; استراحة المجتمع (1197) | مجلة المجتمع

العنوان استراحة المجتمع (1197)

الكاتب د. سعيد الأصبحي

تاريخ النشر الثلاثاء 23-أبريل-1996

مشاهدات 39

نشر في العدد 1197

نشر في الصفحة 64

الثلاثاء 23-أبريل-1996

• «إنما هي أعمالكم»

الإنسان الذي يراقب ربه، سينجح في عمله، ويوفق في سلوكه، ويسدد في تصرفاته، فهو كثيرًا ما يتلو قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق: 18)، يلازمه ويراقبه، ويحصي عليه عمله ويسجله، فيورث هذا في نفسه الخشية، ويحثه على العمل الصالح، فيبقى في طاعة ربه مستمرًا، وعن نواهيه منزجرًا، إلى أن يقبض الله روحه، ويحاسبه على ما قدم.

ويتسابق المتسابقون في ميادين العمل الصالح، والبر والطاعة حتى يرهقوا من بعدهم، فهذا الإمام أحمد- رحمه الله- يقول عنه يحيى بن معين: «أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد بن حنبل، لا والله، ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد بن حنبل، ولا على طريقة أحمد بن حنبل»، ويشاركه في هذا الميدان العابد الزاهد بشر بن الحارث في التنافس لنيل رضا الله وكسب ثوابه.

حتى جاء محمد بن مصعب العابد ليفصل بين الإمامين المباركين، فقال: «لسوط ضرب به أحمد بن حنبل في الله أكبر من أيام بشر بن الحارث»، فتعقب الإمام الذهبي رحمه الله، واستدرك كلام محمد ابن مصعب فقال: «بشر عظيم القدر كأحمد، ولا ندري وزن الأعمال، إنما الله يعلم ذلك».

وهكذا يرشدنا هذا الإمام المبارك إلى أن المفاضلة إنما هي بالعمل الصالح، الذي لا يعلم قدرها إلا الله.

فكل من الإمام أحمد بن حنبل، وبشر ابن الحارث، على جلالة وقدر، ولكن العمل هو الذي سيحكم، وما ذاك إلا عند الله ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (الأحقاف: 19).

فرحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، وعرف قدر غيره، وسأل ربه التوفيق... والله العليم بالحال والمآل.

عبد العزيز محمد التهامي- السعودية

 

• مواقف

بكت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ذات يوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك؟» فقالت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟

فقال عليه الصلاة والسلام: «أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدًا، عند تطاير الكتب حتى يعلم كل إنسان أيؤتي كتابه بيمينه أم بشماله، وعند وضع الميزان حتى يعلم أيخف أم يثقل، وعند الصراط حتى يعلم أيجوز أم يسقط».

 

• أعظم الناس أجرًا

خرج رسول  الله صلى الله عليه وسلم يومًا على أصحابه فقال: «أي الخلق أعجب إليكم إيمانًا؟» فقالوا: الملائكة، قال: «وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم» قالوا: فالأنبياء؟ قال: «وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم» قالوا: فنحن، قال: «وما لكم لا تؤمنون ورسول الله بين أظهركم»، قالوا: فمن؟ فقال: «قوم يأتون من بعدي يجدون كتابًا بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم أجرًا».

هدى إسماعيل الحلو- جدة- السعودية

 

• رب

﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (الصافات: 100).

﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (آل عمران: 38).

﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (الأنبياء: 89).

﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي (القصص: 16).

* ﴿ رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ ( طه: 114)

﴿رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون: 118).

﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (القصص: 24).

﴿رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (العنكبوت: 30).

﴿رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (القصص: 21).

﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (إبراهيم: 35).

محمد بن عوض الرحماني- السعودية

 

• الخوف

قال يزيد بن الكميت: كان أبو حنيفة- رضي الله عنه- شديد الخوف من الله تعالى، فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة في العشاء الأخير سورة «إذا زلزلت» وأبو حنيفة خلفه، فلما قضى الصلاة وخرج الناس، نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يتذكر ويتنفس، فقلت: أقوم، حتى لا يشتغل قلبه بي.

فلما خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه إلا زيت قليل، فجئت وقد طلع الفجر، وهو قائم، وقد أخذ بلحية نفسه، وهو يقول: «يا من يجزي بمثقال ذرة خير خيرًا، ويا من يجزي بمثقال ذرة شر شرًا، أجر النعمان عبدك من النار، ومما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك».

قال: فأذنت، وإذا القنديل يزهر، وهو قائم، فلما دخلت قال لي: تريد أن تأخذ القنديل؟

قلت: قد أذنت لصلاة الغداة.

فقال: اكتم علي ما رأيت.

وركع ركعتين، وجلس حتى أقمت الصلاة، وصلى معنا الغداة على وضوء أول الليل.

حمد عبد الله العجمي- الكويت

 

• من أعلام المسلمين

• البخاري (194- 256هـ)

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد الله البخاري، حبر الإسلام، والحافظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في بخاري، ونشأ يتيمًا، وكان حاد الذكاء، مبرزًا في الحفظ.

رحل في طلب الحديث، وسمع من نحو ألف شيخ بخراسان، والشام، ومصر، والحجاز، وغيرها، جمع نحو «600.000» ستمائة ألف حديث، اختار مما صح منها كتابه «الجامع الصحيح» الذي هو أوثق كتب الحديث، وله أيضًا «التاريخ» و«الضعفاء»، و«الأدب المفرد» وغيرها.

• الذهبي (673- 748هـ)

هو محمد بن أحمد بن عثمان ابن قايماز أبو عبد الله شمس الدين الذهبي، تركماني الأصل من أهل دمشق، شافعي، إمام حافظ مؤرخ، كان محدث عصره، سمع عن كثيرين بدمشق، وبعلبك، ومكة، ونابلس، برع في الحديث وعلومه، وكان يرحل إليه من سائر البلاد، وكان فيه ميل إلى آراء الحنابلة، ويمتاز بأنه كان لا يتعدى حديثًا يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلال إسناد، أو طعن في روايته.

من تصانيفه «الكبائر»، و«سير أعلام النبلاء»، و«تاريخ الإسلام».

• الجصاص (305- 370هـ)

هو أحمد بن علي أبو بكر الرازي المعروف بالجصاص من أهل الري، من فقهاء الحنفية، سكن بغداد ودرس بها، نفقه الجصاص على أبي سهل، الزجاج، وعلى أبي الحسن الكرخي، وتفقه عليه الكثيرون، وانتهت إليه رئاسة الحنفية في وقته، وكان إمامًا، ورحل إليه الطلبة من الآفاق.

خوطب في أن يلي القضاء فامتنع، وأعيد عليه الخطاب فلم يقبل...

من تصانيفه «أحكام القرآن»، و«شرح مختصر الطحاوي»، و«شرح مختصر شيخه أبي الحسن الكرخي».

موسى راشد العازمي- الكويت

الرابط المختصر :