العنوان إلى مجمع الحجيج في رحاب بيت الله العتيق
الكاتب حسن بن يحيى الذاي
تاريخ النشر الثلاثاء 26-يناير-1971
مشاهدات 21
نشر في العدد 45
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 26-يناير-1971
إلى مجمع الحجيج
في رحاب بيت الله العتيق
إخوتي قد ظفر تمو بالأماني إذ حللتم في ساحة الرحمن
ونزلتم ضيوفه في رحاب البيت يا للهناء بالغفران
وشهدتم مرابعًا شادها التــــــــوحيد كم في جمالها من معاني
منذ عهد الخليل من أسس البيت مثابًا للأمن في كل آن
صاح بالناس أن هلموا إلى الحج فلبى الأنام صوت الأذان
وغدا صوته يدوي مدى الآباد عبر القرون والأزمان
أنصت الكون في خشوع وإجلال لصوت الهداية الرباني
وعلى منهج الخليل أقام الدين طه الأمين أكرم باني
حين وافاه بالكرامة جبريل بوحي الإله بالفرقان
أشرق النور في ذري بكة الشمــا وهاش الوجود في مهرجان
للخلاص الذي تراقبه الدنيا وتهفو إليه بالوجدان
واستفاق الأنام مما عراهم من ضلال الخضوع للأوثان
ورأى الناس في الرسول إمامًا يتحدى الخصوم بالبرهان
أشجع الخلق في الدفاع عن الـحق بعيد المدى قوي الجنان
عزمه ينسف الجبال فتنهار ذراها من عزمه في ثواني
فاقتفوا هديه بنى الملة الغـرا وسيروا في موكب الإسلام
واجعلوا من لقاكم اليوم تاريخ انبثاق للنور بين الأنام
فالدنا في فجيعة من ظلام سـاد دنيا الأنام بالآثام
وارفعوا شأن جمعكم فهو لا يهدف إلا إلى الإخاء والوئام
وادرسوا كل منسك ندب الله إليه في واضح الأحكام
واذكروا وحدة يمثلها اليــوم لباس الحجيج في الإحرام
والوقوف المهيب في ساحة الغفـران كم فيه من دروس عظام
إنها أبلغ الدروس ففي تنفيذ ما تحتويه نيل المرام
لو وعى المسلمون أسرارها اليوم لما كابدوا شقاء الظـلام
ولأضحوا رمز السعادة للإنسان في عالم الصراع الدامي
فاجعلوا الحج قوة لبناء عالمـي يحمي وجود السلام
ويقيم الحياة وِفق هدى الإسـلام في نهجه الفريد السامي
فحياة الإسلام أصفى حياة كم هوت في فنونها من نظام
غير أنا عشنا بعيدين عنها فغرقنا في حالك من ظلام
واستبدت بنا الخطوب وعشنا إسراء الشقاق والأوهام
هذه صرخة إليكم بني الدين فهبوا للبذل والأعمال
واهدموا واقع الشقاء أقيمـوا صرح مجد مشيد بالمعالي
وانفروا للجهاد من أجل دين هـو رمز النهى مثال الكمال
وانهضوا في صلابة في صمود واهدموا كل معقل للضلال
فسموم الإلحاد تسري بني الد ين وتمضي للفتك بالأجيال
وشعوب الإسلام لا تُدرك الأمر ولا تستفيق للأهـوال
مهد الانحلال للنكبة الكبرى فعمت وأذنت بالزوال
حسبنا الدرس في حزيران يكفي ما جنينا في حالكات الليالي
إنه الانحراف لولاه ما فاز يهود بما بنو من خيـال
واحسموا الداء وابذلوا كل جهد في جهاد بالنفس والأموال
وأطيحوا بواقع الذل والغصب وإلا منيتموا بالنكال
أین أحفاد خالد والمثنى؟ أین أعلام النصر والأبطال؟
لم لا يقتضي البنون هدي الآباء يا للضياع والإهمال
إن تركنا الإلحاد يسري وإسرائيل تمضي للفتك والاغتيـال
أرهقتنا الخطوب واستحكم الداء وعشنا في مخلب الأهوال
صنعاء اليمن
حسن بن يحيى الذاي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل