الثلاثاء 09-يونيو-1970
"٦٢٪ يدينون بالإسلام".. هذه هي الصيحة التي أطلقها مؤتمر العالم الإسلامي المنعقد في أواخر عام ١٩٦٤ وأوائل ١٩٦٥ فاهتزت لها جوانح أعداء الإسلام، ووصفتها الصحف المعادية بأنها شعار معاد، هذا على الرغم من كونها الحقيقة الواضحة.
فسكان القارة الإفريقية حسب إحصاء الأمم المتحدة لعام ١٩٦٧ يقدر بحوالي ۳۱۸ مليون نسمة، منهم ١٩٧ مليون مسلمون، وبذلك يشكل المسلمون نسبة ٦٢٪ من مجموع سكان القارة، أما الوثنيون فعددهم ۷۷ مليونًا «٢٤ ٪ من مجموع السكان»، ويقتصر عدد النصارى في القارة السوداء على ٤٧ مليونًا «أي بمعدل ١٤ ٪ فقط من عدد السكان»، وهذا العدد يتضمن المستوطنين البيض كالذين يعيشون في جنوب إفريقيا وروديسيا وغيرهما.
وأما النصارى من سكان البلاد الأصليين فلا تزيد نسبتهم عن 11٪ من السكان.
وننظر إلى القارة على الصعيد السياسي؛ فنجد أن عدد الدول الإفريقية المستقلة يبلغ الآن ٣٩ دولة، منها ٢٤ دولة تعيش فيها أكثرية من المسلمين.
وهكذا فهل هذه الصيحة «إفريقيا: قارة المسلمين» زائفة مجانبة للحقيقة؟! وهل تتضمن في طياتها أي نصيب من المبالغة؟! فإذا كان التصريح بالحقائق جريمة في نظر المنصفين اليوم، فإننا نعترف بأننا مذنبون!!
الرقم السكان
١ـ مجموع سكان القارة الإفريقية
٢ـ السكان المسلمون
٣ـ السكان الوثنيون
٤- السكان النصارى
عددهم النسبة المئوية
٣١٨ مليونًا ١٠٠٪
١٩٧ مليونًا ٦٢٪
٧٧ مليونًا ٢٤٪
٤٧ مليونًا ١٤٪
«بما في ذلك من المستوطنين البيض».
هذه القائمة لها إيحاءات هامة كثيرة:
١ـ إنه بالرغم من مرور قرنين من الزمان على النشاط التبشيري المسيحي المركز على القارة الإفريقية، وعلى الرغم من دعم القوى الاستعمارية لهذا
النشاط بكل ما أوتيت من قوة مادية وأدبية، فإن عدد النصارى في القارة كلها لا يزيد عن ١٤٪ من مجموع سكانها، لا بل ١١٪ إذا استثنينا المستوطنين البيض.
٢ـ إن المسلمين يشكلون أغلبية السكان، رغم قلة الدعاة، وضعف الإمكانيات المادية والأدبية، بل بالرغم من الحملات المسعورة التي يشنها المبشرون لتغيير المسلمين، فالمسلمون يزيدون ويكثرون.
٣ـ هناك حقيقة مؤلمة مرة تصورها القائمة الآنفة الذكر، وهي أنه لا يزال يعيش في إفريقيا أقوام بلا دين، يعبدون الأوثان وعددهم كبير «۷۷ مليون»، فلا يلتفت النصارى إليهم لدعوتهم إلى الدين المسيحي؛ لأنهم مشغولون بتنصير المسلمين الموحدين.
٤ـ حقيقة مؤلمة أخرى هي أن المسلمين يشكلون أغلبية السكان في ٢٤ دولة إفريقية مستقلة، ورغم ذلك ففي كثير من هذه الدول يكون رئيس الدولة نصرانيًّا متعصبًا للتبشير.
وأبرز مثال على ذلك هيلاسلاسي في الحبشة التي تصل نسبة المسلمين فيها إلى ٦٠٪ من مجموع السكان، والذي أعلن بكل صراحة عن عزمه على تنصير المسلمين خلال فترة وجيزة.
وبعد، ففي ظل ما تقدم هل بقي أي معنى لدعوة البابا، أكبر سلطة دينية في الكنيسة إلى السلام، هل هناك أية قيمة لاقتراحه الاحتفال بعيد للسلام العالمي، في الوقت الذي تقوم فیه کنیسته بصد المسلمين عن دينهم في إفريقيا وفي غير إفريقيا؟!
أبو أنـــس
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
أمين عام «أنصار السُّنة المحمدية» بتشاد بشير إبراهيم علي لـ «المجتمع»: «التنصير» يمتلك الإذاعات والوسائل الحديثة للتأثير على المسلمين
نشر في العدد 2101
801
الثلاثاء 01-نوفمبر-2016