.
  2. قام شباب المسجد بإغلاق الطرق الرئيسية للقرية بالحجارة إغلاقًا تامًا لم يسبق له مثيل مسافة لا تقل عن ٤٠٠ متر بحجارة ضخمة من الصعب إزاحتها من الطريق إلا بتاون 4 أفراد ثم عاد الشباب فجرًا إلى بيوتهم .
    • اجتمع العمال من جميع أنحاء القرية في ساحة القرية، ولم يجرؤ أحد على النزول لفتح الطريق

 وفي صباح يوم الجمعة 8/7 كانت الأحداث كالتالي:

  • جاءت مجموعة من الزعران، وبدأوا يقنعون الناس بتحدي الإضراب وفتح الطريق.
  •  قام هؤلاء بالضغط على العمال، وأنزلوهم إلى الطريق الرئيسي وقاموا بفتح الطريق.
  •  لم يذهب معظم الناس إلى العمل بدافع أدبي، وتأييدًا واحترامًا لقرارات حماس.
  • لم يقم شباب المسجد بالكتابة ضد الجهات الأخرى كما فعلوا هم، بل بدأوا يبينون للناس أنهم لا يريدون الفساد والاختلاف والفرقة، وأن أسلوب السب هو أسلوب العاجز المتهور الذي لا يريد الوحدة ومصلحة الشعب.
  • نتيجة لأفعال أصحاب الاتجاهات البغيضة، فقد زاد الملتزمون وخاصة من الشباب بالمسجد، مما أثار غضبهم، وبدأوا يتهمون حماس بأنهم سيسحبون منهم الأفراد والمؤيدين، فحاول بعضهم المجيء للمسجد والصلاة آملين بإرجاع بعض الشباب الذين التجأوا للمسجد ولكنهم عجزوا عن ذلك.
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل